صحيفة هندية: لهذه الأسباب تضغط الإمارات على باكستان وتسجن مواطنيها
تدهورت العلاقات بين باكستان والإمارات العربية المتحدة كثيرا في الآونة الأخيرة بعد أن بدأت أبوظبي في تنفيذ إجراءات عقابية ضد الباكستانيين المقيمين على أراضيها في رسالة ضغط واضحة على حكومة عمران خان.
وتعد خيبة الأمل الباكستانية من الموقف الإماراتي والسعودي السلبي من قضية إقليم كشمير عاملا رئيسيا في تصدع العلاقات بين إسلام آباد وأبوظبي.
وتشير صحيفة هيندوستان تايمز الهندية إلى أن العلاقات بين باكستان والإمارات في حالة تدهور حاد في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد أن انتقد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إضفاء الطابع الرسمي على علاقات أبوظبي مع إسرائيل، حسبما أوضح أشخاص مطلعون على الأمر رفضوا الكشف عن هويتهم.
وقد تجلى ذلك ليس فقط في اعتقال الناشطين الباكستانيين المؤيدين لفلسطين في الإمارات، ولكن أيضا في القبض على مواطنين باكستانيين آخرين، أحيانا بسبب "جرائم بسيطة".
وفي هذا السياق قال الأشخاص المطلعون على الأمر: إن حوالي 5000 سجين باكستاني يقبعون في سجن سويحان في أبوظبي وحدها.
كما من المحتمل وفق التقرير أن تفرض الإمارات قواعد أكثر صرامة على الباكستانيين الذين يرغبون في السفر إليها للعمل.
وعلم حزب التحرير (باكستاني) أن العمال يجدون صعوبة في تجديد تصاريح الإقامة، وسط جدل وأخبار تتحدث عن موجة الترحيل التي تستهدفهم، على الرغم من عدم ورود تقارير رسمية عن نية السلطات الإماراتية الانطلاق في حملة واسعة ضدهم.
في سياق متصل أكدت صحيفة هيندوستان تايمز أن السفير الباكستاني في أبوظبي، غلام داستغير، التقى مؤخرا كبار قادة المؤسسة الحاكمة لدولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الصدد، قبل أن يطلب منه التراجع.
دوافع وأسباب
ومن المثير للاهتمام أنه وبينما قد يكون الدافع المباشر وراء التصعيد الإماراتي تجاه الباكستانيين، هو تعليقات خان، يبدو أن بعض تحركات أبوظبي مدفوعة بنتائج تحقيقها في هجوم عام 2017 في قندهار قتل فيه خمسة دبلوماسيين إماراتيين.
وأشارت المصادر التي تحدثت للصحيفة إلى أن المحققين الإماراتيين خلصوا إلى أن شبكة حقاني كانت وراء الهجوم، وأن وكالة الاستخبارات الباكستانية متورطة أيضا بشكل مباشر في هذا الهجوم، لكن إسلام آباد نفت صحة هذه المعلومات وألقت باللوم على إيران.
وفي سياق متصل يشير التقرير إلى أنه يجب النظر إلى التطورات الأخيرة في سياق علاقة السعودية مع باكستان، حيث أكد الأشخاص المطلعون على الأمر أن جهود إسلام آباد لإشراك دول غرب آسيا في القضايا المتعلقة بعلاقتها مع نيودلهي لم تسر على ما يرام في كل من الرياض وأبوظبي.
وحذر وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي منظمة التعاون الإسلامي التي تقودها السعودية في أغسطس/آب 2020، من أنه إذا لم يعقد اجتماع لمجلس وزراء خارجية المنظمة لمناقشة إلغاء الهند للمادة 370 في إقليم كشمير، فإن باكستان ستمضي قدما في الدعوة إلى اجتماع للدول الإسلامية التي ستقف إلى جانبها في القضية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تخوض فيه السعودية وباكستان مفاوضات صعبة لسداد الديون المستحقة على إسلام آباد لدى الرياض، حيث قدمت الرياض للحكومة الباكستانية في عام 2018 حزمة مساعدات بقيمة 6.2 مليار دولار، تشمل 3 مليارات دولار في شكل قروض.
كما قدمت شحنات نفط مؤجلة الدفع بقيمة 3.2 مليار دولار في وقت كانت إسلام آباد تواجه فيه أزمة اقتصادية ومالية.
وفي ضوء التطورات وتوتر العلاقات بين البلدين جمدت السعودية المساعدات المالية والقروض وكذلك التسهيلات الائتمانية النفطية الممنوحة لباكستان.
كما طلبت المملكة العربية السعودية من السفارة الباكستانية في الرياض مؤخرا عدم إقامة أي حدث عام لإحياء ذكرى "يوم كشمير الأسود" الموافق 27 أكتوبر/تشرين الأول.
ويشير التقرير إلى أن العلاقات المتدهورة مع الإمارات والسعودية يجب أن تقلق باكستان التي عاشت لسنوات على دعم الدولتين الخليجيتين، والذي حال دون عزلها.
وأوضحت الصحيفة أن كل هذا يجري "على الرغم من وجود أدلة كافية على تورط باكستان في رعاية الجماعات الإرهابية أو استخدامها لتحقيق مآربها".
ولن يؤذي فقدان الدعم من الإمارات والسعودية باكستان اقتصاديا فحسب ، بل قد يتركها أيضا بدون الكثير من الأصدقاء حتى في العالم الإسلامي، وفق التقرير.