غيرت جلدها وباعت مبادئها.. هكذا وصف ناشطون تطبيع السعودية مع الأسد

12

طباعة

مشاركة

أشعلت الاستدارة السعودية نحو النظام السوري غضبا كبيرا جراء تغير موقف المملكة من تجريم المتسبب بقتل وتهجير شعبه إلى زيارته والاحتفاء به والتطبيع معه.

وزار وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، العاصمة السورية دمشق في 18 أبريل/نيسان 2023، والتقى رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وجاءت زيارة الوزير السعودي إلى دمشق بعد 12 عاما من القطيعة بين البلدين، وأعقبت زيارة مماثلة أجراها وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إلى جدة، في 12 أبريل.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية، نقلا عن بيان للخارجية، أن ابن فرحان بحث مع الأسد "الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا، وأمنها، واستقرارها، وهويتها العربية، وسلامة أراضيها، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق". 

وأثارت الزيارة السعودية لدمشق ولقاء ابن فرحان والأسد ومخرجاته، موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، إذ عّدوها خيانة وانبطاح وانهزام سعودي أمام إيران وأذيالها في المنطقة، مستنكرين أي محاولة لترقيع ذلك الدور بالزعم أن التحركات لمصلحة السوريين.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #السعودية، #فيصل_بن_فرحان، #التطبيع_مع_الأسد_جريمة، #لا_للتطبيع_ مع_الأسد، وغيرها، تبرأ ناشطون سعوديون معارضون لنظام الحكم بالمملكة من الخطوات الرسمية كافة المتخذة نحو الأسد.

فيما استنكر سوريون زيارة وزير الخارجية السعودي لدمشق، والذي سبقه إعادة العلاقات الرسمية والدبلوماسية بين الرياض وطهران في 10 مارس/آذار 2023، مؤكدين أن اتفاق السعودية مع إيران لن يجمد أذنابها من التلاعب بالمواثيق والعهود ولن يضمن إثناء بشار عن جرائمه.

وعد ناشطون كل من يمد يد العون والتضامن والتحالف مع الأسد ونظامه شريكا له في قتل السوريين وموغلا في دماء الشعب السوري، وعرضوا نماذج من الجرائم التي ارتكبها الأخير، معلنين تمسكهم بمطلبهم بإسقاطه ومحاسبتهم على جرائمه وليس تطبيع العلاقات معه.

تبرؤ سعودي

وتفاعلا مع الأحداث، عرض الكاتب الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، صورة لأهالي مخيّم اليرموك بدمشق يهربون من بطش وإجرام بشار الأسد، ودعا لإيصالها لابن سلمان (ولي العهد السعودي) الذي يصالح بشار والقول له "إن هذا ليس مشهدا سينمائيا عن كوارث نهاية العالم".

ورأى رئيس منظمة سند الحقوقية سعيد بن ناصر الغامدي، أن زيارة وزير الخارجية السعودي لسوريا تؤكد أن رجال الدول الأمنوقراطية بعضهم أولياء بعض، وأن الشعوب لا قيمة لهم.

وأكد الناشط عمر الزهراني، أن زيارة وزير الخارجية السعودي لدمشق ولقاءه الأسد، خطأ تاريخي جسيم ستدفع السعودية ثمنه قبل أن يدفع السوريون ثمنه.

وتبرأت الناشطة الحقوقية السعودية حصة الماضي، مما تفعله سلطات المملكة التي وصفتها بـ"المجرمة" ومصالحتها مع المجرم بشار الكيماوي.

وقالت: "لن ننسى الأرواح التي أزهقت والأعضاء التي بترت والعقول التي أذهبت والمعتقلات التي امتلأت بالأبرياء والأعراض التي انتهكت والعوائل التي هجرت وما خفي أعظم".

وعد الناشط السعودي المعارض علي عسيري، زيارة وزير الخارجية السعودي لدمشق "خطوة سياسية فاشلة وغير مجدية وتصرف مخزي"، متسائلا: "هل تتوقع أن يرحب بالزيارة 13 مليون سوري نازح، 6 ملايين لاجئ، نصف مليون قتيل؟"

غضب سوري

وأعرب ناشطون سوريون عن غضبهم الشديد من إعادة تأهيل الأسد وزيارة وزير الخارجية السعودي له.

وتساءل الإعلامي عمر مدنية: "هل مرت سيارة وزير الخارجية السعودي فوق حفرة التضامن بعد ردمها قبل ان يصل الى قصر بشار الاسد بدمشق؟!"

وحذر الصحفي السوري هادي العبدالله، من أن التاريخ سيذكر الدول التي طبّعت مع المجرم، وسيذكر أيضا الدول التي رفضت مصافحة قاتل مليون سوري، قائلا: "التاريخ عم يسجّل .. ونحنا ما بننسى".

وقال الباحث والصحفي المهتم بالقضايا الدينية والفكرية أحمد دعشوش، إن وزير الخارجية السعودي يزور أحقر سفاح في العصر الحديث، بدون مفاوضات ولا مطالبات ولا ممهدات، بل هدية مجانية تقدم للطاغية بعد نجاحه في البقاء على الكرسي، أما قتل الشعب وتدمير البلد فهذه مجرد أعراض جانبية لمقاومة "الفتنة".

وأدان السياسي السوري مصطفى سيجري، زيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق ولقاء "الإرهابي بشار الأسد"، في استفزاز متعمد لمشاعر السوريين المستضعفين، وإمعان في الخنوع أمام أدوات إيران القذرة.

واستنكر التجاوز على حقوق السوريين وعلى القرارات الدولية بما لا يليق بمكانة المملكة وواجباتها تجاه العرب والمسلمين.

واختصرت الإعلامية عالية منصور، ما جرى بالقول: "تم إخراج السوريين من الحضن العربي ليحل محلهم قاتلهم".

هزيمة السعودية

وصنف ناشطون كل من يطبع علاقاته مع الأسد بأنه شريكه في جرائمه بحق السوريين، مؤكدين أن زيارة بن فرحان لدمشق تعني هزيمة الرياض أمام طهران وتركيع الأخيرة لها.

ورأى الإعلامي علي الحسن، أن إعادة العلاقات السعودية مع نظام مجرم متهالك لا يستطيع أن يقدم أو يأخر حتى في مناطق سيطرته، لا يمكن أن يعد على أقل تقدير إلا خسارة المملكة حربها مع إيران في أكثر من جبهة.

وقال الأكاديمي رامي عزيز، إن من قتل مئات الآلاف وشرد الملايين في اليمن، من الطبيعي أن يلتقي ويدعم من قتل مئات الآلاف وشرد الملايين في سوريا.

وأكد أحد المغردين، أن من يضع يده بيد السفاح المجرم بشار الأسد الذي قتل أكثر من مليون سوري وهجر 14 مليون ودمر سوريا بالتعاون مع شركائه الروس والمجوس، هو شريك معهم.

وأعرب الصحفي أنس المعراوي، عن غضبه من الهيئة التي ظهر عليها الأسد وبن فرحان وبغضه للسعادة التي ارتسمت على وجوههما، قائلا: "ابتسم ايها الجنرال، هناك من يسعى كي تبتسم أكثر، ابتسم أيها السفاح فالكثير أصبحوا يقاسموك الإجرام".

ورأى الكاتب والصحفي اليمني عباس الضالعي، أن إيران نجحت في تركيع السعودية في كل المناطق التي كانت المملكة تدعمها.

وعلق الصحفي عبدالله الموسى، على صورة تجمع الأسد وبن فرحان، قائلا: "في أول زيارة سعودية رسمية لإيران بعد انقطاع العلاقات.. وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان يلتقي بمحافظ سوريا بشار الأسد".

وقال ساجد تركماني، إن التطبيع اليوم مع كلب إيران هو استمرار للتخبط والعمى الإستراتيجي لبعض العرب لن يقدم أو يؤخر، فهم يدركون أن ذيل طهران لا يملك ما يعطيه لهم لأنه ليس صاحب قرار أصلا وهو يدرك أنهم لن يستطيعوا نجدته وتحدي العقوبات الدولية عليه، وفق تعبيره.

تعويل مرفوض 

واستهجن ناشطون محاولة تلميع النظام السعودي لنفسه والترويج إلى أن زيارته لدمشق وإعادة العلاقات مع الأسد تستهدف مصلحة الشعب السوري، داعين إلى تقديم أدلة دامغة على ذلك بإطلاق سراح المعتقلين.

وقال الكاتب بسام جعارة: "إذا كان سفاح الشام يريد حلا سياسيا كما جرى البحث معه خلال زيارة وزير الخارجية السعودي، والسعودية تعلم أنه كذاب، فعليه فقط أن يثبت مصداقيته بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

وأكد الناشط السوري وائل عبدالعزيز، أن الحفاظ على وحدة سوريا وترابها وإعادة المهجرين وبسط الأمن ووقف إنتاج المخدرات وتهريبها وتحقيق الاستقرار في المنطقة يبدأ من رحيل نظام الكيماوي ومحاكمة رموزه وفرض كلمة الشعب السوري على بلاده وتقرير مصيرها. 

ووصف خطوة السعودية التطبيعية بأنها غبية سياسياً وخسيسة أخلاقياً، داعيا للتراجع عنها.

واستنكر الناشط ماجد عبدالنور، حديث الخارجية السعودية وكأنها وصي على السوريين، أو كأنها فاعلة في الملف السوري وهي التي تركته منذ عام 2016 وانسحبت لصالح إيران.

وأشار إلى أن الشرف الوحيد الذي كانت تمتلكه السعودية هو عدم مصافحة الأسد وقد فقدته الآن، لكن يُخشى أن يُعتقل معارضون سوريون على غرار ما حصل مع الحريري وإجبارهم على أمر ما.

وعدّ محمد أبو محمود، كل من يعول على حل "سياسي" تقوده السعودية أو طرف إقليمي أو عالمي لإنصاف المظلومين والاقتصاص من بشار الكيماوي وعصابته الإرهابية المجرمة، كمن يعول أن يأخذ بيده الشيطان إلى الجنة، قائلا: "لا يفل الحديد إلا الحديد."