اغتالت "رجل القرآن".. اتهامات للإمارات باستهداف الأئمة في عدن

12

طباعة

مشاركة

يتواصل مسلسل الاغتيالات في مدينة عدن التي تسيطر عليها مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات منذ أغسطس/آب 2019.

وشهدت المحافظة في 7 ديسمبر/كانون الأول 2021، اغتيال مدير إدارة تحفيظ القرآن الكريم بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة إيهاب باوزير، علي يد مسلحين مجهولي الهوية، أطلقوا الرصاص عليه أثناء خروجه من مكتبه بمديرية خور مكسر، وتمكنوا من الفرار.

واقعة الاغتيال أثارت غضب ناشطين على تويتر، ودفعتهم للتلميح إلى دور الإمارات في تلك العمليات المتكررة خاصة منذ أن سيطرت مليشيات الانتقالي على المدينة بعد معارك مع القوات الموالية للحكومة.

الناشطون عبر مشاركتهم في وسمي "#إيهاب_باوزير"، و"#عدن_ضحية_الإرهاب_الإماراتي"، أكدوا أن عدن يتم اغتيال رموزها على يد الإمارات وأداتها، مستنكرين صمت الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي ومؤسساته على جرائم الدولة الخليجية.

وأشاروا إلى أن الإمارات تستهدف كل معلم وشيخ وداعية وخطيب وعسكري وكل شخص له ثقل في المجتمع، وتناله دائرة الاغتيال بدم بارد دون تحقيق أو تقص ولا حتى بيان إدانة رسمي.

التجمع اليمني للإصلاح بالعاصمة المؤقتة عدن، نعى باوزير، مشيرا إلى أن الجريمة تأتي بعد أيام من محاولة اغتيال محمد عقلان رئيس مجلس الشورى في الإصلاح بالمحافظة والرئيس السابق لمكتبه التنفيذي، ونائب رئيس جامعة عدن.

وأكد أن أيادي الإجرام استمرت في العمليات الإرهابية بحق كوادر الإصلاح وغيرها من القوى السياسية والاجتماعية في عدن، تنفيذا لمخططات إفراغها من كوادرها العلمية والاجتماعية والسياسية لصالح مشاريع الخراب والفوضى، ومدفوعة بمشاعر الحقد والكراهية.

وطالب التجمع، السلطات "حكومة ورئاسة" والمجتمع الدولي، بتحقيق عاجل في هذه الجرائم، ووقف نزيف الدم والاستهداف الممنهج بحق عدن، وإعادة الاعتبار لمكانتها ورمزيتها المدنية المسالمة، داعيا القوى السياسية والاجتماعية للتصدي لهذه الأعمال ومنفذيها.

فيما أدانت نقابة المعلمين الاغتيال، وطالبت في بيان، الحكومة والمجتمع الدولي بتوفير حماية قانونية أقوى للمعلمين، والعمل بأكبر قدر من المسؤولية لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي تنال التربويين منذ انقلاب مليشيات الحوثي في سبتمبر/أيلول 2014.

أهداف الإمارات

الناشطون ألمحوا إلى وقوف الإمارات وراء اغتيال باوزير، وعددوا الأهداف التي تدفعها لذلك، سواء كانت سياسية أو دينية، مستنكرين الصمت على هذه الجرائم.

الصحفي والإعلامي أنيس منصور، نشر مقطع فيديو يتحدث فيه عن دور الإمارات في اغتيال رجل القرآن باوزير، وعدائها لحملة القرآن في عدن، ودور المجلس الانتقالي والسعودية.

وأشار الناشط السياسي معاذ الشرحبي، إلى أن اغتيال إيهاب باوزير جاء بعد يوم من التعيينات الجديدة في البنك المركزي والهبوط الملحوظ للدولار.

وقال: "هناك من يتعمد إفشال عدن كعاصمة مؤقته لليمن، ويبدو أن تجار الحروب ومن تضرروا من التعيينات في البنك يسعون جاهدين إلى إفشال أي جهود لاستقرار العملة الوطنية".

ولفت الصحفي عبدالجبار عوض الجريري، إلى أن اغتيال العلماء والدعاة والمصلحين في تلك المدينة لم يحدث إلا بعد التدخل الإماراتي.

وواصل: "لا يختلف اثنان على أن دولة الإمارات تحارب الإسلام على أرضها وعلى الأرض العربية والإسلامية الأخرى، وهو ما يؤكد أنها هي من تقف وراء تصفية العلماء والدعاة والمصلحين في عدن".

اتهامات مباشرة

فيما خرج آخرون من دائرة التلميح إلى توجيه الاتهام المباشر للإمارات ومليشياتها وحملوهم المسؤولية كاملة عن اغتيال باوزير، مذكرين بسجل جرائم رجالها في عدن وتنفيذهم الاغتيالات.

المذيع التلفزيوني صلاح بن عامر، أوضح أن أول مسلسل الاغتيالات في عدن كان باغتيال الشيخ راوي (العريقي عام 2016).

وتابع: "اعترف الجناة أنهم تلقوا الأوامر والأموال من هاني بن بريك أحد أدوات الإمارات في اليمن، ومن بعدها تواصلت عمليات استهداف أئمة المساجد والتربويين وكل المعارضين لملشنة البلاد".

 ورأى الميسري، أن اغتيال باوزير جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الإرهابية التي ترتكبها الإمارات ومرتزقتها في عدن، وجزء من المخطط الإماراتي لتصفية الكوادر والمصلحين ونشر ودعم الإرهاب هناك.

وحمل مغرد آخر الإمارات مسؤولية اغتيال باوزير، لأنها الممولة للقوات التي نفذت عملية الاغتيال.

"رجل القرآن"

ناشطون استنكروا الصمت العالمي على اغتيال باوزير، وترحموا عليه وتحدثوا عن سيرته ومسيرته في حمل القرآن الكريم وحفظه له، متداولين مقاطع فيديو لتشييع جثمانه والحشود التي خرجت في توديعه.

الناشط الحقوقي والسياسي عبدالواحد اليمني، استنكر مواصلة الإمارات "جرائمها الإرهابية" في اليمن أمام صمت الأمم المتحدة اللعينة، ومجلس الأمن ودول العالم، لافتا إلى أن أبوظبي ومليشياتها الإرهابية يقتلون المعلم إيهاب باوزير في محافظة عدن بدم بارد ويمارسون الإرهاب والقتل والفوضى بشكل مستمر.

وأشار محمد جميح إلى أن باوزير رجل مسالم وخبير تربوي لا علاقة له بالصراع يعترضه مسلحون مجرمون وهو خارج من عمله ويردونه قتيلا، مستنكرا وقوع مئات الجرائم حدثت بعدن دون أي إجراءات محاسبة ولو لمجرم واحد!.

وتساءل: "ما هو ذنب باوزير؟ ولمَ يستمر مسلسل الجريمة!".

ونشر سيف الشرعبي، صورتين لبوازير، وترحم عليه قائلا "إنه رجل حمل في يده القرآن ونذر نفسه لأجله واليوم تغتاله يد الإثم والإجرام في عدن".

وتساءل: "ما الذي فعله هذا الرجل ليكون جزاؤه القتل بدم بارد؟ لقد تحولت عدن من صناعة الحياة إلى صناعة الموت".

الصحفي اليمني مجاهد السلالي، نشر مقطع فيديو يظهر التشييع المهيب لجثمان باوزير، الذي "اغتالته عصابات الاغتيالات المأجورة".