فكرة "خارج الصندوق".. لماذا أسس سعوديون حزبا معارضا من الخارج؟

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على موقع تويتر، بإعلان معارضين سعوديين في 23 سبتمبر/أيلول 2020، تشكيل حزب "التجمع الوطني" بهدف تأسيس المسار الديمقراطي كآلية للحكم في السعودية، وتجنب انزلاق البلاد إلى اضطرابات أو مسارات عنيفة.

وتمنى ناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #حزب_التجمع_الوطني، #حزب_التجمع_الوطني_يمثلنا، أن يكون تأسيس الحزب المتزامن مع العيد الوطني التسعين للمملكة، خطوة في مسار التصحيح والإصلاح لخدمة المملكة وشعبها.

وأشاروا إلى أن إعلان الحزب يعد أول تحرك سياسي منظم ضد السلطة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، ونجله الأمير محمد، مؤكدين أن منطلقات الحزب وأهدافه تكشف عن وعي سياسي لحساسية المرحلة القادمة.

ومؤسسو الحزب هم الأكاديمية المعارضة مضاوي الرشيدي، الناشط الحقوقي أحمد المشيخص، الداعية الإسلامي سعيد بن ناصر الغامدي، رئيس منظمة القسط لحقوق الإنسان يحيى عسيري، إضافة إلى عبد الله العودة الباحث القانوني في جامعة جورجتاون ونجل الداعية المعتقل سلمان العودة، وأخيرا الناشط السياسي عمر الزهراني.

كما تداولوا أبرز ما جاء في بيان إعلان تأسيس الحزب، عن دوافع المؤسسين لإنشائه، والمتمثلة في انتهاج السلطة المستمر لممارسات العنف والقمع، وتزايد الاعتقالات والاغتيالات السياسية، وتصاعد السياسات العدوانية ضد دول المنطقة وغياب دور القضاء المستقل.

هذا بالإضافة إلى احتكار السلطة للإعلام وكبت الرأي العام وتجريف المجتمع المدني، وازدياد معدلات البطالة بين الشباب والشابات، وفرض ضرائب وغرامات مجحفة دون رقابة شعبية مع هدر موارد الدولة.

أهداف الحزب

وتحدث ناشطون عن الأهداف التي يسعى الحزب إلى تحقيقها، ومنها العمل للتأصيل لتغيير سياسي هدفه حماية الحقوق والتنمية البشرية، والسعي لتحقيق العدالة وإقامة قضاء مستقل وفق مرجعية دستور متوافق عليه شعبيا، وغيرها من الأهداف الأخرى.

وأشار القائمون على حساب معتقلي الرأي المعني بالتعريف بالمعتقلين بالسعودية، إلى أن حزب التجمع الوطني الذي تم الإعلان عنه يؤكد على أهمية التصدي لتغول السلطات الأمنية وتحكمها في القضاء ويهدف لتحقيق العدالة وإقامة قضاء مستقل.

وقال الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب: إن انطلاق حزب التجمع الوطني من أن الشعب هو مصدر السلطات وأن كافة موارد الدولة هي ملك للشعب هو من أهم الأهداف التي تتطلبها هذه المرحلة من تفرد بالسلطة والثروات.

ولفت أحد المغردين إلى أن حزب التجمع الوطني يهدف إلى تأسيس المسار الديمقراطي كآلية للحكم في السعودية، أسسه مجموعة من أبناء الوطن، ووقع عنهم وأعلن البيان من ينوب عنهم.

وامتدح ناشطون فكرة تأسيس الحزب، وأثنوا على مؤسسيه، إذ قال فهد الغفيلي الباحث المتخصص في شؤون الخليج السياسية: إن تشكيل حزب سعودي معارض، نقلة نوعية في عمل المعارضة، والآن أصبح هناك جهة موحدة لها أهداف ورؤى واضحة، تستطيع التواصل مع العالم وتستطيع شرح وإيضاح القضية السعودية.. الآن فقط أصبح لدينا معارضة".

وأشار رئيس المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان علي الدبيسي إلى أن الحزب هو ثاني حزب إصلاحي يُطلق في 2020 بعد حزب المهجر الذي أطلق في فبراير/شباط، قائلا: إن هناك تطورات نوعية في المعارضة وكفاءات تثبت يوما بعد آخر تحليها بحس مسؤولية رفيع تجاه بلادنا.

ووصفت الناشطة علياء الهذلول تأسيس حزب التجمع الوطني بأنه "مبادرة أكثر من رائعة"، مؤكدة أن الساحة السياسية في السعودية ليست حكرا على محمد بن سلمان ولن تكون، وأبناء الشعب سواء في الداخل أو الخارج عليهم مسؤولية تجاه بلدهم ومجتمعهم. 

ولفتت إلى أن محمد بن سلمان أغلق كل قنوات التواصل مع الشعب، لذلك كان لا بد من التفكير خارج الصندوق وتأسيس تنظيم سياسي مواز.

ورأى القائمون على حساب "نحو الحرية" أن تشكيل حزب سعودي معارض خطوة صحيحة وناضجة، الآن يستطيع العالم أن يتواصل مع مجموعة سعودية منظمة، ويستطيع أعضاء الحزب إيصال صوتهم على نطاق أوسع .. ويبقى الحزب المُنظم أفضل من العمل الفردي.

دعوات للانضمام

وأعلن ناشطون أن الحزب يمثلهم لأنه خطوة نحو تعزيز الحريات والمشاركة السياسية، وأثنوا على الخطوة وباركوها، كما دعوا الناشطين المؤيدين لما جاء في بيان الحزب من أهداف لإعلان مشاركتهم وانضامهم له.

وبارك الناشط السياسي والحقوقي مقبول العتيبي "الخطوة المتقدمة في تاريخ المعارضة، ومناسبة العمل لهذه المرحلة التي تمر بها البلاد"، شاكرا الأعضاء المؤسسين، وناصحا كل من يتفق مع البيان بأن لا يتردد بالانضمام.  

وأعلن عبد العزيز المؤيد الناشط الحقوقي العلماني اليساري، انضمامه لحزب التجمع الوطني، متمنيا أن يسمع خبر انضمام كل الناشطين السعوديين. 

وقال عبد الله الجريوي: "حزب التجمع الوطني يمثلني".

وأوضحت دكتورة حنان العتيبي أن إعلان تأسيس حزب التجمع الوطني لازدهار الوطن في اليوم الوطني، قائلة: "حزب التجمع الوطني يمثلني ويمثل كل مواطن يريد تطور وطنه وخروجه عن الأزمات.

ووصف المعارض السعودي حمزة الحسن تأسيس الحزب بأنه "خطوة مباركة، نأمل منها لملمة جهود المعارضين، خاصة الشباب منهم، وتفعيل نشاطهم ضد نظام باغ طاغ"، مضيفا: أن "كل عمل جمعي لخير الوطن وأهله جدير بالتأييد والدعم، وتأسيس أحزاب معارضة، يمثل الطريق الأصوب وربما الأوحد في النضال السياسي، وهو علامة تطور في المجتمع".

وعلق علي عسيري عضو مساند لجمعية حسم، على إعلان تأسيس الحزب قائلا: "خطوة رائعة، والجميل هو أن الديمقراطية هي آلية الحكم المعتبرة والمؤكد عليها لأن كثيرين يقومون بدور المعارضة وفي نفس الوقت لا يعترفون بالديمقراطية، والقادم أجمل وأقوى".