حبس رئيس قنوات داعمة للنظام.. لماذا ينقلب السيسي حتى على أبواقه؟

12

طباعة

مشاركة

بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، ظهر رجل الأعمال المصري محمد الأمين، ضمن مجموعة أخرى صنفوا بأباطرة الإعلام، وأسسوا قنوات إعلامية لعبت دور السيطرة على الرأي العام وتزييف الحقائق، وعرفت بأنها أبواق وأذرع لإجهاض ذلك الإنجاز.

أطلق عقب الثورة مجموعة قنوات "سي بي سي"، وتعاقد مع عدد من أشهر المذيعين في مصر المعروفين بموالاتهم للسلطة وتأييدهم حكم العسكر، أبرزهم لميس الحديدي وخيري رمضان وعماد الدين أديب، وتوسعت مجموعة قنواته لتشمل" أكسترا ودراما وسفرة".

واشترى الأمين، قنوات رياضية وامتلك جرائد وصحفا ورقية، وسخر كل أدواته الإعلامية لمحاربة الثورة ودعم انقلاب 30 يونيو/حزيران 2013، والترويج للأكاذيب والافتراء على المعتصمين برابعة العدوية والنهضة الرافضين لانقلاب رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي.

كل تلك المعلومات وغيرها تداولها سياسيون وإعلاميون وناشطون على تويتر، بعدما قررت نيابة القاهرة الكلية، في 7 يناير/كانون الثاني 2022، حبس الأمين، 4 أيام على ذمة التحقيق بتهمة الإتجار في البشر والتعدي على بعض الفتيات بداري أيتام أسسهما.

وأكدوا عبر مشاركتهم في وسم #محمد_الأمين، أن تجاوزات رجل الأعمال وجرائمه معروفة لدى النظام المصري، وأن القبض عليه اليوم نتيجة لاختلافه مع السيسي إما على الغنائم أو تأديبه لتجاوزه الخطوط الحمراء مع السلطات.

خدمات الأمين

وتحدث سياسيون وإعلاميون عن علاقة الأمين بالإمارات ودوره في الانقلاب العسكري، وافترائه الأكاذيب والشائعات وتشويهه لإنجازات الرئيس مرسي إبان فترة حكمه.

وذكروا برجال أعمال آخرين كانوا داعمين بقوة للانقلاب العسكري، لكن النظام انقلب عليهم بعدما استفاد منهم وترسخت أقدام الانقلاب، أبرزهم صلاح دياب مالك صحيفة المصري اليوم وحلواني لابوار، وحسن راتب مالك قناة المحور وجامعة سيناء، وصفوان وسيف ثابت مالكا شركة جهينة.

وبرز حديث السياسيين والإعلاميين عن الخدمات التي قدمها الأمين لنظام السيسي ودعمه الانقلاب على الرئيس الراحل وتسخيره لقنواته الإعلامية لتمرير الانقلاب والإساءة إلى مرسي وشرعيته.

أستاذ العلوم السياسية خليل العناني، أوضح أن محمد الأمين كان الرجل المقرب من العسكر بعد ثورة يناير وأحد الممولين الرئيسين للثورة المضادة عبر صحفه وقنواته وإعلامييها مثل خيري رمضان ولميس الحديدي ومجدي الجلاد وغيرهم ممن مهدوا لانقلاب السيسي، ساخرا بالقول: "الانقلاب يأكل أبناءه وآخرة خدمة الغز علقة. بالهنا والشفا. اللي بعده".

وأشار الناشط أحمد البقري، إلى أن الأمين حرض على الرئيس مرسي وكانت قناته "سي بي سي" تعمل ليل نهار لتشويه الثورة.

ودون الكاتب محمد الوليدي: "لم يخدم السيسي ومن قبله المجلس العسكري مثل هذا النصاب محمد الأمين بالذات في إسقاط محمد مرسي عبر قنواته الإعلامية سي بي سي. كانوا يخبئون جرائمه وسقطاته لحين موعد وقد جاء".

تأديب الحليف

واستنكر إعلاميون زعم البعض أن اعتقال الأمين دليل على أن نظام السيسي يلاحق الخارجين عن القانون، مؤكدين أن ما حصل معه تأديب له لتعديه الخطوط الحمراء.

الإعلامي أحمد عطوان، قال: "اوعى تقولي القواد بيحارب الدعارة ويقبض على الداعرين كده أزعلك منك أوي! من المبكر الحكم على أسباب القبض على الأمين بهذه الطريقة ولكن المرجح أنه تعدى الخطوط الحمراء، فالمذكور كان يسبح بحمد السيسي وسخر له كل قنواته"، وفق تعبيره.

وأكد حساب المجلس الثوري المصري، أن وقوع رجال هذا النظام ليس لكونهم فاسدين ومنحطين بمعنى الكلمة وإنما لاختلافهم على توزيع الغنائم مع سلطة مفجوعة شرهة، تعتبر من يمتلك أموالا هدفا يتم التعامل معه في الوقت المناسب.

وقال مسعد البربري، إنه أيما كان السبب أو من وراء ذلك، فإن الملفت في موضوع القبض على محمد الأمين هو تأكيد "إننا مش هنغلب في السبب اللي بيه نديك على دماغك لما نحب!".

وتهكم عمرو بقلي، قائلا: "أيوة يعني هما لسه مكتشفين حقيقة محمد الأمين دلوقتي مثلا؟ يعني وهما بيقرروا يكلفوه ويدوله قنوات مثلا، الأجهزة مكانتش تعرف؟ ما هو لو مكنتش تعرف، تبقى مصيبة ولو كنت تعرف، تبقى مصيبتين".

رجل الإمارات

وتحدث إعلاميون وناشطون عن علاقة الأمين بالإمارات واستخدام الأخيرة له في دعم الانقلاب العسكري.

رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، أشار إلى أن "محمد الأمين" عراب الاستثمارات الإماراتية في السوق السري للإعلام المصري، وقنوات فضائية وصحف ومواقع سيطر عليها وكان مجرد واجهة للمالك الحقيقي.

وبين أنه اعتقل "رغم كل ما قدمه للسلطة من دعم وولاء، وهو مؤشر واضح على أن العلاقات بين القاهرة وأبو ظبي تتجه نحو الأسوأ".

وأوضح مغرد آخر، أن محمد الأمين استخدمته الإمارات والدولة العميقة للانقلاب على الحكم المدني والتمهيد للثورة المضادة عبر قنوات "سي بي سي" و صحيفه وطن. وقال: "من أعان ظالما نال نصيبا من ظلمه ولو بعد حين".

وتساءل آخر: "هل القبض على محمد الأمين له علاقة بالإمارات وقنوات "سي بي سي"؟!! هل النظام لم يكن على دراية بما يفعله ؟! أم أنه تجاوز الخطوط الحمراء في قضية معينة فتم فتح الدفاتر القديمة ؟!!".