#غدا_تطير_العصافير.. ناشطون سعوديون يطالبون بالحرية للمعتقلين

12

طباعة

مشاركة

"غدا تطير العصافير" كانت العبارة التي رثى بها الشيخ والداعية السعودي المعتقل، سلمان العودة، زوجته التي توفيت في حادث سير، ليتخذ منها الناشطون على "تويتر" وسما يطالبون من خلاله بالحرية للمعتقلين والتعريف بانتهاكات السلطات السعودية بحقهم.

وندد الناشطون بتسريب أنباء عبر موقع بريطاني تفيد بأن السلطات السعودية تنوي عقب رمضان إعدام الدعاة المعتقلين البارزين، سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، مستنكرين عدم تكذيب السلطات للخبر حتى الآن.

انتهاكات السلطة

وأشار أحد الحسابات المشارك في الحملة، إلى أن تسريب الخبر بمثابة جس نبض للرأي العام، مضيفا: "بمنتهي البساطة يطلع تسريب يقولك هنعدم المشايخ ويشوف رد الفعل عند الناس.. لقى الناس هايجة والكلام بيزيد ورد الفعل هيكون عنيف..  يرجع في كلامه.. أما بقى لو رد الفعل زي ما أنا شايف ..يبقي الله يرحمهم".

 

 

 

ولفت حساب "معتقلي الرأي" إلى أنه حتى اللحظة لم يصدر أي تعليق من السلطات السعودية على كل ما تم الحديث عنه منذ أيام عن إعدام المشايخ، مشددين على أن حياة المشايخ مسؤولية الدولة والجهة التي اختطفتهم منذ 20 شهراً من دون سبب.

 

 

 

وبث المغرد عماد العثيم، مقطع فيديو للشيخ بشير بن حسن يستنكر فيه تعامل النظام السعودي بهذه الطريقة الجائرة مع علماء الأمة، وقال: "حتى الحيوانات لها قيمة في هذا الدين هذه ليست شريعة الإسلام، ابن سلمان يطبق شريعة الغاب، فاشهد يا الله أنا كفرنا بهذه الشريعة".

 

 

 

وقال المغرد علي: "أتفهم شعور محمد بن سلمان فعندما يكون من رعيته داعية ومفكر إسلامي كبير ويحضى بشعبية كبيرة في ‏أوساط الشباب كسلمان العودة، فشعور الغيرة طبيعي، وحكم الإعدام إنما هو إعادة تجسيد لما حصل بين هابيل وقابيل‎!‎‏".‏

 

 

وأشار مغرد أخر إلى أن الدكتور علي العمري "عُذب بالصعق الكهربائي، والحرق بأعقاب السجائر وبالإيهام بالغرق والضرب بالعزل ‏الإنفرادي والمطالبة بإعدامه وإجباره على تسجيل فيديو يعترف به وهو تحت التعذيب، بإي ذنب؟ الدكتور وأمثاله من المعتقلين يقام ‏بهم الوطن".

 

 

 

مطالبات بالحرية

وطالب الناشطون بالحرية للمشايخ، وطالب دكتور عبد الرحمن المطيري بالحرية لعلماء ومشايخ الوسطية، متسائلاً: "أتقتلونهم لأنهم أناس يتطهرون‎!‎‏"‏.

 

 

 

وقالت مغردة باسم "شريفة"، في تغريدتها: "أطلقوا سراح مشايخنا الفضلاء الوسطيين كفاكم ظلماً كفاكم جوراً.. الحرمين مليئة بالحشرات بكميات مهولة لمدة طويلة قاربت الثلاثة أشهر، وأنا لا أرى إلا أنها عذاب أو تهديد ووعيد من رب العدل والعباد اتقوا الله ياعباد الله في المسلمين يا حماة الدين".

 

 

 

وقالت مروى عبد الرزاق: "غدا تطير العصافير وتحلق نحوكم وإليكم شيوخنا، فلا بد للظلم أن ينجلي ولابد لقيدكم أن ينكسر. وإن عدالة الله تعالى فوق الظالم وسيحقق الله العدالة. لعن الله من أراد بكم شيوخنا سوءا".

 

 

 

وكتب حساب باسم "صنافي": "لا شك في أن العصافير ستطير غدا"، مستشهدة بقول الله تعالى: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

 

 

 

وتسائلت حسينة طاهر عن صحة أنباء صدور أمر بإعدام 3 من أبرز مشايخ السعودية بعد نهاية رمضان، قائلة: "الأمر خطير جدا وعلينا كلنـا أنا وأنتَ وأنتِ أن نند بهذا الأمر ولا ننتظر" مشددة على أن "إعدام سلمان العودة أو أي الشيخ آخر لن يعود بالخير على السعودية".

 

 

 

وقال حمد القطري: "غدًا تطيرُ العصافيرُ التي حُبِسَتْ عن زُرقةِ البحرِ عن ماءِ البساتينِ ... غدًا سيعلمُ سَجَّاني بأنَّ دَمي يسعى إلى اللهِ مِن بينِ الزّنازينِ".

 

 

 

وطالب الدكتور خالد عبيد العتيبي بالحرية لكل معتقلي الرأي في الخليج، قائلاً: "لا تقتلوا أسود بلادكم، وثرواتكم البشرية وعقولكم ‏الحكيمة.. لا تقتلوا الوسطية فينشأ التطرف أو الإلحاد والانحلال‏‎!‎‏".‏

 

 

 

دعوات بالانتقام

وتوالت الدعوات عبر الهاشتاج للدعاة بتفريج الكرب، وعلى السلطات بالانتقام، إذ كتب حساب باسم "سومي": "حسبي الله ونعم الوكيل يارب استودعتك حياتهم ومماتهم، يارب قد ذاب الفؤاد من كل مايحدث، يارب إلى من تكلهم وتكلنا يارب إنهم تحت عينك وقدرتك فأَحْدث لهم معجزة وابعث لهم جنوداً من عندك وغيّر حالهم كلهم ومن معهم إلى أحسن حال، واقصم ظهر عدوهم وكل من ظلم وتجبّر يااارب".

 

 

 

ودعا المغرد بندر بندر الله أن ينتقم من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قائلاً: "(أبو منشار) اسم على مسمى فاحذروه أسأل الله أن يسلط عليه منشاره ويخلص الناس من شره".

 

 

 

وقال سرمد التكريتي: "اللهم من أراد بمشايخ الدعوة سوءًا فاجعل دائرة السَوء تدور عليه واجعل كيده في نحره".

 

 

 

يشار إلى أن موقع "ميدل إيست آي" البريطاني كشف في تقرير له الأسبوع الماضي، عن قرب تنفيذ حكم الإعدام بحق ثلاثة من العلماء السعوديين المعتدلين البارزين المحتجزين بتهم متعددة من "الإرهاب"، وذلك بعد فترة وجيزة من انقضاء شهر رمضان، وفق ما قاله مصدران حكوميان وأحد أقارب الدعاة.

وقال التقرير الذي كتبه الصحفي البريطاني ديفيد هيرست: إن "أبرز هؤلاء الشيخ سلمان العودة، وهو عالم مشهور عالميا معروف بوجهات نظره التقدمية نسبيا في العالم الإسلامي حول الشريعة والمثلية الجنسية".

واعتقل العودة في سبتمبر/أيلول 2017، بعد فترة قصيرة من تغريدة دعاء من أجل المصالحة بين السعودية وجارتها الخليجية قطر، بعد 3 أشهر من فرض الرياض حصارًا على الإمارة.

وأوضح التقرير، أن "الاثنين الآخرين المقرر إعدامهما، هما عوض القرني، وهو واعظ سني وأكاديمي ومؤلف، وعلي العمري، وهو داعية له شعبية، وقد اعتقلا أيضا في سبتمبر/أيلول 2017".

وكان الثلاثة لديهم أعداد ضخمة من المتابعين على الإنترنت، ففي الحساب العربي للعودة وحده على "تويتر" يتابعه 13.4 مليون شخص، كما أن لقناة العمري التلفزيونية "فور شباب" جمهور كبير.

وشدد رئيس منظمة القسط لحقوق الإنسان، يحيى عسيري، على أن ما ورد حول تحضر السلطات لإعدام العمري والقرني والعودة غير صحيح، قائلاً: "لا شيء مستبعد عن السلطات وهي قمعية ووحشية وجاهلة، ولكن أيضًا لم يصدر حكم على أحد".