تحقيقات حديثة.. لماذا تتجسس أميركا وأوروبا على المسلمين لديها؟

12

طباعة

مشاركة

برغم ادعاء حكومات الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية التعايش مع الإسلام ومحاربة الإسلاموفوبيا، يشكو المسلمون من استمرار ملاحقتهم واستهدافهم عبر التجسس والمراقبة والتحريض بذريعة "مكافحة الإرهاب".

آخر هذه الممارسات العدائية نشرها موقع "كاونتر بانش" (Counterpunch) الأميركي في تقرير بعنوان "التجسس على المسلمين خير.. التجسس على المسيحيين سيئ"، يرصد فيه وينتقد بشدة هذه المعايير المزدوجة.

ذكر في 24 فبراير/شباط 2023 وقائع تبين أن الجهات الأمنية والإعلامية تتعامل مع المجموعات الدينية الأميركية المختلفة، خاصة المسلمين، بـ "ازدواجية عدائية معيبة"، فتعد المتطرفين المسيحيين غير إرهابيين ولا يجب التجسس عليهم.

بينما في المقابل تعد التجسس على المسلمين "أمرا مفيدا وضروريا ولا يجب أن يُنظر له على أنه يشكل أي خرق لحقوقهم وخصوصيتهم".

تزامن هذا مع كشف صحيفة "الغارديان" البريطانية 25 فبراير 2023، مجموعة من الوثائق المُسربة التي تشير إلى مجموعة سرية داخل البرلمان البريطاني تقود حملات ضد المسلمين بالتعاون مع ناشطين من اليمين المسيحي المتطرف.

أوضحت أن هذا التجسس يجري منذ أكثر من عقد، وأن هذه المنظمة (تُسمى مجموعة القضايا الجديدة) تضم زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة السابق مالكولم بيرسون ونائب رئيس مجلس اللوردات السابق من حزب المحافظين البارونة كوكس.

مراقبون يرون أن استمرار التجسس على المسلمين والتحريض ضدهم في أميركا وأوروبا له جذور دينية تمتد لعداء التيار الإنجيلي المتطرف في الولايات المتحدة ومؤيدي أفكار الحروب الصليبية في الغرب خاصة بريطانيا وفرنسا.

آخرون يربطون الأمر بالتفوق الكبير الذي حققه مسلمو الغرب في المجالات المختلفة بعدما انخرطت الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين في الحياة السياسية وحققوا نجاحات، أثارت حنق متطرفين غربيين ضدهم.

وعقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 (تفجير برجي التجارة العالميين) وما تلاها من موجة كراهية قوية معادية لهم في أميركا اختار كثير من المسلمين المشاركة في السياسة بشكل أكثر فاعلية من أجل فضح الصور النمطية ومحاربة الكراهية.

عززوا الاندماج الاجتماعي والمشاركة المدنية، وهو ما انعكس على حياتهم في شكل انتصارات مهمة في الانتخابات، وآخرها النصفية الأميركية 2022.

لماذا التجسس؟

بحسب ما كشفه موقع "كاونتر بانش" Counterpunch السابق الإشارة إليه، ترى تلك الأجهزة الاستخباراتية والوسائط الإعلامية الأميركية أن التجسس على المسلمين "أمر حميد ومقبول"، بسبب الصورة النمطية المبنية عنهم كـ "متطرفين"، وفق زعمهم.

لكنها في المقابل، تجد هذا التجسس "تصرفا سيئا مرفوضا" إذا طال المسيحيين، وفق المقال، لأن المسيحي المتطرف (الإنجيلي الأبيض) في العرف الأميركي يعده البعض "وطنيا" أو "باتريوت"، ولا يوصف كمتطرف ديني، وفق "كاونتر بانش".

الموقع أوضح كمثال أنه جرى ضبط متطرفين مسيحيين في فرجينيا وفتح مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقا حول هذا التيار الذي يمثله "أنصار الكاثوليك التقليديين الراديكاليين" وعلاقاتهم المحتملة بــ "الحركة القومية البيضاء اليمينية المتطرفة".

لكن وسائل إعلام يمينية ومنظمات مسيحية انتفضت للدفاع عن هؤلاء المتطرفين المسيحيين وانتقدت السلطات الأميركية، فاعتذر مكتب المباحث الفيدرالية لهؤلاء لأنه تجسس عليهم ليكشف جرائمهم.

بالمقابل، طالب نفس الإعلام الأميركي اليميني بمراقبة والتجسس واسع النطاق على المجتمعات المسلمة بدعوى "مكافحة التطرف الإسلامي"، وفق تعبيره.

القصة هنا كما يؤكد موقع كاونتر بانش ترجع لحالة العداء التي يكنها أميركيون للمسلمين منذ هجمات 11 سبتمبر بفعل الصورة النمطية التي جرى ترويجها عنهم كمتطرفين وعنيفين.

وقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة "رايس" 30 يونيو/حزيران 2022 أن المسلمين في الولايات المتحدة أكثر عرضة بخمس مرات لمضايقات الشرطة بسبب دينهم مقارنة بالديانات الأخرى.

ويقول "أرجون سيثي"، وهو محام في واشنطن وناشط في مجال الحقوق المدنية والاجتماعية في مقال بموقع سي إن إن في 26 فبراير 2014 إن "التجسس على المسلمين في أميركا أصبح قانونيا عقب هجمات 11 سبتمبر".

أوضح أن المسلمين هناك خسروا حقا من حقوقهم والمتمثل بـ "الخصوصية" بعد أن أصدر قاض فيدرالي في نيوجيرسي، عام 2012 قرارا بأن مراقبتهم بوسائل لا تثير الشكوك "مسموح بها وفقا لدستور الولايات المتحدة".

حذر من أن العديد من المسلمين في نيويورك "يعيشون تحت مظلة الخوف، ليس لأن لديهم ما يخفونه ولكن لأنهم يريدون أن يتركوا بسلام دون أن يراقبهم أحد وهم يصلون أو ترتدي نساوهم الحجاب".

وبحسب تقرير مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية "كير" للنصف الأول من عام 2021، وقعت أكثر من 500 حادثة معاداة للإسلام في الولايات المتحدة في ستة أشهر فقط، أي بمعدل قرابة ألف حادثة سنويا.

وتزايد العداء والتمييز ضد المسلمين عام 2021 الذي شهد ارتفاعا حادا في حوادث التعصب ضدهم في أميركا وتصاعد الإسلاموفوبيا العالمية عموما.

ودفع هذا 25 نائبا بالكونغرس بينهم ثلاثة مسلمون، للتوقيع على وثيقة في 23 يوليو/تموز 2021 تطالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بتعيين "مبعوث خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا".

ويوضح "آري بول" في مقاله بموقع "كاونتر بانش" إن المشكلة تكمن في أن العديد من وسائل الإعلام اليمينية التي انتقدت مراقبة المسيحيين المتطرفين هي نفسها التي أيدت ما تفعله أجهزة إنفاذ القانون من رقابة واسعة النطاق على المجتمعات المسلمة. 

فقد زعمت مجلة "ناشيونال ريفيو" 26 مارس/آذار 2016 أن مراقبة المجتمعات المسلمة لا غنى عنها لدحر الإرهاب"، وانتقدت حديث المسلمين عن أن "الشريعة الإسلامية هي القانون الحتمي"، لكنها رفضت مراقبة جماعات مسيحية متطرفة.

أيضا أشادت هيئة تحرير صحيفة "نيويورك بوست" 28 نوفمبر 2019، وهي جزء من إمبراطورية روبرت مردوخ الإعلامية اليمينية المتطرفة، إلى جانب فوكس نيوز بدعوات مراقبة المسلمين دون المسيحيين المتطرفين.

لذا يرى "آري بول" أن "المعايير المزدوجة لوسائل الإعلام اليمينية تجعل الدين المسيحي عنصرا مقدسا والدين الإسلامي عنصرا مشبوها".

وسبق أن كشفت صحيفة واشنطن بوست في يناير/كانون الثاني 2022 عن تفاصيل عملية تجسس تعرض لها مركز العلاقات الأميركية الإسلامية (كير).

وطالبت أكثر من 80 منظمة إسلامية الحكومة الأميركية حينئذ بالتحقيق في تجسس "المشروع الاستقصائي حول الإرهاب"، على المسلمين، بحسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

كما كشف خلال السنوات الأخيرة عن استخدام السلطات الأميركية عددا من التطبيقات للتجسس على المسلمين في الولايات المتحدة وحذر من أنها تعرض خصوصيتهم للخطر.

عداء أوروبي

الوثائق المُسربة التي كشفتها صحيفة "الغارديان" البريطانية 25 فبراير 2023، تحدثت عن دور مجموعة سرية داخل البرلمان البريطاني في قيادة حملات ضد المسلمين بالتعاون مع اليمين المتطرف منذ أكثر من 100 عام صادمة.

ليس لأن هذه المجموعة السرية، التي تفعل هذا تضم متطرفين دينيين بريطانيين، ولكن لأنها تضم سياسيين بريطانيين مشهورين لهم باع في معاداة الإسلام مثل البارونة كوكس نائب رئيس مجلس اللوردات السابق عن حزب المحافظين.

التحقيق الذي أجرته منظمة أمل لا كراهية (Hope not Hate) البريطانية، ونقلته الغارديان، كشف عن "جهود كبيرة لقيادة حملة مستمرة ضد المسلمين في المملكة المتحدة".

تبين أنهم يعملون على إثارة المخاوف من الإسلام في بريطانيا، عبر ترويج الصور النمطية السيئة والمصطلحات الخطابية التي تصف المسلمين بأنهم "غرباء" و"غير متحضرين".

بل إنهم يؤمنون أن الإسلام ليس دينا بل "نظام سياسي يريد تحقيق الهيمنة على بريطانيا"، وفق معتقداتهم.

الأكثر خطورة أن هذه المجموعة سعت للتأثير في السياسات الحكومية من خلال الترويج لمشاريع قوانين يجرى تمريرها وفقا لرؤية التيار المعادي للمسلمين. 

وقد أشار التحقيق إلى أن المجموعة البرلمانية المعادية للإسلام، حصلت على قرابة 112 ألف جنيه إسترليني (حوالي 134 ألف دولار أميركي) بين عامي 2012 و2014.

وفي 7 يونيو 2022، أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه موقع Hyphen أن 7 من كل 10 مسلمين في بريطانيا، يتعرضون لممارسات الإسلاموفوبيا في أماكن عملهم، بحسب وكالة "الأناضول" التركية.

وبحسب الاستطلاع، فإنه في الفترة بين 22 أبريل/نيسان 2022، و10 مايو/أيار من نفس العام، تعرض 44 بالمئة من المسلمين في بريطانيا لممارسات الإسلاموفوبيا.

وفي 25 مايو 2021 وجد تقرير أعده عضو حزب المحافظين "سواران سينغ" أن الحزب سجل 1400 شكوى بشأن 727 حادثة تمييز في الفترة بين 2015 وحتى 2020، ثلثاها تمييز ضد المسلمين (إسلاموفوبيا)، بحسب صحيفة "اندبندنت".

وضمن هذا العداء والتحريض الأخير كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني 3 مارس 2023 أن مسجداً في مدينة مانشستر تلقى موجة تهديدات بالعنف، وبالهدم و"ترحيل" أتباعه بعد اتهامه بإيواء منفذ هجوم جرى عام 2017.

وسبق أن تعرض المسجد لهجوم حريق في سبتمبر 2021 ويخشى رواده أن يعيد يمينيون متطرفون محاولتهم حرق المسجد.

وقد رصدت العديد من التقارير الغربية مراقبة غالبية الدول الأوروبية للمسلمين والتجسس عليهم.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2021 كُشف عن تكليف عدد من البلديات الهولندية شركة خاصة، للتجسس على الجاليات المسلمة في مناطقها، لكن تلك الشركة ركزت نشاطها داخل المساجد، حسب تقرير لموقع "لوكوريي إنترناسيونال" الفرنسي.

وحسب الموقع، أتبع هؤلاء المحققون الخاصون طريقة العمل كجواسيس داخل المساجد، وقد أثارت هذه القضية ضجة في أماكن العبادة المستهدفة.

 أورد التقرير أن 10 بلديات من أصل 39 طلبت خدمات هذه الشركة للتجسس على المسلمين.

وفي 2 مارس 2021 كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن الحكومة النمساوية ضغطت على المسلمين في السنوات الأخيرة بشكل متزايد عبر إصدار قوانين بزعم أنها "تهدف إلى تنظيم حياتهم" بعد مراقبتهم لسنوات طويلة.

وفي مطلع سبتمبر 2022 كشفت إذاعة "أوروبا 1" أنها حصلت على "مذكرة سرية من جهاز المخابرات الإقليمي الفرنسي المركزي" وُزعت على كبار المسؤولين وأعضاء الحكومة والعاملين في الرئاسة (الإليزيه)، تشير إلى تجسسهم على تصويت المسلمين في الانتخابات.

أوضحت أن المخابرات والرئاسة الفرنسية تجسست لمعرفة سبب تصويت 69 بالمئة من الناخبين المسلمين لصالح المرشح اليساري "جان لوك ميلونشون" في الانتخابات الفرنسية الرئاسية الأخيرة 10 أبريل 2022.

واستشهد التقرير بعدد من الشخصيات المسلمة في فرنسا، التي قادت تصويت المسلمين في الانتخابات الفرنسية عام 2022، جرى وصفهم في التقرير الأمني بأنهم "دعاة" أو "أئمة" تابعون لجماعة الإخوان.

عقدة التفوق

وفقا لتقارير غربية، هناك سببان للعداء للمسلمين في أميركا والغرب عموما، الأول له علاقة بتفوقهم أخيرا، والثاني يرتبط بالجذور التاريخية اللاهوتية المسيحية المعادية للإسلام.

مجلة "إيكونوميست" البريطانية أكدت في تقرير نشرته في ذكرى 11 سبتمبر عام 2021 أن شيطنة المسلمين في أميركا بعد هجمات 2001 لم تمنع من صعودهم وتحقيقهم إنجازات مهمة.

قالت إن الـ 20 عاما الماضية كان فترة ذهبية للمسلمين الأميركيين، فقد تضاعف عددهم إلى 3.5 مليون وزاد حضورهم في الحياة العامة وزاد عدد المساجد في مرحلة ما بعد 2001 إلى الضعف.

أوضحت أن المسلمين الأميركيين أكثر الأقليات الدينية تعلما، حيث تبلغ نسبة الأطباء منهم في ميتشغان 15 بالمئة مع أن عددهم لا يشكل سوى 3 بالمئة أو أقل من السكان.

أضافت: هناك أعداد من الفنانين والصحفيين والسياسيين المسلمين الذين ظهروا في السنوات الأخيرة ولا مسلمي نواب الكونغرس مثل رشيدة طليب وإلهان عمر، أول امرأة محجبة تنتخب فيه.

بخلاف أعداد لا تحصى من المسؤولين المسلمين الذين جرى انتخابهم في مجالس المدارس والحكومات المحلية، وكل هذا دليل على تزايد قوتهم بعد هذه الهجمات وتعزيز وجودهم.

ومعروف أن مسلمي أميركا فاز منهم في انتخابات عام 2020 قرابة 71 مسلما في مناصب نيابية وحكومية مختلفة.

كما حققوا رقما قياسيا جديدا في الانتخابات النصفية عام 2022 ونجح من إجمالي مرشحيهم الـ 146 قرابة 82 فائزا، منهم ثلاثة نواب بعضوية مجلس النواب (الكونغرس العام) و38 في برلمانات 23 ولاية أخرى.

وترى مراكز أبحاث غربية أن هناك علاقة بين التحريض وكراهية المسلمين في الغرب، وبين التاريخ الديني الصليبي المتعصب، وعداء التيارات المسيحية اليمينية المتطرفة لهم.

"مركز بيركلي" الأميركي أوضح في دراسة عن "مواجهة الإسلاموفوبيا المسيحية" في 24 مايو 2021 أن سبب عداء بعض الغربيين للمسلمين يرجع لنظرة المسيحيين الأوروبيين اللاهوتية منذ العصور الوسطى إليهم باعتبارهم "منافسون وزنادقة"، وفق تعبيره.

أوضح أنه لدى اللاهوتيين صورة نمطية ضحلة للإسلام لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، بما في ذلك المفاهيم القائلة بأنه عنيف ويعادي النساء.

كما أنهم ينظرون إلى الإسلام كتهديد لاهوتي كامن للمسيحية، لأن المسلمين يعتقدون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر رسول لله، وأن القرآن هو آخر الوحي، بينما المسيحيون "يعدون يسوع هو إعلان الله الكامل والنهائي".

وبجانب هذه العداوات اللاهوتية كانت هناك أخرى سياسية، تمثلت في صراع الإمبراطوريات الإسلامية في العصور الوسطى مع الممالك والإمبراطوريات المسيحية الأوروبية، وكانت للإمبراطوريات الإسلامية اليد العليا في هذا التنافس، وفق "بيركلي".

ولأن المسلمين كانوا أكثر تقدمًا ثقافيًا وعسكريًا خلال العصور الوسطى، نصب لهم الغربيون المسيحيون العداء.

وحين تبدلت أماكن الثروات وتغيرت بحلول القرن التاسع عشر، مع صعود الإمبراطوريات الأوروبية، بدأوا ينتقمون من البلدان الإسلامية في صورة حكم إمبريالي.

ولم يقتصر هذا العداء والصور النمطية اللاهوتية السلبية المتداولة عن المسلمين على المسيحيين الأوروبيين فقط، بل ورث نفس النمط المسيحيون الأميركيون وطوروه إلى الهيمنة على العالم عقب الحرب العالمية الثانية.

وبعدما كان العديد من المسيحيين الأميركيين ينظرون إلى "الشيوعية الملحدة" على أنها "العدو" والعقبة أمام الهيمنة الأميركية العالمية خلال الحرب الباردة، أصبحوا ينظرون إلى الإسلام والحركات الإسلامية كعدو بحلول نهاية القرن العشرين.

و"نتج عن ذلك مجموعة واسعة من السياسات الإقصائية والتمييزية في حقبة ما بعد 11 سبتمبر، من أنظمة التسجيل إلى المراقبة الحكومية والتنميط إلى حظر المسلمين" وفق دراسة مركز "بيركلي".

أكد أن "القادة السياسيين الأميركيين اعتمدوا على الخطاب اللاهوتي والسياسي للاستفادة من العداء الإنجيلي للبيض تجاه المسلمين والإسلام، ووصف الرئيس الأسبق جورج بوش الابن الحرب ضد العراق بأنها "حرب صليبية". 

أيضا زعم الجنرال ويليام بويكين أن المسلمين هاجموا أميركا لأنها أمة مسيحية، وشكل الإنجيليون البيض جزءًا كبيرًا من القاعدة السياسية لحكومة عازمة على غزو واحتلال البلدان تحت راية "الحرية" و "الديمقراطية"، وفق المركز.

وخلال حكم الرئيس السابق دونالد ترامب تصاعد عداء الإنجيليين البيض للمسلمين وزعم الأول أن "الإسلام يكرهنا" ليضمن دعمهم له.

وسبق لمركز الأبحاث البريطاني "open democracy" التأكيد في دراسة نشرها 23 سبتمبر 2015 أنه "في لغة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، يصفون التطرف كاختصار لعملية سياسية تشمل المسلمين فقط".

أوضح أن "المراقبة تستهدف المسلمين في الأساس، لكن أوروبا لا تجرؤ على الاعتراف بذلك".

لكن مراقبة المسلمين ونظام التجسس ليس في حقيقة الأمر سوى جزء واحد من آلة أمنية أو حرب مترابطة طورتها الدول الغربية لمحاربة ما تسميه "العدو المسلم".

وشدد المركز على أن مراقبة صانعي السياسة الغربيين للمسلمين تنبع من فكرة يعتنقونها عن أن المسلم "متعصب محتمل"، وفق زعمهم.