أليستر بيرت.. بريطاني بعلاقات مشبوهة ينتظر تعيينه مبعوثا أمميا لليمن

12

طباعة

مشاركة

تسريبات إعلامية تطفو على أزيز الصراع، باحتمال تعيين البريطاني أليستر بيرت، مبعوثا أمميا خاصا إلى اليمن، خلفا للدبلوماسي مارتن غريفث، الذي يحمل الجنسية نفسها.

ففي 17 مايو/أيار 2021، تحدثت صحيفة "البيان" الإماراتية عن قرب تعيين وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بيرت، مبعوثا أمميا خاصا لليمن.

وفي حال تعيين بيرت، فسيكون المبعوث الرابع منذ اندلاع الأزمة اليمنية عام 2011، بعد كل من المغربي جمال بنعمر، والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ، والبريطاني غريفث.

وتناقلت وسائل إعلامية أن تعيين بيرت، يأتي بعد معارضة السعودية لمقترح تعيين الوزير العماني يوسف بن علوي، الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية لعدة سنوات.

ورغم أن بيرت هو من أشرف على الملف اليمني ضمن اللجنة الرباعية الخاصة باليمن (الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية، الإمارات)، وذلك من خلال موقعه كوزير للدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلا أن كثيرين "لا يعولون عليه" في القدرة على حلحلة الأزمة.

ويرى كثيرون أن فترة بيرت "المنتظرة" ستكون شبيهة بمرحلة مواطنه غريفث، فضلا عن قلق البعض من عدم التزامه الحياد، نظرا للعلاقة الجيدة التي تربطه بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

صديق الإمارات 

يحظى بيرت بعلاقة متينة مع الإمارات، ويعد من الشخصيات المقربة من ابن زايد، وفي 2018 نشرت منظمة "سبين واتش" البريطانية المعنية بمتابعة قضايا الفساد السياسي، تقريرا بعنوان "الإمارات تخرب الديمقراطية في بريطانيا"، واتهمت فيه أبوظبي بدعم الثورات المضادة في دول الربيع العربي بهدف الحيلولة دون انتشار الديمقراطية في الخليج والشرق الأوسط.

وقالت المنظمة في أجزاء من التقرير إن "بيرت الرجل المقرب من ابن زايد، يرأس اللوبي البرلماني المختص بالإمارات ويسعى من خلالهم إلى التأثير في البرلمان وتأييد عدد من أعضاء مجلس العموم البريطاني، من أجل تمرير سياسات الإمارات في المجلس".

وبحسب "سبين واتش" فإنها قد حصلت على رسائل بريد إلكتروني "مثيرة للغاية" سربتها حديثا "كويلار كونسلتيشنز"، وهي مؤسسة رئيسة استخدمتها الإمارات لممارسة نشاطات اللوبي في لندن أثناء الربيع العربي.

وكشفت المنظمة عن أسماء شخصيات في البرلمان البريطاني تعمل على خدمة مصالح الإمارات وتمرير مصالحها، وقالت إنه في العادة يتم تهيئة الشخصيات ومدها بالمعلومات والإرشادات من قبل وزراء في الإمارات وترتب لها زيارات مدفوعة النفقات بالكامل من قبل مكتب ابن زايد".

أضافت أن "ذلك يجري بمشاركة المجموعة البرلمانية الممثلة لكافة الأحزاب، بما في ذلك بعض الوزراء الحاليين والسابقين، ومنهم بيرت الذي عرف بتبنيه العلني والصارخ للمواقف الإماراتية داخل الحكومة حينما كان يقوم بدور وكيل وزارة الدولة للشؤون البرلمانية في وزارة الخارجية ما بين 2010 و2013".

علاوة على ذلك، يشغل بيرت منصب الرئيس الفخري لجمعية الإمارات في المملكة المتحدة، وكان الأكاديمي والباحث البريطاني "كريستيان الرتشسين"، قد تساءل عن مدى احتمالية أن يقدم "بيرت"، استقالته من منصب الرئيس الفخري لجمعية الإمارات في المملكة المتحدة، في حال أقرت الأمم المتحدة تعيينه رسميا.
 

الجدير بالذكر، أن بيرت كان عضوا سابقا في منظمة "أصدقاء إسرائيل" في حزب المحافظين، وعام 2008 قاد حملة من أجل زيارة الرهينة الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسر من قبل حركة "حماس" في عام 2006 وأفرج عنه في 2011 في صفقة تبادل للأسرى.

نشاط حافل

ولد بيرت في 25 مايو/أيار 1955 بمدينة بوري التابعة لمقاطعة لانكشاير شمال غرب إنجلترا، وتلقى تعليمه في مدرسة بوري جرامار، ثم درس القانون في كلية سانت جون التابعة لجامعة أكسفورد، وتخرج عام 1977، وقبل تخرجه بنحو عام انتخب رئيسا لجمعية "أكسفورد للقانون".

بدأ حياته ككاتب في شركة "سلاتر هيلز" بمدينة مانشستر عام 1978، وما لبث أن أصبح محاميا لدى شركة "واتس فالانس" للمحاماة، وعمل بها من 1980 وحتى 1983.

انضم بيرت لحزب المحافظين، واقتحم الحياة السياسية في وقت مبكر، فعندما كان عمره 27 عاما، انتخب عضوا في مجلس هارينجي بورو، وهي أحد أحياء مدينة لندن، لكن غادره بعد نحو عامين، ليدخل في مضمار سباق آخر على مقعد في الدائرة الانتخابية لمنطقة بوري نورث في الانتخابات العامة بمدينة مانشستر، ويفوز به ويبقى فيه حتى عام 1997.

كما انتخب مرة أخرى عام 2001 ليصبح عضوا برلمانيا عن منطقة شرق بيدفورشاير حتى 2019.

أثناء عضويته في البرلمان، تبوأ عدة مناصب، وكان نشيطا في ممارسة مهامه، فتم تعيينه وكيلا لوزارة الخارجية في البرلمان، ثم وزيرا للدولة في وزارة الضمان الاجتماعي من 1992 وحتى 1997، ووكيلا في وزارة الخارجية والكونولث منذ 2010 وحتى 2013، كما تم تعيينه وزيرا للدولة في وزارة الصحة منذ مايو/أيار 2015 وحتى يوليو/تموز 2016.

في عام 2005، تم تعيين بيرت كمتحدث باسم شؤون الحكومة المحلية، وفي 2008 تم ترقيته إلى مساعد الرئيس ونائب رئيس حزب المحافظين المسؤول عن التنمية الداخلية.

خبير بالشرق الأوسط

يعد بيرت خبيرا بقضايا الشرق الأوسط، حيث يشغل منصب وزير الدولة بوزارة الخارجية وعضو البرلمان البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ 2017، وكان أول وزير دولة مشترك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لكل من وزارة الخارجية ووزارة التنمية الدولية.

كما كان بيرت أحد المشرفين على الملف اليمني منذ توليه منصبه كوزير للدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتربطه علاقات وثيقة مع المسؤولين والسياسيين اليمنيين ونظرائهم في المنطقة.

وفي حال تعيينه، فإن أولى مهامه هو مواصلة العمل على إيجاد خطة لوقف إطلاق النار، وهي الخطة التي طرحها سلفه غريفيث من أجل إحلال السلام في اليمن، والتي اعترف أنه "فشل" فيها، وفشل في إقناع أطراف الصراع بالالتزام بها.