مصر.. غضب الشارع يتصاعد مع تواصل قطع الكهرباء وعجز النظام

5 months ago

12

طباعة

مشاركة

تصاعدت حالة الغضب المصري من إعلان النظام برئاسة عبدالفتاح السيسي، مد العمل بالفترات الإضافية لتخفيف أحمال الكهرباء حتى نهاية الأسبوع الحالي (إلى 28 يونيو/حزيران).

وجاء ذلك بعد الإعلان في 23 يونيو عن سريان تخفيف الأحمال (قطع الكهرباء لعدد معين من الساعات) ليومين فقط. 

وزارتا الكهرباء والبترول، أعلنتا خلال بيان مشترك، في 24 يونيو أنهما تتقدمان "بالاعتذار لجموع الشعب المصري عن الإجراءات التي تم الإعلان عنها أمس بشأن زيادة فترات تخفيف الأحمال الكهربائية".

وأضافوا أنه "في ظل استمرار الارتفاع الشديد في درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية لهذه الفترة والذي تعاني منه العديد من دول المنطقة، فإن هذا يتطلب استمرار خطة تخفيف الأحمال التي بدأ تطبيقها منذ أمس (23 يونيو) بمقدار ساعة إضافية وذلك حتى نهاية الأسبوع الحالي (لتصل عدد ساعات القطع إلى 4 يوميا)".

وزعمت الوزارتان أن ذلك للحفاظ على التشغيل الآمن والمستقر لشبكة الغاز ومحطات إنتاج الكهرباء، مشيرين إلى أنه جرى اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لاستيراد وضخ شحنات وكميات إضافية من الغاز والمازوت لمجابهة الاستهلاك المتزايد.

وإلى جانب ذلك، تطرق ناشطون إلى أزمات أخرى دفعتهم لإطلاق وسم بعنوان #ارحل_ياسيسي، ومنها معاناة سكان بعض المحافظات المصرية من أزمة انقطاع مياه الشرب خلال ساعات النهار.

وكشفت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، قطع المياه عن عدد من المناطق في 3 محافظات، في 24 يونيو لمدد تصل إلى 6 ساعات متواصلة.

كما تحدثوا عن سعر الجنيه المصري الذي سجل تقلبات في السوق الرسمية والموازية مع أول أيام العمل الرسمي عقب إجازة عيد الأضحى المبارك، مسجلا أدنى مستوى له منذ قرار تحرير سعر الصرف في 6 مارس/آذار 2024، بعد شبه ثبات لعدة أشهر.

وعدد ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في الوسم الأزمات التي ورط فيها السيسي البلاد منذ وصوله إلى السلطة في 2013 عبر انقلاب عسكري.

فشل وعجز

وفي رصد لمظاهر الفشل والأزمات التي ورط فيها رئيس النظام المصري البلاد، قال المجلس الثوري المصري، إن مدة قطع الكهرباء تطول وستستمر في الزيادة، والدولار بدأ بالصعود وهذه المرة بلا سقف، والأسعار آخذة في الارتفاع وصفقة رأس الحكمة (أخيرا مع دولة الإمارات) لم تقدم ولم تأخر. 

وأكد أن مصر تعيش كارثة كانت متوقعة منذ 2013، لكن الضابط الذي يقبل صورة السيسي والنساء اللاتي تصفقن ببلاهة لم يدركوا حجم الكارثة إلا اليوم.

وقال أبو ناصر: "السيسي عشم الشعب وأخرتها قطع كهرباء وغلاء أسعار وتعويم الجنية ".

وأشار أحمد المصري، إلى الفشل في سد النهضة وضياع مياه النيل، وتعويم الجنيه وتدهور الاقتصاد، وبيع أصول الدولة، وإهدار غاز حقل ظهر، وإغراق مصر في الديون الخارجية، ساخرا بالقول: "مش هكمل عشان الكهرباء لسه دقيقة وتقطع سلام".

وكتب حسن علاء: "تيران وصنافير - سد أثيوبيا - حقول الغاز - الاقتصاد - ملف السودان - ملف غزة - محور فيلادلفيا - معبر رفح - الكهرباء ولسه المياه كل ده فشل أم أجندة".

وأشار علي درويش، إلى مرور عشر سنوات من الظلم والخراب، والفساد، والفشل، والبيع والتنازل عن مقدرات مصر، مؤكدا وجوب رحيل هذا النظام وسقوط السيسي.

وقال محمد سعودي: "في مصر لسه فيه ناس مش مقتنعة أن السيسي خاين و عميل عشان  النجاح الساحق في الفشل اللي قدمه من 2013 إلى 2024 يثبت ده و بيعه أراضي مصر وموقفه تجاه شهداء غزة ومصر من الجانب الصهيوني وغلاء الأسعار البشع بشكل ملحوظ وكم الديون اللي أسرع من النفس.. فاشل بجدارة".

ووصف السيد المصري، مصر في زمن السيسي بأنها "خراب خراب خراب"، مؤكدا أنه تكالب عليها أحقر من فيها، وباتت دولة بلطجة وقوة غاشمة.

جريمة خيانة

وتحت عنوان "انقطاع الكهرباء… وفن امتصاص ردود الأفعال"، أكدت الكاتبة آيات عرابي، أن الانقطاع لثلاث ساعات يوميا هو حدث يمكن أن يفجر غضبا جماهيريا كبيرا خاصة ونحن في فصل الصيف ودرجات الحرارة مرتفعة بشكل لم يسبق له مثيل والناس في أشد الحاجة لأجهزة التكييف والمراوح.

وأضافت أن هذا الحدث مع أحداث أخرى كثيرة يعاني منها معظم المصريين كان من المفترض أن تجعل الشارع يغلي وينتفض، ولكن المخابرات لها قول آخر، فمع بلاهتها فهي أنجح جهاز على الإطلاق في التعامل مع الشعب، وتمتلك خبرة تتجاوز الستة عقود في التعامل مع المصريين.

وعد الحقوقي أسامة رشدي، قطع الكهرباء لأكثر من 4 ساعات في ظل الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة والمدة تتصاعد بشكل دوري، عمل إجرامي في حق الشعب الذي يعاني، وفي حق الاقتصاد الذي يتدهور، مؤكدا أنه عمل لا يمكن تبريره إلا أنه عقوبة جماعية للشعب تزيد معاناته وقهره.

وتساءل: نظام دخل له 60 مليار دولار أخيرا من البيع والاقتراض والمعونات، لماذا يعجز عن تشغيل محطات الكهرباء التي تسدد ثمنها رغم أنها معطلة؟

وأضاف أنها قصة الفشل المربع لنظام السيسي العسكر الفاشي الذي لم ينجح إلا في القمع والقهر والجباية والفساد وإرهاب الدولة.

وقال الباحث رامي عزيز، إن المكسيكي -في إشارة إلى السيسي- كانت مهمته في العشر سنوات الأولى من حكمه لمصر هي تراكم الديون وإهدار الموارد (تركيع مصر).

وأضاف أن مهمة السيسي في الست سنوات الحالية له، هي بيع الدولة وتوصيل مياه النيل إلى الكيان الصهيوني، المكسيكي يعرف بأنه كلما تمت الأمور بشكل أسرع، فلن يكون في الحكم بعد ذلك ليوم واحد، وسيتم التخلص منه.

وسخر المسؤول السابق في وزارة الصحة مصطفى جاويش، من قول الإعلامي المحسوب على النظام المصري نشأت الديهي، إن الدولة ليس في يدها ما تفعله حاليا لمنع انقطاع الكهرباء، قائلا: "فعلا بيتكلم صح، لأن قطعها مش بيد مصر ولكنه بيد إسرائيل التى أوقفت ضخ الغاز لمصر".

وذكرت الصحفية فرح الهاشم، أن مصر رفضت دخول الحرب ضد إسرائيل لأنها إذا دخلت فستخسر والناس ستموت والكهرباء ستنقطع وستحصل مجاعة وقيمة الجنيه المصري ستهبط، وسيحدث مشاكل اقتصادية ومصر ستقع في مأزق. 

وقالت: "أهو المأزق جاء لحد عندكم من دون حرب مع إسرائيل"، متسائلة: "إزاي دولة مسالمة موقعة اتفاقية كامب ديفيد (المحترمة والpeaceful) يصير فيها قطع كهرباء 4 ساعات كل يوم من دون تحديد ويصير الجنيه المصري بالأرض والناس بيوتها تتعرض للهدم من دون دبابات إسرائيلية في بورسعيد وفي سيناء".

وتساءلت يارا أسامة: "ازاي الكهرباء تكون قاطعة في معظم بيوت مصر النهارده فوق ال 4 ساعات، وبكرة صابحين امتحان ثانوية عامة، ايه الإجرام والجبروت ده؟ ليه كده؟ ليه حتى تفصيلة زي دي ولا على بال حد!".

تمييز طبقي

وعن اعتذار الوزارات المعنية عن قطع الكهرباء وإعلان استثناء الساحل الشمالي والعلمين والغردقة وشرم الشيخ من خطة تخفيف الأحمال، استنكر رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان خطة الاستثناءات.

وقال: "ليس مهما المصانع والمزارع، ليس مهما البنوك والشركات، ليس مهما الورش والمتاحف، ليس مهما مقاصد السياحة في القاهرة والجيزة والأقصر، ليس مهما مراكز البحث العلمي، ليس مهما المواطن، المهم للعسكر وخدمهم وحوارييهم فقط مراكز الترفيه والتصييف والفرفشة، وتولع البلد بناسها أو تضيع لا بأس".

وعد المتخصص في إدارة الأزمات مراد علي، استثناء مناطق ساحلية من خطة تخفيف الأحمال قرارا جديدا يُجّسد سياسة التمييز الطبقي التي تمارسها الحكومة المصرية، وكأنها حكومة الأثرياءِ فقط.

وقال إن بعد الإعلان عن قرار عدم قطع الكهرباء في "المصايف"، تبيّن أن القرار يشمل فقط "مصايف" الأغنياء في الساحل الشمالي والعلمين وشرم الشيخ والغردقة، أما مصايف الطبقة المتوسطة والغلابة مثل الإسكندرية ورأس البر وجمصة وبلطيم فانقطاع الكهرباء مستمر.

وحذر علي، من أن سياسة التمييز الطبقي لن تبني مصر، بل ستدمرها، داعيا متخذي القرار أن يدركوا أن هذه السياسة تزرع بذور الفتنة والانقسام في المجتمع، وتزيد من حدة التوتر الاجتماعي، وستؤدي إلى انفجار مجتمعي لا تحمد عقباه.

وأكد أن مصر، بتاريخها العظيم وتراثها، تستحق قيادة تعي مسؤولياتها تجاه جميع أبناء الوطن، لا تميز بينهم ولا تفرق، قائلا: "آن الأوان لتصحيح المسار، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير حياة كريمة لكل مواطن مصري، بغض النظر عن طبقته الاجتماعية".

وسخر الصحفي سليم عزوز، من تقديم وزارتي البترول والكهرباء الاعتذار للشعب المصري الكريم على زيادة فترات تخفيف الأحمال، قائلا: "عذر مقبول وذنب مغفور".

وتهكم أحد المغردين: "تنويه عدم قطع الكهرباء عن الساحل تمهيدا لانتقال الحكومة إلى المقر الصيفي في العلمين ولا عزاء للمنبطحين".

وقالت نادية عفيفي إن الشعب المصري فاض به من أفعال النظام، مضيفة: "مش من حقك تقطع عليا الكهرباء بالإجبار كل يوم عشان توفر وتدفع ديونك وتنور المدن الجديدة والساحل".

وكتبت المغردة شيرين: "اطفي، العاصمة الإدارية والعلمين، ومحلات، وصلة دهشور، وأشباهها.. حرام كهرباء تروح في بذخ وشو لو مفيش أشغال اقطعها انسَ نفسك شويه والمجد الشخصي والإنجازات والإيجو شعبك أهم حس بالناس".

واستحضر هيثم بوش، المادة 53 من الدستور التي تنص على أن المواطنين لدى القانون سواء وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العراق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي أو الانتماء السياسي والجغرافي أو لأي سبب آخر.

واستنكر قطع النور عند ناس بالسبع ساعات وعند ناس تانية لا يقطع نهائيا، وعدها جريمة تمييز ضد الدستور.

إلهاء متعمد

وتشكيكا في الأهداف الحقيقية من وراء قطع الكهرباء، قال مدير معهد لندن للإستراتيجية العالمية مأمون فندي: "أتصور أن الموضوع متعمد وسيستمر بقصد وسوء نية لإلهاء الناس وإغراقهم في شأن داخلي يزداد سوءا لينصرف المجتمع عن بكرة أبيه (المؤيد والمعارض) عن التركيز على الإبادة الجماعية والمجازر التي تمارسها إسرائيل ضد أهلنا في فلسطين. 

وتوقع إن نجحت في مصر في إلهاء الناس أن تجرب الأنظمة في أماكن أخرى مسألة قطع الكهرباء المتعمد، مبشرا بأن السحر قد ينقلب على الساحر.

وأكد الممثل السينمائي المعارض عمرو واكد، أن ظهور أبواق النظام البائد يهاجمون قطع الكهرباء بهذه الكثافة والأريحية يجعلني أوافق بشدة على ما قاله الدكتور مأمون فندي إن قطع الكهرباء ما هو إلا إستراتيجية نظامية مقصودة لإلهاء الشعب المصري بعيدا عن أحداث إبادة غزة.

وقال المغرد بكار، إن انقطاع الكهرباء المستمر، هو إلهاء المصريين عن شيء يدبر في الخفاء، ساخرا: "ستعود الكهرباء ويفرح المصريون بالنظام الموجود وتسلم الأيادي تاني".

وكتب أبو طارق: "والله أعلم كل اللي بيحصل فيكِ يا مصر من زيادة فترات قطع الكهرباء هو إلهاء الشعب عن غزة العزة، وما يحدث بها، ثور يا شعب كفاية خنوع".

وقال المغرد أحمد: "إلهاء الشعب في انقطاع الكهرباء عشان غزة بتموت حرفيا.. الجيش الصهيوني مش هيدخل حرب خلاص.. حصار جوع وبس".

وأكد مغرد آخر أن الكهرباء مثل ما هي أزمه فعلا في مصر، فهي عصفورة كبيرة جدا وعامل إلهاء قوي لإشغال الشعب المصري عن غزة وحصارها وتجويعها ومشاركة النظام الفاسد الخائن والتخلي عن أراضي مصر وحدودها بكل سهولة.

وأوضح مصطفى حمدي: "أنا متأكد إن حوار قطع الكهرباء ده بداية لتغطية على مصيبة هتعملها إسرائيل".