رغم حكومته الأكثر تطرفا.. ماذا عن فرص نتنياهو في التطبيع مع السعودية؟

منذ ٤ أشهر

12

طباعة

مشاركة

بصورة لافتة، تصاعدت في الآونة الأخيرة الأحاديث في إسرائيل عن قرب إبرام اتفاق مزدوج يشمل وقف حرب الإبادة في غزة وإتمام التطبيع مع السعودية دون شرط إقامة دولة فلسطينية.

وفي السياق، نشرت صحيفة "هآرتس" مقالا لزعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أكد فيه أن اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والسعودية لا يمكن أن تتم بإدارة حكومة يمينية، وأن حكومة "وسطية" هي فقط من تستطيع إتمام الصفقة.

وعرض لابيد في مقالته سببين رئيسين يحولان ضد إمكانية توقيع الاتفاقية في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الحالية.

مبينا الفرق الذي يمكن أن تحدثه “حكومة وسطية” في هذا الملف، الذي عده "الخطوة الوحيدة المهمة في الساحة الإستراتيجية لإسرائيل".

ائتلاف إقليمي 

يبدأ المقال بعرض فكرته مشددا على أهمية صفقة التطبيع بالنسبة لإسرائيل، إذ يرى أن "اتفاق التطبيع هو حالة استثنائية يتم فيها حل سلسلة من مشاكل الدفاع الإستراتيجي بفكرة واحدة، وفي نفس الوقت خلق أفق سياسي وفرص اقتصادية مثيرة لمنطقة كاملة".

وأردف: "تعد هذه الصفقة هي المحور المركزي للخطة الإستراتيجية التي قدمتها أخيرا، وهي واحدة من القضايا القليلة التي تتفق عليها كل من إدارتي بايدن وترامب".

وانتقد لابيد أحزاب اليمين المتطرف قائلا: "باستثناء المتطرفين الذين استولوا على الحكومة الإسرائيلية، يتفق الجميع على أن هذه الصفقة حاسمة لأمن إسرائيل واقتصادها".

في هذا السياق، أكد  أن "ائتلافا إقليميا تديره الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل هو فقط من بإمكانه أن يقدم بديلا للحكومة في غزة، ويشكل جبهة ضد إيران وبرنامجها النووي، ويشترط إعادة تأهيل لبنان وسوريا على ترتيبات أمنية مستقرة، ويحدد أفقا للقضية الفلسطينية يوقف انهيار مكانتنا الدولية".

والبديل من وجهة نظره يتمثل في "حكومة إسرائيلية وسطية، حيث يمكنها تحقيق هذه الصفقة لسببين، لا يتوفران عند الحكومة الحالية".

سببان رئيسان 

ويشرح السبب الأول قائلا: "لتحقيق الصفقة التي يشكل التحالف الدفاعي الأميركي-السعودي جزءا مركزيا منها، تحتاج إدارة الولايات المتحدة إلى أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ. أي، بالإضافة إلى أصوات أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، سيحتاجون إلى أصوات ما لا يقل عن 15 عضوا من الديمقراطيين (إذا لم يعارض الجمهوريون المنفصلون ذلك)".

ويكمل لابيد: "المشكلة هي أن الديمقراطيين غاضبون من الحكومة الإسرائيلية اليمينية بالكامل، فالقيادة الديمقراطية تكره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنا وليس لديهم أي اهتمام بمساعدة حكومته، سوى أن يتعرضوا لانتقادات من قاعدتهم".

وأضاف: "فقط حكومة إسرائيلية وسطية يمكنها العمل عن كثب مع إدارة ترامب –التي لدينا معها علاقات جيدة ودافئة حاليا– وجلب الأصوات المطلوبة من الديمقراطيين لتمرير الصفقة في مجلس الشيوخ ومجلس النواب".

أما السبب الثاني، فهو "المكون الفلسطيني، حيث إن الحكومة الحالية لا يمكنها تقديم حتى القليل الذي يطلبه السعوديون بشأن القضية الفلسطينية، مثل جعل السلطة الفلسطينية تشارك بشكل رمزي في إدارة قطاع غزة، وإعلان أن إسرائيل ستوقف جميع الأوهام الخطيرة حول ضم الأراضي المحتلة، كما أن المملكة العربية السعودية لم تتخل عن إمكانية فصل إسرائيل عن الفلسطينيين على أساس حل الدولتين".

وتابع منتقدا حكومة نتنياهو: "حتى هذه التنازلات الصغيرة يمكن تقييدها بشروط قاسية على الفلسطينيين، لكن في الحكومة الحالية، لا أحد سيوافق على ذلك".

وأردف: "سيرفض إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وفرع حزب "عوتسما يهوديت" الذي نما في حزب الليكود، أي اقتراح، وسيستمر المتطرفون الأرثوذكس في السير على خطى قواعدهم".

الكأس المقدسة 

"على النقيض من ذلك، يمكن لحكومة إسرائيلية وسطية أن تقدم للسعوديين والأميركيين، قائمة بشروط صارمة وواقعية للمضي قدما"، يقول لابيد.

ويضيف: "ستتأكد من أن السلطة الفلسطينية ليس لها أي تأثير على المسائل الأمنية في غزة، وأن أي تقدم سياسي مشروط بإصلاح شامل في البرامج التعليمية الفلسطينية ونضالها ضد الإرهاب".

واستطرد: "هذه عملية ستستغرق سنوات، خلالها سيكون عبء إثبات الجدارة على السلطة الفلسطينية. في هذه السنوات، يمكننا العمل مع شركاء إقليميين أقوياء للإطاحة بنظام إيران، والقضاء على برنامجها النووي، وضمان إقامة قيادة بديلة لحماس في غزة، واستقرار الحدود في سوريا ولبنان، وبدء بناء ترتيبات سياسية مستقرة مع كلا البلدين".

وختم مقاله قائلا: "اتفاقيات التطبيع مع السعودية هي الكأس المقدسة للسياسة الإسرائيلية، والطريقة الوحيدة للوصول إليها هي وجود حكومة وسطية في إسرائيل".