"صوفي لن يأتي".. هكذا ردت تركيا على المخطط الجديد لبايدن في سوريا

قسم الترجمة | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة تركية مقالا تناولت فيه تداعيات العلاقة بين وحدات حماية الشعب الكردية والولايات المتحدة الأميركية إثر تحييد أنقرة للملقب بـ"صوفي نور الدين" المسؤول العام عن منظمة "بي كا كا" الانفصالية في سوريا، خلال عملية جرت في 16 مايو/أيار 2021 بمنطقة غارا شمالي العراق.

وقالت "خبر ترك" في مقال للكاتب تشيتينير تشيتين، إن "الولايات المتحدة حددت موعدا جديدا مع وحدات حماية الشعب لبدء العملية السياسية بعد عامين، وذلك في الاجتماع الذي لم يتمكن صوفي نور الدين، أحد أهم الأسماء في حزب العمال الكردستاني (بي كا كا)، من الانضمام له، لكن دعونا نرى من سيلحق بهذا الموعد الجديد، فلم تعد الطرق آمنة بعد الآن!".

مرحلة جديدة

ويرى تشيتين أن "مقتل نور الدين حيث كان يختبئ في كهف في غارا، يظهر أن المنطقة التي بدأت القوات المسلحة التركية عملياتها فيها منذ فبراير/شباط 2021، لم تعد بقعة عمياء". 

وأضاف: "إلى جانب أن هناك تفاصيل مهمة وراء كواليس هذه العملية وخلف اجتماع الوفد الأميركي رفيع المستوى مع أعضاء حزب العمال الكردستاني، تكمن أهمية هذه التفاصيل في كشف وحل العقدة التي تحاول الولايات المتحدة تعقيدها أكثر فأكثر، فالحدثان متشابكان ومتداخلان مع بعضهما البعض إلى حد كبير".

واستدرك: "ففي الوقت الذي كان يتم فيه تحييد نور الدين أثناء عودته إلى قضاء سنجار بالعراق عقب إجرائه المحادثات الأولية في جبال قنديل، وقبل الاجتماع الذي عقد مع الأميركيين، كان رئيس الولايات المتحدة جو بايدن يقدم خارطة طريق جديدة للإرهابيين متقدما بذلك خطوة على الرؤساء الأميركيين السابقين".

وعلق تشيتين: "من الواضح أن بايدن لن يتخلى عن العلاقات التي تطورت خلال فترة الرئيسين السابقين باراك أوباما ودونالد ترامب مع وحدات حماية الشعب، الفرع السوري لتنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي". 

وأردف: "كان الوفد الذي أرسله بايدن إلى المنطقة هو الفضيحة الكبرى الثانية التي ظهرت باسم الولايات المتحدة، بعد الفضيحة الأولى التي تمثلت بموافقة ترامب على بيع وحدات حماية الشعب للنفط السوري تحت إشراف المسؤولين الأميركيين".

كما وقد كان إرسال وفد على مستوى نائب وزير إلى المنطقة يحدث لأول مرة، فبينما كانت تعقد الاجتماعات على مستوى المسؤولين العسكريين الأميركيين والممثلين الخاصين في السابق، ترأس الوفد هذه المرة نائب وزير الخارجية جوي هود، يلفت الكاتب التركي.

وأضاف: "وضم الوفد إلى جانب هود، المبعوث الأميركي الخاص لسوريا إيمي كوترانو، ونائبه ديفيد براونستين، ورئيس مكتب سوريا والعراق في مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، زهرة بيل، إضافة إلى 9 من المدراء التنفيذيين في وكالة المخابرات المركزية".

وتابع: "وصل الوفد الأميركي إلى سوريا في 16 مايو/أيار 2021 وسط إجراءات أمنية مكثفة، والتقى قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، والمجلس السوري الديمقراطي وبعض الإداريين في المنطقة، واستمر الاجتماع لساعات طويلة". 

وفق تشيتين، فإن الوفد الأميركي أمضى ليلته في ضيافة التنظيم لإظهار مدى ثقته في وحدات حماية الشعب، وبحسب المعلومات، فإن الوفد الذي أرسله بايدن أعطى الرسائل التالية خلال الاجتماعات.

من بين هذه الرسائل، "نحن معكم"، "لن نترككم وحدكم بما أنكم لم تتركونا وحدنا في صراعنا مع التطرف"، "يمكن الانتقال إلى مرحلة تنفيذ خارطة طريق حول العملية السياسية، بعد عامين على أقرب تقدير"، "سيستمر دعمنا العسكري والمالي".

وقال الكاتب التركي: "لقد كان من المقرر أن ينضم صوفي نور الدين لهذه الاجتماعات، التي تم التخطيط لها مسبقا، والتي تمت بسرية تامة من حيث المنضمين إليها لأسباب أمنية، لولا أن تم تحييده في 8 مايو/أيار 2021، عبر عملية قامت بها القوات المسلحة التركية وجهاز الاستخبارات الوطنية". 

تركيا بالمرصاد

وأشار تشيتين إلى أن "حزب العمال الكردستاني، الذي كان يحاول السيطرة على عملية استيلاء قائد قوات قسد، مظلوم كوباني، وحده على السلطة، قد عين نور الدين، الذي عمل إداريا في قوات الدفاع الشعبي -فرعها المسلح من أصل سوري- للتنسيق على الخط وحماية الشعب وذلك بعد انسحاب القيادي بهوز إردال من ساحة حرب سوريا".

وانضم نور الدين من قبل لاجتماعين تم عقدهما مع الأميركيين، وكان حريصا على عدم الظهور وتسليط الأضواء عليه؛ لـ"مشاركته في أكثر أعمال التنظيم دموية"، ومع ذلك، كانت أنقرة تعلم أنه يحتل مكانة عالية في هذه الصورة المعقدة، بحسب الكاتب.

وأردف: "لقد كان نور الدين قد تولى مسألة نقل ثقل حزب العمال الكردستاني إلى كركوك وتلعفر وسنجار بعد سوريا، ثم توجيهه إلى أربيل التي تقع تحت الإدارة الكردية، وذلك عقب الاجتماع الذي عقد مع الوفد الأميركي في سنجار في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حتى أنه قد قام بتجهيز البنية التحتية لأعماله على خط سنجار وكركوك".

وتابع: "كان من المخطط أن يلتقي نور الدين بالوفد الأخير الذي أرسلته الولايات المتحدة إلى المنطقة أيضا، لذلك، ذهب إلى قنديل انطلاقا من سنجار والتقى بكبار المسؤولين التنفيذيين الآخرين وأجرى مفاوضات حول الشروط التي سيستمرون بالعمل بموجبها مع الولايات المتحدة".

عندما وصلت رسالة "16 مايو" موعدا من واشنطن لمظلوم كوباني، كانت المخابرات التركية جاهزة أيضا، وبدأت في متابعة ومراقبة المنطقة جوا في 6 نقاط، وذلك وفقا لعادات نور الدين في التحرك.

وأردف: "لقد كان على مرمى النار لأربع مرات في 8 مايو/أيار، وعندما تم العثور عليه بواسطة الطائرة المسيرة المسلحة (SİHA) للمرة الرابعة، بدأت العملية وأنهت طائرات الإسناد والدعم الجوي من ولاية ديار بكر العملية باستهدافها 3 كهوف".

وختم الكاتب التركي مقاله قائلا: "في نهاية اليوم، علم الوفد الأميركي في سوريا أن صوفي نور الدين -الذي انقطعت أخباره- قد قتل في عملية مشتركة بين القوات المسلحة التركية وجهاز الاستخبارات الوطنية، وقد استفاد من استفاد من هذه الرسائل فاللبيب من الإشارة يفهم".