بن قرينة: دعمنا لتبون مبرر والتطبيع أنهى علاقاتنا مع إسلاميي المغرب (خاص)

2 months ago

12

طباعة

مشاركة

قال رئيس حركة البناء الوطني الجزائري عبد القادر بن قرينة إن حزبه اختار ترشيح الرئيس عبد المجيد تبون لولاية ثانية، لامتلاكه إرادة سياسية قوية لاستكمال الخطط الاقتصادية والاجتماعية والنهوض بالبلاد.

وفي حوار مع “الاستقلال”، شدد بن قرينة أن هذا الدعم جاء حرصا على المصلحة العليا للجزائر وانطلاقا من قرار مدروس بالإجماع من أعضاء مجلس شورى الحركة بمساندة تبون لأسباب عديدة وتجربته الإيجابية في العهدة الأولى (2019 - 2024).

وتناول الحوار العديد من القضايا المهمة على الساحة الجزائرية وأبرزها العلاقات بين الحركات الإسلامية في البلاد، والتطورات بين المغرب والجزائر، الجارتين اللتين تشهد العلاقات بينهما قطيعة دائمة منذ أغسطس/آب 2021.

وبعيدا عن المغرب العربي، أكد بن قرينة أن العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان بقصف المدنيين واغتيال القادة لن يستطيع كسر المقاومة.

وبين أن الواجب الديني والقومي والإنساني يُحتم عليهم الاستمرار في الوقوف إلى جانب المقاومة في فلسطين ولبنان، وإنه رغم الإجرام الصهيوني ستظل فلسطين قضية الأمة الإسلامية المركزية دينيا وعقائديا.

وعبد القادر بن قرينة (62 عاما) مرشح رئاسي جزائري سابق خسر أمام تبون عام 2019، وهو رئيس حركة البناء الوطني وجرى تزكيته في مايو/أيار 2023، لعهدة ثانية لتولي هذا الحزب لخمس سنوات أخرى ويعد من الشخصيات الإسلامية البارزة في الجزائر.

غزة ولبنان

  • كيف تنظرون إلى العدوان الإسرائيلي على لبنان واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وكوكبة من قياداته؟

لا شك أن العدوان الصهيوني لن يستطيع كسر إرادة تحرير فلسطين بإذنه تعالى، وإننا نثمن ونشيد بروح التضحية الكبيرة التي قدمتها المقاومة في لبنان وفلسطين من سلسلة التضحيات المستمرة لها.

والتي دفعت بقادتها قبل جنودها إلى ساحات الاستشهاد من أجل القدس والدفاع عن كرامة الأمة وسيادتها.

لا سيما بعد تأكد استشهاد السيد حسن نصرالله تضامنا مع إخوانه في غزة، ودفاعا عن فلسطين والأقصى الشريف والشعب اللبناني، في مواجهة العدوان الصهيوني الذي يهدد استقرار وأمن المنطقة بأكملها لا سيما في فلسطين ولبنان.

 كما أننا في حركه البناء الوطني نسجل بافتخار واعتزاز روح الشهادة والتضحية من أجل القيم والمبادئ وفداء للمقدسات والتزاما بروح المسؤولية أمام الله وأمام الأمة الإسلامية.

وهي لحظة يبتهج فيها كل مسلم وعربي وأحرار العالم لامتزاج دماء أبناء الشعب اللبناني لا سيما الحركة الإسلامية مع الدم الفلسطيني مما يؤكد وحدة المصير ووحدة العقيدة ووحدة الموقف في الدفاع على المقدسات.

وندعو قوى الأمة إلى القراءة الصحيحة لجريمة الاستعمار الصهيوني والنهوض من أجل مقاومة هذا المد العنيف والجريمة المتواصلة ضد أشقائنا المرابطين في فلسطين ولبنان نيابة عن الأمة ودفاعا عن مستقبلها.

  • إلى ماذا يؤشر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية؟

اغتيال إسماعيل هنية في طهران دليل صارخ على إرهاب الكيان الصهيوني وتخطيه لكل الأعراف الدولية القانونية والإنسانية.

ورغم هذا الإجرام الصهيوني ستظل فلسطين قضية مركزية ترتبط بالدّين والعقيدة والأمن القومي للأمة العربية والإسلامية.

وهي وصية شهداء ثورتنا التحريرية المباركة في الجزائر، فضلا عن كونها قضية إنسانية عادلة، وتلحق بها من هذه الحيثية قضية الصحراء الغربية.

ونحن بالجزائر نشأنا وتربينا على ثقافة وقيم الثورة الجزائرية المباركة، التي لا تعد التضحية والجهاد والشهادة خسائر؛ بل سبلا لتحرير الأوطان.

واستشهاد أخونا وصديقنا الشهيد إسماعيل هنية وغيره من القادة والمواطنين الفلسطينيين يدخل في هذا السياق.

وإن كان الاغتيال من الناحية السياسية هو عمل جبان؛ إذ كيف يتم اغتيال رجل جاء لدولة ذات سيادة ليحضر لقاءً رسميا بصاروخ مضاد للدبابات؟!

 والخلاصة أن القضية ستظل مستمرة بمقاومتها وبرجالها وقادتها والداعمين لها سياسيا ودبلوماسيا وعلى رأسهم الدولة الجزائرية رئيسا وحكومة وشعبا، فضلا عن أن اغتيالات الرجال لن تقضي على أفكارهم بقدر ما ستجعل من يخلفهم أكثر حذرا وشراسة ضد العدو الغادر.

الدور المطلوب

  • كيف تقيمون ردود الفعل الدولية والأممية على العدوان الإسرائيلي والاغتيالات في لبنان؟

الكيان الصهيوني كما قلت سابقا تجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء والأعراف الدولية، في فلسطين ولبنان وغيرهما بالمنطقة.

ولم ينج من دمويته الأطفال والشيوخ والنساء وحتى الرُضع والبهائم باستخدامه الوسائل اللانسانية واللا أخلاقية كافة، في قصف المدنيين الآمنين في بيوتهم وفي مساجدهم وكنائسهم ومدارسهم وملاجئهم.

والذي نأسف له هو الصمت الدولي المطبق وردود الفعل الهزيلة من المجتمع الدولي، رغم أن الجزائر تقاوم مع ثلة من الدول في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة لنصرة القضايا العادلة لفلسطين ولبنان والدفاع عنها بقوة ولا تزال.

وبالمناسبة ما يقال في استشهاد رئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية -رحمه الله- يُقال اليوم في استشهاد السيد حسن نصر الله.

فكلاهما أصبح رمزا للأمة الإٍسلامية في المقاومة والجود وإيقاظ الوعي بخبث هذا الكيان الصهيوني الذي مصيره سيكون الزوال بإذن الله تعالى.

  • ما دوركم كحركة إسلامية ودور الدولة الجزائرية في دعم الأشقاء في فلسطين ولبنان لمواجهة الغطرسة الصهيونية؟

بالطبع الواجب الديني والقومي والإنساني يُحتم علينا الاستمرار في الوقوف إلى جانبهم، خاصة في هذه الظروف العصيبة.

وهذا دورنا كأحزاب وكمنظمات مجتمع مدني، فضلا عن موقف الجزائر بما تحمله من مبادئ وقيم ثورة التحرير المباركة ضد الاستعمار الفرنسي، وما تتبناه في سياسات حكيمة داعمة لهم بالمحافل الدولية ومجلس الامن.

وعليه فإن الجزائر حكومة وشعبا وأحزابا ونخبا سيظلون داعمين ومناصرين للقضايا العادلة للشعوب وخاصة الأشقاء في لبنان وفلسطين، وللبنانيين موقع خاص في قلوب الجزائريين والجزائريات.

فوز تبون

  • كيف تصفون أجواء الانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز عبد المجيد تبون بولاية ثانية؟

كانت أجواء الانتخابات الرئاسية إيجابية وتعزز ثقافة الديمقراطية، حيث عاش الشعب الجزائري هذه الأجواء 11 مرة.

واليوم يعيش أجواء نجاح رئاسية لعام 2024 في ظل الاستقرار وبشكل ديمقراطي بين المرشحين كافة الذين جابوا ربوع الوطن بحملاتهم الانتخابية بحرية تامة.

وقد وَقَفْتُ شخصيا على هذه الحملة الانتخابية وأدرتها ميدانيا في الولايات والبلديات والأحياء، وخضت نقاشات حميمية مع المواطنين في الأسواق والمحلات والمنتزهات العامة وغيرها بشكل تفاعلي وسط ترحيب جماهير الناخبين.

وروجنا لرسائل وأفكار وبرامج مرشحنا المستقل عبد المجيد تبون، بعيدا عن "البروتوكولية الرسمية" حتى يشعر الناخبون بالقرب ويكون الحوار أخويا بعيدا عن وطأة التوترات السياسية، لتفادي المشاحنات بين أنصار المترشحين المتنافسين.

فهذه هي الأجواء الانتخابية التي عرفناها وعايشناها مع ثلة من رجال ونساء الإعلام من مختلف المؤسسات من بداية الحملة إلى منتهاها، حيث جرت هذه الانتخابات بدون دعوات لمقاطعتها، وسهلت على المواطنين المشاركين الاختيار الحر والحمد لله رب العالمين.

  • هل جرى توزيع الأدوار بينكم وبين حركة "حمس"، فريق يعارض تبون وترشح ضده، وآخر يدعمه كنوع من التكتيكات؟

الذي نراه ونعتقده ونمارسه أن السياسة إنما تمارس دائما بصدق مع الحليف ومع القريب والبعيد، وهذا السؤال غريب لا يطرحه علينا أحد في الساحة الجزائرية على الأقل، لأنهم يعلمون صدقنا في التوجه.

وعلى افتراض أن هذا السلوك التكتيكي أخلاقيا، فإن جميع المتابعين يدركون أنه لا علاقة تنظيمية لنا بحركة حمس (أكبر حزب إسلامي بالبلاد ومعروف باسم حركة مجتمع السلم) حتى ننسق معها مثل هذا النوع من المناورات، التي لا نراها سلوكا أخلاقيا، ولا يمكن أن نقع فيه.

الرؤية والرسالة

  • ما رؤيتكم المستقبلية كحركة إسلامية للأوضاع في البلاد بعد فوز تبون؟

نحن نرى أن العهدة الرئاسية الحالية ستكون فرصة حقيقية لاستكمال الخطط الاقتصادية والاجتماعية في ظل إرادة سياسية قوية، وإمكانات متاحة، وسند حزبي وشعبي.

إذ أكدنا على ذلك بتخصيص الدعم لمنجم "غار جبيلات" للحديد بولاية تندوف بأكثر من 20 مليار دولار، ورصد 5 مليارات دولار لإنهاء خط سكة حديد غار جبيلات.

وايضا منجم الفوسفات بولاية "تبسة"، وبقية محطات تحلية المياه، وصوامع تخزين القمح، وغيرها من المشاريع الكبرى بالتعاون مع دول عربية وأوربية وآسيوية.

ونحن في حركة البناء الوطني نحب أن نصف أنفسنا بأننا حركة وطنية محافظة فاعلة في الساحة الجزائرية مع بقية الشركاء.

ومن هنا يمكننا أن نحقق نهضة الجزائر في مختلف الميادين بتحالفنا مع السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

كما أن العهدة الرئاسية السابقة خلال الفترة من (2019-2024)، كانت عهدة التأسيس للوثبة الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية.

وتجسّدت فيها فعليا الكثير من مطالب وأهداف الحراك الشعبي الأصيل، الذي نجحت الجزائر في الخروج الآمن من استقطاباته العميقة بين دعاة الحل الدستوري والاستمرار في بناء مؤسسات الدولة، وبين دعاة المراحل الانتقالية ومخاطرها الناجمة عن التقلبات وتفلّت المسؤوليات.

  • لماذا دعمتم تبون ولم تدفع الحركة بمرشحها هذه المرة؟

نحن حين نترشح أو ندعم مرشحا فإنه لا تهمنا كثيرا كياناتنا الحزبية ولا مصالحنا الشخصية، ولذلك اخترنا عدم تفويت الفرص على الجزائر وعلى الشعب الجزائري في ظل رئيس جربنا خبرته ووفاءه لرسالة نوفمبر الخادمة لمصلحة الشعب والحاضنة لقضايا الأمة.

ولم يكن ترشيحه فلتة عابرة أو خيارا انطباعيا؛ بل كان قرارا مدروسا بعناية من مجلس الشورى الذي وافق بالإجماع على دعم المرشح المستقل عبد المجيد تبون.

وكانت مسوغات الاختيار هي حماية الوحدة الوطنية وتماسك النسيج المجتمعي، وانسجام القرار الوطني والاستقرار المؤسساتي، والنهوض الاقتصادي وحماية الأمن القومي، وتكريس الشفافية ومكافحة الفساد.

وكذلك حماية ثوابت الأمة وإبعاد عناصر الهوية الوطنية عن التجاذبات الحزبية والسياسية، ومواصلة الرقي بالقضية المركزية الفلسطينية والقضايا العادلة، وتحقيق رفاهية المجتمع والعدالة الاجتماعية.

وأيضا تعزيز الديمقراطية التشاركية والحريات الفردية والجماعية، وتطوير العلاقة مع جاليتنا ومواطنينا بالخارج.

فضلا عن الاستمرار في تثبيت مسار وحدة المغرب العربي، وتعميق التواصل مع الجوار الإفريقي، واستعادة أدوار الجزائر في المحافل الدولية.

تقارب الإسلاميين

  • ما طبيعة العلاقات بين حركة البناء الوطني وبقية الإسلاميين في الجزائر؟

لا شك أنه تربطنا كحركة إصلاحية وطنية محافظة علاقة جيدة مع كل شركاء الوطن، ونحن في الجزائر كلنا مسلمون وديمقراطيون وجمهوريون ووطنيون، بحسب بيان تأسيس الدولة.

ولذلك فنحن نشتغل بالجزائر في المجال السياسي في جو يطبعه التفاهم والتنسيق بين الأحزاب عموما، وبين منظمات المجتمع المدني خصوصا، كلٌ في مجاله وحقله.

فتجمعنا مع الأحزاب صداقة وتعاون وتواصل، وما نتفق عليه أكثر مما نختلف حوله، والقضايا الكبرى في الوطن والامة تجمعنا وتُوحدنا.

ونحن في حركة البناء الوطني نتعاون مع الجميع ونستجيب لكل مبادرة او مشروع يخدم مصلحة الجزائر وتوجهاتها.

  • كيف تقيمون التقارب بين الإسلاميين بالجزائر لا سيما حركتي البناء الوطني وحمس؟

لا شك أننا في حركة البناء الوطني حريصون على التقارب مع كل الأحزاب الجزائرية من أجل خدمة المصالح المشتركة.

وقد بادرنا بمجموعة من المبادرات التي أرسلناها للجميع على غرار مبادرة التلاحم الوطني، كما دعونا الإخوة في حركة حمس إلى وحدة تنظيمية ولكنهم لم يستجيبوا لها، ولا نزال على استعداد لذلك.

 صحيح أن بعض قياداتنا كانت لهم علاقة تاريخية بحركة حمس، ولكن حركة البناء الوطني تضم اليوم قادة آخرين كانوا في أحزاب أخرى.

وهذا إضافة إلى عشرات الآلاف من المناضلين الشباب الذين لم تكن لهم علاقة بحركة حمس ولا غيرها من الأحزاب الجزائرية.

وأكرر لكم مرة أخرى ما سبق ذكره أن البيئة الجزائرية ليس فيها التصنيف على هذه الأسس التي تقسم المجتمع إلى إسلاميين وغير إسلاميين.

فنحن في الجزائر نعرف اليوم بأسمائنا الحزبية وليس بهذه الأوصاف القديمة التي كانت شائعة قديما ولا تعبر عن الواقع الحزبي الذي يتطور بشكل مشهود.

 ومن جهة أخرى فهذه التقسيمات حاولت بعض المخابر العلمانية التابعة لجهات أجنبية تكريسها في الجزائر أثناء فترة التسعينيات، ولكن البيئة الجزائرية مختلفة فالوطنية عندنا تحمل في طياتها العروبة والإسلام.

الحريات والعمل السياسي

  • كيف ترى الحركة واقع ومستقبل الحريات السياسية والحركية في البلاد بعد فوز تبون؟

إن مساحة ومكسب الحريات السياسية في الجزائر متسع منذ زمن والتعددية الحزبية وكانت في الجزائر حتى قبل الثورة التحريرية ثم بعد الاستقلال تولي اهتماما خاصا لها حتى في زمن الحزب الواحد.

ولكنها بعد دستور 1989 أصبحت أكثر اتساعا وباتت سلوكا عاما، عكسته كثرة الأحزاب والجرائد وغير ذلك مما ضاقت به كثير من الساحات.

وفي عهدة الرئيس تبون ستتعزز أكثر لأنه وعد في خطاب اليمين الدستورية أن ينظم حوارا وطنيا شاملا مع الجميع من أجل التخطيط للجزائر ولتجسيد "الديمقراطية الحقة لا ديمقراطية الشعارات"، كما قال.

  • ما تقييمكم لواقع ومستقبل العمل الإسلامي والدعوي في الجزائر؟

جمعيات العمل الخيري والدعوي في الجزائر تحظى باحتضان رسمي وشعبي كبيرين يعكسهما تزايد عدد الجمعيات الداعمة للقضية الفلسطينية بالمشاريع.

ويعكسه أيضا تنامي عدد الحافظين للقرآن الكريم، وازدياد عدد المساجد في الجزائر التي بلغت أكثر من 16 ألف مسجد، يحضرها يوم الجمعة أكثر من 17 مليون مصلٍّ، ولذلك البلاد أصبحت فعلا كما نص عليه الدستور في ديباجته "إن الجزائر أرض الإسلام".

وبناء على ذلك فإن القوانين الجزائرية تسمح بكل ما يدخل في إطار العمل الجمعي او الأهلي من تربية وتعليم وخدمات تطوعية متنوعة، أو تعليم الناس ما يُقوي الهوية الوطنية ويرسخها.

أو ما يدخل ضمن الثقافة العربية والإسلامية، أو التدريب المهاري والإداري أو نحوه مِمَّا يرفع الوعي والثقافة والمعرفة بين الناس وهي أمور متاحة وواسعة عبر ربوع الوطن.

العلاقات المغاربية

  • كيف تصف العلاقة بين الحركة وشقيقاتها الإسلامية في دول الجوار بالمغرب العربي؟

كانت لنا بعض العلاقات مع بعض الجماعات والحركات في المغرب قبل خطيئة التطبيع مع الكيان الصهيوني التي كان حزب العدالة والتنمية المغربي عرابها الأول، واليوم لم تعد لنا علاقة بهم.

أما غير المغرب فحركتنا معتمدة رسميا ولها مشاركة في الحكم بدءا بالبلديات والولايات والبرلمان بغرفتيه وصولا إلى الحكومة.

ولذلك تحرص حركتنا على حضور سياسي في مختلف الفعاليات الدولية، في المغرب العربي أو الإسلامي أو العالمي، لجلب خير الأمة إلى الجزائر ونقل خير الجزائر إلى الأمة عبر هذه العلاقات.

والحمد لله تربطنا علاقة جيدة مع الأشقاء والأصدقاء في كل مكان وليس المغرب العربي فقط.

وقد شاركنا عدة مرات في أيام دراسية أو تكوينية أو مؤتمرات متنوعة: في لبنان، تركيا، الصين، جنوب إفريقيا، وغيرها.

ونحن نرحب بكل مشاركة أو تعاون يخدم بلداننا ضمن القوانين والمسارات والقضايا المشتركة وعلى رأسها القضية المركزية فلسطين.

  • رغم القطيعة بين الدولتين، ما طبيعة العلاقات بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي؟

العلاقة بين الشعبين المغربي والجزائري كانت دائما أخوية فالذي يجمعهما أكثر مما يجمع بين غيرهما من شعوب الأمة نظرا لتلاصق الحدود وحرية التنقل والمصاهرة بينهما، وهذه العلاقة يعرفها القاصي والداني حتى في المهجر بأوروبا.

ولكن المشكلة في النظام المغربي أنه يحاول تصدير مشاكله الداخلية بإثارة العداوة بين الشعبين؛ لا سيما بعد توتير الأجواء بينهما بسبب تغلغل الكيان الصهيوني في دوائر الحكم بالمغرب مع الأسف الشديد.

بل وتنسيقه معه عسكريا والوجود قرب الحدود الجزائرية لغرض التجسس والإرباك، فضلا عن مشاريع زراعة وصناعة وتسويق المخدرات على نطاق واسع، لإغراق الجزائر بها وهو ما دفع ببلادنا لقطع علاقاتها مع جارتها المغرب حتى إشعار آخر.