أردوغان يحضّر لمفاجأة سارّة.. ماذا عن التعديل في حكومته؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "يني شفق" التركية، مقالا للكاتب زكريا كوروشان، تحدث فيه عن أن الإصلاحات في تركيا باتت ضرورة وليست ترفا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية استخلاص العبر من التاريخ خشية الوقوع في ذات المصير الذي أدى إلى انهيار الدولة العثمانية.

وقال الكاتب في مقاله: إن "الإصلاحات في بلاده مهمة، ولم تعد ترفا، والقراءة من التاريخ تدلل على ذلك، لكنه وفي ذات الوقت يجب أن يوازي هذه الإصلاحات المستمرة تجديد مستمرة وقبل ذلك كله قراءة للتاريخ بشكل واع ودقيق".

وأضاف: إن "الدولة العثمانية عملت بشكل مستمر على الإصلاحات والتعديل المستمر لها، لكن في النهاية لم تصمد الدولة أمام التحديات الطبيعة، وهذه نتيجة طبيعية، وحتى لا تقع تركيا، أو تلقى ذات المصير، وجب على المختصين قراءة التاريخ جيدًا واستخلاص العبر منه".

بدأ الكاتب مقاله، بالقول: إن "كل شخص في تركيا يدعي أنه يعرف التاريخ، وبات اليوم كل محادثة تبدأ تقريبا وتنتهي بالتاريخ؛ حتى أن معرفة الأتراك باتت بالتاريخ عالية جدا لدرجة أننا نتوق إلى إزالته من نظامنا التعليمي؛ ولكن للأسف، أصحاب المعلومات الحقيقية، سكتوا وربما تم اسكاتهم، وبات من يتكلم هم أصحاب المعلومات المزيفة أو السطحية".

مرسوم السلطان

وينقل الكاتب، عبارات، أخذت كلماتها بإذن من السلطان عبد المجيد في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1839، جرى تبسيطها وتقصيرها من مرسوم التنظيم الشهير الذي قرأه مصطفى رشيد باشا في منتزه جولهان.

وجاء فيها: "كما هو معروف للجميع، منذ تأسيس الدولة العتيدة (الدولة العثمانية)، فإن أحكام القرآن الكريم وأحكام الشريعة، كانت هي الحكم وبذلك حققت الدولة مستويات من الرفاهية لدرجة أنها وصلت لكل شخص تقريبا. ومع ذلك، فلنحو مائة وخمسين سنة؛ وبسبب المشاكل المتتالية والأسباب المختلفة، تحولت القوة والأمل في هذه الدولة إلى ضعف وفقر لأنه لم يتم استخدام أحكام الشريعة ولا حتى القانون في حماية أركان الدولة".

وأضاف المرسوم: "كانت الفكرة الوحيدة لسيادتنا منذ يوم وصولنا إلى العرش هي إعادة بناء البلد؛ إنه مكرس للتفكير في وظائف مفيدة لزيادة رفاهية الناس والفقراء؛ ومن الواضح أنه إذا تم تطبيق الأسباب الضرورية وفقا للموقع الجغرافي للدولة العليا، والأرض الخصبة ومواهب الناس وقدراتهم، فسيتم الوصول إلى النتيجة المرجوة في غضون خمسة عقود".

ومن كلمات المرسوم، أيضا: "بالاعتماد على عون الله ونعمه، فإنه من الضروري والمهم إدخال بعض القوانين الجديدة من أجل دولتنا العتيدة وولاياتها المحمية".

ويربط الكاتب ذلك مع أثر فؤاد سزكين، الذي توفي قبل عام واحد بالضبط في مثل هذه الأيام، حيث كرس حياته لتاريخ العلوم الإسلامية ويثبت أن الحضارة الإسلامية، التي تراجعت في وجه الحضارة الغربية، كانت في الواقع رائدة في مجال العلوم في الماضي وأنتجت أعمالا من شأنها أن تكون بمثابة إشارات إلى العلوم الغربية.

ولد فؤاد سزكين في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1924م في بيتليس. قدم إلى إسطنبول في 1943 بعد إنهاء دراسته المتوسطة والعليا في أرضروم، وأصبح طالبا عند المستشرق الألماني هيلموت ريتر في 1971، أحد أشهر الأكاديميين الذين درَّسوا في معهد الدراسات الشرقية بجامعة إسطنبول. وكان ريتر قد أوصى سزكين  بدراسة العلوم في الثقافة الإسلامية.

وبحسب الصحيفة، فقد أقيمت سلسلة من الفعاليات تحت رعاية رئيس الجمهورية، تلك الفعاليات تؤبن العالم التركي  ومسيرته التي خدمت تركيا؛ ومن هذه الفعاليات مؤتمر علمي عقد في مدينة إسطنبول، حيث استضافت جامعة إسطنبول وجامعة مؤسسة فاتح سلطان محمد "مؤتمر تاريخ العلوم".

وذكرت، أنه كان مؤتمرا تاريخيا رائعا بحضور بعض المختصين الآخرين في الفترة من 13 إلى 15 يونيو/حزيران المنصرم، ومنهم من تكلم عن الرجل، أي سزكين، الذي يتقن 27 لغة، منها السريانية والعبرية واللاتينية والعربية والألمانية.

ونوه الكاتب إلى أن "الجزء الأكثر كمالا في هذا المؤتمر، والذي تابعتُه بسرور لمدة ثلاثة أيام، هو أنه بدأ بالحديث عن الإصلاحات. وكان نتاجه ممثلا لأحد عن الإصلاحات من الذين ألقوا كلمة طويلة أمام مئات العلماء المشاركين في هذا المؤتمر".

وأشار إلى أن أكثر كلمة قالها المتحدث "إني أتجاوز حدودي، تم إحياء ذكرى فؤاد سيزكين في حديقة جولهانة في تحدٍ بعد أن كان ينادي بذلك لسنين طويلة خلت".  

ووصف المتحدث، الراحل بأنه "خطيب جيد، ورجل أعمال، ومدير إعلامي، وسياسي، وناشط، ومحسن" لكنه أضاف: حتى الوطنية التي لن نشك فيها، ليست كافية لنسيان هذا الخطأ خاصة في استمرار كلماته، من المتصور أن يكون مرسوم التنظيم، الذي ربما لم يقرأه أبدا في حياته كمرسوم إصلاحات، يمثل "وثيقة لعنة" أو "وثيقة شر".

يتابع الكاتب: "ومع ذلك، بمجرد قراءة النص بدقة، كان يستخدم كذلك مصادر إسلامية بالإضافة إلى بداياته بأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن قراءته آيات من سورة الملك".

إطالة عمر الدولة

واستطرد قائلا: "علاوة على ذلك، على الرغم من كان يعيش في بلد مر عليه مدة 180 عاما، من ذلك المرسوم، كان يدرك أنه لا يزال يعيش في بلد كان يحاول فعل ما توقعته هذه التعديلات والإصلاحات".

وأكد أنه من أجل نهوض هذه الأمة ورفاهيتها، فإن تلك المبادئ التي تضمنتها الفرمانات (القرارات) العثمانية مثل: "الأمن والآمان، والعرض، والشرف، والأمن على المال، وعدالة الضريبة والثروة، والجندية" يجب أن تكون أساسية في أية دولة وبلد تريد النهوض بنفسها.

وأوضح الكاتب: "صحيح أن التعديلات، والاصلاحيات أطالت عمر وحياة الإمبراطورية العثمانية، لكنها لم تبقها على قيد الحياة ولم تنج من الانهيار، ومع ذلك، فمن خلال نقل العديد من الأشخاص من المناطق النائية من الجغرافيا المتقلصة إلى المركز، فقد بدأت العملية التي تجعل من رجل الأعمال والسياسي ورئيس البلدية وحتى الرئيس".

واستدرك: "بالطبع، يجب مناقشة التاريخ والوثائق التي ينتجها؛ يجب تعلم الدروس من الأخطاء القديمة والإشارة إليها في المستقبل بدون الانتباه إلى قليلي الخبرة، المتقلبين، الذين لا يزنون شيئا في عالم الدول". واختتم الكاتب مقاله بالقول: "نعم، تركيا لديها احتياجات إعادة إصلاحات جديدة ولكن يجب قراءة التاريخ".

يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال: "سنقوم بإجراء تعديلات (في الحكومة) إن استدعى الأمر ذلك، فهذا لا يجري عبر التوصيات". جاء ذلك في إجابته على أسئلة الصحفيين عقب خروجه من اجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية، الأسبوع الماضي، في العاصمة أنقرة.

وفي رده على سؤال حول احتمال لقائه زعيم حزب "الحركة القومية" دولت باهتشلي، أوضح أنهما تباحثا هاتفيا، وسيجريان تقييما لنتائج انتخابات الإدارة المحلية بعد عودته من زيارة خارجية سيجريها. وأكد أن المفاجأة السارة التي سيعلنها بعد عودته من اجتماع مجموعة العشرين (في أوساكا اليابانية)، ستتركز بشكل كبير على الموضوع الاقتصادي.


المصادر