وسط تعنت وتجاهل خارجي.. تأييد واسع لمبادرة تطالب بحل "داخلي" للأزمة اليمنية

12

طباعة

مشاركة

"نعم للحوار والسلام.. لا للغة العنف والاقتتال"، كلمات رددها ناشطون شاركوا في مبادرة تدعو لحوار يمني يمني للخروج من الأزمة الراهنة وإنهاء الحرب.

جاءت المبادرة استنكارا لإطالة أمد الحرب في اليمن وتفاقم معاناة اليمنيين وتجاهل العالم للكوارث التي تتوالى على البلاد واحدة تلو الأخرى، من فقر إلى مجاعة ودمار في البنية التحتية، وسط تعنت التحالف السعودي الإماراتي.

وهذه الدعوة أطلقها رئيس منظمة فكر للحوار والدفاع عن الحقوق والحريات الشيخ عبدالعزيز العقاب في 20-21 فبراير/شباط 2022، بهدف إيقاف الحرب، معلنا انطلاق حملات إعلامية وسياسية مساندة للحوار ووقف الحرب.

وقال إن المبادرة تتضمن آليات ضامنة لإجراء حوار حقيقي يأخذ بعين الاعتبار كل أسباب فشل الحوارات والمفاوضات السابقة، وتخوفات الأطراف جميعاً وكذلك تخوفات الإقليم.

وأطلق ناشطون المبادرة بعد أيام من تصاعد أزمة ترحيل السلطات السعودية للمغتربين اليمنيين المقيمين لديها ورفض تجديد عقود عملهم هناك.

وتشن السعودية والإمارات حربا على جماعة الحوثي اليمنية المدعومة إيرانيا، منذ مارس/آذار 2015، تسببت في هجرة آلاف اليمنيين هربا من الحرب.

الناشطون عددوا عبر مشاركتهم في وسم #الحوار_اليمني_اليمني الأزمات التي خلفتها الحرب المستمرة في اليمن منذ سبع سنوات، متهمين التحالف بأنه سبب الأزمات التي تشهدها البلاد لعدم رغبته في حسم المعركة ولا إنهاء الحرب.

ودعوا إلى العودة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في اليمن بالعاصمة صنعاء بمشاركة 565 عضوا من كل مكونات المجتمع السياسية الحزبية والمستقلة، واستمر 10 أشهر بداية من 18 مارس/آذار 2013 وحتى 25 يناير/كانون الثاني 2014.

وخلص المؤتمر وقتها إلى إعلان وثيقة الحوار الوطني، بحضور عربي ودولي، وخرج بنحو ألفين من المقررات والتوصيات توزعت بين موجهات دستورية وقانونية ومعالجات، كان أبرزها قرار تحويل البلاد من نظام الدولة البسيطة السائد إلى نظام الدولة الاتحادية (الفدرالية).

وجرى فيها توزيع محافظات اليمن، البالغ عددها 22 محافظة، إلى ستة أقاليم: حضرموت وعدن جنوبا، والجند وآزال وتهامة وسبأ شمالا.

ومن أهم المخرجات التمديد للرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي كان من المقرر أن تنتهي فترته الرئاسية الانتقالية في 21 فبراير/شباط 2014.

واعتمد مبدأ المناصفة في المناصب القيادية بين الشمال والجنوب إلى حين إتمام الفترة الانتقالية.

نتاج الحرب

برز حديث الناشطين على وسم المبادرة، عما وصل إليه اليمن في أعقاب الحرب، داعين كل الأطراف اليمنية للانخراط في حوار لإنهائها.

وأشار أمين مجالي الربادي، إلى أن السعودية دخلت اليمن وهو يعاني أزمة اقتصادية عادية، فجعلته يعاني أكبر أزمة إنسانية في القرن 21.

وأكد آخر، أن الدمار البالغ الذي أنتجته الحرب في اليمن ليس ماديا، وإن كان كذلك فإن إصلاحه ممكن، إنما البالغ حقا هو الدمار المعنوي وهو الأخطر.

فقد أوغل في تمزيق نسيج المجتمع وعمل على ترويج العنصرية واستدعاء المواريث التي تفرق ولا تسود.

وقال توفيق أحمد، إن "ما عمله تحالف الشر والخيانة من تجويع 30 مليون يمني، وحصار البلد وتعطيل موارده وموانئه ومطاراته والتدخل في كل القرارات يجعلنا نقول للأطراف المتصارعة اليمنية يكفي عبث وتمزيق بالوطن، حافظوا على ما تبقى منه واجلسوا على طاولة واحدة".

تأييد للحوار

وأعلن ناشطون تأييدهم للحوار اليمني اليمني، وعدوه المخرج الوحيد للأزمة الراهنة.

الناشط الحقوقي والسياسي المستقل عبد الواحد اليمني، أكد أن جميع عقلاء ومفكري اليمن وغالبية أبنائه مع الحوار البناء والهادف الذي يقدم مصلحة الشعب والوطن على المصالح الضيقة والخاصة.

وقال: "لكي يصل الوطن لتلك الغاية النبيلة يجب أن يرتكز على قواعد ثابتة راسخة وهي الدستور والقانون وآليات متينة تضمن تنفيذ نتائج هذا".

ورأت الكاتبة والناشطة أمة الحاج أن المبادرة تستحق كل الدعم والتشجيع، قائلة: "كشباب يمنيين وكيان نسائي نتطلع لرؤية حقيقية لتقرير المصير وإنهاء الحرب، لا نريد أن يصبح اليمن بلدا منسيا، يترك أهله بعد الحرب يتقاتلون.. نحن بحاجة لصوت الحكمة والحوار".

وأكد آخر، أن اليمن لن يصل إلى حل إلا بالحوار اليمني اليمني. وكتب أحدهم: "نعم للحوار والسلام لا للغة العنف والاقتتال".

وأيد فهد المهري خطوة الحوار اليمني اليمني بعيدا عن وجود تدخلات خارجية ودول تدعي أنها شقيقة.

وقف التدخلات

وطالب ناشطون بالعودة إلى مخرجات الحوار الوطني ووقف التدخلات الإقليمية في اليمن وعدم الانجرار وراء الإملاءات الخارجية.

الناشط السياسي معاذ الشرجبي، رأى أن الحل الأنسب والأسهل والأسلم للخروج من هذه الحرب اللعينة هو الحوار الصادق بين اليمنيين على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.

وأشار إلى ضرورة تقديم مصالح اليمن وشعبه عما سواها والعودة إلى مخرجات الحوار الوطني التي ارتضاها ووقع عليها الجميع والشروع في تنفيذها فورا دون شرط أو قيد.

ولفت حمدان العقاب، إلى أن مخرجات الحوار الوطني كانت مثالية للخروج باليمن إلى آفاق جديدة؛ وتحفظ عما ورد في بعض ما جاء فيها.

ودعا اليمنيين إلى الرجوع إليها وتعديل جوانب القصور فيها دون إملاء من أحد بما يضمن الخير لشعب اليمن ويعوضه عن سنوات الضياع الذي عاشها في ظل الوصاية.

وأكد سهيل اليمن، أن الانقلاب على الحوار الوطني كان بداية الخراب، وأنه بالحوار اليمني سيكون الحل.