"الإمارات تحركه".. صحيفة تركية ترد على ادعاءات أطلقها محمد دحلان
تطرق الكاتب التركي "إسماعيل ياشا" لعلاقات القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان مع أبوظبي، معرجا على تصريحات وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو في لقاء مع قناة "الجزيرة".
ورأى الكاتب في مقال له على صحيفة "ديرليش بوسطاسي": أن وزير الخارجية تشاووش أوغلو أجاب، قبل أيام، على أسئلة قناة الجزيرة، بكل صراحة. مشددا على: أن تركيا تعتبر دحلان مجرد "ذراع قذر لأبوظبي" ليس أكثر، و أشار إلى: أن "حياة دحلان بنيت كلها على الكذب والافتراء ولا زالت".
"ذراع أبوظبي القذر"
وقال تشاووش أوغلو، في تصريحات: "أقول للإمارات إن هناك إرهابيا اسمه محمد دحلان هرب إليكم لأنه عميل لإسرائيل". وأضاف: "الإمارات حاولت أن تأتي بدحلان بدلا من محمود عباس، ونحن نعرف جميع هذه الأمور". ورد دحلان بدوره على الوزير التركي، ساردا مجموعة من المعلومات، قال الكاتب: إنها "أكاذيب ودعاية سوداء".
ووصف دحلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: بأنه "يعاني أحلاما وهمية وأمراضا عقلية لإعادة الإمبراطورية التركية واحتلال العالم العربي".
وذكر خلال حواره مع المصري عمرو أديب على برنامج "الحكاية": أنه "توجد 300 طائرة شهريا بين إسرائيل وتركيا، كما أن 49% من الأسمنت المستورد للمستوطنات الإسرائيلية من تركيا، و60% من الحديد المستخدم في المستوطنات مصدره تركيا، وحجم التبادل الأمني والعسكري الإسرائيلي مع تركيا هو الأعلى في المنطقة، وأول سفير لدولة إسلامية في إسرائيل من تركيا".
"ما قاله دحلان ليس سوى أوهام كررتها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والإعلام المصري"، بحسب الكاتب الذي زاد: وأكبر دليل على كذب ادعاءات الإمارات ورجالاتها في المنطقة هو تمويلها لمنظمة "غولن" الإرهابية سواء عناصرها الإرهابيين أو دعمهم في وسائل الإعلام التابعة لها.
وكانت تقارير تحدثت: عن أن دحلان، الذي يعمل بموجب تعليمات الإمارات، هو ممول المحاولة الانقلابية منتصف يوليو-تموز 2016 في تركيا، مشيرا إلى: أنه حوّل مبالغ مالية إلى تنظيم "غولن" قبل المحاولة.
وكشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني: أن المعارض التركي فتح الله غولن -المتهم الرئيسي- قد زار الإمارات قبل أسبوع واحد فقط من محاولة الانقلاب الفاشل، والتقى فيها سرا بدحلان النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني والمطلوب للعدالة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والمستشار الأمني لولي عهد أبوظبي.
وفي ليلة الانقلاب، يوم 15 يوليو-تموز، سارعت القنوات التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، مثل قناة "سكاي نيوز" العربية، وقناة "العربية"، إلى بث أخبار عن نجاح الجيش التركي بانقلاب، وروجتا لأخبار كاذبة، مثل هروب الرئيس أردوغان خارج تركيا.
وحاولت الإمارات بعد فشل المحاولة الانقلابية، أن تنأى بنفسها عن دحلان وعن اتصالاته بغولن، وانتشرت أخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن الإمارات "غاضبة من دحلان"، وأنها أجبرته على مغادرة البلاد.
"وفي الحقيقة لم تعد هذه الشائعات التي يروجها زعيم العصابة محمد دحلان تنطلي على أحد"، بحسب المقال، سواء كانت تلك المزاعم باللغة التركية أو حتى بغيرها من اللغات.
وشدد الكاتب على: أن ما يقوم به محمد دحلان وجماعته هي مجرد بروباجندا سوداء مبنية على الكذب والافتراء ليس إلا حتى أن حياتهم الشخصية كذلك.
تدليس إعلامي
ولفت إلى: الشكر الذي وجهه الوزير التركي ميولود تشاووش أوغلو لقطر على دعمها عملية "نبع السلام " في شمال شرق سورية، وذلك بعد اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر بن خليفة.
ونشر وزير الخارجية التركي صورة له مع أمير قطر عبر حسابه على موقع "تويتر"، قائلا: "بلغنا لسموه تحيات رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان. نشكر قطر على دعمها لعملية نبع السلام".
وأفاد المقال: بأن قناة "العربية" تعاملت مع الخبر -وهي تعرف ما الذي يقصده الوزير تشاووش أوغلو- كما لو كان دعما ماديا وليس مجرد دعم معنوي، فحملت الشكر على غير الوجه الذي يحتمل ولوت عنق النص.
ونشر الموقع الإخباري لقناة "العربية" خبرا قال: إن الوزير شكر قطر على "تمويلها" عملية "نبع السلام" على خلاف ما قاله تشاووش أوغلو. وعلى الرغم من أن تغريدته نشرت باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والتركية، ما لا يدع مجالا لخطأ في الترجمة، فإن الخبر جاء محرفا لتصريحات الوزير.
وعلق الكاتب على ذلك بالقول: حتى أن الجماهير المتابعة تغير دائما شعار قناة العربية من "العربية.. أن تعرف أكثر" إلى "العربية أن تكذب أكثر" وحاليا الأصل يجب تغيير الشعار المغير بالأساس إلى "العربية.. لا شيء غير الكذب".
كيف تتعامل الإمارات معه؟
وبالعودة إلى محمد دحلان يقول المقال: فهو زعيم عصابة تافهة خدم محمد بن زايد مع الشبكة التي أسسها تحت قيادته عندما كان رئيس جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة وسيكون من الخطأ إعطاء قيمة كبيرة له وفرض معاني لا يستحقها.
كما إنه ينفق على أعضاء المليشيا التابعة له من المال الذي يكسبه من خلال علاقاته مع إسرائيل والعمل القذر لولي عهد أبوظبي، وهذه في الحقيقة قيمته عند الإمارات؛ فلا شك أن ولي عهد أبوظبي سيبيع دحلان وعصابته دون أن يرمش إذا لزم الأمر لتطهير نفسه، بحسب الصحيفة التركية.
وتسلّم دحلان رئاسة جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية بغزة، قبل سيطرة "حماس" على القطاع في عام 2007، وبقي خارج فلسطين منذ عام 2010، حيث فصلته حركة "فتح"؛ لاتهامه بـ"التورط في مؤامرة للإطاحة بالرئيس عباس".
وذكّر الكاتب بالرجلين الذين تم اعتقالهما في تركيا وهم من رجال محمد دحلان، أحدهما لاحقا قام بالإقدام على قتل نفسه منتحرا، ولم تنبس أبوظبي أو تحرك لسانها تجاه ما حدث ولن تفعل سيما أن كليهما فلسطينيان، وليسا مواطنين إماراتيين، ققبل أن يتساءل: هل يعقل أن يهتم أمير أبوظبي باعتقال أو وفاة مرتزقة دحلان؟
واعتقل الأمن التركي، في نيسان/ أبريل الماضي، فلسطينيين على صلة بمحمد دحلان الذي يقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأشارت التحقيقات التي بدأت عقب تعقّب اتصالات دحلان مع أفراد يقيمون داخل تركيا، طلب منهما التوجه إلى إسطنبول والعمل في التجسس بتوجيهات منه.
وهو بالمناسبة بحسب الكاتب ذات المنطق يتكرر مع الإرهابيين من عناصر "بي كاكا" و"ي ب ج" في شمال سوريا، حين ناشد هؤلاء الرئيس الأمريكي قائلين: "أرجوكم لا تتركونا" ليرد عليهم الأمريكان قائلين: "حتى لو قاتلتم من أجلنا، لقد أخذنا مالا أكثر مما يبنغي" هذا المنطق هو ذاته الذي يحكم العلاقة بين دحلان وعصابته وبين أبوظبي والنظام الحاكم هناك.
والجدير بالذكر أن دحلان حُكم عليه غيابيا بالسجن ثلاث سنوات وبغرامة مالية باهظة، من قِبل محكمة مكافحة الفساد برام الله في ديسمبر عام 2016، بعد إدانته مع اثنين آخرين، بسرقة أموال عامة، إلا أنه قال حينها: إن المحاكمة سياسية نتيجة خصومته مع عباس، "وجاءت كمحاولة من الرئيس للتخلص من خصومه السياسيين"، بحسب قوله.
وختم الكاتب مقاله قائلا: إنه لا داع لتحميل قوة ونفوذ محمد دحلان في الإمارات أكثر مما ينبغي، هو ومليشياته من أجل المهمات التي لا صاحب لها، ولا عز في الإعلان عنها، ولا ضرر في إخفائها بل وجب التستر عليها.