تفرض ضرائب وترفض المشاركة السياسية.. هكذا ترى السعودية مواطنيها

الرياض - الاستقلال | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بعد مرور أسبوعين على تطبيق زيادة ضريبة القيمة المضافة بنسبة 15 بالمئة في السعودية، على جميع السلع والخدمات الخاضعة لها في الأسواق التجارية، دعا ناشطون إلى المشاركة السياسية في الحكم مقابل دفع الضرائب ومساءلة الحكومة عن منافذ صرف أموالهم.

وطالب ناشطون على موقع تويتر عبر مشاركتهم في وسوم #لا_ضرائب_بدون_تمثيل، #ضريبة_القيمة_المضافة، #البنزين، بإعادة النظر في زيادة ضريبة القيمة المضافة، وزيادة أسعار البنزين، محذرين من ركود عقاري وكساد اقتصادي.

وأكد رواد تويتر أحقيتهم في معرفة أين تصرف أموالهم التي يدفعونها على شكل ضرائب مفروضة عليهم، لأن الضرائب بدون تمثيل تعني أن أموالهم تذهب لجيب النظام السعودي، منددين بفساد سياسات السلطة الحاكمة، وفشل ولي العهد محمد بن سلمان في إدارة البلاد.

دخول تطبيق الزيادة حيز التنفيذ بدأ مطلع يوليو/تموز 2020، بعد صدور أمر ملكي بتعديل المادة (الثانية) من نظام ضريبة القيمة المضافة، والمتضمن رفع نسبة الضريبة من 5 إلى 15 بالمئة في الحادي عشر من مايو/أيار 2020.

تمثيل شعبي

وصنف ناشطون الأموال التي تستقطعها الحكومة السعودية من المواطنين عن طريق الضرائب بدون تمثيل شعبي أو معرفة أوجه صرفها على أنها "نوع من أنواع الفساد".

ويستحوذ ابن سلمان على هيكل السلطة في المملكة منذ تسلم والده الملك سلمان العرش في 2015، إذ سلمه مسؤولية الإشراف على أهم المناصب الوزارية في المملكة كالدفاع والنفط والاقتصاد، وبات يعرف بأنه الحاكم الفعلي للبلاد.

واستخدم آليات عدة للوصول إلى ذلك، أبرزها التنكيل بالأمراء وتجريدهم من مناصبهم، والاستيلاء على أموالهم، ووضع بعضهم تحت الإقامة الجبرية، واعتقال الدعاة والمصلحين، ولاحق المطالبين بالحقوق والحريات وزجهم في السجون والمعتقلات، حيث تعرض أغلب مناهضيه للتعذيب. 

وقال القائمون على حساب "الإصلاحيون السعوديون": إن "الضرائب إن لم يعرف الشعب أين تذهب، فإن مصيرها كالأموال العامة: كروش العائلة تنتفخ واقتصاد الوطن يتدمر".

وأوضح حساب "خارج عن القانون" أن #لا_ضرائب_بدون_تمثيل هي القاعدة الذهبية في الدول الديمقراطية، ومعناها أن المواطن لن يدفع ضرائب إلا إذا كان مشاركا في الحكم وقادرا على وضع القوانين أو رفضها ولديه تمثيل في البرلمان يمثل صوته ورأيه ويدافع عن مصالحه ويعرف الضرائب تروح لمين، ولو منعتم مشاركتي أمتنع عن دفع الضرائب.

وأشارت الناشطة ليلى إلى أن السلطة السعودية أرادت فرض ضرائب مثل الدول المتحضرة، في حين تستخف بالشعب وترفض تنفيذ أفضل شيء بتلك الدول وهو التمثيل الشعبي السياسي.

وحذر مغرد آخر على "تويتر" من أن "جوع الشعوب يأكل من شعبية وشرعية وهيبة الحاكم".

تبديد الأموال

وأعرب ناشطون عن عدم ثقتهم في مصادر صرف أموالهم، مشيرين إلى استنزافها في غير محلها، سواء على الترفيه وشراء النوادي والقصور أو الدخول في حروب استنزاف طويلة الأمد لا ناقة للمملكة فيها ولا جمل.

وتعاني المملكة من نزيف اقتصادي بدأ مع صعود اسم ابن سلمان، وانغماسها في الحرب الدائرة باليمن منذ 2015، عقب تتويج الملك سلمان عاهلا للسعودية، والتي كان يتوقع لها أن تكون قصيرة وخاطفة، لكنها لا تزال مستمرة حتى الآن وتستنزف ميزانية المملكة.

كما يبدد ابن سلمان أموال المملكة على ملذاته الشخصية وإشباع رغبته في الامتلاك، من شراء يخت بقيمة 500 مليون دولار، ولوحة ليوناردو دافنشي (يسوع مخلص العالم) بقيمة 450 مليون دولار، فضلا عن قصوره في الدول الغربية.

كما تذهب حصة لا يستهان بها من مبيعات النفط، بشكل غير رسمي إلى أعضاء العائلة المالكة الذين يتقاضى معظمهم أيضا رواتب مجزية من وظائف صورية في القطاع العام، ناهيك عن العديد من الامتيازات الأخرى. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن إجمالي نفقات العائلة المالكة السعودية يصل إلى 10 مليارات دولار سنويا.

وتساءل الناشط عبدول في تغريدة على "تويتر" قائلا: "أين تذهب أموال الضرائب؟"، مطالبا بـ"المشاركة السياسية".

وقال مغرد آخر: "من بعد #ضريبة_القيمة_المضافة من المفترض أن يكون #لا_ضرائب_بدون_تمثيل إسوة بدول العالم أجمع لكي أعرف أين تذهب الأموال التي أدفعها بعد كدح وتعب"، مستطردا: "مو بكرة النهار يروح آل الشيخ يشتري بها نادي في مصر".

وأعربت الدكتورة عقاب الغامدي عن عجزها في فهم كل شيء يحدث بالمملكة، وأولها كيف يأخذ النظام السعودي من الشعب ضريبة ويعطيها للأمراء مخصصات.

وحث الكاتب الصحفي سلطان الغرام، على إعادة النظر فى فرض الضرائب، مؤكدا أن الوضع لا يحتمل وكل المؤشرات تشير إلى هروب المستثمرين مع تراجع القوة الشرائية وهو ما سينعكس سلبا على وضع الاقتصاد بشكل عام.

وأضاف: "صحيح في دول كثيرة تفرض ضرائب بس ما تدفع وتتبرع وتوزع الفلوس يمين وشمال وهي فى الأساس دول مبني اقتصادها على الضرائب.

تبعات الضرائب

وتحدث ناشطون عن تبعات زيادة القيمة المضافة على المواطن السعودي، مطالبين النظام السعودي بإعادة النظر فيها والشعب بإعلان رفضه تطبيقها والامتناع عن سدادها.

وكتب محمد اليحيى: "أعباء كبيرة يتحملها الموطن ساهمت بها #ضريبة_القيمة_المضافة و#ارتفاع_البنزين وارتفاع أسعار معظم المواد الاستهلاكية والإيجارات في ظل فشل وزارة الإسكان في حل المشكلة، كل تلك الأعباء تمثل ثقلا كبيرا على كاهل الموظف فماذا عساه يكون حال المواطن الذي ليس لديه عمل ولا مصدر دخل؟!!".

ودعا الناشط الحقوقي والسياسي أنس الغامدي، الشعب السعودي إلى عمل مقاطع فيديو أسوة بصاحب حساب "جوكر متمرد" المناهض للنظام السعودي والذي يظهر فيها متخفيا خلف رسم صورة الجوكر على وجهه، للمطالبة بحقوقهم في السكن، والعلاج وإيقاف حرب اليمن.

وأقسمت نهى الزهراني قائلة: "قسما بمن خلق السموات السبع والأرضين السبع لو كنت أعلم بما سيؤول إليه حال المواطن وخاصة المتقاعد في وطني لنظمت أموري من قبلها بسنوات للهجرة للدول المانحة، للهجرة والإقامة والجنسية"، مستطردة: "الآن عرفت سبب هجرة أكثر من مليون مواطن سعودي خارج البلد".

واعتبر سعد إبراهيم الوبران "#ضريبة_القيمة_المضافة حبل مشنقة الغلابى؛ تلف على رقاب معيشتهم، وتخنق أنفاس نمط حياتهم، فتصيرهم حيارى بائسين يائسين محبطين، تحاصرهم الغموم، تكبلهم الديون، تُعيِيهم سداد إيجارات مساكنهم، تُؤرقهم فواتير خدماتهم".