تأكيدا للتسريبات.. استنكار واسع لظهور المالكي حاملا السلاح بوسط بغداد

12

طباعة

مشاركة

أظهرت صور حديثة نوري المالكي رئيس وزراء العراق الأسبق وزعيم ائتلاف "دولة القانون"، وهو يحمل سلاحاً وسط مجموعة من حرّاسه المسلّحين داخل المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، مما أثار الكثير من الاستهجان والاستهزاء.

وظهر المالكي في أحد الشوارع مع حرسه الخاص حاملا "رشاشا" في ظل اقتحام متظاهرين مجلس النواب العراقي في 27 يوليو/تموز. وفي صورة أخرى أثارت الكثير من الجدل، ظهر حاملا سلاحه في مكتبه وخلفه العلم العراقي.

ويأتي انتشار هذه الصور، بعد أن أصدر رئيس ائتلاف دولة القانون بيانا في نفس اليوم قال فيه: "إن دخول المتظاهرين من أي جهة كانوا إلى باحات مجلس النواب في المنطقة الخضراء والتجاوز على الحماية الأمنية للمنطقة يعد انتهاكا سافرا لحق التظاهر المشروع.. وقد ينجر الواقع إلى تقاطعات مع حمايات النواب والمسؤولين".

وكان قد اقتحم مئات المتظاهرين الغاضبين الموالين لرجل الدين الشيعي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المنطقة الخضراء شديدة الحماية في بغداد، بذات اليوم، مستنكرين ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء.

الناشطون استنكروا عبر تغريداتهم على وسم #نوري_المالكي، مخالفة الأخير للقانون بحمله السلاح وترويعه المارة وتلويحه بالعنف وتهديده للمتظاهرين العزل.

وأكدوا أن المشهد الذي ظهر عليه المالكي بمثابة دليل قطعي على أنه "دموي وبلطجي يهوى أعمال المافيا وصاحب عقلية ملشياتية وتصرفات صبيانية"، ويعكس خضوعه لإيران وتعطشه للسلطة، مذكرين بالخراب الذي حل بالبلاد إبان فترة توليه رئاسة الوزراء.

وهاجم ناشطون النائب الحالي والوزير والمحافظ السابق محمد شياع السوداني الذي رُشح رسميا في 25 يوليو، من قبل الإطار التنسيقي، أكبر تحالف شيعي في مجلس النواب العراقي، بعد تسعة أشهر من الانتخابات.

ولفتوا إلى أن السوداني ربيب المالكي وورث الحقد الدفين على سنة العراق والانبطاح لعمامة الولي الفقيه في طهران، ووصفوه بمرشح مليشيات إيران الإرهابية وأنه مجرد أداة.

وذكر ناشطون بأن فترة تولي السوداني وزارة حقوق الإنسان من 2010 إلى 2014، كانت أحد أبشع فترات الانتهاكات الحقوقية في العراق، مشيرين إلى صمته على جرائم حكومة المالكي والاعتقالات العشوائية والمخبر السري ونزع الاعترافات بالكهرباء وغيرها من الانتهاكات.

صدق التسريبات

وعد ناشطون الصورة المشار إليها وأخرى يظهر فيها المالكي بمكتبه حاملا سلاحا ومرتديا زيا عسكريا ويبدو نائما وخلفه العلم العراقي، دليلا على صدق التسريبات الصوتية المنسوبة له التي حذر خلالها من أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة قتال في العراق.

وأثيرت ضجة سياسية وشعبية في العراق بسبب تسريبات من تسجيلات صوتية منسوبة للمالكي، هاجم فيها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وأكد أنه سيقاتل الأخير في النجف، وأنه "لا بد من إراقة الدماء للتخلص من مشروعه المدعوم بريطانيا".

التسريبات نشرها الصحفي العراقي المقيم في واشنطن علي فاضل، في 13 يوليو، قال المالكي فيها: "العلاقات جيدة مع قائد مليشيات عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، وإن الفتح (تحالف سياسي شيعي) والفصائل: كتائب حزب الله والعصائب وسيد الشهداء كلها تابعة لإيران".

وقال: "قائد عصائب أهل الحق قيس الخزعلي جيد، وهو من سيضرب معارضيه (الصدريين)". وفي تسجيل قبله، قال المالكي: "المرحلة المقبلة ستشهد قتالا بين الشيعة في العراق، والعشائر جاهزة لذلك. العراق مقبل على حرب طاحنة، لا يخرج منها أحد، إلا في حال إسقاط مشروع مقتدى الصدر".

الكاتب والباحث السياسي العراقي شاهو القرة داغي، رأى أن الصور المتداولة للمالكي حاملا السلاح، تؤكد صحة التسريبات التي قال فيها المالكي: "أخبرت الكاظمي كل يدافع عن نفسه، وأنا سأدافع عن نفسي، وأنا تحدثت للآخرين بأن القضية قتال، ومقتدى الصدر أتى ليذبح ويقتل ولا يمكن الاعتماد على القوات الأمنية".

ونشر أستاذ العلوم السياسية الكويتي عبدالله الشايجي، الصور ووصفها بالصادمة، متسائلا: "هل يعقل هذه صورة #نوري_المالكي الطامح للعودة لمنصبه بصفته زعيم حزب ائتلاف دولة القانون حاملا كلاشينكوف وM16 بعد اقتحام أنصار مقتدى الصدر مبنى مجلس النواب في المنطقة الخضراء!".

وعقب الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة، قائلا: "#نوري_المالكي كما هو على حقيقته رجل عصابة طائفي تنكر بزي رجل دولة وحكم العراق ونهبه ثماني سنوات بدعم أميركي إيراني".

وأضاف: "الصورة تتكامل مع التسريب المسجل.. والمطمئن أن أكثرية الشيعة نبذته ولم تبدل الطائفة بالوطن.. قال دولة القانون!".

عميل إيران

وصب ناشطون غضبهم على المالكي، إذ قال الصحفي العراقي عثمان المختار، إنه ليس مجرد سياسي أو مسؤول جاء مع القوات الأميركية بعد 2003، وإنما هذا الكائن مجرم حرب متورط بمذابح طائفية ضد العراقيين السنة وتسبب بتدمير ثلث العراق وتشريد ملايين الأطفال والنساء ونهب ثروات البلاد، وفق تعبيره.

ووصف من يدافع عنه أو يتحالف معه بأنه "وضيع مثله إن لم يكن أكثر".

ونشر الكاتب والباحث السياسي السعودي مبارك آل عاتي، صورة المالكي الذي وصفه بـ"الإرهابي يحمل سلاحه تأهبا لقتل المدنيين العراقيين"، مشيرا إلى أن الزعامات الولائية للغزاة وخونة الأوطان دائما تصاب بالرعب من صحوة الشعب وارتفاع الأصوات الوطنية.

وعد الكاتب اليمني سام الغبري، صورة المالكي التي انتشرت وهو يحتاط بسلاحه في وجه المتظاهرين الذين اقتحموا "المنطقة الخضراء"، مؤشرا على النهايات المتسارعة للتشيع الإيراني الذي نشط ودعم ورحب باحتلال أميركا للعراق، وتشي بتغيير هائل، لافتا إلى أن إيران لم تنقذ عميلها.

وتساءل الأكاديمي العراقي سمير عبيد: "لماذا لم يخرج #المالكي بسلاحه ومليشياته يوم سقطت الموصل وصلاح الدين أو الگرمة أو حزام بغداد أو نصف ديالى لكي يخلد مع التاريخ ونبقى نفتخر به مثلما نفتخر بالشيخ شعلان أبو الجون ورفاقه، أم أن القضية أمس متعلقة بالسلطة والمنصب؟"

وأكد أحد المغردين، أن #العراق لن ينهض وفيه حثالات إيران #نوري_المالكي الذي أسس تنظيم الدولة ومليشيات طائفية وأخذ البلاد للفقر والجوع والمرض وارتفاع نسبة الأميّة، وفق قوله.

وتساءل: "كيف يصبح العراق فقيراً والشعب يمشي فوق بحار من النفط!؟ وكيف يظهر -المالكي- بسلاح على شعب كان هو رئيس وزرائه!؟"

ولفت عبدالرحمن الربيعان، إلى أن #نوري_المالكي بعد أن سرق خيرات العراق ودمر أرضه وتعاون مع إيران والشيطان الأكبر ضد بلده وأهله في صورة حديثة مع مجموعة من الارهابيين في المنطقة الخضراء في #بغداد، متسائلا: "أليس هذا إرهاباً منظماً وتقنين الإرهاب في مسألة علي وعلى أعدائي".

ظل المالكي

وأعرب ناشطون عن رفضهم القاطع لترشح السوداني لرئاسة الوزراء، مذكرين بما شهدته فترات تولية مناصب وزارية بالحكومات السابقة من فساد وتبعية لإيران.

وأكد الصحفي مصطفى كامل، أن مظاهرات أتباع مقتدى الصدر ليست لوجه الله ولا لمصلحة #العراق، بل هي امتداد لمماحكات رب المليشيات الصدرية مع زعيم عصابة حزب الدعوة الشيطانية نوري المالكي الذي رشّح فردة نعله #محمد_شياع_السوداني لرئاسة وزراء #عراق_الحاكم_الجعفري وهو يعلم أن #ثورة_تشرين هتفت #محمد_شياع_مرفوض.

ولفت آخر، إلى أن المالكي خسر انتخابات 2010 ولكنه مارس البلطجة بدعم من إيران وتولى الحكم لولاية ثانية والآن يريد تكرار نفس الطريقة من خلال ظله محمد شياع السوداني ولكن الصدر قرأ نواياه وكان له بالمرصاد.

وقال الناقد السياسي صديق الوزير: "يكفي أن تعرف أن محمد السوداني كان وزير المالية -وزير العمل- في زمن المالكي 2014 عندما سرق الميزانية وحولها إلى إيران"، متسائلا: "كيف يمكن الوثوق بشخص خائن ساهم بتدمير العراق وتابع لإيران والحرس الثوري؟"

ورأى زيد هادي، أن السوداني يكفيه فسادا أنه ظل المالكي ومن حزب الدعوة العميل ولا يوجد في العراق أكثر (سوءا) من هاتين الصفتين.