رعب في إسرائيل.. إعلام عبري: فقدنا الحلول أمام تصاعد عمليات الفلسطينيين
تواجه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية موجة مقاومة طويلة وقاتلة تلهم الشارع الفلسطيني بفضل شبكات التواصل الاجتماعي وتشجيع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، دون نهاية متوقعة تلوح في الأفق لما يحدث.
وأشار موقع "مكور ريشون" العبري إلى وجود نقاشات بشأن مسألة تصاعد عمليات المقاومة، بعد معركة سيف القدس التي جرت في مايو/أيار 2021.
مصدر قلق
ويرى الموقع العبري أن هذه الموجة بدأت في وقت أبكر بكثير مما يظن البعض، خاصة بعد أن أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الانتخابات العامة.
وحاولت إسرائيل بكل قوتها الوقوف في وجه الانتخابات وأجهضتها بالفعل بعد منع عقدها في القدس، ليعلن عباس إلغاءها في أبريل/نيسان 2021، أي قبل شهر من انعقادها.
وكان من المتوقع أن يخسر عباس الانتخابات لصالح حماس ويبدأ في رؤية النهاية، لكنه ألغاها بعد أن أدرك أن ليس لديه فرصة للفوز، ما أثار غضب قيادة الحركة الإسلامية، وفق الموقع.
غير أن الشارع الفلسطيني قرر أن يبدأ المعركة، حتى لا تكون حماس مجرد ظاهرة عابرة في الضفة الغربية أو شرق القدس أو في الداخل المحتل.
وأردف الموقع: "بل أصبحت حماس جزءا لا يتجزأ من أولئك المؤثرين في الشارع الفلسطيني، وفي هذا الجانب حققت انتصارا هائلا لأن هذا ما يحدث عمليا".
وتطرق إلى العملية المزدوجة الأخيرة التي حصلت داخل محطة للحافلات وعند مدخل الحي الاستيطاني "راموت" شمال غربي القدس"، وأيضا احتجاز فلسطينيين جثة شاب إسرائيلي درزي في جنين خلال نوفمبر/تشرين 2022.
وفي 23 من الشهر نفسه، أدى دوي انفجارين كبيرين في غرب القدس بالتزامن مع دوي صافرات سيارات الإسعاف والشرطة إلى إثارة صدمات قديمة في نفوس كثير من الإسرائيليين.
وكان إسرائيلي واحد قد قتل وأصيب 19، بينهم 3 إصاباتهم خطيرة بعد انفجار عبوة ناسفة قرب موقف للحافلات في حي جفعات شاؤول، قبل انفجار مماثل في حي راموت.
وأعاد الفلسطينيون جثة إسرائيلي لقي مصرعه، قبلها بيوم، في حادث سير في جنين بالضفة الغربية المحتلة إلى عائلته ليل اليوم التالي بعدما "أخذت" من مستشفى في جنين، حسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وأكد الجيش في بيان أنه "إثر جهود قوات الأمن وبالتنسيق مع السلطات الفلسطينية، نقلت جثّة إسرائيلي قضى في حادث مروري في جنين إلى عائلته في إسرائيل".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لبيد قد توعد بأن "الخاطفين سيدفعون ثمنا باهظا" إذا لم يعيدوا جثة الفتى. وكان تيران فيرو الشاب الدرزي البالغ 17 عاما نقل إلى مستشفى فلسطيني في جنين إثر حادث سير.
ويرى مراسل الشؤون العسكرية والأمنية في موقع مكور ريشون "نعوم أمير" أن الفلسطينيين تعلموا الصيغة، يهنئون ويدعون لمواصلة "المقاومة، وهذه أصبحت مسؤوليتهم الجديدة.
وهم يعرفون عمليا أنه ليس من أرسل أو مول أو نفذ هو المسؤول الفعلي، لأن ما يحدد الشرق الأوسط الجديد هو من ينسب الفعل، فهكذا تنظف حماس يديها من جهة أمام إسرائيل وتلمعها أمام الشارع الفلسطيني، وفق تعبيره.
وأشار أمير إلى أن إسرائيل تجد نفسها هذا الصباح غير مستعدة لعملية احتجاز الجثة ولا للهجوم في القدس، فمنذ عام 2016، لم تنفجر عبوة ناسفة هناك، أو في إسرائيل على الإطلاق.
فهذه العملية تعد مصدر قلق كبير للمؤسسة الأمنية، ونتيجتها كانت بعد تفجير عبوتين ناسفتين، وفوق كل ذلك، الشقاق عميق في المجتمع الإسرائيلي.
لا يوجد حل
ويرى المراسل العسكري أن ما جرى انتصار واحتفال بالنسبة لهم، وفي هذا الجانب نمنحهم النصر، والسبب الرئيس للقلق بشأن هذه العملية هو القدرة على العودة واستخدام العبوات الناسفة.
وحتى لو كانت الأحمال اليوم صغيرة نسبيا، فإذا كانت هناك قدرة على نقل حقيبة بها حمولة، فقد تكون أكثر فتكا في المرة القادمة.
ولفت إلى أن الجزء المقلق للغاية بالنسبة للمؤسسة الأمنية هو التقييم الناشئ بأن الهجوم نفذ بتخطيط وتمويل من قبل عربي من القدس يحمل الجنسية الإسرائيلية.
ويأمل الشارع الإسرائيلي أن يجدوا الفدائي أو الفرقة التي نفذت العملية البطولية النوعية، ويكتشفوا أن هذا ليس صحيحا. فإذا بدأ فلسطينيو 1948 بالانفجار، فستواجه إسرائيل سيناريو صعبا للغاية.
وخلص المراسل الأمني والعسكري إلى القول إن "هذه الموجة طويلة ودقيقة وقاتلة، على عكس الانتفاضة الثانية".
ولهذه الموجة أداة مهمة وهي الشبكات الاجتماعية "وهنا من المهم أن نقول بصدق لإسرائيل إنه لا يوجد حل حاليا للوضع الراهن".
وفي سياق متصل، أشار موقع "واي نت" العبري إلى أن العمليتين الأخيرتين تظهران بالتأكيد تصعيدا مقارنة بالعمليات الفردية، التي نفذت غالبا دون تنظيم مسبق، وبدون خلفية مسبقة وبالوسائل المتاحة مثل السكاكين.
ويرى الموقع العبري أن هذا النوع من العمليات (التفجيرية)، يصعب التوصل إلى منفذيه، وكان لا بد من تحديد مكان الخلية في القدس وإحباطها.
ولفت إلى أنه قد تكون الفرقة التي نفذت العمليتين الأخيرتين غادرت الأراضي المحتلة، حيث السيطرة الاستخباراتية جيدة.
ويرى المراسل العسكري "يوسي يوشع" أنه، لا ينبغي أن نقلل من إنجازات الشاباك (جهاز الأمن العام) في إحباط العمليات الفلسطينية في العام 2021، وفق قوله.
وأشار يوشع إلى أن ما يجري مؤلم ومحزن، لكن منذ بداية العام جرى إحباط 330 عملية إطلاق نار، و54 عملية طعن، وخمس عمليات دهس وثلاث عمليات أسر، فلا توجد منظمة استخبارات أخرى في العالم تظهر مثل هذا الأداء، بحسب زعمه.
ويرى يوشع أنه بالنظر إلى المستقبل، الخوف الآن هو أن يؤدي نجاح الهجوم إلى التقليد والاستنساخ في إسرائيل.
وبين أن المسؤولين الأمنيين يعتقدون أن الإجراءات المضادة فعالة، وليست هذه أيام الانتفاضة الثانية.
ودعا وزير الأمن الداخلي المكلف "إيتمار بن غفير" في تصريح لوسائل الإعلام في مكان العملية، إلى تجديد الإجراءات المضادة التي تستهدف مناطق الضفة الغربية.
وردا على ذلك، قال مسؤولون عسكريون كبار إنه لا توجد حاجة لذلك: الشاباك والجيش الإسرائيلي يعرفان كيفية الوصول إلى أي شخص مطلوب عندما تكون هناك معلومات استخبارية مسبقة، وفق زعمهم.