"سبوبة جديدة".. هكذا يرى ناشطون تبرع السيسي بنصف مليار لإعادة إعمار غزة

12

طباعة

مشاركة

أثار إعلان رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، في 18 مايو/أيار 2021، تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، جدلا على تويتر فتح فيه النقاش حول سياسة القاهرة مع الفلسطينيين.

وذكر ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #السيسي، #غزة_تحت_القصف، وغيرها، رئيس النظام بإرساله طائرات مشاركة في إطفاء حرائق شبت في مستوطنات ومدن خاضعة لسلطة الاحتلال الإسرائيلي، في مايو/أيار 2019، وتقديم رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشكر له.

وتحدث الناشطون عن اعتقال السلطات المصرية، عددا من المواطنيين الذين رفعوا علم فلسطين في ميدان التحرير، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، في أعقاب تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها المستمر على قطاع غزة وعدوانها على المسجد الأقصى وأهالي حي الشيخ جراح بالقدس.

وذكروا أيضا بأن السيسي هو من أمر بإغراق الأنفاق الواصلة إلى قطاع غزة التي كان يتم من خلالها تمرير المساعدات للشعب الفلسطيني والمقاومة بناء على طلب من الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى أن السيسي حاكم الرئيس الشرعي محمد مرسي بتهم التخابر مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.

وأجمع ناشطون على أن نظام السيسي وظيفي تم زرعه في مصر لخدمة مصالح الكيان الإسرائيلي وأنظمة دول "محور الشر" الإمارات السعودية وتقزيم القاهرة والقضاء على الربيع العربي، مشككين في توقيت التبرع لغزة بالتزامن مع إعلان إثيوبيا ملء 80 بالمئة من سد النهضة.

وأكدوا أن اشتراط رئيس النظام المصري قيام الشركات المصرية المتخصصة في تنفيذ عملية إعادة إعمار القطاع، يعني أنه سيستفيد من ذلك عبر الشركات التابعة للجيش المصري من جهة، ومن جهة أخرى يمارس عملا استخباراتيا لمعرفة أنفاق غزة وتحصيناتها ودفاعاتها.

سبوبة جديدة

ووصف ناشطون تبرع السيسي لغزة بالكذبة والخدعة، مؤكدين أنها سبوبة جديدة لنهب أموال المصريين في حساب تحيا مصر الذي يقع تحت تصرف رئيس النظام المصري مباشرة، ولا يخضع لأي رقابة حقيقية.

وأعاد الناشط الحقوقي أسامة رشدي، نشر خبر تخصيص صندوق تحيا مصر حسابا في جميع البنوك لتلقي المساهمات من داخل وخارج مصر لإعادة إعمار غزة.

وعقب عليه قائلا إن موضوع إعادة إعمار غزة طلع سبوبة جديدة لجمع الأموال!، متسائلا: "لماذا لا تتركون هذا للمجتمع المدني لتلبية الاحتياجات الإنسانية والمعيشية لضحايا العدوان؟".

وتابع تساؤلاته: "ما علاقة صندوق السيسي بذلك؟ أم هي منهبة جديدة واستغلال لمشاعر التعاطف مع فلسطين"، وطالبه بفتح الحدود فقط.

وقال المغرد سمير: إن من يصدق أن السيسي ونظامه يمكن أن يكون ظهيرا للشعب الفلسطيني أو لأهل غزة في يوم من الأيام واهم، مضيفا: أن ما يدور حول نصف مليار تبرع لإعمار غزة ستثبت قادم الأيام أنه كذب أو خدعة يراد بها أمر ما.

ولفت المغرد محمد أبو الفتوح إلى أن ما يجري خطة في منتهى الذكاء، يجمع بها (السيسي) كم مليار يتبرع بربعها لغزة، ويتحفظ على الباقي في صندوق تحيا مصر.

وذهب ناشطون إلى أن اشتراط السيسي إسناد مهمة إعمار غزة لشركات مصرية يهدف بالمقام الأول لفتح أنشطة للشركات التابعة للجيش التي استحوذت على كافة المشاريع الهامة بالداخل المصري، ويمنحهم الفرصة للقيام بعمل استخباراتي في الداخل الفلسطيني يسهل مهمة استهداف المقاومة الفلسطينية.

وقالت هيام أبو الرب: إن أقصى طموح السيسي الآن أن توكل مهام إعادة إعمار غزة إلى شركات جيش المقاولات "الجيش المصري".

وأوضح مغرد آخر أن لديه مشكلتين في إعلان الحكومة المصرية تبرعها لإعمار غزة، الأولى أن الشعب المصري يعاني من أزمات اقتصادية طاحنة، وأنه لا يعتقد أنه ممكن جمع هذا المبلغ من خلال تبرعات المواطنين.

وتوقع أن يكون المبلغ ممولا من حلفاء إسرائيل في المنطقة لإغراء المقاومة الفلسطينية بوقف القتال بعد أن تسببت في خسائر كبيرة لتل أبيب.

وأشار إلى أن المشكلة الثانية تكمن في اشتراط قيام الشركات المصرية بإعادة الإعمار، مؤكدا أن له هدفين؛ الأول: تحقيق مكاسب مادية، والثاني: عمل استخباراتي لمعرفة معلومات عن المقاومة وأسلحتها.

رجل إسرائيل

وأجمع ناشطون على أن السيسي يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي، وذكروه بتبنيه أجندة صهيونية داعمة لتل أبيب ومساندة لها، مطالبينه بمزيد من القرارات الفعلية الداعمة للقضية الفلسطينية والمناصرة للفلسطينيين.

وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية الدكتور صالح النعامي، إنه بغض النظر عن دوافع إعلان السيسي تبرعه لدعم قطاع غزة، لكن أليس الأولى أن تمارس القاهرة أوراقها وتضغط على إسرائيل لوقف المجازر، متسائلا: "لماذا لا تصدر مصر إنذارا بوقف الحرب، كما فعل مرسي رحمه الله، وأوقف حرب 2012؟".

ورأى الصحفي علاء بيومي، أن النظام المصري يريد المشاركة في إعادة إعمار غزة وهو الذي لا يعرف المصريون أنفسهم حقيقة أجندته وأي مصالح يخدم وأي هندسة يريد القيام بها، مضيفا: "لا أعتقد أن حيله ستنجح مع أهل غزة، وكان الله في عونهم وعوننا جميعا".

وكتب الصحفي وائل قنديل: "ليس مهما أن نسأل:من أين لشخص يضع يده في جيوب المانحين، ويدعي العجز والعوز ويعاير المصريين بفقرهم، بنصف مليار دولار"، قائلا: إن المهم أن ندرك أن دولاراتهم الغزيرة لا تستهدف إعادة إعمار المباني، بقدر ما تحلم بتدمير المعاني.. ولذلك تحركوا سريعا لإطفاء الروح التي عادت.

وأكد مغرد آخر أن كل ما فعله ويفعله السيسي بمصر من أجل إسرائيل، وكل ما يقوم به حكام العرب هو حمايتها، فزوالها هو زوالهم، بحسب ما قال.

وذكر المغرد عصام، السيسي بتركه غزة تحت القصف وذهابه لإطفاء نيران تل أبيب.

التفريط بالنيل

وربط ناشطون بين توقيت إعلان النظام المصري عن التبرع لغزة، وبين فشل مفاوضات سد النهضة، وإعلان وزير المياه والري الإثيوبي، سليشي بقلي، أن نسبة اكتمال بنائه تجاوزت الـ80 بالمئة.

وقال عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور محمد الصغير، إن النظام المصري يوافق على استكمال ملء سد إثيوبيا بما يؤكد التواطؤ المسبق، وأن زوبعة التصريحات كانت لكسب الوقت وملء الفراغ الإعلامي، ولعل هذا يفك شفرة التدخل المباشر في موضوع حرب غزة والتصدر للحديث عن أحداث #فلسطين!.

وأكد أن من فرط في تيران وصنافير لا تؤمل فيه خيرا للقدس أو مياه النيل.

وقال الصحفي المصري نزار قنديل، إن السيسي، استخدم كل أسلحته الفاسدة، في الدعاية، والتزييف، للإيهام بأنه، وهو المحاصر الأول لأهلنا في غزة، قد غير موقفه، ليمرر جريمة الرضوخ لإرادة إثيوبيا في استكمال سد النهضة، وفق ما خططت له، وساعدها هو في تنفيذه.

وأعرب المغرد حاتم السيد حميد، عن اعتقاده أن ردود الفعل القوية الصادرة من مصر تجاه الأحداث فى فلسطين وغزة، لها مناورة بشكل ما مع أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، والإجراءات الأخيرة التي تخص إعادة إعمار غزة بـ500 مليون دولار في نفس وقت دعم أميريكا للصهاينة بصفقات تسليح بـ 735مليون دولار.