"آخر فرصة".. لماذا يدعو السودانيون إلى مليونية 30 يونيو؟

12

طباعة

مشاركة

أعلن ناشطون عبر موقع تويتر، تأييدهم لمليونية 30 يونيو/حزيران 2020، التي دعت لها أحزاب سياسية سودانية وقوى معارضة، لاستكمال ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018، وتصحيح مسارها وتحقيق العدالة وتحديد الجناة المتورطين في دماء ضحايا الانتهاكات في السودان، وتقديمهم لمحاكمات عاجلة.

وأكدوا عبر مشاركتهم في وسم #مليونية30يونيو، أنها بداية التصعيد الثوري لنزع الاستحقاقات واسترداد الشعب لوطنه، وإعلان نهاية مرحلة المطالب والمذكرات، ونهاية حقبة العمالة والارتزاق والخيانة.

وحث الناشطون الحكومة على القيام بدورها وحماية المواكب المليونية، وحملوها المسؤولية عن وقوع أي تعد من قبل السلطات السودانية على المشاركين في المليونية.

ويحمل تاريخ 30 يونيو/حزيران ذكرى المليونية التي أصلحت توازن القوى لصالح قوى الثورة، إذ خرجت ذات اليوم العام الماضي لمناصرة الحكم المدني ومؤازرة أسر الشهداء، وأجبرت المجلس العسكري على العودة إلى طاولة التفاوض مع قوى الحرية والتغيير.

كما مكنت من التوصل إلى اتفاق سياسي، تقاسم على أثره المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير السلطة، في فترة انتقالية مدتها 39 شهرا بدأت من 21 أغسطس/آب 2019 وتنتهي بإجراء انتخابات. كما يحمل نفس التاريخ ذكرى الانقلاب العسكري الذي قاد البشير إلى سُدة الحكم 1989.

دوافع المليونية

واختلفت الأسباب التي أعلن الناشطون مشاركتهم في المليونية من أجلها، منها استكمال تشكيل هياكل السلطة، والمطالبة بإعلان نتائج التحقيق في أحداث فض اعتصام القيادة العامة، وغيرها من الأهداف الأخرى، محذرين من أعداء الثورة السودانية.

وتتمثل هياكل السلطة الانتقالية المنتظر استكمالها في تعيين الولاة المدنيين، وتشكيل المجلس التشريعي، وتكوين المفوضيات المستقلة.

وأكد الأسمراني أن مليونية 30 يونيو/حزيران دعما للحكومة المدنية وتجديد لمطالب الثورة، ومحاكمة القتلة وتحقيق السلام ورفع المعاناة، وتقييم أداء الوزراء وإزاحة كل من تقاعس عن واجبه وتعيين كفاءات غير حزبيه، مشيرا إلى أن من يسعون لإسقاط الحكومه لصالح العسكر هم أعداء السودان. 

وحذرت وفاء قائلة: "مطالب الثورة الطالع لها الشعب يوم #مليونية30 يونيو كثيرة وكلنا عارفون أعداء الثورة داخل وخارج السودان اللي استغلوا حشد الشعب ولجان المقاومة عشان يمرروا أجندتهم بالانقلاب على حكومة الثورة".

وأعربت قمر عن مخاوفها تجاه مليونية 30 يونيو من أن تُسرق من المتربصين والفلول بدل أن تساند الشق المدني من التغول العسكري وتصحيح المسار، مضيفة: "لدينا تجربة مريرة في الجوار". 

وذكر حافظ بأن المرحلة القادمة تحتاج إلى عقول نيرة مستدركة وغير مستهلكة سياسيا ولا حزبيا ولكن مليئة بالحياء والوطنية والمثابرة على تحقيق المشروع الوطني الذي يجمع الشعب السوداني في وعاء واحد، قائلا: من الآخر كدة المرحلة الجاية تستحق تمثيل الشباب في جميع هياكل السلطة.

إقالة الحكومة

ولفت وليد إلى أن #مليونية30يونيو تأتي لتصحيح مسار الثورة وإقالة الوزراء الذين أثبتوا فشلهم، مضيفا أنها آخر فرصة للحكومة لتقويم المعوج.

ودعا وليد المشاركين في المليونية إلى الحفاظ على سلميتهم، مستطردا: "نطمنكم أن كل العالم يراقب هذه المليونية إذا حاول الجنجويدي القاتل حميدتي -محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع- أو السفاح البرهان –عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي الانتقالي الحاكم- أو القتلة الكيزان الاعتداء على المتظاهرين.

وطالب ناشطون بإسقاط الحكومة الحالية وتعيين حكومة كفاءات، إذ خاطب المغرد أبو خالد، رئيس وزراء الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك، قائلا: "إما أنك تحل الحكومة (حكومة #قحت) عن بكرة أبيها وتعين حكومة كفاءات وطنية مستقلة، أو تقدم استقالتك وتحل الحكومة وتسلم الموضوع للجيش للقيام بهذا الأمر".

وحذر مغرد آخر من أن تمر #مليونية_30يونيو ولايزال #حمدوك و#قحت (قوى الحرية والتغير المشاركة في الحكم) باقين في السلطة، وأن تصبح التظاهرات عبارة عن غضب فقط وتنديد بالشعارات.

ورأى معز الأمين أن حمدوك وحكومته لا يتعبون أنفسهم، مشيرا إلى أن المواطن السوداني يحتضر.

تأمين المليونية

وحمل ناشطون مسؤولية حماية مليونية 30 يونيو للسلطات الحاكمة، إذ نشر أحدهم مقطع فيديو لفرد ينتمي للأجهزة الأمنية يتعهد بقتل المتظاهرين في #مليونيه30يونيو، معقبا بالقول: إن "مثل هذه التهديدات ليست بجديدة على هذا الشعب الثائر ولكن إلى متى ستستمر مثل هذه البربرية؟".

وأضاف: "هذا الشعب سيخرج من جديد وسيطالب بمطالبه التي لم تحقق حتى الان وعشان الكلام الزي دا لازم الناس تطلع يوم 30 يونيو".

وعقب طارق عبد الله على المقطع ذاته متهما المؤسسة الأمنية في السودان بممارسة عدم الانضباط، موجها تساؤلا إلى الجيش: "من المسؤول عن السماح بحدوث مجزرة القيادة العسكرية، والانحناء لمتفلتين وجيوش أجنبية في حدودنا، والاستمرار في إطلاق النار في صدور السودانيين؟".

وقال مغرد آخر: إن تأمين #مليونية_30_يونيو يقع عاتقها على الشق الأمني والحكومة المدنية بشكل خاص ممثلة في وزارة الداخلية، مضيفا: "مادام الكيزان ما دخلتوهم السجن وقلعدين تتساهلوا معاهم حيعملوا قلاقل".

يشار إلى أن الثورة السودانية بدأت في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 باحتجاجات شعبية في بعض المدن السودانية، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء أسعار المعيشة، وتحولت الاحتجاجات إلى مطالب سياسية بإسقاط الرئيس عمر البشير ونظامه.

وقابلها نظام عمر البشير بعنف واستعملت السلطات الأمنية مُختلف الأسلحة في تفريق المتظاهرين بما فيها الغاز المدمع، والرصاص المطاطي وشهدت بعض المدن استخداما للرصاص الحي من قبل قوات الأمن السودانية، الأمر الذي تسبب في سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى في صفوف المتظاهرين.

وبعد أربعة أشهر من الاحتجاجات التي استمرت دون انقطاع، أسقط الحراك الشعبي والاحتجاجات السلمية حكم البشير الذي امتد 30 عاما، وفي 11 أبريل/نيسان 2019 أجبر الجيش البشير على التنحي وبدأت مرحلة انتقالية.

وأعلن الجيش تكوين مجلس عسكري بقيادة نائبه السابق عوض بن عوف، الذي عين الفريق كمال عبد المعروف نائبا له، وهم أعضاء اللجنة الأمنية التي شكلها البشير لمواجهة الاحتجاجات وتفكيكها.

إلا أن الاحتجاجات تصاعدت فور الإعلان العسكري، ورفض السودانيين تكوين المجلس من اللجنة الأمنية للنظام المعزول، وحملوا ابن عوف و  عبد المعروف مسؤولية الانتهاكات وجرائم القتل ضد المتظاهرين السلميين.

وهذا الأمر دفع ابن عوف للاستقالة وتم حل المجلس العسكري، وأعلن عن تشكيل جديد يرأسه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان المفتش العام للجيش حينها، ورئيس المجلس الانتقالي الحالي، وعين "حميدتي" نائبا لرئيس المجلس، الذي ضم عددا من قادة الجيش.