بعد لبنان وفلسطين.. يني شفق: تركيا الهدف التالي لإسرائيل
“الدولة الإرهابية الإسرائيلية تخطط لشن هجمات على تركيا من قبرص”
الإبادة الجماعية للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان فتحت أقواسا من التساؤلات بشأن العالم الإسلامي وفرصه لاكتشاف روح الإسلام والاستفاقة والانطلاق في رحلة حضارية تغير مسار التاريخ.
وفي السياق، نشرت صحيفة "يني شفق" التركية مقالا للكاتب، يوسف كبلان، سلط فيه الضوء على هدف إسرائيل في استهداف تركيا وكيف يمكن لها التصدي لهذا الهدف.
فخ الحرب
وقال كابلان إن "الولايات المتحدة والصين والدول الأوروبية حولت شرق البحر الأبيض المتوسط إلى مستودع للأسلحة".
وأضاف أن "البريطانيين يقدمون الدعم العسكري لإسرائيل من قواعدهم في الجزء اليوناني من قبرص، وتحول الجزء القبرصي اليوناني إلى مستودع للأسلحة".
وأشار كابلان إلى أن "الدولة الإرهابية الإسرائيلية تخطط لشن هجمات على تركيا من قبرص، من خلال المنظمات الإرهابية ومن داخل حدود سوريا".
واستدرك: "لكن لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم فالجيش التركي سيقف بالمرصاد".
وأكد الكاتب أن "تركيا هي الهدف الرئيس لخططهم، ويجب على تركيا أن تفكر في طريقة تمكّنها من أن تجعل إسرائيل تخضع لسيطرتها".
وأضاف أن "(رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين) نتنياهو يخطط لضرب تركيا على المدى المتوسط والطويل، والغرب يدعمه على أكمل وجه، ولكن الجيش التركي مستعد للرد على أي هجوم".
وشدد كابلان على أن "تركيا يجب أن تكون مستعدة لدخول هذه الحرب، وأن لا تقع في خطأ إيران التي لا تقوى على إحداث أي فرق".
ولفت إلى أن "إسرائيل والولايات المتحدة تحاول إيقاع تركيا في فخ وإدخالها في الحرب، وأن الأتراك لا يخافون من الحرب لكن عليهم أولا أن يجدوا طرقا للفوز دون قتال".
واستطرد: "يجب علينا أن نفهم جيدا الإستراتيجية التي تتبعها إسرائيل، فمن خلال ضرب لبنان تفتح الطريق أمام إيران لإحداث ضجة وبدء حرب، وبالمثل ترد طهران على ذلك، وبهذا يبدو وكأن هناك لعبة سرية تجرى! والهدف منها هو إنشاء صراع يضم الشرق الأوسط".
وتابع: "فبيان الرئيس الأميركي جو بايدن حول هذا الموضوع يكفي لشرح اللعبة السرية هنا، حيث قال بايدن لإسرائيل: أنا لا أؤيد هجوما على المنشآت النووية الإيرانية.. يجب إعطاء طهران ردا مناسبا".
تطوير الإستراتيجيات
وذكر الكاتب أن "إسرائيل لن تهاجم تركيا بنفسها أولا، ولكنها ستطلق العنان لـ(أعوانها)، مثل حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) وتنظيم الدولة وقتلة الحشد الشعبي...".
وأوضح أن "هذه المنظمات العميلة ذبحت أكثر من مليوني مدني بريء في العراق وسوريا".
وقال كابلان: "يجب على تركيا توجيه ضربة كبيرة وقاتلة لحزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب دون انتظار الهجوم من قبلهم!".
وأضاف “يجب على تركيا تطوير إستراتيجيات ذكية لهزيمة إسرائيل دبلوماسيا”.
واستطرد: “أولا، يجب أن يتم تطويق إسرائيل بمشاريع جيواقتصادية وجغرافية إستراتيجية وجيو ثقافية مشتركة”.
وأوضح كابلان أن السبيل للقيام بذلك “هو تطوير مشاريع حصار مشتركة من شأنها تحرير بلدان المنطقة من قبضة وحكم كل من إيران وإسرائيل والإمبرياليين الغربيين”.
ورأى أن “العلاقات التركية الإستراتيجية مع (نظام) مصر تكتسي أهمية تاريخية في هذا الصدد”.
واسترسل: “يجب أن يتم رفع هذه العلاقة الإستراتيجية مع (نظام) سوريا وقطر وليبيا، وإذا أمكن، دول الخليج الأخرى على أسس متينة”.
وعلق الكاتب التركي بالقول إن "الاختراق الكبير الذي حققته تركيا وثورتها في صناعة الدفاع أمر مهم للغاية، حيث إن هذه الدول أظهرت أنها لا تمتلك أي خيار سوى دعم هذه الخطوة الإستراتيجية التي ستقوم بها تركيا".
وشدد على أنه “يجب أن تفهم هذه الدول الموقف جيدا؛ لأن إسرائيل ستدمرهم جميعا عاجلا أم آجلا، حيث إنها خطوة بخطوة ستغزو وتزعزع الاستقرار، وستغرق هذه الدول في الفوضى...".
خطوة شاملة
ولفت إلى أنه “يجب على تركيا تطوير خطوة إستراتيجية شاملة تشمل إيران إلى جانبها”.
وقال كابلان: "رغم أن إيران مسؤولة عن الطائفية التي قتلت نصف مليون مسلم سني في سوريا، إلا أنه لا ينبغي دفع طهران إلى أحضان الغربيين، وإلا فإنها ستطارد تركيا وبالتالي لا مفر من صراع سني شيعي كبير".
وفي هذا السياق، ينبغي تطوير مشاريع إقليمية وعالمية لوقف توسع إيران في المنطقة.
وإلا فقد يكون من المستحيل منع حروب إسلامية داخلية كبرى من شأنها أن تغير مصير الإسلام وتدمر مستقبله، يؤكد كابلان.
وتابع: “إذا لم تتراجع إيران إلى حدودها الطبيعية، تماما مثل تركيا، فإن العالم الإسلامي مقدر له أن يتحول إلى جحيم!”.
وختم الكاتب التركي مقاله قائلا: "وحدها تركيا المسلمة، التي تزداد قوة وتدعي أنها حضارة، هي القادرة على منع ذلك".
واستطرد: “لهذا السبب يتم محاصرة تركيا من جميع الجهات من أجل منعها من أن تصبح أقوى، وحصرها في شبه جزيرة الأناضول، ومحاصرتها ومنعها من محاولة لعب دور تاريخي في مستقبل المنطقة مرة أخرى”.
وأكد أن "تركيا تتمتّع بالعمق التاريخي والقوة ومجال النفوذ لتطوير مشاريع تعاون ذكية وطويلة الأجل من شأنها اختراق هذا الحصار".
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول 2024، تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، ما أسفر عن آلاف القتلى والجرحى، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، ونزوح أكثر من مليون و200 ألف شخص.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي إبادته الجماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023؛ خلّفت أكثر من 138 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.