كفر صريح.. استياء واسع من دفاع شخصيات إماراتية بارزة عن البيت الإبراهيمي

12

طباعة

مشاركة

أعاد ناشطون تداول فتوى أصدرتها اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية بشأن ما يسمى "الديانة الإبراهيمية"، مما أثار جدلا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تجاه آخر خطوة إماراتية بهذا الصدد.

وخلصت اللجنة في فتواها التي صدرت منذ سنوات عديدة، وفق ما نقل ناشطون، إلى أن الدعوة إلى ما يسمى "وحدة الأديان" والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد، أمر خبيث ماكر، الغرض منه خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجر أهله إلى ردة شاملة.

نشر الفتوى جاء في أعقاب افتتاح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي سيف بن زايد آل نهيان، ومعه وزير التسامح والتعايش، نهيان بن مبارك آل نهيان، ما يسمى بـ "بيت العائلة الإبراهيمية"، في العاصمة أبوظبي، بحضور قيادات دينية "إسرائيلية" متطرفة في فبراير/شباط 2023.

مرفوضة شرعا

وقالت اللجنة إن الدعوة إلى وحدة الأديان إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد، فترضى بالكفر بالله، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الشرائع.

وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعا، محرمة قطعا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع، وفق اللجنة.

وأكدت أنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد ﷺ نبيا ورسولا الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلا عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها.

وأضافت اللجنة أنه لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة: "بناء مسجد وكنيسة ومعبد" في مجمع واحد؛ لما في ذلك من الاعتراف بدين يعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كله، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة، محذرة من أن إقرار ذلك واعتقاده أو الرضا به كفــر وضلال.

ولم تلق الفتوى قبولا لدى مسؤولين وشخصيات إماراتية بارزة، إذ تهكم رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، علي النعيمي، عليها، مشيرا إلى أنها صدرت قبل 26 عاما، متهما المذكرين بها بالكذب والتدليس لخداع الأمة واختطاف عقول أبنائها ووصفهم بالمؤدلجين.

وزعم في تغريدة على حسابه بتويتر، أن مبادرة بيت العائلة الإبراهيمية رسالة للعالم لتعزيز قيم التعايش والمحافظة على السلم الاجتماعي وتحقيق السلام وترسيخ القيم الإنسانية التي أجمعت عليها الأديان السماوية بين البشر.

وأعاد الأكاديمي الإماراتي المقرب من النظام الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، نشر تصريحات النعيمي، قائلا: إنه لا وجود لما يسمى "الدين الإبراهيمي" ولا أحد بكامل قواه العقلية يبشر بديانة إبراهيمية جديدة، بل بيت العائلة الإبراهيمية الذي يدعو للحوار والتعايش بين أصحاب الأديان الثلاثة".

وأضاف: "شتان بين البيت الإبراهيمي كبادرة حضارية انطلقت من الإمارات لتعميق الأخوة الإنسانية والدين الإبراهيمي الذي لا وجود له سوى في عقول مريضة وخبيثة".

واتهم ناشطون الأكاديمي الإماراتي بالكذب وقلب الحقائق وتمييعها، ومحاولة تمرير قرارات النظام الإماراتي، والتلاعب بالعقول والاستخفاف بها من خلال المواربة في القول، مؤكدين أن البيت الإبراهيمي مقدمة لتمرير "الديانة الإبراهيمية" وفق أجندة صهيونية.

وأعادوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #البيت_الإبراهيمي، نشر فتوى لجنة الإفتاء السعودية واستندوا لها كدليل على تحريم الفعل الإماراتي بافتتاح البيت الإبراهيمي، صابين جام غضبهم على الرئيس الإماراتي محمد بن زايد.

وذّكر ناشطون بفتوى قديمة لعالم الدين السني الكويتي عثمان الخميس، أطلقها في يناير/كانون الثاني 2021، استنكر خلالها تأسيس ما يسمى البيت الإبراهيمي، ووصفه بأنه "كفر وجريمة".

"كفر وردة"

وتفاعلا مع الأحداث، أكد أستاذ العقيدة والفرق والأديان والمذاهب المعاصرة صالح حسين الرقب، أن الدعوة إلى الديانة الإبراهيمية أو البيت الإبراهيمي أو وحدة الأديان كفر وردة عن الإسلام الذي هو الدين الذي اختاره الله وهو دين كل الأنبياء بما فيهم إبراهيم عليه السلام.

وقال الكاتب عبد الوهاب الساري، إن قضية الديانة الإبراهيمية فضحت الكثير وأثبتت أن الشيخ عثمان الخميس هو عالمُ الأُمَّة وهو رُبان السفينة، وفق تعبيره.

وأكد أن هذا ليسَ مدحاً أبدا فلقد قالها مًدوية منذُ اللحظة الأولى إن الإبراهيميةَ كُفرٌ بالله العزيزِ الحكيم، ثم أتى (المُتأخرون ) بكلام بعيد عن المُباشرة وتقرير المواجهة.

وقال محمد أسيف، إن الدعوة إلى خلط ومزج الأديان الثلاثة في دين واحد تحت اسم "الإبراهيمية" أو "الدين الإبراهيمي" ليست أوهاما أو مصادرة لحرية الاعتقاد فحسب، بل هي كفر وإلحاد عند علماء الإسلام بالإجماع.

وأضاف أنه متى وجد عالم ينادي بالإبراهيمية فهو ينادي على نفسه بالردة!.

واستشهد حسن عبدالله الشهراني، بقول الله تعالى في الآيات 107، و108، من سورة التوبة: "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)".

فيما استشهد أحمد عبدالسلام، بقول الله تعالى في الآية 76 من سورة آل عمران: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"، وفي الآية 19 "إنَّ الدين عند الله الإِسلام".

كما استشهد بقول الله تعالى في الآية 85 من نفس السورة، "{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، مؤكدا أن الاعتراف بالبيت الإبراهيمي كفر قولا واحدا.

فتوى سعودية

وأثنى ناشطون على فتوى قديمة للجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية حول وحدة الأديان أو ما يسمى بالبيت الإبراهيمي.

وقال الكاتب رفيق عبدالسلام، إن الديانة الابراهيمية الجديدة التي تروجها الإمارات والتي تهدف منها الى تمرير مشروع التطبيع في المنطقة تصطدم بجدار سميك.

وأشار هنا إلى أن شيخ الأزهر (أحمد الطيب) قاطعها وهيئة كبار العلماء أصدرت فتواها تحت طلب (ولي العهد السعودي محمد) بن سلمان، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين استنكرها.

وأشاد أحد المغردين، بحسم المملكة قصة البيت الإبراهيمي أو الدعوة الإبراهيمية، بالتأكيد على أنها كفر ٌوردّة، قائلا "الحق يعلو ولا يُعلى عليه".

ولفت إلى فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية حول وحدة الأديان أو ما يسمى بالبيت الإبراهيمي، مضيفا: "ستظل المملكة للدين وللعروبة"، وفق قوله.

وأعرب حسن توكل، عن سعادته بأن اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية حسمت الجدل حول وحدة الأديان أو ما يسمى بالبيت الإبراهيمي الديانة الإبراهيمية التي أطلقتها الإمارات مؤخرا من خلال توحيد دين الإسلام واليهودية والنصارى وبناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد، قائلا: "بارك الله في مملكتنا".

وزّكى خالد بن فرحان، فتوى اللجنة الدائمة بالمملكة، قائلا: "كفو الحق يعلو ولا يُعلى عليه. تبي تطبع وتخدم الصهاينة والماسونية هذا شانك، لكن لا تفكر تقرب من الاسلام فهو خط أحمر".

"شيطان العرب"

وهاجم ناشطون ابن زايد ونعتوه بأوصاف عدة أبرزها شيطان العرب وأبو لهب وغيرها من الأوصاف الأخرى، واتهموه بدفع المشروع الصهيوني إلى التجسيد من خلال تأسيس البيت الإبراهيمي.

وأشار السياسي والحقوقي اليمني عبدالكريم عمران، إلى أن الدين الإبراهيمي الخليط الذي يبشر به محمد بن زايد، كفر صريح وردة عن الإسلام دين الله القويم الناسخ لكل الأديان.

ونعت المغرد عماد، الرئيس الإماراتي محمد بن زايد بـ"أبو لهب"، لافتا إلى أنه ارتدّ واخترع دينا جديدا سماه الإبراهيمية ومن ثم أعاد الوثنية والشرك إلى جزيرة العرب وبنى معابد للبقر.

وأشار أبو علاء، إلى أن البيت الإبراهيمي دين جديد أتى به شيطان العرب، قائلا: "بإذن الله كما جمعكم الله في هذا المجمع أن يجمعكم في الدرك الأسفل من النار".

وأكد أن هذا كفر صريح ليس بعده إلا النار، وبن زايد يدعوكم إلى الضلال والكفر، دعاء إلى النار، كما قال.

وأوضح مغرد آخر، أن فكرة البيت الإبراهيمي مستنسخة من فكرة الدين الالهي التي اخترعها سلطان المغول جلال الدين، سلطان الهند، قائلا إن من وضع تمثال بوذا على شارع الشيخ زايد واستقدم بقرة الهند المقدسة، ليس مستغرب أن يستقدم أفكار هندية قديمة.

واستنكر الصحفي عبدالحميد قطب، ترويج أبوظبي للديانة الإبراهيمية، قائلا: "لم تكتف الإمارات بحث الشعوب والأنظمة العربية على التطبيع مع إسرائيل لمحو جرائمها ضد الفلسطينيين وتذويب شعبها في شعوب المنطقة، بل جاءت بدين جديد (الديانة الإبراهيمية) لتذويب الإسلام داخل الديانات الأخرى وليكون التفوق فيها لاتباع هذه الديانات على حساب المسلمين".

وأكد علي أحمد الحتاوي، أن هدف الصهاينة من مشروع الديانة الإبراهيمية بمعاونة الإمارات هو الاندماج المجتمعي في الدول العربية والتغلغل فيها تحت غطاء الإبراهيمية، وتقبل الشعوب لهم باسم التسامح مع الأديان.

وعدّ حسن سعيد المعشني، تقريب الأديان ببناء معابد وكنائس وبيوت، من أعمال الشيطان لنشر الرذيلة واحتضان شتى أنواع الكفر والعصيان، ناصحا بأن التقريب يكون بنشر الإسلام والتمسك بمبادئ الشريعة الإسلامية السماوية.

وتساءل جنرال حايل: "الإمارات إلى أين؟ بيت إبراهيمي ومعبد للهندوس من أجل التعايش.. أي تعايش؟ من ذبح واحتل فلسطين غير اليهود؟ ومن ذبح المسلمين في العراق وباكستان غير النصارى؟ ومن ذبح المسلمين في الهند غير الهندوس؟ ومن ذبح المسلمين في بورما غير البوذيين؟ وينهم وين التعايش؟".