السيسي يحمل "القدر" مسؤولية سياساته الفاشلة.. هكذا رد عليه المصريون

12

طباعة

مشاركة

لم يلق خطاب رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفالية عيد للشرطة، قبولا لدى المصريين، إذ أصر على التبرؤ من المسؤولية عن تفاقم الأزمات الاقتصادية تارة بالإشارة إلى الزيادة السكانية، وأخرى بالإشارة إلى تأثر اقتصاديات دول كبرى بالظروف الحالية.

السيسي عمد إلى المراوغة خلال خطابه بمجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة في 23 يناير/ كانون الثاني 2023، بالزعم أن ما تمر به مصر من أزمات اقتصادية "قدر من الله سبحانه وتعالى وقد تستمر".

واستخدم السيسي "الإرهاب" مرة أخرى للخروج من المأزق بالإشارة إلى أنه تمكن من إنهائه بنسبة تقارب 100 بالمئة، داعيا العاملين في مجال الدراما إلى "إنتاج مسلسلات جديدة عن تضحيات رجال الشرطة".

وأضاف: "أقول للشعب المصري اصمد واصبر أمام الظروف الحالية، لأننا لم نصنعها.. الأوضاع الاقتصادية الراهنة وارد أن تستمر معنا لفترة، ويجب أن نصبر عليها، ونحن كدولة سنسعى ألا تكون ضاغطة على المواطنين".

وعقب خطاب رئيس النظام المصري، برزت ردود فعل غاضبة بين الناشطين على تويتر عبر تغريداتهم على وسوم عدة أبرزها #السيسي، إذ اتهموه ونظامه بالفشل في إدارة الدولة وإدخالها في نفق مظلم لا تستطيع الخروج منه. 

وأكدوا أن ما يسمى "الإرهاب" لم يكن موجودا قبل وصول السيسي إلى السلطة عبر انقلاب عسكري على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي، وإنما ظهر في عهده وهو مصنعه ومروجه لاستخدامه كفزاعة لاستمرار وجوده في الحكم وضمان عدم خروج الشعب عليه. 

وأشار ناشطون إلى أن السيسي استخدم الإرهاب حجة لتهجير أهالي سيناء ورفح والشيخ زويد، مستنكرين إصراره على مواصلة مسيرته دون تراجع أو اعتراف بالفشل، والتسبب في تفاقم معاناة الشعب وإفقاره وتجويعه، وتبرير الأزمات بالترويج لإنجازات خارقة وهمية. 

حقيقة الأقدار

واستنكر ناشطون زعم رئيس النظام المصري أن الظروف التي تمر بها مصر ليس هو السبب فيها وإنما هي "أقدار"، مذكرين السيسي بأوجه البذخ التي بدد عليه أموال وثروات مصر وتسبب في نكبتها الاقتصادية.

وقال رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان: "إذا حدث شيء جيد في مصر فهو بفضل إنجازاته وجهوده وهي البركة من الله، وإذا خربها وأفقرها وأغرقها في الديون فمش أنا السبب، دي أقدار؟!!".

وقال الناشط السياسي والحقوقي سام يوسف: "لا تظلموا الأقدار بل هي النوايا والأعمال والقرارات الخاطئة"، مشيرا إلى أن الاعتراف بالخطأ هو أول خطوات الإصلاح الحقيقي أما الهروب من تحمل المسؤولية وتحميل الأخطاء على الأقدار هو أسلوب لن ينجح أبدا لأن الشعوب تعلم الحقيقة.

واستهجنت المغردة أماني، استخدام السيسي كلمة "أقدار" للهروب من مسؤوليته عما تمر به مصر من أزمات وحملته كامل المسؤولية، مشيرة إلى تبديده الأموال على مشاريع فشخره دون دراسات جدوى، ونص مليار دولار طيارة رئاسية جديدة، كما قالت.

وأوضح المسؤول السابق في وزارة الصحة المصرية مصطفى جاويش، أن المواطن يعاني من القهر وهو يعيش على حافة الموت في مرحلة الخطر التي يبدو أن السيسي لا يدرك أبعادها ولا يعرف طبيعتها، أو يعرف ويدرك ولكنها لا تعنيه.

إرهاب السيسي

وسخر ناشطون من إعلان السيسي تنظيم احتفالية كبيرة في العريش ورفح والشيخ زويد بمناسبة نجاحه في القضاء على "الإرهاب" الذي يستخدمه كفزاعة منذ وصوله للسلطة لملاحقة الناشطين والصحفيين والكتاب ورجال الأعمال والاستيلاء على الأراضي وتصفية المعارضين. 

وتهكم الصحفي صلاح بدوي، قائلا: "استطعنا القضاء على الإرهاب بنسبة مائة بالمائة لان زيتنا في دقيقنا".

وأكد محمود علي محمود، أن معظم الإرهاب في سيناء ما هو إلا عبارة عن فرق كوماندوز تابعة للمخابرات الحربية حولها السيسي لفرق اغتيالات بأوامر من الموساد (المخابرات الإسرائيلية الخارجية) وتساعده على اعتقال ضباط المعارضة بالجيش والأجهزة الأمنية.

وأشار الصحفي عبدالحميد قطب، إلى أن السيسي استخدم الإرهاب طول الـ10 سنوات الماضية، والآن يعلن القضاء عليه.

واتهم المغرد أبو أنس، السيسي بصناعة الإرهاب، وقتل أبناء الجيش والشرطة، وشهداء رابعة والنهضة، والقابعين في السجون، مؤكدا أنه المستفيد الوحيد من القتل والدماء.

وسخرت مغردة أخرى، قائلة: "افرحوا ياجماعة -السيسي- قال إنه قضى على الإرهاب ولأنه هو اللي كان بيعمله عارف متى يتوقف".

تضليل فني

وقابل ناشطون توجيه السيسي لإنتاج مسلسلات قصيرة عمن وصفهم بـ"أبطال رجال الداخلية"، بسخرية واستهجان، وذكروه بفيلم "هي فوضى" للفنان الراحل خالد صالح الذي جسد فيه فساد وجرائم ورشاوي الشرطة.

وعلق الصحفي أحمد عبدالجواد على توجيه السيسي بإنتاج مسلسلات لتمجيد الشرطة، مذكرا بقول الله تعالى في سورة إبراهيم (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)، بالإضافة إلى قوله تعالى في السورة ذاتها (قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار).

كما ذكر بقول الله تعالى أيضا في سورة آل عمران (إنما نملي لهم ليزدادوا إثما)، وقوله في سورة لقمان (نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ)، مختتما بالتذكر بقول الله تعالى في سورة مريم (فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا).

وقال علاء مرسي: "ده بدل ما نعيد تأهيل الشرطة وانضباطهم لتطبيق القانون وبدل ضبط العلاقة بين المواطن والشرطة، كدة بالضبط احنا كمن يدهن منزلا آيلا للسقوط كي يشعر السكان بالاطمئنان".

وطالب أحد المغردين، بعمل مسلسل عن الضابط البطل الذي رفض دعاء أم مصرية على الداخلية، فغلى الدم في عروقه، وأخذ طفلها الرضيع وألقى به من الدور الثاني عقابا لها، قائلا: "برافوا يا مجرم".

ورد آخر على طلب السيسي، قائلا: "المليارات التي تُصرف لتزوير الواقع لو صُرفت على الواقع المصري لتغير.. فكفاية كذب وتدليس على الناس الطيبة لأن خلاص ريحة كذبك جايبة لغاية هنا".

ملف الديون

واستهجن ناشطون إشارات السيسي ضمن مبررات فشله الاقتصادي إلى وجود دولة كبيرة جدا يمكن ألا تستطيع سداد دينها الحكومي، وعدّوا ذلك بمثابة تلميح مبطن إلى عزمه التهرب من سداد ديون مصر.

وأوضح الإعلامي حمزة ذوبع، أن الدولة التي أشار إليها السيسي اسمها الولايات المتحدة الأميركية، وتقدم مساعدات عسكرية واقتصادية لمصر بـ1.2 مليار دولار سنويا، قائلا: "عيني عليك يا أمريكا مال بك الزمن وبيعايروك بديونك الداخلية".

وحذر الباحث السياسي تقدم الخطيب، من أن أخطر جملة قالها السيسي هي أن "فيه دول كبري تتخلف عن سداد ديونها"، متوقعا أنها قد تكون تمهيدا لتخلف مصر عن الأمر وإعلان إفلاسها.

وكتب أحد المغردين: "عشان نظام السيسي غرقها بالقروض ودمر الاقتصاد وفقر الشعب ووقت الدفع لا توجد سيولة لسداد الديون فالحل هو بيع الأصول، والآن تخطينا مرحلة الأصول فالحل هو بيع أمننا القومي زي سيناء وتيران وصنافير وحقول الغاز ونهر النيل والآن الدور على قناة السويس". 

وأوضح الصحفي أحمد عطوان، أن المشكلة التي تواجه مصر حاليا أسوأ مما مرت به إبان نكسة 1967 العسكرية، لأن المسؤول عن الهزيمة الاقتصادية الحالية لا يريد أن يعترف ويعلن مسؤوليته عن النكسة ولم يلوح عن التنحي ولم يلمح أو يعلن عودته إلى صفوف الجماهير، بل دفعه الجنون لتسويق الهزيمة أنها إنجازات وانتصارات.