15 شهيدا في الضفة برصاص الاحتلال وأجهزة عباس.. وناشطون: شراكة في استباحة الدم

السلطة الفلسطينية تفرض حصارا على مخيم جنين منذ أكثر من 20 يوما
استنكر ناشطون الحملات الأمنية التي تشنها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على المقاومين في مدن الضفة الغربية بدعوات هزلية واهية، بينما تتجاهل عربدة قوات الاحتلال الإسرائيلي واستهدافها لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
موجة غضب واسعة أثارتها التطورات التي تشهدها الضفة الغربية، أبرزها إعلان وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، مقتل ثمانية فلسطينيين، وإصابة آخرين بينهم ثلاثة في حالة حرجة، جراء قصف إسرائيلي نال مخيم نور شمس في طولكرم بالضفة.
جاء ذلك بينما تفرض السلطة الفلسطينية حصارا على مخيم جنين منذ أكثر من 20 يوما، ضمن حملة أمنية تقودها ضد المقاومين أسمتها "حماية وطن"، أسفرت عن استشهاد 7 أشخاص بينهم اثنان من عناصر أجهزة الأمن و5 من أبناء المخيم في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة.
وقال الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية العميد أنور رجب، إن الحملة الأمنية في مخيم جنين متواصلة، لملاحقة من سماهم "الخارجون على القانون"، مشددا على أنه لا مفاوضات ولا تراجع ولا حلول، وأن أي حل سيكون تحت سقف أهداف العملية.
فيما قالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن الحملة الأمنية تستهدفها، وأوضح الناطق باسم الكتيبة في تصريحات صحفية أن السلطة الفلسطينية تريد "جنين بلا سلاح مقاومة".
ودعما لكتيبة جنين وإسنادا لأهالي المخيم، نظمت شخصيات سياسية ومجتمعية وقفة ومسيرة جابت شوارع رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بوقف الاقتتال الداخلي في جنين ومخيمها، وتعزيز الوحدة الوطنية في مقاومة الاحتلال.
وطالب المشاركون في الوقفة بدعم مبادرة الوفاق الوطني التي أطلقتها شخصيات وطنية ومؤسسات حقوقية لإنهاء الفتنة وحقن الدم الفلسطيني وتوحيد الصف في مواجهة الاحتلال، رافعين العلم الفلسطيني ولافتات تدعو لتعزيز الوحدة الوطنية في مقاومة الاحتلال.
في المقابل، خرجت مسيرة وسط مدينة الخليل دعما والتفافا حول الأجهزة الأمنية، وتأييد لحملة السلطة على جنين، ورفض ما أسمته "حالة الفلتان الأمني وإعلان تمسكها بمنظمة التحرير"، والتي قابلها ناشطون على منصة إكس باستهجان واسع واتهموا السلطة الفلسطينية بحشدها.
ونددوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الضفة_الغربية، #جنين، #مخيم_طولكرم، #مخيم_طوباس، بالعداء الشديد الذي تُكِنّه السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس للمقاومة في جنين وطولكرم.
ضفة العياش
وبدوره، قال القيادي في حماس محمود مرداوي، إن الشهداء يرتقون تباعا في ضفة العياش دفاعا عن القضية وخيار المقاومة في وجه انحرافات الإذعان والاستكانة التي أنتجت لنا عار أوسلو عندما اعترفنا بكيان غاصب على أرضنا عكس كل الشعوب التي وقعت تحت الاحتلال.
وبشر بأن هذا الدم الزاكي الذي ينزف في طولكرم وجنين وباقي الضفة ويتدفق شلالات في غزة سينبت أملا وحرية، مشيرا إلى أن المقاومين في الضفة استهدفوا قائد جيش الاحتلال في المنطقة الوسطى آڤي بلوط وجرحوا قائد لواء منشيه.
وأكد أن هذا ديدن القابضين على الجمر المدافعين عن الأوطان أن يرتقوا شهداء يشهدون على من تبقى خلفهم أن لا تبدلوا ولا تغيروا، وأن يعلموا يقينا أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله.
وأشار المغرد تامر، إلى أن مخيم طولكرم زفّ ثلاثة من رجاله الشرفاء، أبطاله المقاومين، الذين ارتقوا نتيجة الاشتباكات والقصف الجوي، لافتا إلى أن مخيمات الضفة الغربية فقدت نخبة من رجالها في هذه الحرب الطاحنة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد حسن الشهيد، أن ما تفعله سلطة التنسيق الأمني ليس مجرد حملة أمنية في مخيم جنين، بل حرب تطهير وانتقام من المخيم ورمزيته، تتضمن قنص مدنيين في الشوارع، وإحراق المنازل واستهدافها بالقذائف.
وقال إنه من المتوقع أن يزداد سعار هذه الحرب خلال الفترة القادمة، أي أن دعوى حماية المخيم من إجرام الاحتلال سقطت لسبب بسيط، أن هؤلاء ينفذون جريمة لا تقل عن انتقام العدو من المخيم.
وحث الشهيد، أفراد الأجهزة الأمنية على أن يدركوا يقينا أن تصفيتهم مسألة وقت، ويكفيهم الاتعاظ من مصير من سبقهم وحالة النبذ الاجتماعي لهؤلاء.
ودعا القوى الوطنية كافة المفاصلة مع عناصر السلطة الذين ينسقون أمنيا مع العدو في قتل المجاهدين وحصار المخيم.
أين السلطة
واستنكارا لغياب أمن السلطة الفلسطينية عن حماية مخيم طولكرم من الاحتلال الإسرائيلي، أعرب الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، عن غضبه من استشهاد المقاوم عمران حارون؛ متأثرا بإصابته بقصف الاحتلال لمخيم طولكرم، مما رفع عدد شهداء محافظة طولكرم إلى 8 أشخاص.
وتساءل: “أين الأجهزة الأمنية أبطال حملة حماية وطن عن أهلنا في طولكرم؟! أين قذائف RPG التي شاهدناها تُطلق نحو مقاومي جنين؟!”
واستنكر السياسي فايز أبو شمالة، ارتقاء شهداء في طولكرم جراء العدوان الإسرائيلي، متسائلا: “أين سلاح السلطة للدفاع عن المواطنين في طولكرم؟ وهل يجرد سلاح السلطة فقط ضد مخيمات اللاجئين في جنين؟”
ورأى الصحفي فايد أبو شمالة، أنه كان الأولى أن تنتفض الضفة بسلطتها ومقاومتها وشعبها كله ضد الاحتلال منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى، معربا عن أسفه أنها لم تفعل والآن يتحرك الاحتلال بكل حرية وراحة.
خيانات الخليل
واستهجانا لخروج متظاهرين في الخليل تأييدا لعمليات السلطة في جنين، قال الكاتب إبراهيم حمامي: "لم تحركهم دماء وجراحات مئات الالاف من الغزيين.. لم يخرجوا ضد الابادة الجماعية أو الجرائم المتواصلة من قرابة 15 شهرا".
وأضاف: "لكنهم تظاهروا الثلاثاء في الخليل براياتهم الصفراء كوجوههم دعما للعميل عباس ومليشياته من المرتزقة.. لا توجد كلمات قادرة على وصف نذالتهم.. اللهم انتقم".
واستهجن الكاتب يونس أبو جراد، المبررات التي ساقتها السلطة الفلسطينية لحشد الجماهير العريضة في الخليل دعما لحملتها الأمنية "حماية وطن" التي تشنها السلطة ضد مقاومين بجنين، تصفهم بالخارجين على القانون، الذين يتبعون لإيران، ويشكلون خطرا شبيها كالذي حدث على يد ثوار سوريا حين أسقطوا النظام، ويريدون تنفيذ ما تسميه السلطة "سيناريو غزة" الذي تسببت به المقاومة بتدمير القطاع وقتل عشرات الآلاف!
وقال: "ذاك سيل من المبررات الهزيلة التي لم تجد فيها دعاية السلطة أي تناقض، ثم طلبت من جماهيرها/ موظفيها أن يساندوا حملتها بمظاهرات حاشدة، لم يدعوا لمثلها طيلة 15 شهرا من إبادة شعبنا!".
وعد الكاتب فايز الكندري، خروج الآلاف في مدينة الخليل في تظاهرة اليوم، "خبرا مقرفا!!"، مشيرا إلى أنهم لم يخرجوا تنديدا بجرائم الصهاينة في غزة، ولا لقتلهم عشرات الآلاف من الأطفال، بل تأييدًا لقمع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ضد المقاومين في جنين الذين نصروا إخوانهم في غزة.
وقال إن هؤلاء الخونة يؤكدون أن فلسطين قضية إسلامية وليست وطنية، مضيفا أن "فلسطين قضيتنا جميعا عدا المنافقين والخونة مهما كانت جنسياتهم، فلسطين تعيد تشكيل قضية الولاء والبراء وفق المفهوم القرآني".
وأعرب الناشط محمد حامد العيلة، عن أمله أن تخرج هذه الجماهير غضبا لمقتل 50 ألفا من أبناء شعبهم في غزة، مؤكدا أن جبنهم وحزبيّتهم أوسع من وطنيتهم.
وقال أحد المغردين: “شبيحة فتح في الضفة الغربية خرجوا لدعم دجال السلطة محمود عباس، بينما لم يحركوا ساكنا لنصرة غزة أو الوقوف مع أهلها في محنتهم”.
دعم رام الله
وإشادة بخروج مسيرات داعمة لجنين ورافضة للاقتتال الشعبي، أشار الباحث ياسين عزالدين، إلى خروج مسيرة وسط رام الله لدعم المقاومة في جنين ورفضا لعدوان السلطة، وهتافات لكتيبة جنين، قائلا: "من الواضح فشل كل محاولات السلطة إرعاب وإخافة الناس في الضفة".
ولفت إلى أن “من 11 محافظة في الضفة لم تستطع السلطة إخراج مسيرات دعم سوى الخليل فقط، وها هي المسيرات في رام الله تخرج ضدها”.
وأشار المحلل السياسي أحمد مازن، إلى خروج الشعب الفلسطيني من وسط معقل السلطة الفلسطينية، من رام الله، لإدانة عدوان أجهزة أمن السلطة على الأبطال المقاومين في جنين.
ولفت إلى هتاف أهالي رأم الله: "الصهيوني جوا الدار"، قائلا: “هل سمعتم يا قادة السلطة؟ هكذا نراكم في الداخل والخارج، في ال 48 والضفة وغزة.. لستم منا ولسنا منكم”.
سلطة العار
وهجوما على حركة فتح ورئيس السلطة الفلسطينية وتبشيرا بقرب سقوطه والخلاص من أزلامه، عرض الناشط السعودي ناصر بن عوض القرني، صورة محمود عباس، ووصفه بأنه "سفير الاحتلال في الضفة الغربية".
وأشارت الباحثة سمر جابر، إلى أن السلطة الفلسطينية تقوم بحملة أمنية في جنين، بينما إسرائيل تشن حملة أمنية في مخيم الأمعري برام الله، واصفة ذلك بأنه "تقاسم أدوار وشركاء في استباحة دم الفلسطيني".
وعلق الإعلامي خير الدين الجابري، على إعلان الناطق باسم أجهزة أمن السلطة مقتل النقيب حسن نادر عبدالله مرتب جهاز المخابرات العامة، في العملية الأمنية بجنين، قائلا: "سيكتب على قبره عاش عميلا ومات ذليلا".
وبشر الناشط خالد صافي، بأن السلطة إلى انهيار، متسائلا: “هل تصدق؟”
وأوضح المحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن المعضلة الكبرى للقضية الفلسطينية، هي قيادة تمنح الغزاة "أرخص احتلال في التاريخ"، وترفض المقاومة، بل تطاردها، مقابل شعب يرفض تلك القيادة وينحاز للمقاومين، لكنها تحظى بشرعية عربية ودولية، مع دعم كامل من حركة كانت حركة "تحرير" وصارت حزب سلطة تحت عباءة الاحتلال.
وأكد أن مخطّطات الغزاة القادمة ستعزّز فضيحتها وعزلتها، ومعها من ينحاز إليها، مبشرا بأن “الأمر ليس بعيدا على كل حال”.
وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني، إن من ظن أن فتح ماتت أو ضعفت فهو واهم، فتح باقية ما بقي العملاء، فتح قوية بقوة الاحتلال، فتح هي الدرع الواقي للكيان ولن يسمح بسقوطها ما لم يسقط هو، فتح الي سلمت ٧٨ بالمئة من فلسطين لن تموت حتى تكمل مهمتها المدنسة بتسليم ما تبقى.
دور مشبوه
وتنديدا بمنع حركة فتح قناة الجزيرة من دخول محافظة طوباس بالضفة الغربية، بسبب تغطيتها لأحداث جنين، عد الصحفي أحمد عبدالجواد، ذلك "استمرارا لدورها المشبوه المتناسق المتماهي مع أسيادهم في تل أبيب".
واستنكرت الصحفية آلاء هاشم، موقف الحركة، قائلة: "فتح تاركة واجبها الوطني تجاه غزة، ومشغولة بشن حملة وتسيير مظاهرات ضد الجزيرة.. ولا أسخف من هيك مآل لحركة تحرر". وتساءلت: "ماذا فعل بكم أبو مازن؟".
وكانت شبكة الجزيرة الإعلامية قد نددت بحملة التحريض التي صدرت باسم حركة فتح في مناطق بالضفة الغربية ضد الجزيرة وصحفييها، خاصة مراسل الجزيرة محمد الأطرش على خلفية تغطية الاشتباكات بين قوى الأمن الفلسطينية ومقاومين فلسطينيين في جنين.
وقالت القناة في بيان إنها “كانت وستبقى منبرا للرأي والرأي الآخر ولتغطية الأحداث بمهنية ومصداقية، وقد حافظت الجزيرة على ذلك خلال تغطيتها للأحداث المؤسفة في جنين، فكما كان صوت المقاومين حاضرا على شاشتها ظل صوت المتحدث باسم قوات الأمن الفلسطينية حاضرا على الدوام”.
وأضافت أن “حملة التحريض المستنكرة تعرض حياة الصحفي محمد الأطرش وزملائه للخطر، وعليه فإننا نحمّل حركة فتح وقوى الأمن الفلسطيني والمؤسسات المعنية في السلطة الفلسطينية المسؤولية عن أي أذى قد يلحق بالزميل محمد الأطرش أو أي من صحفييها في الضفة الغربية المحتلة”.