منعوها زيارته.. انتقادات لنظام السيسي بعد رفض معتقل "خروجا مؤقتا" لدفن أمه

12

طباعة

مشاركة

"كم لاقى من قهر أوصله لهذه المرحلة؟" تساؤل برز بقوة بين الناشطين على "تويتر" في مصر، بعدما رفض الصحفي والمدون المعتقل منذ 2019 في سجون النظام محمد إبراهيم رضوان، الشهير بـ"أكسجين"، الخروج مؤقتا من محبسه لدفن والدته.

"والدة أكسجين" توفيت في 11 فبراير/شباط 2022 وأطلق ناشطون على تويتر حملة تطالب النظام بإخراج نجلها لوداعها واستقبال عزائها، وشارك فيها محامون وكتاب ومدونون، داعين النظام لإنهاء معاناته هو وجميع المعتقلين على ذمة قضايا رأي.

الناشطون تحدثوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #محمد_أكسجين، #الحرية_لمحمد_أكسجين، عن القهر والظلم والمعاناة التي تعرض لها المعتقل وأوصلته إلى حد رفض استعمال حقه في تلقي عزاء أمه ووداعها الوداع الأخير.

وصب ناشطون غضبهم على رئيس النظام عبدالفتاح السيسي ونظامه وحكومته ووزارة داخليته التي تمارس القمع الشديد بحق المعتقلين وتنكل بهم، مشيرين إلى أنهم أوصلوا "أكسجين" إلى الإقدام على محاولة الانتحار سابقا وتم إنقاذه.

وسخروا من "التهم المعلبة" التي تكيلها سلطات النظام للمعتقلين وكل من يحاول إيصال صوت الشعب أو نقل الحقيقة، إذا يواجه "أكسجين" حكما بالحبس لمدة 4 سنوات بتهمة "نشر أخبار كاذبة" صدر بحقه في 20 ديسمبر/كانون الأول 2021.

قهر وكسر

الناشطون استنكروا ضغط النظام على "أكسجين" إلى الحد الذي أوصله لمرحلة نفسية مزرية تدفعه لرفض الخروج لدفن أمه لأنها ستكون المرة الأولى التي يراها "ميتة" بعد سنتين من طلب الزيارات ورفض السلطة منح أسرته الحق في ذلك والسماح لهم بزيارته.

رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، جمال سلطان، وصف ما حدث مع الصحفي محمد إبراهيم "أكسجين" بـ"القهر"، مذكرا بأنه "اعتقل لأنه يسجل حوارات مع الناس في الشارع، اعتبرها العسكر مضرة بصورة الوطن البهية".

وتابع: "نكلوا به، ومنعوا عنه الزيارات سنتين، وترجاهم أن يرى أمه المريضة، رفضوا، أمه ماتت، ثارت ضجة، قرر النائب العام السماح له بالخروج للعزاء، محمد رفض (المكرمة)".

وكتبت الناشطة آية حجازي: "في مصر بنتعرف كل يوم على معنى جديد للكسر زي لما أكسجين يرفض يخرج من السجن عشان يدفن أمه، وجع قلب عدى الحدود". وقالت منى سيف، شقيقة المعتقل عبدالفتاح سيف المحكوم بالسجن 5 سنوات في ذات القضية التي حكم فيها على أكسجين: "لست قادرة على تخيل الوجع الذي يدفعه لذلك، محروم من زيارة أمه ورؤيتها ويوم ما يسمحوا له يخرج يبقى عشان يدفنها"، داعية الله أن "يرفق بقلبه وينجيه". وتساءل المغرد مصطفى غاندي: "حالة محمد أكسجين النفسية واصلة لفين علشان (حتى) يرفض يخرج يدفن أمه؟ أي كمية القهر والظلم التي يتعرض لها شاب في سنه، كل مشكلته أنه دفع الناس للتكلم وقول رأيها!!".

عار السيسي

وصب ناشطون غضبهم على النظام المصري وعلى رأسه السيسي، الذي يواجه المعتقلون في عهده أسوأ معاملة وتنكيل وتعذيب وتعسف وتعنت في منحهم حقوقهم وتدويرهم في قضايا لا حصر لها لاستمرار اعتقالهم.

وكتبت الصحفية روعة أوجيه: "منذ الأمس وأنا أفكّر في أكسجين.. أفكّر في ذلك الرئيس الذي انزعج من سؤال في مؤتمر الشباب، فأجاب بعصبية: (حتخافوا على شبابنا أكثر منّنا؟)"، متسائلة: "هل خاف على أكسجين منذ أن سمع بمحاولة انتحاره؟ هل خاف عليه من اليأس والقهر الذي دفعه لرفض الخروج لدفن والدته بعدما حُرم من زيارتها لعامين؟"

وأكد الكاتب والصحفي، أحمد القاعود، أن "استمرار معتقلين في مصر عار ما بعده عار"، لافتا إلى أن "الشاب أكسجين الذي قضى سنوات حياته الأهم بين جدران لا ترحم، يعاني بشدة، واستنزفت روحه قسوة السجن ووحشية السجان". وأكد الحقوقي بهي الدين حسن، تفهمه التام لرفض أكسجين الخروج لتوديع أمه بعد وفاتها كمدا على ابنها التي حرمت من زيارته سنتين في مخالفة للدستور والقانون ولوائح السجون ولكل أعراف إنسانية، قائلا: "لو ما زال لدى رئيس الجمهورية بقية من حياء لأفرج عنه فورا واعتذر له، لأنه يعرف أنه مثل آلاف الأبرياء لم يرتكب جرما". وحذر المغرد صلاح الدين من "خطورة القهر الذي تعرض له أكسجين ودفعه لرفض الخروج لدفن أمه"، قائلا: "هل يمكن أن تتخيلوا كمية القهر والظلم من البلطجي وعصابته وصلت لأي مدى.. الخسيس بيقول أن ما يمنعه من إجراء انتخابات كل عام هو التكلفة.. أما زال أحد يصدقة؟"

وأعرب الباحث أحمد شوقي، عن أسفه من استمرار معاناة أكسجين، قائلا: "الفجرة منعوا زيارات والدته طوال سجنه حتى توفيت ولا كأننا في دولة ولا كأن له حقوق ولا كأن في قانون.. ليست بدولة ولا حتى شبه دولة، هي عصابة خطفته وحبسته وتعاملت معه بقوانين العصابات، لا لشيء فعله بل لأنهم مجموعة أشرار باعوا ضميرهم".

للأسف معاناة #محمد_أكسجين مستمرة الفجرة منعوا زيارات والدته طوال سجنه حتي توفت ولا كأننا ف دولة ولا كأن له حقوق ولا كأن ف قانون
ليست بدولة ولا حتي شبه دولة هي عصابة خطفته وحبسته وتعاملت معه بقوانين العصابات لا لشئ فعله بل لأنهم مجموعة أشرار باعوا ضميرهم
الرحمة لوالدة محمد https://t.co/ZQWjIv23Pf