المونيتور: الحوثيون يفجرون منازل "البيضاء" بعدما فقدوا السيطرة
بين عامي 2010 و2014، تعودت جماعة الحوثي على التباهي بتفجير منازل كبار المسؤولين الحكوميين، واستمرت بفعل ذلك مع منازل معارضيها بشكل متقطع بعد أن سيطرت على العاصمة صنعاء.
لكن الهجمات الأخيرة استحوذت على اهتمام وسائل الإعلام حيث تزامنت مع الهزائم العسكرية التي تعرضوا لها، يقول موقع المونيتور الأميركي.
وفي أعقاب التقدم العسكري للحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين في مديرية الظاهر بمحافظة البيضاء ومديرية الرحابة بمحافظة مأرب مطلع يوليو/تموز 2021، شنت الجماعة المدعومة من إيران هجمات مضادة لاستعادة المنطقتين.
وبعد استعادة الظاهر وبعض مناطق الرحاب، لجأ الحوثيون إلى استخدام تكتيكهم القديم في تفجير منازل المعارضين في هذه الأحياء.
تفجيرات للمنازل
وبعد أن استعاد الحوثيون السيطرة على الظاهر في 8 يوليو/تموز، فجروا منزل حسين الحميقاني في 25 من ذات الشهر.
وكان الحميقاني قد ساعد القوات الحكومية في السيطرة على الزاهر في 5 يوليو/تموز.
ولم يتحدث المسؤولون الحوثيون عن ذلك، ولم تبث وسائل الإعلام المتحالفة معهم هذه الأخبار.
واستهدف الحوثيون في السابق منازل الأشخاص الذين قاتلوا ضدهم لوقف تمددهم داخل وخارج صعدة شمال اليمن.
وندد معمر الإرياني وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، باستهداف منزل الحميقاني في تغريدة قال فيها: "إن مليشيات الحوثي تعمدت تفجير منازل المواطنين على طريقة التنظيمات الإرهابية وتعمل على ترهيبهم وتنتقم بشكل ممنهج من كل من لا يتفق معها".
كما دعا الإرياني "المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية" إلى إدانة تدمير المنازل الذي وصفه بأنه "انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية" ودعا إلى ضم جماعة الحوثي وقيادتها إلى "قوائم الإرهاب".
والجديد في الهجوم على منزل الحميقاني أن الحوثيين لم يظهروا في مقطع فيديو وهم يهتفون شعارهم "الموت لأميركا ولإسرائيل" بعد القصف.
وكان الحوثيون قبل سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء يرددون هذا الشعار في فيديوهات دعائية بعد تفجير منازل المعارضين مثلما فعلوا عندما فجروا منزل رئيس مجلس النواب السابق وزعيم قبيلة حاشد، الشيخ عبد الله الأحمر، في فبراير/شباط 2014.
ولم تتضح بعد الدوافع الرئيسة للحوثيين لاستخدام هذا التكتيك.
وأعلن عن هذه التفجيرات للمرة الأولى، بعد تفجير منزل لعضو البرلمان صغير بن عزيز في يوليو/تموز 2010 في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران.
وكان ابن عزيز يقاتل مع القوات الحكومية قبل أن تتوصل الحكومة والحوثيون إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في فبراير/شباط 2010.
وبعد أسابيع، اندلعت اشتباكات بين الحوثيين والأحمر في منطقة حوث القريبة في أغسطس/آب 2010.
والحوث هي المنطقة التي ينسب إليها اسم زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، منذ أن عاش جده في حوث قبل أن يهاجر إلى صعدة.
وذكرت قناة الجزيرة في أغسطس/آب 2010 أن قائد قبيلة الأحمر حشد ما يقرب من 5000 مقاتل طوقوا المنطقة قبل اقتحامها.
ونقلت القناة عن مصادر محلية لم تسمها أن الأحمر هزم الحوثيين واعتقل قرابة 60 منهم من بينهم الباحث الحوثي "قاسم السراجي، وفجر منزله ومنازل أخرى في المدينة".
لذلك استعد الحوثيون لمعركة أخرى. واندلع الاشتباك الأخير بينهم وبين الأحمر في حوث في فبراير/شباط 2014.
وسيطر الحوثيون على المنطقة وفجروا منزل الأحمر هناك قبل التقدم نحو صنعاء.
تكتيك حرب
واتهم المراقب السياسي عصام الصبري جميع الأطراف المتحاربة بتفجير منازل خصومهم إما بالألغام الأرضية أو بالغارات الجوية.
كلا الطرفين استخدم نسف المنازل كتكتيك حرب ضد خصمه، سواء الحكومة (يعني الأحمر) أو الحوثيون.
لكن الحوثيين استخدموا بشكل مفرط هذا التكتيك المتمثل في قصف منازل المعارضين، وفق الصبري.
وأضاف أن "نسف البيوت بعد الانتصار على الخصم هو تكتيك الجماعات المتشددة سواء في اليمن أو العراق أو الشام"، مشيرا إلى أن هذا تكتيك يكشف هزيمة المنفذ وليس انتصاره.
وتابع قائلا: "يجب على الأطراف التخلي عن هذا التكتيك والالتزام بالقوانين الدولية. تفجير المنازل يجعل المنتصر خاسرا، ولكن من يحمي حقوق وممتلكات المنهزم؟".
وزاد: "الخصم يجعل انتصاره العسكري أخلاقيا. للحرب أخلاق، وصاحبها فقط هو الذي يفوز".
وبعد استعادة الحوثيين السيطرة على الظاهر، أعلنت القوات الحكومية أنها سيطرت على منطقة الرحاب جنوب غرب مأرب في 14 يوليو/تموز 2021، وأنه تم تفجير منزل قائد شرطة طوارئ مأرب العميد أحمد سعيد.
كما فجروا منزل طالب دركم المرادي القائد العسكري بقوات الجيش التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها، في محافظة مأرب، شمال شرق البلاد.
وقال المرادي في 20 يوليو/تموز: "فجر إرهابيو مليشيا الحوثي بيتي بعد الهزائم التي تعرضوا لها في الأيام القليلة الماضية. إنهم يعتقدون أنهم انتصروا بتفجير منزل، [لكنهم] لم يفعلوا ذلك. اعلموا ان مثل هذه الأعمال الإرهابية تجعلنا أكثر تصميما على محاربتكم".
وعندما سيطر الحوثيون على صنعاء عام 2014، لم يفجروا منازل المعارضين في العاصمة.
لكن كانت هناك هجمات متفرقة على منازل خصومهم في محافظات ذمار وتعز والضالع ومأرب والبيضاء بين 2015-2020.
وقال الإرياني: إن منظمات حقوقية توثق تفجير الحوثيين للمنازل منذ عام 2014.
وفي عام 2020، اتهمت الهيئة المدنية المحلية لضحايا قصف المنازل، الحوثيين بـ "تفجير أكثر من 816 منزلا"، بما في ذلك 124 منزلا في محافظة البيضاء.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن "بشير عمر"، في مقابلة مع المونيتور: إن منظمته لا تملك عددا محددا من المنازل التي نسفها الحوثيون.
وأضاف: "إذا كانت هناك انتهاكات (للقانون الدولي الإنساني) من أي نوع، فإننا عادة نتعامل مع هذه الانتهاكات مع أطراف النزاع لضمان حماية المدنيين وممتلكاتهم واحترامهم".
وتابع "نتناول ذلك خلال الاجتماعات الثنائية مع أطراف النزاع".
وقال عمر: إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر "قلقة من العواقب الإنسانية للعنف المتصاعد في محافظة البيضاء خلال الأسبوعين الماضيين".
وبين أنها حثت "جميع الأطراف المشاركة في القتال على اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين وممتلكاتهم، بما في ذلك المنازل والشركات وسبل العيش".