موقع عبري: محمد بن سلمان يخشى فقدان العرش مع صعود بايدن
أكد موقع عبري وجود قلق متزايد في البيت الملكي السعودي من أن إدارة جو بايدن الجديدة في أميركا، ستغير المواقف بشكل جذري تجاه الرياض، خاصة بعد المعاملة التفضيلية التي تلقتها من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وأشار موقع "نيوز ون" إلى أن المعارضة في السعودية والإخوان المسلمين يطالبون الإدارة الجديدة بتغيير سياستها تجاه المملكة في ظل الحرب في اليمن وسجلها في حقوق الإنسان واغتيال الصحفي جمال خاشقجي .
ولفت الموقع إلى أنه في الأيام الأخيرة كانت هناك مخاوف متزايدة في النظام الملكي السعودي بشأن انتخاب "جو بايدن" رئيسا للولايات المتحدة والسياسة المتوقعة من الإدارة الجديدة تجاه المملكة والشرق الأوسط، وخاصة التهديد الإيراني.
وهناك بالفعل بعض المؤشرات على الأرض، منها أن المملكة العربية السعودية كانت من أواخر دول الخليج التي باركت فوز بايدن ونائبته كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية.
وأجرى السفير السعودي في لندن "خالد بن بندر بن سلطان" مقابلة مع صحيفة الغارديان في نوفمبر/تشرين الأول 2020 أعلن فيها أن الحكومة السعودية تدرس الإفراج في الأيام المقبلة عن بعض ناشطي حقوق الإنسان الذين اعتقلوا عام 2018، ومن بينهم الناشطة لجين الهذلول.
الشيك المفتوح
ويبدو أن السعودية تبذل جهودا لتحسين صورتها في عيون إدارة جو بايدن الجديدة بكل ما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان في المملكة، وفق الموقع.
ونوه إلى أن "جو بايدن وعد أنصار حزبه الديمقراطي بإعادة تقييم العلاقات الأميركية مع السعودية وسط مزاعم بوقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وفي أعقاب القتل الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول الذي اتهم بالتورط فيه ولي العهد محمد بن سلمان باعتباره الشخص الذي أمر بالقتل وحتى حاول تعطيل التحقيق".
وأشار المحلل السياسي والأمني "يوني بن مناحيم" إلى أن جو بايدن انتقد بشدة سياسة "الشيك المفتوح" التي ينتهجها ترامب تجاه النظام الملكي السعودي.
ووقعت إدارة ترامب 45 صفقة أسلحة بقيمة 115 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية ودافعت عن ابن سلمان أمام الكونغرس الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي والذي طالب بنشر تفاصيل سرية لوكالة المخابرات المركزية حول قضية اغتيال خاشقجي وتورط ولي العهد.
وبيّن مناحيم أن ناشطي المعارضة السعودية وجماعة الإخوان المسلمين، التي تصنف في المملكة على أنها "إرهابية"، تطالب بالفعل جو بايدن بالاستفادة من انتخابه كرئيس لتغيير السياسة الخارجية الأميركية لإدارة ترامب، والتوقف عن دعم الرياض في حربها باليمن.
كما تطالب تلك الأطراف بايدن بتحسين أوضاع حقوق الإنسان في السعودية، والإفراج عن جميع الناشطين السياسيين المعتقلين في السجون، وفضح كل ما تعرفه وكالة المخابرات المركزية عن اغتيال خاشقجي ودور العائلة المالكة السعودية في القضية.
كما تنعكس الجهود السعودية لتحسين صورة "الوصي ابن سلمان" في حقيقة أنه افتتح مؤخرا قناة إخبارية جديدة بالشراكة مع وكالة أنباء بلومبرغ لتسويق صورة جديدة للدول العربية والعالم الغربي.
وأردف أنه في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، انطلقت مكاتب وأستوديوهات القناة الجديدة في دبي، والتي أطلق عليها اسم "الشرق"، وأثار اختيار اسمها غضبا كبيرا في حركة "الإخوان المسلمين" التي تدير قناة تلفزيونية تحمل الاسم نفسه من تركيا والتي تبث من هناك بشكل رئيسي دعاية مناهضة لنظام عبد الفتاح السيسي في مصر.
قلق سعودي
ويقدر المعلقون في العالم العربي أن ابن سلمان الذي يعتبر "أقوى رجل" في السعودية، يخشى أن يعرقل جو بايدن صعوده إلى العرش ملكا جديدا بعد تنحي والده الملك سلمان بن عبد العزيز عن المسرح السياسي.
وأشار مناحيم إلى أن أحد التقييمات في العالم العربي هو أن ابن سلمان سيحث والده على التحرك نحو التطبيع مع إسرائيل من أجل اعتدال موقف الإدارة الجديدة تجاه النظام الملكي السعودي.
ولفت إلى وجود قلق سعودي آخر وهو أن الإدارة الجديدة لجو بايدن ستواصل نهج إدارة ترامب وتضغط على الرياض للموافقة على إنهاء مقاطعة "الرباعي العربي" (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) المفروضة على قطر بزعم دعمها للإرهاب.
ويرى ابن مناحيم أن السعودية تشعر بقلق بالغ إزاء نية الرئيس المنتخب جو بايدن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران الذي انسحب منه ترامب قبل عامين ورفع العقوبات التي فرضتها إدارته على إيران.
وذكر أن الملك سلمان بن عبد العزيز ألقى كلمة أمام مجلس الشورى في 11 نوفمبر / تشرين الثاني، حث فيها المجتمع الدولي على اتخاذ موقف حازم من التوسع الإيراني في الشرق الأوسط ومحاولاته تطوير مشروع الصواريخ الباليستية والحصول على أسلحة الدمار الشامل.
ونوه إلى أن السعودية تنسق حاليا المواقف مع إدارة ترامب وإسرائيل بشأن فرض عقوبات جديدة على إيران، حيث التقى المبعوث الخاص لإدارة ترامب "إليوت أبرامز" منتصف نوفمبر/تشرين الثاني في الرياض القيادة السعودية لمناقشة هذه المسألة.
وأكد أن السعوديين قلقون للغاية من أن رفع العقوبات عن إيران وتذويب أموالها المجمدة في البنوك في الخارج سيسمح لها بضخ الكثير من الأموال للحرس الثوري وفيلق القدس، والتي ستصل في نهاية المطاف إلى حزب الله والحوثيين في اليمن و"الحشد الشعبي" الموالي لإيران بالعراق.
وأشار ابن مناحيم إلى أن التقييم السائد في العالم العربي هو أن جو بايدن سيغير بالفعل سياسة أميركا تجاه النظام الملكي السعودي بعد إعادة تقييم جديدة، حيث شدد بايدن في خطاباته على أهمية الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان وحرية التعبير.ويرى أن الحكام الديكتاتوريين لا يعجبون بايدن ويشير مستشاروه في ذلك إلى ابن سلمان وعبد الفتاح السيسي على أنهما يضطهدان بشدة المعارضة في بلادهم.
وخلص مناحيم إلى أن السعودية تلقت حماية قوية من إدارة ترامب بكل ما يتعلق بانتقاد تعاملها مع حقوق الإنسان وموقفها من الخطر الإيراني، لكن يبدو أن إدارة بايدن على وشك تغيير الأمور بشكل جوهري، الأمر الذي يثير قلق الملك سلمان وولي عهده.