متآمرة وشريكة.. سخط واسع من حفاوة استقبال الإمارات للأسد ورفض تعويمه 

12

طباعة

مشاركة

بعد باع طويل من زعم الإمارات الوقوف إلى جانب الشعب السوري في وجه نظام بشار الأسد، بسطت أرضها له للمرة الثانية منذ عزلته السياسية عقب ثورة 2011، وافترشتها بالسجاد ورفعت أعلامها وحشدت حرسها وفتحت قصرها لاستقباله في زيارته الرسمية.

زيارة الأسد للإمارات في 19 مارس/آذار 2023، رافقته خلالها زوجته أسماء ووفد وزاري، واستقبله لدى وصوله إلى مطار الرئاسة في أبوظبي رئيس الدولة محمد بن زايد، ثم توجّه إلى قصر "الوطن" لبدء المحادثات معا، بعدما أطلقت المدفعية 21 طلقة.

ويعد إطلاق الطلقات المدفعية خلال مراسم استقبال السياسيين والعسكريين والزعماء والقادة، بروتوكولا تعددت تفسيراته، إذ يرجح أنه تحية للضيف أو دليلا على حيازة القوة العسكرية، أو تأكيدا على معاني السلام والترحيب بالضيف وإعطائه الأمان الكامل.

وأيا كانت دلالات التصرف الإماراتي، فقد أثار موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، الذين صبوا جام غضبهم على نظام ابن زايد واتهموه بالتماهي مع الأسد منذ البداية والشراكة معه في قتل الشعب السوري.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #بشار_الأسد، #الأسد_مجرم_حرب، وغيرها، أعرب الناشطون عن غضبهم من مواصلة الأنظمة العربية تطبيع علاقاتها مع الأسد وإعادة تعويمه وتأهيله مرة أخرى واستقباله استقبال الزعماء نظيفي اليد. 

وذكر ناشطون بأن الأسد هو "سفاح الشام" الذي دمر سوريا وقتل واعتقل وهجر الملايين من شعبه وقصفه بالكيماوي وعد لهم مسالخ بشرية، ودفنهم أحياء، مؤكدين أن الدول العربية المطبعة معه "لن تستطيع تلميع صورته وتبييض وجهه ومحو سجله الإجرامي لإعادة تأهيله".

رفض واستنكار

وتفاعلا مع الأحداث، عقب الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، حذيفة عزام، على صورة مصافحة ابن زايد للأسد، قائلا: "ما يزال بيننا من يصدق أن هناك محور تطبيع ومحور مقاومة"

وأضاف "هناك أنظمة وهناك شعوب ولا شيء غير ذلك". 

وأكد عزام أن "الأنظمة تحركها المصالح وتحكمها السياسات التي لا تعترف بدين ولا بمبادئ ولا بثوابت، أما الشعوب فقليل منها يعبد الأنظمة والأغلب الأعم منها يحتكم إلى الدين والمبادئ والثوابت".

وعلق آخر على الصورة ذاتها، متسائلا: "كيف لممانع أن يلتقي بمطبع؟ وكيف للإمارات التي كانت تنادي بإسقاط نظام بشار بسبب ظلمه للشعب السوري أن تكون في طليعة الجوقة التي ستعيد تدويره؟".

وقال عمار آغا القلعة: "لم يعد لدينا ما يمكن به وصف الأنظمة العربية.. فقد تجاوزت كل قيعان السفالة والانحطاط وانعدام الشرف والضمير".

وأشار الصحفي السوري، قتيبة ياسين، إلى أن الأسد بقوله لابن زايد: "لن ننسى موقف الإمارات معنا خلال الحرب"، يكشف بغبائه المستور لمن يشك بأن الإمارات كانت تموّل قتل السوريين.

إجرام إماراتي

وأعرب ناشطون عن سخطهم على الإمارات وعدوها شريكة للأسد في إجرامه، مستنكرين الاستقبال الحافل له.

كما تساءل الباحث والناشط المهتم في شؤون الخليج السياسية، فهد الغفيلي: "إن لم يكن ابن زايد هو السبّاق بالخيانة واستقبال السفاح والابتسام بوجهه... فمن سيكون غيره؟!"

واستنكر سيف الحموي، استقبال الإمارات للأسد كبير تجار المخدرات العالميين ومنتجي حبوب الكبتاغون والمستهدف الحصري بقانون الكبتاغون الأميركي، استقبال الزعماء الفاتحين، وهو الذي يتفنن بتهريب الحبوب المخدرة لدول الخليج.

وسخر الإعلامي عمر مدنية، من طريقة استقبال ابن زايد للأسد، قائلا إن "من شاهده وشبيحته وهم يستقبلون المجرم بشار بهذه الحفاوة يعتقد للحظة أنه قادم من معركة تحرير الجولان من إسرائيل". وعرض محمد أبو محمود، صورة استقبال ابن زايد للأسد، متسائلا: "أين أيتام الإمارات ومن يقتاتون على رز شيطان العرب ابن زايد وتعليقاتهم النارية على هذه الصورة؟؟!"

وأضاف: "بن ناقص يستقبل سفاح العصر بشار الكيماوي استقبال الأبطال لأنه يؤدي مهمة قتل المسلمين على أكمل وجه، اللهم مزق ملكهم واجعلهم عبرة ومثلا كل جبار عنيد".

وأكد الكاتب الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أن "الأسد مجرم حرب، ومن يستقبله ويعيد علاقاته معه ومع نظامه مجرم أكثر منه".

واستنكر قول ابن زايد الذي وصفه بعدو العرب، للسفاح الأسد "غيبتكم طوّلت اشتقنالكم"، قائلا: "غيبته طوّلت لأنه كان مشغولا في قتل وتهجير أبناء شعبه، وتهيئة البيئة المناسبة لإيران لكي تستوطن بجيشها ومخابراتها بالقرب منكم يا ......".

ووصف مالك ملاك، كل من يستقبل السفاح القاتل الأسد بأنه "ساقط أخلاقيا ودينيا وإنسانيا"، مذكرا بأن "مليون شهيد قتلوا على أيدي هذا السفاح الحقير بشار، وحقوق هؤلاء الشهداء أصبحت عهدا عند الله". وقال الباحث الرئيسي في مركز جسور للدراسات، فراس فحام: "لا توجد جهة دولية تجلس مع الأسد أو تستعيد العلاقات معه من أجل مصلحة السوريين، ولا بهدف إنجاح أي مبادرات للحل".

وأوضح أن "المسألة مرتبطة بمصالح الدول، وتغيرات في تقديرها لهذه المصالح، والتفاوض يتم فقط حول تغيير سلوك الأسد تجاه الدول التي تتحاور معه".

وكتب عضو مجلس القبائل ورئيس الهيئة السياسية لمحافظة الرقة، ناصر حمود الفرج: "بشار أوسكبار في زيارة إلى دولة المؤامرات العربية المتحدة، هذا المجرم الذي دعم كل المليشيات من أجل زعزعة أمن الخليج (..) وكل دول العالم تشهد على إجرامه في صور قيصر ومجزرة التضامن والكيماوي في الغوطة وجسر الشغور".

وتابع: "اليوم يزور دولة المؤامرات وهو مبتسم وفرح بلقاء شقيقه الشيطان ابن زايد".

دفاع ونفاق

وأثار دفاع الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، عن استقبال بلاده للأسد، استياء واسعا بين الناشطين، ودفعهم لاتهامه بالنفاق والتطبيل لابن زايد وتذكيره بآرائه السابقة عن رئيس النظام السوري، وجرائمه بحق شعبه.

عبدالله قال في تغريدة على حسابه بتويتر، إن "الإمارات لا تحتاج تبرير قراراتها السيادية النابعة من مصالحها الوطنية لأحد ولا تحتاج لتبرير من تستقبل من رؤساء وزعماء يتوافدون إليها كسبا لصداقتها وتقديرا لمصداقيتها".

وأضاف أن "استقبال بلاده بشار يقع في هذا البند خاصة بعد أن أكد النظام السوري أنه جاء ليبقى مهما كانت التحفظات عليه".

وردت الكاتبة عالية منصور، على عبدالله، قائلة: "قتل نص مليون إنسان وتسميها تحفظات؟؟ مؤسف يا دكتور أن مصداقيتك كإنسان هي ما تحتاج لتبرير". ونشر سهيل المصطفى، صورة لتغريدة عبدالله مع أخرى سابقة له يقول فيها "ليت الضربة الأميركية ضد مطار الشعيرات وجهت للقصر الجمهوري وقضت على السفاح بشار الذي أمر باستخدام السلاح الكيماوي والذي قتل 600 ألف سوري"، قائلا إن "الصورة أبلغ من الكلام". ورأى إسماعيل الصياح، أنه "لا غرابة إن غيّر الأكاديمي عبد الخالق عبد الله مواقفه حسب ما تقتضيه مصالحه الشخصية! فهذا وأمثاله ما هم إلّا أبواق للسلطة التي هم ذَنَبٌ لها".

وأضاف أن "الثبات على الحق لا يحسنه إلا الرجال الذين إن قالوا فعلوا، وكانوا مستعدين لدفع الثمن ولو كان الثمن الدم والألم".

وقال الناشط السوري أسامة أبو زيد، لعبدالله: "بالتأكيد لا تحتاجون إذنا على الاحتفال بمجرم، في المقابل لا نحتاج إذنا للرد أو للتعبير عن سخطنا واشمئزازنا من أي نشاط أو تحرك لدعم هذا المجرم وتعويمه، رغم يقيننا التام أنه ليس هناك من قوة في الأرض تستطيع ذلك، ويقيننا التام بأن الشعب السوري سينتصر وسيحاسب كل من دعم القتلة". وعلق أستاذ الاتصال السياسي، أحمد بن راشد بن سعيد، بسرد أبيات من الشعر، قال فيها: "إنّ السيادةَ أن تكونَ أصيلا لا خادماً للمجرمين عميلا.. تغدو السيادةُ لعنةً إنْ باسمها آخيتَ في التطبيع “إسرائيلا".

وتابع: "يا شامُ ألفُ تحيّةٍ لولاكِ ما كشفت ملايينُ الورى التمثيلا.. لم يُجدِ ما حشدت “سِكايُ” من الفِرَى عند الحقيقةِ والذكاءِ فتيلا.. الوعيُ يا ابنَ النّقصِ فينا زائدٌ…"

تعويم الأسد

وأعلن ناشطون رفضهم القطعي لأي محاولة لتعويم الأسد وإعادة تأهيله والتطبيع معه، مؤكدين أن أي دولة لن تستطيع مهما فعلت أن تسقط عنه جرائمه، أو تطهر آثامه، وأنهم سيدفعون ثمن أفعالهم.

وأشار السياسي المعارض، خالد خوجة، إلى إن حكام الإمارات يلوكون جملة المحيط العربي بابتذال كذريعة لتعويم ذيل الكلب -يقصد بشار الأسد-، قائلا: "في الواقع هو محيط الديكتاتوريات العربية التي صرفوا أموال الأمة على تثبيتها لتبقى المنطقة بين فكي كماشة إسرائيل وإيران".

وتساءل الصحفي محمد أبو الهدى الحمصي، عن الفائدة من زيارة الأسد إلى سلطنة عمان والإمارات وغيرهم من الدول؟ هل لإظهار أن علاقتهم معه لم تنته؟".

وأضاف: "أما بخصوص عودته إلى الجامعة العربية فعليا إن حصلت ستكون بكل تأكيد بلا فائدة، فإعادة الإعمار في سوريا ممنوعة والعقوبات على نظامه مازالت قائمة ولن نتوقف عن ثورتنا".

ولفت عقيل عبدالرحمن العكيدي، إلى أن "سياسة نظام الحكم في دويلة الإمارات تعمل على تعويم النظام السوري المتهالك الذي لا يقوى على تأمين مقومات الحياة في مناطق سيطرته، محذرا من أن لعنة الشعب السوري ستحل على الحكم في الإمارات التي تدعم أنظمة الظلم". وقال المصور السوري أنس علاوي: "تحاول الإمارات جاهدة تعويم الأسد ولكنها لن تصل لنتيجة ولن تغير من عزلته ولن نستطيع محو تاريخه الأسود، لأن حجم الإجرام الذي ارتكبه بشار بحق السوريين يُعجز كلّ مجرمي العالم على إعادة تدوير هذه النفايات".

ونشر الناشط علاء الدياب، صورة للأسد وخلفه صور مقتبسة من جرائمه، مؤكدا أن "المجرم السفاح سيبقى معزولا في جحره كالضَّبِّ الخائف من السَّيل المنحدر، وستلاحقه كل قطرة دم سفكها بغير حق". 

وأضاف أن "المستبدّين إخوة في الرضاعة، أرضعتهم كلبة من لبنِها؛ ممزوجا بالظلم والغش والكذب والخيانة والخداع، والسفالة والرذيلة والطغيان".

وكتب الناشط أبو توفيق الديري: "كثورة سورية نرفض الخطوة الإماراتية في استقبال المجرم بشار ونرفض أي تطبيع معه وعليهم أن يحترموا القانون الدولي في القرار 2254 الذي نص على اعتقال المجرم ومحاكمته".

وقال الديري: "هذا التدخل مسيء جدا لشهدائنا ولسنوات من القهر والظلم من قبل هذا المجرم وشريكيه في الإجرام إيران وروسيا".

وأكد الكاتب والصحفي السوري، أحمد موفق زيدان، أن "الذين يساعدون القتلة المجرمين في الشام الطهور سيدفعون الثمن باهظا، كما دفع الغرب ثمن تواطئه وصمته لتدمير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المدن الشامية".