تراجع تاريخي للحزب الحاكم في ألمانيا.. هذه أبرز التغيرات قبل الانتخابات

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة إيطالية أن أبرز استطلاعات الرأي بشأن نوايا التصويت في الانتخابات الألمانية العامة قبيل أسابيع من موعد إجرائها، تشير إلى تحالف محتمل بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، وحزب اليسار المعروف باسم "دي لينكه". 

وألمانيا على موعد مع انتخابات برلمانية في 26 سبتمبر/أيلول 2021، قد تغير بشكل جذري المشهد السياسي في برلين لسنوات عديدة قادمة.

صحيفة "لينكياستا" أوضحت أن جميع الأطراف المذكورة ملتزمة بخفض الإنفاق الدفاعي الألماني، رغم انخفاضه مقارنة بمساهمات أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" الآخرين. كما أنها تخطط لتحويل البلاد إلى "اقتصاد مخطط".

تراجع تاريخي

وقالت الصحيفة إن الحزب الحاكم، "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، سجل تراجعا تاريخيا في نوايا التصويت بين الناخبين في استطلاعات الرأي. 

كان الحزب الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية الحالية أنجيلا ميركل، قد تصدر في أبريل/نيسان 2020 استطلاعات الرأي بحصوله على نسبة 38 بالمئة قبل أن يسجل تراجعا ليستقر عند نسب تتراوح بين 21 و24 بالمئة. 

أحد أسباب تراجع شعبية الحزب يتعلق بضعف شخصية مرشحه للمستشارية أرمين لاشيت، الذي فشل في إثبات نفسه داخل حزبه وبين الناخبين بشكل عام، وفق قول الصحيفة.

اعتبرت الصحيفة الإيطالية أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي تمكن من "خداع" الناخبين إلى حد غير مسبوق في تاريخ البلاد.

إذ حقق صعودا بعشر نقاط مئوية في استطلاعات الرأي الأخيرة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى مرشحه الأول، "أولاف شولتس"، الذي يعتبر"معتدلا" إلا أنه لم يكن يتمتع بشعبية داخل حزبه.

لفتت لينكياستا إلى أن هذا الحزب تحرك في السنوات الأخيرة، أكثر فأكثر نحو اليسار.

انتخب "ساسكيا إسكين" و"نوربرت فالتر-بورجانس" كزعيمين  و"كيفين كونرت" نائبا لهما وثلاثتهم أقرب أكثر إلى اليسار. 

وتساءلت الصحيفة عن سبب اختيار أعضاء الحزب أولاف شولتس ليكون المرشح للمستشارية في الانتخابات المقبلة على حساب القادة السابق ذكرهم، لتجيب أن السبب وراء ذلك هو نفسه الذي دفع الديمقراطيين الأميركيين إلى اختيار جو بايدن مرشحا رئاسيا لهم. 

وفسرت بأنهم يأملون في استخدام أولاف شولتس لاستمالة الناخبين المعتدلين غير اليساريين خلاف قاعدة الحزب التقليدية.

إلى غاية سنوات قليلة ماضية، أشارت الصحيفة الإيطالية إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي كان يستبعد دائما الائتلافات مع اليسار على المستوى الفيدرالي، خصوصا وأن الأخير كان يعتبر حزبا متطرفا للغاية. 

يعد حزب اليسار وريث الحزب الشيوعي السابق الذي حكم ألمانيا الشرقية والذي غير اسمه عدة مرات منذ إعادة توحيد ألمانيا، ويدعو برنامجه السياسي إلى تأميم واسع النطاق، وفرض معدل ضريبة بحد أقصى 75 بالمئة إلى جانب الانسحاب من الناتو. 

برامج الأحزاب

بينما يهدف حزب الخضر بشكل أساسي إلى حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ، ويحظى بدعم الكثير في وسائل الإعلام الألمانية، كما لا يخفي معظم الصحافيين في التلفزيون الحكومي الألماني تعاطفهم معه. 

أفادت الصحيفة أن العاصمة الألمانية برلين يحكمها بالفعل تحالف بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر ودي لينكه. وقد شارك الأخيران في حملة لمصادرة الشركات العقارية التي تمتلك أكثر من ثلاث آلاف شقة مستأجرة في المدينة. 

كما ستعيد الأحزاب اليسارية الثلاث فرض ضريبة الثروة، التي ألغيت في ألمانيا عام 1997. 

عادت الصحيفة مجددا إلى اتهام الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومعه حزب الخضر بانتهاج سياسة وصفتها بخداع الناخبين. 

وقالت: إنه بينما توجه لهم يوميا تقريبا تساؤلات عما إذا كانوا منفتحين على تحالف مع اليسار، رغم عدم استبعادهم لذلك، يحرصون أيضا على عدم التصريح علانية بأن هذا أحد أهدافهم خشية خسارة الآلاف، إن لم يكن الملايين من الأصوات.

أكدت الصحيفة أن التحالف بين هذه الأحزاب الثلاثة سيغير ألمانيا بشكل جذري انطلاقا من تشاركهم نفس الرؤى والبرامج على غرار التسريع في تحويل اقتصاد السوق الألماني إلى اقتصاد مخطط واستكمال ما بدأته أنجيلا ميركل في هذا الاتجاه.

وأضافت أن الائتلاف الثلاثي اليساري الحاكم في برلين، كان قد أقر قانونا يجبر أصحاب العقارات على خفض تكلفة الإيجارات في عقود الإيجار الحالية. 

في الواقع، لم يمثل القانون أقل من مصادرة جزئية لأصحاب الأملاك وتسبب في انتهاكات مستمرة للدستور الألماني، تعلق الصحيفة الإيطالية. 

وعلى الرغم من قرار المحكمة الدستورية الألمانية إلغاء هذا القانون لعدم دستوريته، يرغب الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب اليسار الآن التقدم بقانون مماثل في جميع أنحاء ألمانيا. 

كما تتعرض الحرية السياسية في برلين لضغوط شديدة، خاصة فيما يتعلق بالحق في التظاهر، بينما تتم الموافقة على إقامة المظاهرات اليسارية، تحظر مظاهرات منتقدي سياسات الحكومة المتعلقة بفيروس كورونا، أو يقع قمعها بقوة وحشية من قبل الشرطة، وفق تعبير الصحيفة. 

تستنتج الصحيفة أن ما يحدث في برلين يقدم لمحة عن ألمانيا المستقبلية بأكملها في حال وصول الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ودي لينكه والخضر إلى السلطة.