القناة السعودية تصف قادة المقاومة بالإرهاب.. وناشطون: صوت الصهاينة الناطق بالعربية

a month ago

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي حملة تدعو إلى مقاطعة قناة "إم بي سي" المدعومة من السلطات السعودية والمحسوبة عليها، على خلفية نشرها تقريرا وصفت فيه قياديين من حركة المقاومة الإسلامية حماس بـ"الإرهاب"، حذفته لاحقا.

ونشرت القناة تقريرا تلفزيونيا عقب اغتيال الاحتلال الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي للحركة، يحيي السنوار، في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وصفت فيه كلا من رئيس المكتب السياسي لحماس، الشهيد إسماعيل هنية، ونائبه، الشهيد صالح العاروري بـ"الإرهاب".

وزعمت أن هنية "شخصية مثيرة في عالم الإرهاب"، رغم أنه شخصية كانت تشغل منصبا سياسيا، فيما قالت عن العاروري، إنه مسؤول عن "هجمات إرهابية دامية"، كما اتهمت السنوار بنفس التهمة، وقالت إنه آخر من تخلص العالم منه، ووصفته بـ"جزار خانيونس".

جاء ذلك في تقرير عرضته القناة السعودية تحت عنوان: "ألفية الخلاص من الإرهابيين.. الشخصيات التي روعت العالم وسفكت الدماء"، وتناولت فيه أيضا قيادات عسكرية من حزب الله، وقائد الحرس الثوري الإيراني السابق، قاسم سليماني، وآخرين.

وتجاهلت القناة في تقريرها حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 42 ألف فلسطيني في القطاع، وتناست مسؤوليته عن اغتيال القادة الذين وصمتهم بـ"الإرهاب".

رد حماس

بدورها، قالت حركة حماس، إنه "في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني لحرب إبادة وعدوان إرهابي غير مسبوق من قبل الكيان الصهيوني وجيشه الإرهابي منذ أكثر من عام، تطل علينا قناة ناطقة بالعربية تدعى MBC ببثها تقريرا ظلاميا وتحريضيا ضد الحركة وقادتها".

واستنكرت وصف القناة أعمال المقاومة الفلسطينية ضد المحتل بـ"الإرهاب"، وعدته "سقوطا مهنيا وإعلاميا وأخلاقيا يتساوق مع الدعاية والرواية الصهيونية التي تسعى لشيطنة المقاومة ورموزها".

واستهجنت حماس بشدة هذا التقرير الذي لا يخرج إلا عن صحافة صفراء وطابور خامس، مطالبة إدارة القناة بالتراجع الفوري عن هذا السقوط والانحدار المهني وحذف التقرير من منصاتها.

ودعت إدارة القناة إلى تقديم الاعتذار عن هذا التقرير الذي يسيء لأصحاب القناة والقائمين على إدارتها، لا المقاومة وقادتها الذين جادوا بدمائهم على طريق تحرير فلسطين والأقصى.

وطالبت حماس، إدارة القناة بتعديل هذا النهج التحريري "الخبيث الذي يتساوق مع أجندة الاحتلال"، والالتفات إلى ما يتعرض له شعبنا من جرائم وفظائع على يد الكيان الصهيوني المجرم.

وفي ردة فعل ميدانية على تقرير القناة، أضرم متظاهرون عراقيون النار في مقر القناة بالعاصمة بغداد، واقتحموا المبنى رغم الانتشار الأمني الواسع حوله، وأضرموا النار داخله.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون، اقتحام حشود غاضبة لمقر قناة "إم بي سي" السعودية ببغداد وتدميره وإضرام النار به عقب التقرير المسيء لقيادات المقاومة.

سجل القناة

ويمتلئ سجل القناة، بتقارير قبل العدوان تؤكد انخراطها في موجة تطبيع رسمي مع الاحتلال الإسرائيلي وتلميع صورته وترويج سياسته وتماهي مع جرائمه، كما واصلت عقب العدوان الإسرائيلي تقاريرها وأعمالها الاستفزازية التي تحمل دعاية للاحتلال وهجوما على رموز المقاومة.

ومنها عرضها فيلما سينمائيا في ظل العدوان الهمجي الذي يشنه الاحتلال على غزة أثار جدلا واسعا، ظهر خلاله البطل يرتدي ثيابا عليها "نجمة داود"، وهو فيلم "THE NIGHT BEFORE"، الذي تم إصداره في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.

كما وجهت انتقادات لاذعة للقناة بسبب سخريتها من "أبو عبيدة" الناطق باسم "كتائب القسام" الجناح العسكري لحماس، حيث وصف مذيعها طارق الحميد خلال استضافته الكاتب المصري خالد البري، أبو عبيدة بـ"المنقب".

وجاء استبدال مذيع القناة  اللقب الرائج له في الأوساط الشعبية العربية "الملثم" بـ"المنقب"، في محاولة للانتقاص من مكانته المتنامية في كل مرة يظهر فيها للكشف عن حصيلة خسائر الاحتلال البشرية والمادية.

وندد ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #قاطعو_MBC، #mbc، #قاطعوا_قنوات_mbc، #يحىى_السنوار، وغيرها بالتقرير الذي بثته القناة، كما تباينت ردود الفعل على حذفها له بين مشيد بالخطوة ومؤكد أنها "لن تغير شيئا".

واتهموا القناة بموالاة الاحتلال الإسرائيلي والعمالة له وأنها "باتت ناطقا رسميا باسمه"، كما اتهموها بمعاداة كل ما هو إسلامي، وصبوا جام غضبهم على السلطات السعودية التي تتهم عبر إعلامهم ألوانا فكرية ومذهبية شتى بالإرهاب وتضع قادة "حماس" بينهم.

اصطفاف وعمالة

وتفاعلا مع الأحداث، رأى المعارض السعودي عمر بن عبدالعزيز، أن “إم بي سي بدأت حملة شيطنة واسعة ضد أهل غزة ومقاومتها في وقت تحاصر فيه جباليا ويعيش أهلها الجوع والعطش”، قائلا: "فلتشهدوا أنهم اختاروا الوقوف في صف الاحتلال وطعنوا أهل فلسطين في ظهورهم".

وأعاد الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية محمد إلهامي، نشر تغريدة عبدالعزيز، مكتفيا بالتعليق بقول الله تعالى في الآية 51 من سورة المائدة: "وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ".

وعلق المحلل السياسي ياسر الزعاترة، على التقرير قائلا: "حين تبلغ الوقاحة مداها"، متسائلا: “هل وصلت الصهْينة إلى هذا الحد؟!”

وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، إن "قنوات إم بي سي والعربية والحدث وسكاي نيوز وغيرها من قنوات المال الخليجي الحرام فضحت البديهيات التي كنا نتحدث عنها من زمن".

وأكد أن "هذه قنوات دول وظيفية تحت حماية أميركا هدفها دعم الكيان المحتل ودعم الأنظمة المستبدة والتدخل في الوقت المناسب لمنع انهيارها"، محذرا من أن "الموضوع أكبر وأخطر من قناة".

وأضاف أبو خليل، أن "مقاطعة قنوات الخيانة واجب قبل مقاطعة الماك -في إشارة إلى ماكدونالدز والبيبسي"، ومرجعا ذلك إلى أن "اللعب في العقول والوعي أخطر".

ورأى أن "حصار روايتهم النجسة أولوية قبل مقاطعة منظومتهم الاقتصادية العفنة"، قائلا إن "المقاومة ليست إرهابا يا خدام الاحتلال وأدواته".

وتساءل أحد المغردين: "هل تجرؤ ال mbc أن تنشر صورة نتنياهو كإرهابي قاتل أم فقط توجهها للمسلمين؟!"، مؤكدا أن "هذه القناة السافلة ومثيلاتها هي الذراع الإعلامي لليسار الأميركي حيث تُجرّم كل ما ينتمي للدين الإسلامي".

غضب واستياء 

وإعرابا عن الغضب من تقرير “إم بي سي”، قال الصحفي نظام المهداوي: "قناة بلاد التوحيد، قناة البلد الذي خرج منه رسول البشرية وأعظم خلقه، قناة الحرمين الشريفين، تصنف قائدا عربيا مسلما سنيا شهيدا ظل يقاتل عدوه دفاعا عن أرضه وبلده وأقصاه حتى الرمق الأخير، تصنفه كإرهابي قد تخلص العالم منه".

وتساءل: "ما رأيكم، يا من تعتمرون وتحجون وتنفقون أموالكم في بلد صهيوني يدعم الكيان الصهيوني؟".

وتمنى الإعلامي الجزائري أحمد حفصي، الخزي والعار لمن يُمول في شبكة إم بي سي المتصهينة، والمجد لشهداء المقاومة وفي مقدمتهم السنوار ونصرالله وهنية، مضيفا: "ولا عزاء للمتصهينين العرب".

وسخر علاء عمر، من إصدار القناة السعودية تقريرا عن "أخطر الإرهابيين مع ختمه بأبو إبراهيم -السنوار-، أظهروا فيه إسرائيل البطلة التي قتلت الإرهابيين".

دعوات للمقاطعة

وفي تبنٍّ لدعوات مقاطعة القناة، أكد أنس الجمل، أن مقاطعة قناة إم بي سي واجب، داعيا لمقاطعة القناة التي وصفها بـ"صوت الصهاينة الناطقة بالعربية".

وقال المغرد أحمد، إن "هذا الانحطاط والفجاجة في النفاق الذي تمارسه هذه القناة التي لا تمل من تشويه كل ما له علاقة بالإسلام يجعل من واجباتك كمسلم أن تسهم في إخراس قبحها ومقاطعتها احتراما لدينك وأمتك المكلومة وإخوانك المستضعفين".

ودعا الكاتب وهاج المقطري، لمقاطعة إم بي سي وكل القنوات التابعة لها وحذفها من أجهزة الرسيفير، مؤكدا أن الإعلام السعودي متمثلا بهذه القناة "يخرج عن كل أعراف الدين والأخلاق والعروبة بل والإنسانية".

مآل الحذف

وفي جدل حول حذف القناة السعودية لتقريرها، أوضح أستاذ الاتصال السياسي والمعارض السعودي أحمد بن راشد بن سعيد، أن بعد تدوينته التي تناول فيها جريمة موالاة العدو الصهيوني في قناة إم بي سي السعودية، قامت القناة بحذف الفيديو.

وأشار إلى أن القناة وصمت في مقطعها قادة المقاومة الذين استُشهدوا بالإرهاب، وكان عنوانه "ألفيّة التخلّص من الإرهابيين".

وأثنى الناشط أدهم أبو سلمية، على دور ابن سعيد، مؤكدا أنه على ثغر عظيم جدا في فضح وتفكيك الخطاب المتصهين، وهو يمثل وحده جبهة إعلامية عظيمة في كشف وفضح الصهاينة العرب.

وقال إن "حذف القناة للتقرير لا يعني تغيير موقفها، فالقناة ومن خلفها من بقايا خيبر هم جزء لا يتجزأ من المشروع الصهيوني في المنطقة، ولديهم وهم بانتصار هذا المشروع".

في المقابل، قال الناشط الحقوقي الفلسطيني بلال نزار ريان، إن من الجيد أن قناة إم بي سي حذفت هذه التغريدة، والأفضل أن تُعيد السعودية النظر في خطها التحريري الذي أصبح أقرب لخط قنوات الليكود الإسرائيلي.

إشادة بالحرق 

وحفاوة بردة فعل الشارع العراقي على تقرير القناة السعودية، قال منير الخطير، تم إحراق مقر قناة العربية في بغداد احتجاجا على التقرير الذي بثته شبكة إم بي سي عن قادة المقاومة ووصفهم بالإرهابيين، ساخرا بالقول: "رقم المطافي كام في بغداد يا شباب".

وعد يوسف الأوسي، حرق مقرات الإعلام التابع لولي العهد السعودي محمد بن سلمان "بداية مبشرة واتباع لسنة النبي"، حيث نسبت القناة "الإجرام" لأئمة المسلمين وادعت أن العالم ارتاح منه.

وذكر بأن النبي ﷺ وصى بقتل اليهودي كعب بن الأشرف لدوره الإعلامي في النيل من الإسلام، حين قال "من لي بكعب بن الأشرف فقد أذاني".

وأشار وليد الخاشمي، إلى أن "هيئة الإعلام والاتصال" أعلنت  بعد مطالبات شعبية منع قناة إم بي سي من العمل داخل العراق.

وعرض المدون أبو سلمى، مقطع فيديو يوثق ما حدث لقناة "إم بي سي" في العراق، داعيا بشكل واضح وجلي ولا لبس فيه بطردها من كل البلدان العربية.

وقال: "ديننا أغلى ما نملك، ولا مجال للمجاملات أو السكوت عن تصرفات القائمين على هذه القناة الكفرية، قناة تبث سمومها بدون توقف، مقاطعتها غير كافية ويجب طردها من الأراضي العربية".