أردوغان يلتقي شولتس في إسطنبول ثم بوتين في روسيا.. ما القصة؟
"ستحطم تركيا الألعاب القذرة التي يخطط لها الغرب الاستعماري"
يزور المستشار الألماني أولاف شولتس تركيا في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وفي جعبته العديد من الملفات بينها ما هو إقليمي مثل العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وما هو دولي مثل الهجرة غير النظامية والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، نشر معهد التفكير الإستراتيجي التركي مقالا للكاتب "بولانت إرانداتش" ذكر فيه أنه خلال عشرة أيام سيجتمع الرئيس رجب طيب أردوغان مع المستشار الألماني شولتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
رمز يوروفايتر
وأضاف أن لقاء أردوغان مع شولتس سيكون في 19 أكتوبر في إسطنبول ومع بوتين في 23 أكتوبر في قازان.
وتابع أن اللقاءين سيحظيان بتأثيرات ملحوظة في السياسة العالمية بشكلٍ عام وفي أوروبا ومنطقة بريكس في آسيا بشكلٍ خاص.
وأشار الكاتب التركي إلى وجود رموز عالمية في لقاءات أردوغان. وبالنسبة إلى رمز ألمانيا فهو طائرات القتال الأوروبية يوروفايتر.
ووفقا لمصادر دبلوماسية من المتوقع أن يتضمن الاجتماع مناقشةَ موضوعات مثل مقاتلات يوروفايتر، والحرب في أوكرانيا، والوضع في الشرق الأوسط، ومساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنشر الحرب في الشرق الأوسط.
فضلا عن مسائل تدفق الغاز الطبيعي، والهجرة غير النظامية، والعلاقات الثنائية، والسياسات الاقتصادية.
ويبدو أنّ هذه الزيارة تحمل في طياتها الكثير من التوقعات، ويؤكد المسؤولون الألمان أن "تركيا تعد شريكا مهما هنا".
ولقاء شولتس هو الثالث مع أردوغان خلال ثلاثة أشهر؛ حيث سبق للزعيمين أن التقيا في قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن في 11 يوليو 2024 وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 23 سبتمبر 2024.
وبناءً على هذه الزيارة صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني التركي زكي أكتورك أن العمل مستمر في المستوى التقني لتوريد مقاتلات يوروفايتر تايفون.
وأشار إلى أنه ليس من الصحيح أن يفرض الحلفاء قيوداً أو عقوبات على بعضهم البعض فيما يتعلق بطائرات القتال يوروفايتر، وأن ذلك يتعارض مع روح التحالف.
وكانت أنقرة قد أعلنت في 2023 عن مفاوضات مع بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، الأعضاء في تحالف يوروفايتر، لشراء مقاتلات تايفون، رغم معارضة ألمانيا للفكرة، ومنذ ذلك الحين، اشتكت تركيا من بطء التقدم في هذا الملف بسبب تردد برلين.
ولفت الكاتب التركي النظر إلى أن الرئيس التركي أردوغان قام بمحاولات وأكد على عملية شراء طائرات القتال من ألمانيا لكن الألمان كانوا يترددون.
وقد يكون هناك أخبار إيجابية بشأن توريد طائرات القتال يوروفايتر بعد الاجتماع الذي سيعقد في إسطنبول.
فأعطت ألمانيا الضوء الأخضر لبيع حزمة أسلحة تبلغ قيمتها حوالي 336 مليون يورو لتركيا، بحسب مجلة دير شبيغل.
وإذا كانت هذه التقارير صحيحة، فإن الحكومة الألمانية وافقت لأول مرة منذ سنوات على تصدير أسلحة بحجم كبير إلى تركيا.
ووفقاً للمجلة وافق المجلس الاتحادي للأمانة الفيدرالية، الذي اجتمع سرا في الأيام الأخيرة على تسليم أسلحة ألمانية إلى تركيا بقيمة مئات من الملايين بعملة اليورو.
رمز بريكس
ولفت الكاتب التركي إلى أنه يُرتقب أيضا لقاء أردوغان وبوتين في قازان في إطار قمة بريكس القادمة.
حيث ستستضيف روسيا، قمة بريكس الـ16 في قازان عاصمة جمهورية تتارستان التابعة للاتحاد الروسي في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر.
ومن المتوقع أن يجتمع الرئيس أردوغان مع الزعماء الآخرين في إطار القمة وأن يتم مناقشة طلب تركيا الانضمام إلى بريكس.
ولفت الكاتب التركي النظر إلى أن الرئيس أردوغان تحدث عن عضوية تركيا في بريكس أثناء زيارته الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال أردوغان: "إنّ مناقشة تحول المحور غير مبررة، وتركيا تتكيف مع المراكز الجديدة للقوة في المجال الاقتصادي والإنتاج والتكنولوجيا.
وأضاف: "هذا هو المنهج الذي يقف وراء رغبتنا في توسيع قاعدة الحوار مع جميع الدول من منظمة شنغهاي للتعاون إلى بريكس".
وأردف الكاتب: يتم مناقشة إمكانية عقد أول اجتماع متوقع بين الرئيس أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد في قمة بريكس في قازان في روسيا.
فعندما كان الرئيس أردوغان في طريقه إلى اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك، تحدث عن لقاء متوقع مع الأسد قائلا:
"يجب أن ينتهي التوتر في سوريا، ويجب أن نظهر بوضوح أن عدم الاستقرار هناك ناجم عن إرهابيين وبالطبع عن إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل. لقد قلنا ذلك مراراً وتكرارا، ولكن بعض الدول، خاصة الدول الغربية، لا تزال تصر على عدم فهم ذلك. ولهذا سنستمر في التأكيد على ذلك".
وتابع الكاتب التركي: من المتوقع أن يتم مناقشة الخطوات التي يمكن أن تتخذها تركيا وسوريا معاً لتحقيق الاستقرار والسلام في سوريا.
حيث يبدو أن النظام السوري والمعارضة قد حققا هدنة في سوريا لبعض الوقت، وهذا يفتح الباب لحل دائم.
وهناك الملايين من الأشخاص خارج سوريا ينتظرون العودة إلى وطنهم، ولهذا السبب دعت تركيا وأظهرت إرادة في إعادة تطبيع العلاقات مع سوريا.
وبعد أن يقام الاجتماع بين أردوغان والأسد يمكن أن نرى أنه سيبدأ فصل جديد في العلاقات بين سوريا وتركيا.
وقد صرح الرئيس رجب طيب أردوغان بأن "تركيا لن تتخلى عن تعزيز علاقاتها مع الشرق، بما في ذلك بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون". وبقيادة أردوغان، ستكون تركيا دولة تقوم بتشكيل اللعبة.
وستحطم تركيا، التي تعد الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط والبلقان والقوقاز وشمال إفريقيا منطقتها القريبة، الألعاب القذرة التي يخطط لها الغرب الاستعماري، بحسب الكاتب.