أميركا قلقة وروسيا تتعاون.. ما حقيقة انتشار تنظيم الدولة في أفغانستان؟
هجمات هذه المجموعة تظهر أن لديها قدرة متزايدة على إثارة الرعب
رأت صحيفة "8 صبح" الأفغانية أن "أفغانستان الواقعة تحت سيطرة حركة طالبان أصبحت مركزا آمنا للجماعات الإرهابية".
واستندت الصحيفة في ذلك إلى زعم المعهد الأميركي للسلام بأن "القاعدة الرئيسة" لفرع تنظيم الدولة في خراسان تقع في أفغانستان.
وفي المقابل، وصفت حركة طالبان المخاوف من تهديدات تنظيم الدولة في أفغانستان بأنها حرب دعائية غربية.
تهديد دولي
وفي هذا السياق، تذكر أن "القائد السابق للأركان المركزية للجيش الأميركي ادعى أن تنظيم الدولة سيهاجم مصالح الولايات المتحدة والغرب خلال ستة أشهر دون أي إنذار".
وتزايدت هذه المخاوف مع إعلان فرع تنظيم الدولة في خراسان مسؤوليته عن هجوم موسكو القاتل، والذي أودى بحياة 143 شخصا في 22 مارس/ آذار 2024.
وبهذا الشأن، قال اسفنديار مير، أحد كبار الخبراء في المعهد الأميركي إن "تنظيم الدولة أظهر قدرته على مهاجمة أي مكان في العالم من خلال مهاجمة موسكو".
ووفقا له، فإن "هجمات هذه المجموعة تظهر أن لديها قدرة متزايدة على إثارة الرعب خارج نطاق وجودها".
ومن جانبه، زعم أحد قيادات حكومة طالبان، في لقاء مع دبلوماسيين أجانب في كابول، أنه "لا يوجد شيء اسمه تنظيم الدولة في أفغانستان".
كما ادعت وسائل إعلام تابعة لحركة طالبان في وقت سابق أن "قاعدة تنظيم الدولة - فرع خراسان في ولاية بلوشستان الباكستانية".
وفي هذا السياق، قال اسفنديار مير: "تنظيم الدولة خراسان هو الفرع الأفغاني للتنظيم الذي يعمل في الشرق الأوسط، وقد ظهر لأول مرة مطلع عام 2015 وينشط ويقاتل في المنطقة منذ ذلك الحين".
لكنه أضاف أن "فرع تنظيم الدولة في خراسان كان مستقرا للغاية، وهو الآن وصل إلى أجزاء من أوروبا"، وفق ما ورد عن الصحيفة الأفغانية.
أميركا "مستهدفة"
في غضون ذلك، حذر الجنرال كينيث فرانك ماكنزي، الرئيس السابق للقيادة المركزية الأميركي من أن "فرع تنظيم الدولة في خراسان يحاول جاهدا استهداف الولايات المتحدة".
وهو يلفت بذلك إلى أن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يجب عليها أن تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد".
وفي إشارة إلى هجوم تنظيم الدولة الأخير على موسكو، يقول المسؤول العسكري الأميركي: "يجب أن نتوقع المزيد من المحاولات من هذا النوع من الهجوم ضد الولايات المتحدة وشركائها. أعتقد أنه أمر لا مفر منه".
وكما تنقل "8 صبح"، أضاف ماكنزي أن "تنظيم الدولة يستخدم أساليب إلكترونية لتنظيم هجماته، وهو ما يشكل تهديدا لمستقبل الأمن العالمي".
وفي هذا السياق، اقترح المسؤول العسكري أنه "إذا بقي 2500 جندي أميركي في أفغانستان إلى جانب أعضاء آخرين في الناتو (حلف شمال الأطلسي)، فيمكنهم محاربة الدولة وسنكون أكثر أمانا من الآن".
ومن جانب آخر، حذر الجنرال المتقاعد في الجيش الأميركي مارك كوانتوك من "رغبة تنظيم الدولة في مهاجمة الولايات المتحدة"، مشددا على أن "أميركا لا تزال الهدف الأول له".
وبالإضافة إلى ذلك، وصف خبراء أميركيون فرع تنظيم الدولة في خراسان بأنه "أكثر جرأة ويبحث عن أهداف أكبر من المنطقة".
وعلى حد قولهم، "فقد يستغل تنظيم الدولة حالة الفوضى على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك لتنفيذ هجوم كبير".
موقف متناقض
وفي أعقاب تزايد المخاوف بشأن هجمات فرع تنظيم الدولة في خراسان، تقول صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن "عودة أفغانستان كمركز لنمو الأنشطة الإرهابية كانت متوقعة تماما". ووصفت هذه الصحيفة المشهد بأن "التاريخ يبدو وكأنه يعيد نفسه تماما".
ووفقا لها، فإن "أفغانستان؛ الملجأ القديم للجماعات الإرهابية العالمية، بما فيها تنظيم القاعدة والدولة، عاد مرة أخرى ليصبح الملجأ الجديد لهذه الجماعات".
وبينما يحدد المسؤولون الأميركيون السابقون أفغانستان تحت حكم طالبان بصفتها "القاعدة الرئيسة لفرع خراسان لتنظيم الدولة"، تذيع وسائل إعلام تابعة لطالبان أن "ولاية بلوشستان الباكستانية هي أحد المراكز المهمة لهذا التنظيم".
وفي هذا الصدد، تلفت "8 صبح" إلى أن "حركة طالبان لطالما تحدثت بشكل سلبي عن وجود تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان".
وأردفت: "حتى إن المتحدثين باسم طالبان نفوا في السنوات الأخيرة وجود تنظيم الدولة في أفغانستان، لكنهم في الوقت نفسه أشاروا دائما إلى صراعهم ضد هذه الجماعة".
وتابعت: "على الرغم من التصريحات المتناقضة، إلا أن حركة طالبان زعمت أنها قاتلت بشكل فعال ضد تنظيم الدولة في أفغانستان ودمرته".
وكدليل على ما وصفته بأنه "تناقض حركة طالبان"، تشير الصحيفة إلى أنه في اجتماع مع دبلوماسيين أجانب في كابول، أكد عبد السلام حنفي، النائب الإداري لرئيس وزراء طالبان، "عدم وجود شيء اسمه الدولة في أفغانستان".
رواية فاشلة
من زاوية أخرى، وفي الوقت الذي تزيد فيه المخاوف من تهديد الدولة في أفغانستان، أعلنت روسيا أنها "تدرس رفع اسم حركة طالبان من قائمة الإرهاب".
وأفادت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، بناء على إعلان وزارة الخارجية الروسية، بأن “رفع اسم طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية يجرى اتخاذه فيه من قبل وزارتي الخارجية والعدل والمؤسسات الأخرى ذات الصلة”.
وبينت أن القرار النهائي في هذه القضية "تتخذه القيادة السياسية العليا في البلاد".
وفي المقابل، أفادت الصحيفة الأفغانية بأن "حركة طالبان أشادت بالخطوة الروسية".
وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، إن "رفع اسم طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية الروسية يُعد خطوة جيدة وواقعية"، مشددا على أن "طالبان هي حركة تمثل شعب أفغانستان".
وتعزو الصحيفة سبب مشروع القرار إلى "بحث القيادة الروسية عن طرق جديدة لضمان أمن بلادهم، بعد تكثيف هجمات تنظيم الدولة من جديد".