"أمّنهم ثم قصفهم".. غضب واسع لنقض الأسد اتفاقا مع أهالي مدينة غربي درعا

12

طباعة

مشاركة

لليوم الثاني على التوالي؛ يواصل النظام السوري برئاسة بشار الأسد قصف مدينة طفس الواقعة في ريف درعا الغربي، جنوبي البلاد، بهدف إشعال مناطق المعارضة وتهجير الأهالي منها.

وأسفر تصعيد النظام بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة واستهداف السهول الجنوبية للمدينة بقذائف الدبابات وعربات الشيلكا، عن إصابة عدد من المدنيين بجروح متفاوتة، كما شهدت حركة نزوح كبيرة خشية تفاقم التصعيد الميداني. 

ورغم ذلك فإن الجنوب السوري ما يزال عصيا على سيطرة نظام الأسد، فقد قتل 12 عنصرا من قواته، كما دمرت الفصائل المحلية دبابة تي 55 مع جرافة هندسة في محيط المدينة -بحسب تصريحات متطابقة لمصادر عسكرية-.

لكن محاولة النظام مدعوما بالمليشيات الإيرانية اقتحام مدينة طفس والتوغل فيها، من خاصرتها الجنوبية تحت غطاء ناري كثيف ووسط صمت عالمي وعربي مطبق وتجاهل إعلامي وحقوقي- أثارت الغضب على تويتر واتهامات للأسد بالإصرار على الانتقام من درعا.

وجاءت محاولة اقتحام طفس بعد تهدئة توصل إليها وجهاء المدينة وممثلون عن النظام السوري قبل يومين من بدء القصف، تقضي بخروج "المطلوبين" منها مقابل فك الحصار عنها وسحب الحواجز والتعزيزات العسكرية من محيطها.

وذكر ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #طفس_تحت_القصف، #درعا_تحت_القصف، بأن درعا مهد الثورة ومقبرة الأعادي، متهمين الأسد وعصابته وداعميه بالتسلط على الثورة والشعب السوري.

واستنكروا تجديد النظام قصف طفس مع قطع الطرق المحيطة بها، رغم سماح مسؤولين بالمدينة بتفتيشها وتسليم "المطلوبين" حقنا للدماء، وذلك إبان محاصرتها في 27 يوليو/تموز 2022. 

وأشاد ناشطون بتصدي ثوار طفس لمحاولات قوات نظام الأسد مدعومة بمليشيات إيران، اقتحام الأحياء الجنوبية للمدينة. 

تحية للأهالي

وتعقيبا على التطورات التي تشهدها طفس، أشار الكاتب والصحفي السوري أحمد موفق زيدان، إلى أن أبطال طفس يجددون سيرة الآباء ويتصدون لقطعان عصابات إيران المحتلة والمدعومة من عصابات الأمن العسكري في حوران الأبية ويقتلون ويجرحون عددا من المجرمين المعتدين، ويدمرون لهم دبابة وجرافة عسكرية.

وبين أن ذلك يأتي بعد خرق القطعان الطائفية لاتفاق سابق مع الثوار.

وأشاد الكاتب والصحفي السوري بسام جعارة، بما حققه أحرار حوران في طفس، مشيرا إلى أنهم لقنوا العصابة درسا لن تنساه بسقوط عدد كبير من مرتزقتها بين قتيل وجريح.

وقال السوري الحارث الموسى، إن درعا مهد الثورة، جبل من الكرامة تكسرت على صخرة عنفوانه هيبة الأسد، ثوارها أوتاد راسخة ما نزعوا أيديهم عن الزناد، وها هم يبدأون الحكاية من البداية، "الموت ولا المذلة".

وأكد الناشط في الثورة السورية أسامة الشامي، أن درعا لا تزال مهد الثورة بمختلف مدنها وقراها تثبت لنظام الأسد وحليفه الروسي بأن جمر الثورة كامن تحت رماد المصالحات، وأنه كفيل بين كل فترة وأخرى أن يقوم ضدهم بما يهدد بتحوله إلى عاصفة في نهاية المطاف، لتعود درعا إلى سيرتها الأولى.

ديدن الأسد

واستنكر ناشطون نقد نظام الأسد لتعهداته مع أهالي طفس مما دفعهم للنزوح، مؤكدين أن ذلك ديدنه، إذ يفرض حصارا خانقا على المدينة منذ يناير/كانون الثاني 2021، منع خلاله الغذاء والدواء وقطع الكهرباء والماء عنها، بحجة وجود مطلوبين. 

وطالب بترحيل ستة أسماء للشمال السوري، ورغم إعلان وجهاء المدينة خروجهم، فإن النظام لم يسحب قواته، بل صعد من عملياته، في مخالفة للاتفاق الذي قضى أيضا بأن تسمح الحواجز للمزارعين بالوصول إلى مزارعهم. 

وأشار أسد منصور الأفغاني، إلى أن عصابة الأسد ومليشيات إيران تُهاجم طفس على الرغم من تعهدها بفك الحصار عنها بعد خروج المطلوبين من المدينة.

ولكن كعادة هذا النظام في نكث العهود والمواثيق، تقصف اليوم مليشياته الأحياء الجنوبية لطفس مما أدى لنزوح المدنيين من تلك الأحياء.

ورأى صاحب حساب "يسقط الاحتلال الإيراني"، أنه ليس بغريب على عصابة الأسد والمليشيات الإيرانية تهديد أهالي درعا وقصف مناطقها بعد سنوات على اتفاقات التسوية، لأن لا عهد ولا مواثيق لثلة عصابات قتلت واعتقلت وشردت الملايين.

وأكدت الناشطة السورية فطوم أحمد عبد الفتاح، أن القصف أسلوب الضعفاء المجرمين أمثال الأسد وزبانيته الذين يقصفون أمام أعين الجميع ولا أحد يحرك ساكنا.

صمت دولي

وأكد ناشطون أن طفس ليست تحت القصف فقط وإنما تحت صمت وخذلان العالم، الذي يشاهد تصعيد النظام وحصاره.

وأكد خالد عودة، أن طفس تحت القصف من قبل النصيريين ومليشيات ملالي المجوس وبتشجيع من قبل الأمم المتحدة ودول العالم حيث التهجير والقتل والإرهاب بجميع أنواع الأسلحة ينهال على رؤوس النساء والأطفال بمدينة طفس غربي درعا.

واستنكر المغرد مصطفى عدم وجود إعلام يغطي الأحداث في درعا.

وكتب أبو عبدالله: "عندما يكون راعي الإرهاب وصانعه في العالم هو مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظماتها يحصل بدرعا وطفس ما يحصل قتل وتهجير وإرهاب مجوسي نصيري خسيس ويسكت عنه، والأخس منه يُسكت أحرار المسلمين حتى الجوار".

ولفتت منار الشامي، إلى أن طفس تعيش لحظات الهجمة الهمجية الإجرامية الإيرانية تحت أنظار العالم أجمع، مؤكدة أن المعول على أحد لن يحصد إلا مزيدا من الخذلان فلا الدول الإقليمية ولا الدولية سترعى مصلحة السوريين.