يقارعه قضائيا.. هل تنتهي حقبة ابن سلمان على يد سعد الجبري؟

12

طباعة

مشاركة

أصدرت محكمة أميركية، الاثنين، أمر استدعاء بحق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، و13 مسؤولا سعوديا، للتحقيق في دعوى قضائية أقامها رجل الاستخبارات السابق سعد الجبري، يتهمهم فيها بمحاولة اغتياله على طريقة الصحفي جمال خاشقجي.

واحتفى رواد موقع "تويتر"، بأمر الاستدعاء، عبر مشاركتهم في وسم "#الداشر_مطلوب_في_أميركا"، كما شددوا على أن دم الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اغتالته السلطات السعودية داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، سيظل يؤرق مضجع ابن سلمان، مبشرين بأن استدعاء المحكمة الأميركية له بداية دفع الثمن.

ونددوا بما وصلت إليه سمعة المملكة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، مشيرين إلى أنه جعل من نفسه مجرما مطاردا في محاكم دول العالم بسبب سياسته المتهورة وملاحقة معارضيه واغتيالهم لإسكاتهم، وعبثه بأمن واستقرار المنطقة لضمان وصوله للسلطة وإحكام قبضته عليها.

وتحدث ناشطون عن أن ابن سلمان احترق قبل أن يتولى حكم السعودية، الذي دفع مقابله الكثير من سمعة المملكة وثرواتها إلى الجانب الأميركي ليضمن الوصول للعرش، مؤكدين أن هذه هي المرة الأولى التي يُستدعى فيها حاكم خليجي أمام القضاء الأميركي.

و"الجبري" هو مستشار ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف،‏ مقيم في كندا منذ أكثر من 3 سنوات تحت حماية أمنية خاصة، بعدما هرب من بلاده إلى تركيا ‏ثم إلى تورنتو، قبيل ليلة اعتقال عدد من الأمراء والأثرياء ورجال الأعمال في فندق "ريتز كارلتون" في ‏الرياض عام 2017.

وأقام مؤخرا دعوى قضائية أمام القضاء الأميركي يتهم فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورجاله بمحاولة اغتياله، وهو ما أكدته الخارجية الكندية ونددت الخارجية الأميركية بالتنكيل بعائلة الجبري، إذ يعتقل ابن سلمان اثنين من أبنائه للضغط عليه للعودة إلى المملكة.

وقال الجبري في دعواه: إن الهدف من اغتياله، هو إسكاته عن إعلان معلومات شديدة الحساسية، بشأن فريق اغتيال ‏خاشقجي، مطالبا ‏بمحاكمته في محاولة قتله خارج نطاق القانون في انتهاك للقانون الأميركي الخاص بحماية ضحايا ‏التعذيب وللقانون الدولي.‏

"سقوط الحصانة"

وتساءل رواد "تويتر" عن الحصانة التي يتمتع بها ابن سلمان، وهل ستحميه أم سيلجأ إلى دفع المزيد من الأموال للرئيس الأميركي دونالد ترامب ليحميه من قضاء الولايات المتحدة الأميركية.

من جهته، اعتبر المفكر السوداني الدكتور تاج السر عصام، أن "أخطر ما في الأمر هو أن الحصانة أصبحت لا يعتد بها، ما يعني أن الصفقات والتنازلات والإنفاق على الـدعاية للتلميع ذهبت هباء منثورا"، مؤكدا أنه "بغض النظر عن حضور ابن سلمان من عدمه فإن ذلك سيؤثر حتما على الوضع السياسي والاقتصادي وحتى الأخلاقي".

ولفت الناشط الحقوقي أسامة رشدي إلى أن المحكمة الأميركية لم تعتد بحصانة ابن سلمان في قضية الجبري، مشيرا إلى أن هذه القضية ستؤثر بالتأكيد عليه وربما تساهم في امتناع قادة الدول من حضور قمة العشرين المرتقبة في الرياض.

وتساءل الناشط الإماراتي عبد الله الطويل: "هل ستتدخل إدراة ترامب لتخليص محمد بن سلمان من هذه الورطة؟ خصوصا وأن الحصانة من المفترض أن تكون للملك وليس لولي عهده"، مضيفا: "بالنهاية لكل مستبد نهاية والسعودية والإمارات تستحقان قيادة أفضل خالية من الجرائم وعلى محمد بن زايد أن يعتبر".

وأشار مشعل إلى أن دهاليز القانون الدولي يكفل حق الجميع، مؤكدا أن "الدب الداشر (محمد بن سلمان) إرهابه عابر للقارات ويجب ردعه دوليا".

وتساءل الرادع اليمني: "هل يا ترى محكمة واشنطن سوف تظهر الحقيقه أم أن فلوس ابن سلمان سوف تخفيها وتلمعه".

وأكد مغرد آخر أن "استدعاء محكمة واشنطن لابن سلمان سيمنح ترامب حلبا أكثر للسعودية".

سلخ ابن سلمان

وبشر ناشطون بإنتهاء حقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبداية عهد جديد في المملكة، مذكرين بالجرائم التي ارتكبها وتسوجب محاكمته عليها قضائيا.

ورأى الدكتور محمد مختار الشنقيطي أستاذ الأخلاق السياسية بجامعة قطر، أن العمر السياسي لابن سلمان قد نفد، متساءلا: "هل يستطيع كبراء آل سعود وقيادات المجتمع في السعودية السكوت على استهتاره وقد ورطهم وورط البلد كله في أكثر من مصيبة؟ وهل يستطيع ترامب تحمُّل مزيد من استهتاره بعد أصبح عبئا ثقيلا عليه؟".

وأعرب أبو زينب الهاشمي عن ثقته في أن عقاب "الدب الداشر" (ابن سلمان) لن يكون سهلا عند الله عزوجل قبل أميركا، وأن دم خاشقجي والحويطي والحامد وغيرهم الكثير لن يذهب سدى، وأن الله يمهله ويؤجله الى أجل مقدر، مستشهدا بقول الله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.

وتساءل الصحفي جاسم سلمان، قائلا: "سعد الجبري هل سيكون نهاية محمد بن سلمان ؟ فليس كل مرة يستطيع الخروج منها؟ هل سيدفع ابن سلمان ثمن تهوره في كل ما فعله من جرائم، هل سيحضر ويدان؟ هل ينتهي عصره قريبا ؟".

وتمنى أنيس أن يكون هذا الأمر سببا لإحلال العدل في السعودية لأجل الشعب وكل مظلوم ولأجل معتقلي الرأي ورجال الدين وكل إنسان تم الزج به في سجون المجرم ابن سلمان، مشيرا إلى أن السعودية أصبحت في دوامة من الفساد والإجرام لفئة صبيانية تحكم بلاد الحرمين.

ورأت الناشطة رشا في تغريدة لها على "تويتر" أن "ما يحدث لابن سلمان هو بداية السقوط، وانتهاء مرحلة الحلب وبدء السلخ".

"أميركا إخوانجية"

وحوّل ناشطون خبر استدعاء ابن سلمان أمام المحكمة الأميركية إلى مادة للسخرية، إذ وصفوا القضاء الأميركي بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، في استهجان للتوجه الذي تنتهجه المملكة عبر إعلامها وذبابها الإلكتروني لتغيير مسار أي قضية سياسية أو تشويه سمعة أي معارض سياسي. وسخر أحد المغردين قائلا: "أميركا إخونجية".

وتهكم مغرد آخر، قائلا: "أتضح أن القضاء الأميركي منتمي لجماعة الإخوان وله صلة بعدد من التنظيمات الإرهابية وممول قطريا ومن أصدر المذكرة أصله تركي".

وأثنى آخرون على الخطوات التي اتخذها "الجبري" في التعامل مع ابن سلمان، إلى أن وصل الأمر بالقضاء الأميركي لاستدعائه، محتفين بقدرته على مقارعة ولي العهد وقلب الطاولة عليه والعمل بذكاء على تحريك المؤسسات القضائية الأميركية.

ووصف الناشط قيس حامد، "الجبري" بأنه رجل عاقل وذكي وعرف كيف يلعب مع "الداشر"، ويعرف أن ابن سلمان لا يستطيع أن يفتح فمه مع "أسياده" الأميركان .

وأوضح مغرد آخر أن "#سعد_الجبري يملك ما لا يملكه المُعارضون السعوديون لمواجهة ابن سلمان، منها المال الكثير الذي سرقه إبان سلطته، والعلاقات السياسية القوية، والخبرة السياسية والقانونية لإدارة الملف ضد ابن سلمان، و35 عاما من العمل الاستخباراتي والسياسي والعسكري".