"الطيور على أشكالها تقع".. تنديد واسع بلقاء وزير خارجية الإمارات وبشار الأسد

12

طباعة

مشاركة

"كل من يطبع مع بشار الأسد ويحاول إعادة نظام الكيماوي إلى جامعة الدول العربية هو شريك بهذه الدماء".. رسالة أراد ناشطون على تويتر، إيصالها إلى دولة الإمارات بعدما زار وزير خارجيتها عبدالله بن زايد، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، رئيس النظام السوري.

زيارة ابن زايد للأسد، سبقها تمهيد وتهيئة للرأي العام، بدأت بإعادة الإمارات فتح بعثتها الدبلوماسية في دمشق أواخر 2018، وأتبعتها بالمزيد من خطوات التقارب.

ومن أبرز الخطوات إجراء ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد اتصالات هاتفية بالأسد في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2021، "بحثا خلالها التطورات في سوريا والشرق الأوسط".

لكن الناشطين عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #التطبيع_مع_الأسد_جريمة، و#سوريا_مقياس_العروبة، أعلنوا رفضهم لتطبيع الإمارات لعلاقاتها مع النظام السوري بعد كل ما ارتكبه من جرائم بحق السوريين، متحالفا مع روسيا وإيران.

وتحدثوا عن يقينهم بأن الإمارات لم تكن يوما مصطفة مع السوريين، وإنما لها أدوارها الخفية في مناهضة الثورة السورية، مؤكدين أن الأسد ونظامه سيبقى "عصابة إجرامية ارتكبت جرائم بحق الشعب السوري مهما حاول ابن زايد تلميع صورته وإعادته للمشهد".

وذكر ناشطون بحملات الأسد الدموية عبر البراميل المتفجرة التي بدأها قبل أكثر من عشر سنوات على الاحتجاجات السلمية التي خرجت لمناهضة حكمه، وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، وما زالت أصداؤها مستمرة حتى اليوم.

ونددوا بمساعي الإمارات لإعادة عضوية سوريا برئاسة بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية المعلقة منذ 2011، على خلفية جرائمه في سوريا، مؤكدين أن الحفاوة باللقاء الذي جمع بشار وابن زايد لن تمحو آثار جرائم جرت على أعين العالم ولن تعالج الأزمة السورية.

رفض للزيارة

وأعرب ناشطون عن استيائهم من إعلان ابن زايد دعمه وزيارته للأسد، رابطين بين تطبيع الإمارات لعلاقتها مع النظام السوري وذات الخطوة مع إسرائيل.

وأشار جورج صبرا، إلى أنه "من الواضح أن التطبيع مع النظام السوري (ومن خلفه النظام الإيراني) وإعادة العلاقات الدبلوماسية معه قرين للتطبيع مع العدو الإسرائيلي ومباشرة العلاقات المفتوحة مع المشروع الصهيوني بعداء سافر للشعبين"، قائلا: "لم يسبق أن جاهر نظام عربي بمعاداة الشعوب وتعويم أعداء الأمة بمثل هذه البجاحة".

الناشطة في الثورة السورية دارين العبدالله، قالت إن أحد المضحوك عليهم عبدالله بن زايد كما وصف نفسه قبل عدة سنوات، حط رحاله اليوم في دمشق ليلتقي قاتلا، متسائلة: "يا ترى ما أبعد ما يمكن أن يصلوا له من حدود للتطبيع؟! وماذا يوجد في نهاية هذا الطريق الذي يمشي فيه المطبعون على جثث السوريين ومآسيهم؟"

وأكد حمزة المغترب، أن "الإمارات بحياتها وعمرها ما كانت مع الثورة السورية ولا أي ثورة أو حركة تحررية، بالعكس تماما كل حملات الإبادة الجماعية والقصف العشوائي وتدمير البيوت والتهجير كله كان بدعم وتمويل مادي ولوجستي من ابن زايد لروسيا بدون خجل أو حياء".

شربيل بركات، رأى أن قرار الإمارات إنهاء عزلة الأسد ليس قرارا خليجيا موحدا، مرجحا أنه قد يكون اتخذ بالتشاور والتنسيق بين دول الخليج لكنه قرار إماراتي سيادي، وما انطبق على اتفاقات "أبراهام" التطبيعية مع إسرائيل، ينطبق على التطبيع مع دمشق.

تمسك بالمطالب

وتحدث ناشطون عن ثباتهم على مطالبهم بإسقاط بشار الأسد مهما حاول النظام العالمي إعادته للمشهد.

وقال الكاتب السوري أحمد موفق زيدان، إن "ثمن البقاء بالسلطة بالمنطقة العربية غدت بوابته المصالحة مع القاتل بشار الكيماوي، بعد أن خطف بوابة الصهاينة"، مضيفا: "ليعلم الجميع أن السوريين لا يزالون على عهدهم منذ أول صرخة لهم الشعب يريد إسقاط النظام.. ليعتبر كل من يلهث وراء القاتل المجرم أن لعنات الحاضر والتاريخ تترى عليه".

الكاتب بسام جعارة، أكد أن لا أبو ظبي ولا أي "دكان" بحجمها أو دولة أكبر منها تستطيع إعادة الروح لميت، قائلا إن الوهم يقتل صاحبه.

وقال المغرد محمود، إنه "عار على كل دولة عربية تقبل بعودة الأسد إلى جامعتها"، محذرا من أن عودته "تعني انضمام إيران إلى الجامعة العربية، وإن حصل هذا فأبشروا بزوال دولكم على أيديكم".

وكتب الكاتب ياسر الزعاترة: "يعيدون تأهيل بشار؛ بدعوى إبعاده عن إيران، فيبتسم قادة الأخيرة، بل يقهقهون، ولسان حالهم يقول لأولئك: أسرعوا ولا تترددوا، فأنتم في الاتجاه الصحيح!! وخراجكم عائد إلينا!!".

السوري عبدالرحمن إسماعيل، أكد أن السوريين، لم ينخدعوا يوما بكلام سلطة الإمارات التي سبقت بشار الأسد وروسيا وإيران بتصنيف فصائل الجيش السوري الحر كمنظمات إرهابية، لكنها رسالة للحالمين بالحرية ويُخدعون بكلام الساسة ليفهموا أن العدو قد جاء بقناع الصديق ولو لم يظهرها كما فعلت أبوظبي.

جرائم الإمارات

وهاجم ناشطون النظام الإماراتي وعددوا جرائمه وتدخلاته في الدول العربية وخيانته لحلفائه، مشيرين إلى أن الأسد وابن زايد وجهان لعملة واحدة في الاستبداد والديكتاتورية.

صحيفة “أتلانتيكو” الفرنسية سبق أن كشفت أن سوريا عادت إلى ما يمكن تسميته بالسلطوية المستقرة مع إبقاء بشار الأسد في السلطة، بالنسبة لأبوظبي.

وأشارت إلى أن الإمارات تقوم منذ عدة أشهر، بعملها وتعزز تدريجيا مشاركتها مع سوريا التي يسيطر عليها النظام، من خلال مساعدات إنسانية واستثمارات في قطاع الترفيه المحلي.

وبدوره، دعا رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، إلى عمل مسح لخريطة العالم العربي والعالم الإسلامي من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، قائلا: "لن تجدوا موقفا فيه أذى وضرر لشعوب العرب والمسلمين إلا وكانت الامارات في القلب منه، بل في صدارة داعميه".

المستشار القضائي الإماراتي السابق محمد بن صقر، نشر صورة تجمع الشخصين، معقبا عليها بالقول: "أقذر صورة وأقبح لقاء.. عبدالله بن زايد في ضيافة طاغية ومجرم الشام بشار".

وأكد أن سوريا هي الشعب السوري وليس النظام المجرم لكي تأخذوه في أحضانكم.

ونشر المعارض الإماراتي حميد النعيمي، الصورة ذاته، ساخرا بالقول إن "شعار المرحلة: يحيا الملك .. وإن مات كل الشعب".

الناشط السعودي المعارض عمر بن عبدالعزيز، خاطب ولي عهد بلاده محمد بن سلمان قائلا: "7 سنوات تقاتل باليمن بحجة إيران، 11 سنة تزعم دعم الثورة بسوريا بحجة إيران، وبالأمس تقاطع لبنان بحجة إيران ونفوذها، واليوم يجري حليفك أول زيارة للأسد أكبر حلفاء إيران بالمنطقة".