الزيارة الأخيرة.. هؤلاء المتهمون بقتل طالب يمني عقب وصوله من أميركا

12

طباعة

مشاركة

أثارت قضية مقتل الشاب اليمني المغترب في أميركا عبد الملك السنباني، على يد مسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة لحج، أثناء عودته لزيارة أسرته، غضب الناشطين على تويتر، ودفعتهم للمطالبة بعودة الحكومة الشرعية وطرد المليشيات الإماراتية من البلاد.

السنباني شاب ثلاثيني، من محافظة ذمار، عاد إلى اليمن بعد اغترابه قرابة الثمان سنوات، قتل فور وصوله إلى نقطة طور الباحة العسكرية الخاضعة لسيطرة مليشيا الانتقالي جنوبي البلاد، ونهبت أمواله وحقائبه.

الناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #كلنا_عبدالملك_السنباني، #عبدالملك_السنابي، #الانتقالي_قاتل_السنباني، وغيرها، طالبوا بمحاكمة المتورطين في قتل السنباني دوليا، مشككين في تقديم مليشيا الانتقالي رجالها للعدالة.

وتوقعوا تمييع قضية قتل السنباني وطالبوا بمحاكمة المتورطين فيها دوليا لأن البحث عن عدالة بمناطق سيطرة المليشيات الإماراتية "سراب"، معتبرين الإمارات المسؤول الأول عن مقتل الطالب اليمني كونها المسيطرة على الجنوب اليمني.

وأثنى ناشطون على موقف الجالية اليمنية في أميركا، مشيدين بتنظيمها مسيرات غاضبة في عدد من المناطق في الولايات المتحدة؛ احتجاجا على مقتل السنباني وللمطالبة بمحاكمة القتلة، ناقلين صورا ومقاطع فيديو من الفعاليات.

وحذر ناشطون من تكرار الجرائم المماثلة لقتل السنباني، إذا لم يتم محاسبة القتلة، مشيرين إلى أن السنباني ليس المغدور به الأول، فقد سبقه الكثير من شباب عدن الذين قتلوا على يد مليشيات الانتقالي المدعومة من الإمارات بدم بارد.

وأرجعوا تكرار هذه الجرائم إلى غياب الدولة بأجهزتها الأمنية والقضائية عن محافظات الجنوب بما فيها عدن ولحج والضالع، واعتبروا كل نقاط التفتيش باليمن شماله وجنوبه مجرد فخاخ للموت وزرع الرعب والابتزاز، مؤكدين أن جرائم القتل هذه لن تنتهي إلا بدولة قوية.

مسؤولية الإمارات

وصب ناشطون غضبهم على الإمارات ومليشيات الانتقالي التابعة لها وحملوها المسؤولية كاملة عن قتل السنباني، واستنكروا المماطلة في محاكمة المتورطين في قتله، مطالبين بمحاكمة دولية، لعدم ثقتهم في تقديم الانتقالي القتلة للمحاكمة.

مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي، أوضح أن "مليشيات الانتقالي لم تعلن حتى الآن إلقاء القبض على قتلة الشهيد السنباني"، واتهمهم بـ"المماطلة حتى يخف الضغط الإعلامي والحقوقي وتذهب القضية أدراج الرياح كما ذهبت قضايا اغتيالات وقتل تم الإعلان عن إلقاء القبض على الجناة ولم يتم تقديمهم للقضاء".

وقال محمد سنباني: "مهما كذبوا علينا بتسليم ومحاكمة قتلة الشهيد السنباني فلن نجد العدالة ولن يسلموا المتهمين.. الانتقالي يحكم عدن، والنيابات والمحاكم وإدارة الأمن بيد الانتقالي، والانتقالي بأمر الإمارات، ولهذا قضية السنباني تحتاج تحقيقا دوليا خارج عدن". واعتبر المغرد أبو محمد أن "ما يقوم به مرتزقة الإمارات والسعودية من حملات اختطاف بحق المدنيين العائدين عبر المناطق المحتلة ونهب ممتلكاتهم وتصفيتهم كما حدث مع السنباني أو سجنهم وتعذبيهم وبيعهم لدول العدوان من أجل إدخالهم ضمن صفقات تبادل الأسرى، يكشف مدى انحطاط تلك الأدوات".

انتقاد الحكومة

وانتقد ناشطون موقف الحكومة الشرعية وصمتها وإصرارها على إدارة البلاد من الخارج، وغيابها عن الجنوب اليمني.

وأكد الكاتب والصحفي اليمني عباس الضالعي، أن "هناك مئات الجرائم ارتكبت بحق أبرياء، لكنها لم توثق ولم تصل إلى التواصل الاجتماعي والإعلام"، معتبرا غياب الدولة المحرك للجريمة ولن تكون جريمة مقتل السنباني هي الأخيرة.

الكاتب عدنان مسعد، استنكر غياب الحكومة عن المشهد في عدن، واعتبر جريمة السنباني نتيجة لذلك الغياب، متوقعا أن "تسير البلاد إلى الهاوية ما لم تعد الدولة".
وطالب المغرد عبد القادر المريسي، بظهور الحكومة لتراعي حقوق المغتربين الذين تحضنهم دول الأجانب لسنين وأعوام ودولتهم لا تستطيع أن توصلهم سالمين إلى أهلهم. المستشار الإعلامي عمر عبد العزيز المرشد، أشار إلى أن "جريمة قتل السنباني هزت الشارع اليمني، وليست هي الجريمة الأولى! بل مسلسل من الجرائم"، قائلا: إن "العدالة هي مطلب الجميع ويجب إيقاف كل عابث عند حده بسلطة الدولة والقانون بعيدا عن أي استغلال أو تسييس كما يروج البعض". ورأى مغرد بحساب "محمد اليمني"، أن "شيئا واحدا يجمع المليشيات وداعميها شمالا وجنوبا، وهو تحول المدن الخاضعة لسيطرتها إلى مدن مرعبة وساحة للتصفيات والعنف"، مؤكدا أن "الحل لن يكون إلا بعودة الدولة وتمكين أجهزتها".

شكر للجالية 

في المقابل، أثنى ناشطون على موقف الجالية اليمنية في أميركا، إذ نظم الآلاف وقفات احتجاجية تنديدا بجريمة قتل السنباني، محملين التحالف العربي والأمم المتحدة كامل المسؤولية.

ووجه الإعلامي أنيس منصور، الشكر للجالية، قائلا: "أنتم الوطن والجمهورية، أنتم الشرعية والإنسانية، سجلتم موقفا وأصبحت قضية السنباني ضمن الاهتمام الدولي تفضح أزلام وأقزام ابن زايد وأدواتهم".

وأضاف: "قضية السنباني هي قضية كل يمني ولن نهدى حتى نرى القصاص والعدالة".

فيما توجه مغرد آخر، بدعوة عامة لكل الجاليات اليمنية في جميع دول العالم بتنظيم وقفات احتجاجية تضامنية مع قضية المغترب السنباني. وتداول آخرون صورا ومقاطع فيديو للوقفات الاحتجاجية والمسيرات المطالبة بالعدالة والقصاص من قتلة السنباني، وتظهر ترديدهم هتافات تطالب بفتح مطار صنعاء ورفعهم شعارات ضد إجرام الانتقالي الإماراتي، والدعوة إلى تحقيق دولي في قضايا الحرابة والتقطعات التي تستهدف المسافرين واستمرار التصعيد الانتقالي. الناشط السياسي ياسر اليماني، أكد  أن "جريمة السنباني لم تنته بعد"، مشيرا إلى أن "أربعة طلاب يمنيين آخرين في سجون وزنزانات مرتزقة الإمارات يتعرضون للتعذيب ليلا نهارا بعد أن عادوا من إكمال دراستهم في ماليزيا".

وأوضح أنهم "وصلوا إلى مطار عدن وتم أخذهم بتوجيهات الضابط الإماراتي، والطلاب يعلم الله هل هم أحياء أم أموات بعد التعذيب الذي تعرضوا له".