"حملة اعتقالات وقمع" جنوبي العراق.. هل يلقى الكاظمي مصير عبدالمهدي؟

12

طباعة

مشاركة

بعد 8 أشهر من تشكيلها، تواجه حكومة مصطفى الكاظمي بالعراق، اتهامات بالتماهي مع قتلة الثوار والمتظاهرين خاصة في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، والتقاعس عن كشف قتلتهم، واستهداف الناشطين وإدانتهم بتهم كيدية واعتقالهم وتعذيبهم والانتقام منهم وتصفيتهم.

وبحسب الأخبار الواردة من الناصرية على مدار الأيام القليلة الماضية، فقد تصاعدت الاحتجاجات خاصة بعد اعتقال الناشط في الحراك الشعبي "إحسان الهلالي"، الثلاثاء الماضي، ووصلت السبت، للاشتباكات بين المتظاهرين وقوات "الكاظمي" التي واجهتهم بالرصاص الحي.

الاشتباكات جاءت بالتزامن مع إعلان "الكاظمي" في كلمة له بمقر وزارة الداخلية في بغداد بمناسبة الذكرى الـ99 لتأسيس الشرطة، أن قوات وزارة الداخلية (الشرطة) ستتولى ملف الأمن الداخلي، بعد أن كان موكلا للجيش.

معاداة الناشطين

الناشطون على "تويتر"، نددوا بإصرار حكومة "الكاظمي" على معاداة الناشطين، ومواصلة حملات اعتقال وقمع واختطاف المتظاهرين، متهمين رئيس الوزراء، بترك الناصرية بين الحديد والنار والقتل والدم والترهيب والتعذيب والاعتقال بسبب صفقة مع التيار الصدري.

وذكروا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #الناصرية، #الناصرية_لن_تخضع، #الناصرية_تقمع، #الناصرية_العظيمة، #ناصريتنا_فخرنا، بمجازر التيار الصدري الأخيرة في الناصرية التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى.

ويواجه الناشط المعتقل "الهلالي" التي تتصاعد الأحداث للمطالبة بإطلاق سراحه هو وكل المعتقلين، إدانات بالقتل العمد، لأحد الصدريين في أحداث نوفمبر الماضي.

من جانبه، أفاد الناشط "ميثم المفضل"، المفاوض مع خلية الأزمة التي شكلها "الكاظمي"، في تصريحات إعلامية بأن الهلالي "كان في أحداث تشرين الثاني يرجع الصدريين بحكم علاقته القوية معهم"، متسائلاً: من أين أتت هذه التهمة؟ من أين جاءت؟، هل هناك مشتكون؟.

ووصف "المفضل"، تصرفات الحكومة المحلية، وخلية الأزمة، بـ"الاستهزاء والعناد والاستهتار" واعتبرها "تصعيد حكومي"، موضحا أن القوات الأمنية اعتقلت مابين 65-70 متظاهرا، وهناك جرحى، جراء إطلاق الغازات المسيلة للدموع والفلفل الحار.

الناشطون على "تويتر"، دعوا كافة الأحرار في جميع المحافظات المنتفضة للتصعيد المناطقي بدءا من اليوم الأحد؛ لمساندة ثوار الناصرية، والمطالبة بإيقاف الاعتقالات والتهم الكيدية عن المتظاهرين والإفراج عن كافة المعتقلين.

بدورها، طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان (تابعة للبرلمان)، السبت، "الكاظمي" بالذهاب إلى الناصرية والإشراف على الملف الأمني بشكل شخصي، مشيرة إلى أنها رصدت حالات اغتيال واختطاف في اليومين الماضيين.

وأكدت، أن القوات الأمنية استخدمت الغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي والمطاطي، فيما واجهها المتظاهرون باستخدم الحجارة، لافتة إلى اغتيال شخصين، وإصابة 43 شخص من الطرفين، واعتقال 30 متظاهرا بينهم صحفي.

كذب الحكومة

الناشطون أكدوا تنصل الحكومة من وعودها بوقف الاعتقالات وملاحقة المتورطين في اغتيال الناشطين، وحماية الساحات والتظاهرات.

وأشار مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات، "شاهو القرة داغي"، إلى زيارة رئيس جهاز الأمن الوطني "عبد الغني الأسدي" ومستشار الأمن القومي "قاسم الأعرجي"، الناصرية قبل شهر مع أرتال عسكرية بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها.

وتابع "القرة داغي" قائلا: "منذ ذلك الوقت وعمليات الخطف والاغتيال والاعتقال مستمرة وهجمات يومية على المتظاهرين من قبل الأجهزة الأمنية!".

وأشارت المغردة "سهير الجميلي" إلى "محاصرة ساحة الحبوبي وإطفاء الكهرباء بعد صدور أوامر باقتحام الساحة"، مطالبة بإرسال نسخة من الأحداث إلى الكاظمي "الذي وعد بحماية ساحات التظاهر والمتظاهرين".

وهاجم ناشطون الحكومة العراقية، ونددوا بقمعها للمتظاهرين، واستخدامها العنف في مواجهتهم، محذرينها ضمنياً بإسقاطها كما أسقطوا حكومة عادل عبد المهدي العام الماضي. 

وناشد الكاتب والمحلل في الشؤون السياسية "أحمد الخضر"، حكومة الكاظمي قائلا: "إن التعامل بهذا الشكل القمعي مع شباب الناصرية المنتفضين يوقع بكم في نفس الخطأ الذي أوقع حكومة عبد المهدي، يجب أن تكون الحكمة قبل القوة حاضرة في المعالجات".

وأضاف: "لا تجعلونا نقول، إن قرار قمع المظاهرات هو قرار خارجي وأنكم منفذون فقط".

وقال أحد المغردين إن "السلاح الذي تستقوون به على الناصرية، نحن من رجعنا هيبته عندما حملناه دفاعا عن العراق، عندما أراد الفاسدون الفاشلون القتلة تسليمه لعصابات داعش المرتزقة ومن ورائها الطامعين الإقليميين والدوليين"، موضحاً أن "استقرار الناصرية بإيقاف الاعتقالات وإطلاق سراح المعتقلين ومحاكمة القتلة".

 ورأت المغردة "صفاء العكيلي"، أن حكومة الكاظمي "قررت تصفية الناصرية واعتقال كُل من يدعو للمظاهرات"، مناشدة بالقول: "يا سيد كاظمي لا نريد شيئا سوى إطلاق سراح إخوتنا المعتقلين بدون وجه حق".

أضافت "لا تورط نفسك مع الناصرية وأطلق سراح المُعتقلين وأوقف حملات الاعتقال التي إن استمرت سوف تُزيد الأوضاع سوءا".

سلمية الناصرية

وأعلن ناشطون تأييدهم ومساندتهم وفخرهم بمتظاهري الناصرية، إذ قال الصحفي سيف صلاح الهيتي: "بسلميتها راح تتعبكم وما تتعب، أنصفوا أهلها كفاكم مكابرة، الاستهداف لن يمنعها والاعتقال لن يردعها لستم نداً لها، فناصريتنا فخرنا".

وأنذر المغرد "أسعد الناصري"، كل من يقف بوجه أحرار الناصرية، بأن مصيره الذل والهوان، قائلاً: "لا تختبروا صمودهم.. رسالتنا لكل صاحب منصب أو رتبة عسكرية، كن مع أبناء الناصرية المنتفضين ولا تنزلق مع الفاسدين".  وأكد الناشط المدني وعضو منظمة العفو الدولية، "فارس المالكي"، أن "الناصرية عصية على القتلة". وأشار المغرد "منتظر عبد الكريم"، إلى أن "متظاهري الناصرية صبروا لما يُقارب الشهرين، على التعدي عليهم، من خلال القمع والاعتقالات التعسفية والمطاردة، وتفجير البيوت، إلا أن الحكومتين المحلية والمركزية استغلوا هذا الصبر لغايات انتقامية.. وبعد نفاذ الصبر التجأوا للتصعيد المناطقي".