"تصفية سياسية".. غضب واسع من أحكام قضاة الحوثي بإعدام 16 يمنيا

12

طباعة

مشاركة

في محافظة صعدة اليمنية، قضت محكمة حوثية متخصصة بـ"قضايا الإرهاب"، بإعدام 16 يمنيا وسجن 13 آخرين، في سياق متواصل من قرارات التصفية على خلفيات تتعلق بالحرب والسياسة.

وزعمت المحكمة أن حكمها الصادر في 17 ديسمبر/كانون الأول 2022، جاء نتيجة إدانة الـ16 قياديا وناشطا سياسيا من أبناء صعدة بالتخابر مع التحالف السعودي الإماراتي.

ويخوض التحالف المذكور حربا في اليمن منذ مارس/آذار 2015 ويصنفه الحوثيون بأنه "تحالف العدوان". وصعدة هي معقل مليشيا الحوثي المسلحة المدعومة من إيران ومركز انطلاقها، والمقر المفترض لوجود زعيمها عبد الملك الحوثي

وبدورها، دعت أحزاب يمنية مجلس الأمن الدولي إلى التدخل لوقف الأحكام الحوثية، بإعدام 16 معارضا، معلنة رفضها القاطع لما وصفتها بـ "قرارات التصفية بحق من ينتمون لقوى سياسية عدة".

وأثارت الأحكام الحوثية موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، إذ أرجعوا اشتداد قمع المليشيا لصعدة وأبنائها إلى أنها كانت من أوائل المدن التي انتفضت في وجهها، ولذلك فإن القمع والإعدامات فيها تكون أشد وأنكى.

وأكدوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #الحوثي_يقتل_ابناء_صعده، #الحوثي_فارسي، أن أفعال الميليشيا الإيرانية وأوامرها بإعدام اليمنيين المناهضين لمشروعها وجرائمها تؤشر إلى أنها تدين بالحقد والكراهية والموت لهم.

واتهم ناشطون الحوثي باستنساخ تجارب طهران حتى في عمليات الإعدام بعد تلفيقها التهم لهم في محاكمات غير قانونية، وتوجيهها تهما بالتخابر مع العدوان بحسب وصفها، واغتصابها حقوقهم.

كما اتهموا مليشيات الحوثي بتسييس القضاء واختطافه وتسخيره لخدمة مشروعها وتنفيذ أجندتها، مشيرين إلى أن المحاكمة مجرد غطاء لإصدار الأحكام السياسية الانتقامية، ومصادرة أموال وحقوق اليمنيين. 

أهداف ودلالات

وتحدث ناشطون عما تحمله الأحكام الحوثية من أهداف ودلالات، وذكروا بأحكام سابقة صدرت في محافظات أخرى سيطرت عليها الحوثي.

وأكد الصحفي مجاهد السلالي، أن الأحكام التي أصدرتها مليشيا الحوثي بإعدام مقاومين مختطفين من أبناء محافظة صعدة، ليست قضائية إنما أوامر قتل مليشاوية هدفها تصفية الأحرار الرافضين لفكرها العنصري ومسيرتها الإجرامية، ولبث الرعب بين القبائل وأحرار الشعب كي لا يتجرؤوا على التفكير في مقاومتها.

وبين القائم بأعمال رئيس دائرة الإعلام والثقافة بإصلاح أمانة العاصمة عبدالرحمن جهلان، أن قرارات الإعدام التي أصدرتها المليشيا بحق أحرار اليمن الذين اختطفتهم تحت مبررات وأكاذيب واهية تستهدف بها إخضاع الإرادة والعزيمة لدي أبناء الشعب اليمني في مواجهة مشروعها السلالي.

ورأى السياسي والحقوقي عبدالكريم عمران، أن استمرار الحوثي في اضطهاد وقمع أهل المحافظة التي يزعم أنها محافظته، لا يدل إلا على أنه منبوذ مجتمعيا من أقرب الناس إليه وأن صعدة التي يظنها البعض حاضنة للإمامية، إنما هي في الحقيقة محافظة جمهورية رافضة للفكر الإمامي ومقاومة لنهجه العنصري وسلوكه الإرهابي.

وقال الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني: "مازلنا نتذكر تلك الصور المؤلمة للمجزرة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بإعدام أبناء الحديدة تحت نفس التهم والذرائع التي ترتكبها اليوم بحق أبناء صعدة مستغلة لسلطة القضاء في التنكيل بالخصوم والمعارضين لها من الشعب اليمني".

وذكر الشيخ القبلي صالح محسن وريدان، بما تفعله مليشيا الحوثي الإرهابية بحق أبنا الشعب اليمني من إعدامات جماعية، منها إعدام أبناء تهامة وأبناء صعدة، وقبلها أبناء حجة، مشيرا إلى أن 118 مواطنا في سجون حجة المركزي. وتساءل: "ما الشبه بين هذه العصابة المجرمة وأسيدها في طهران؟".

واتهم الصحفي والكاتب عبداللطيف المنيفي، "العصابة الحوثية العنصرية بمنح عناصرها السلاليين المتطرفين الضالعين في الإجرام، المناصب والرتب والأموال، بينما تصدر قرارات إعدام لليمنيين الشرفاء الأحرار الرافضين للكهنوت الإمامي والمشروع الفارسي".

استغلال القضاء

وأعرب ناشطون عن غضبهم من تحول القضاء في اليمن إلى أداة في قبضة المليشيا الحوثية تستخدمها للتنكيل باليمنيين، مطالبين الأمم المتحدة بإعلان موقف واضح مستنكر لتلك الجرائم.

وطالب المغرد أبو همام، الأمم المتحدة ومندوبها بتحديد موقف واضح لإدانة جرائم القتل الحوثية، لافتا إلى أن المليشيا استولت على القضاء وصادرت القانون لتقتل أبناء اليمن.

واستنكر الإعلامي صلاح الزحيفي، تنصيب المليشيا بعض قناصيها على منصات القضاء أو السيطرة على بعض القضاة وتسييرهم بطريقةٍ أو بأخرى، وحصر مهمتهم في قراءة الأوامر التي تأتيهم، وإعلانها على الملأ وكأنها أحكامٌ قضائية، واصفا كل ذلك بأنه "فصولٌ في مسرحيةٍ هزلية إيرانيةٍ مكشوفة".

وأعربت المغردة وجد، عن غضبها من تحول القضاء شمال اليمن لمجرد أداة للمليشيا الحوثية، والتي استغلته في تحقيق أهدافها الإرهابية الإيرانية القمعية.

وكتب الصحفي أحمد الصباحي: "اليوم يعود الحوثي ليطعن صعدة من الوريد إلى الوريد، وعلى الطريقة الإيرانية في إرهاب الخصوم والمعارضين أمر القضاء المنتحل بإصدار قرارات سياسية بإعدام 16 مواطنا من أبناء صعدة وتقييد حرية 16 آخرين بأحكام جائرة بالسجن لأكثر من 15 عام".

ونشر علي ناصر آل الشيخ، صورا لبعض قضاة الحوثي، قائلا: "تذكروا هؤلاء القضاة المجرمين الذين فصّلوا حكم الإعدام على أبناء تهامة بينهم قاصر".

وأضاف: "احفظوا أسماءهم وصورهم جيدا هم ومن شارك في تلك الجريمة ابتداء بزعيم الإرهاب عبدالملك الحوثي وانتهاءً بهؤلاء المجرمين الذين يسمون أنفسهم قضاة ونيابة".

التجربة الإيرانية 

واتهم ناشطون مليشيا الحوثي بتنفيذ المشروع الإيراني في اليمن وتطبيق سياسات طهران في التعامل مع اليمنيين من اعتقال المدنيين واختطافهم وتعذيبهم وقتلهم بإصدار إعدامات سياسية بحقهم عقابا لهم على رفضهم لسلطتها، مستنكرين الصمت الدولي على جرائمها.

وأوضح الصحفي والكاتب خالد العلواني، أن مليشيا الحوثي اتبعت السجية الخمينية في التخلص من المعارضين ومضت في إرهابها ضد الخصوم المناوئين لمشروع الجوع والخراب وتستخدم في ذلك مختلف وسائل القتل من قنص وقصف وتعذيب وتلغيم، وصولا إلى القتل باسم القضاء، وقرارات الإعدام التي يتلوها قناص معمم.

وأشار رئيس قطاع إذاعة صنعاء صلاح القادري، إلى أن الإعدامات في صعدة توازيها أخرى في إيران وصمت دولي أمام جرائم النظام الإيراني ومليشياته في اليمن.

وأكد أحد المغردين، أن الحوثي استنساخ رديء لنظام ملالي إيران، قتل، اختطاف، إعدامات جماعية، تنكيل وقمع وإرهاب مستمر، ومحاكم تفتيش سلالية إمامية آثمة.

وأوضحت أريج الحمدي، أن إيران تعدم مدنيين لإضعاف الاحتجاجات الرافضة للظلم والطغيان، لافتة إلى أن الإرهاب الخميني أكثر من استخدام أحكام إعدام ضد مدنيين أبرياء.

فيما يسير الحوثية كمعسكر إيراني على نفس النهج وأخيرا إعدام عشرات من أبناء صعدة. ولفتت إلى أن ذلك وسط صمت دولي أمام جرائم النظام الإيراني ومليشياته في اليمن.

وكتب المغرد أبو أسامة: "بصمت دولي ودعم أممي.. الحوثي بأوامر عجوز إيران خامنئي يعدم أبناء الشعب اليمني".

وأكد وكيل وزارة العدل في الجمهورية اليمنية فيصل المجيدي، أن بذرة الأفكار الإرهابية التي دسها الخميني في الشرق الأوسط انتشرت كالسم فقتلت شعوبا ودمرت دولًا.