"مشاركة في القتل".. لهذا دعا سعوديون لمقاطعة وظائف معلنة بسجون ابن سلمان

أثار إعلان المديرية العامة للسجون في السعودية نهاية ديسمبر/كانون الأول 2021، فتح باب القبول لرتبة "جندي" تفاعلا على موقع تويتر بالتزامن مع كشف انتهاكات للسلطات بحق المعتقلين.

وجاء الإعلان بعد أقل من أسبوع على إصدار المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان تقريرها الحقوقي السنوي، الذي كشفت فيه أن السلطات السعودية تحتجز 91 جثمانا لأفراد قتلتهم منذ 2016، وأمورا أخرى بشأن أوضاع السجون.

وهو الأمر الذي أثار استهجان وسخرية الناشطين على تويتر، بسبب نوعية الوظائف التي توفرها السلطات السعودية للعاطلين، وسمعة السجون السيئة، فيما حذر آخرون الشباب من التقدم لمثل هذه الوظائف التي تجعلهم شركاء في الجرائم التي يرتكبها النظام بحق المعتقلين.

وسجل معدل البطالة بين السعوديين 11.3 بالمئة خلال الربع الثاني 2021، وفق بيانات صادرة عن الهيئة العامة للإحصاء، فيما يشكك خبراء في الأرقام المعلنة، ويرون أن النسبة لا تقل عن 30 بالمئة.

الناشطون ذكروا عبر تغريداتهم على وسم #المديرية_العامة_للسجون، بمعاناة المعتقلين وما يتعرضون له من تنكيل وتحرش وتعذيب، بالإضافة إلى تصنيف السجون السعودية على أنها سيئة السمعة.

وتداول ناشطون صورا للمعتقلين والمعتقلات وضحايا التعذيب الذين توفوا في غياهب السجون نتيجة تعذيبهم وتعرضهم للإهمال الطبي وتعمد تصفيتهم، محملين النظام السعودي وولي العهد محمد بن سلمان مسؤولية ما يحدث. 

المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان قالت في تقريرها السنوي، إن الحكومة السعودية لم تقدم على أي إجراءات جدية لحماية المعتقلين في السجون على الرغم من استمرار جائحة كورونا، ما يصنف على أنه صنف من سوء المعاملة.

وأشارت إلى أن عددا من المعتقلين بينهم مدافعون عن حقوق الإنسان، أعلنوا في مارس/آذار 2021، إضرابهم عن الطعام بسبب سوء المعاملة وظروف السجن السيئة، لافتة إلى ما يحدث داخل السجون من ضروب التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون.

وذكرت المنظمة الأوروبية بسياسة إفلات المسؤولين عن التعذيب من العقاب، خاصة فيما يتعلق بقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، ومرور 3 سنوات على الواقعة دون محاسبة الفاعلين الفعليين وبينهم من أشارت تقارير أممية إلى مسؤوليتهم.   

"لا تشاركوا"

ناشطون حذروا من التقدم لهذه الوظائف "لأنها تعد مشاركة في قتل المواطنين"، متداولين صورا لمعتقلين غيبوا داخل السجون وآخرين توفوا بداخلها بسبب القمع وممارسة السلطة لعمليات القتل البطيء والتعذيب الممنهج والحرمان من العلاج وغيرها من أدوات التنكيل الأخرى.

الكاتبة نورة الحربي قالت إن المديرية العامة للسجون تحتاج إلى موظفين أكثر لممارسة مزيد من القمع والتعذيب بحق الشعب والمعتقلين، ونشرت مقطع فيديو بعنوان "غوانتنامو السعودية" يكشف خفايا سجن "الحائر" الذي يعد الأخطر والأكثر انتهاكا لكرامة الإنسان.

وأعرب الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، عن أسفه من أن السعودية بلا تصنيع عسكري أو جيش قادر على حماية البلد دون مساعدة من الآخرين، والعقلاء والكفاءات في السجون، والسفهاء والمراهقون يقودون البلد، والقرارات بدون أي تخطيط أو دراسة، والشعب يعيش في بؤس شديد، والمواطن إن سكت مات كمدا.. وإن تكلم ذهب إلى السجن!!.

مركز أحرار الإعلامي شارك في الوسم مقدما دلالات على وجوب عدم التقدم إلى هذه الوظائف، عبر نشر بيان للمنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان يكشف عن احتجاز السلطات السعودية لجثامين 91 شخصا تم إعدامها منذ 2016، دون إبداء أسباب.

معاناة المعتقلين

ورصد ناشطون عددا من الانتهاكات التي تمارسها السلطة السعودية داخل السجون، وقدموا أمثلة من معاناة بعض المعتقلين بالسجون، مطالبين بالحرية لهم.

منظمة سند الحقوقية، أفادت بأن السلطة انتهكت نظام الإجراءات الجزائي من مادته المرقمة 213، التي تنص على أنه “يفرج في الحال عن المتهم الموقوف إذا كان الحكم صادرا بعدم الإدانة، أو بعقوبة لا يقتضي تنفيذها السجن، أو إذا كان المتهم قد قضى مدة العقوبة المحكوم بها أثناء توقيفه”.

فيما حمل حساب "سعوديات معتقلات"، السلطات خاصة ابن سلمان كونه المسؤول الأول والأخير عن معاناة معتقلات الرأي في السجون، مسؤولية سلامة حياة المعتقلة دلال الخليل، مطالبا بإطلاق سراحها على الفور دون قيود أو شروط مسبقة.

وطالب عمر عبدالله بالحرية لمعتقلي الرأي الذين تعتقلهم السلطات السعودية تعسفيا، دون أي تهم جنائية، سوى أن الواحد منهم يبدي رأيه بتغريدة، يغيب بسببها مدى الحياة في سجون سلمان ونجله.

مطالبات بالرحيل

وهاجم ناشطون ولي العهد السعودي، وعددوا جرائمه بحق المواطنين والتي طالت أفرادا من العائلة المالكة، وحملوه مسؤولية معاناة المعتقلين داخل سجون المملكة، وعدم توفير وظائف لائقة للشباب، مطالبين برحيله ورحيل كل الفاسدين على رأس السلطة.

وكتب كميل عزيزي: "يرحل (العاهل السعودي) سلمان وكل الفاسدين".

وأشارت المغردة سبأ، إلى أن سجون المهلكة امتلأت بأمراء من آل سعود بأمر محمد بن سلمان، وأغلبهم من شباب الأسرة المعارضين لسلمان وابنه الداشر فيما الشعب ينهشه الفقر، وفق تعبيرها.

وقال أحد المغردين: "اتوقع هذي الوظائف الوحيدة اللي يقدمها للعاطلين، واضح أن السجون بتكبر في عهد مبس (محمد بن سلمان) وعدد السجانين أقل بكثير من المطلوب في ظل الحساسية المفرطة من سموه تجاه كل من ينتقده حتى لو بتغريدة".