صحيفة عبرية تتهم بايدن وحكومته بالتآمر مع حماس ضد إسرائيل.. ما التفاصيل؟
عدت الصحيفة أميركا "دولة غير صديقة لإسرائيل وتقوض مصالحها"
اتهمت صحيفة عبرية الرئيس الأميركي جو بايدن، وإدارته بالعمل ضد إسرائيل، والتسبب في انتشار المظاهرات ضد تل أبيب في الجامعات الأميركية.
وشنت صحيفة "إسرائيل هيوم" هجوما ضد إدارة بايدن وانتقدت طريقة تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع تحركات الحكومة الأميركية.
في المقابل، أشادت بمواقف أعضاء الحزب الجمهوري الأميركي الذين قدموا الدعم المستحق لإسرائيل، وفق تعبيرها.
دولة غير صديقة
وعدت الصحيفة أميركا "دولة غير صديقة لإسرائيل وتقوض مصالحها"، مبينة أنها انتقلت من التغاضي عن التحريض ضد تل أبيب إلى وقف توريد الأسلحة إليها.
وتابعت: "تلعب الإدارة الديمقراطية الحالية لعبة مزدوجة معنا، وتستخدم قوتها ضدنا على وجه التحديد. حان الوقت الآن للإصغاء إلى صوت أصدقاء إسرائيل الحقيقيين".
وهاجمت الصحيفة العقوبات التي فرضتها واشنطن أخيرا بحق بعض المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين المتهمين بأعمال شغب وعنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وقالت: "تخيل لو أن الحكومة الإسرائيلية أصدرت مذكرة اعتقال بحق حاتم بازيان، المحاضر في جامعة بيركلي (كاليفورنيا)، الذي أسس ويرأس منظمة (طلاب من أجل العدالة في فلسطين - SJP) ومنظمة (مسلمون أميركيون من أجل فلسطين - AMP)".
وحمّلت الصحيفة المنظمتين المسؤولية عن "جزء كبير من أعمال الشغب التحريضية ضد إسرائيل في الجامعات في الولايات المتحدة"، وفق وصفها.
وتساءلت عن رد فعل أميركا إذا أصدرت إسرائيل مذكرة اعتقال ضد عبدالله عقل، وهو ناشط رئيس آخر فيما أسمتها “أعمال الشغب” في الولايات المتحدة.
وادعت أن عقل يرأس منظمة فلسطينية تحث حركة المقاومة الإسلامية حماس على قصف تل أبيب وتدعم المقاومة الفلسطينية بأشكالها كافة، بلا استثناءات.
وترى "إسرائيل هيوم" أن "السلطات الأميركية لا تتخذ أي إجراءات ضد هؤلاء الأشخاص والمنظمات، وكذلك ضد العناصر الأخرى للإرهاب المناهض لإسرائيل والمعادي لليهود في الولايات المتحدة، بحسب زعمها.
ورأت أنه "يجب على إسرائيل أن تتحرك من تلقاء نفسها، على الأقل مثل الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، التي أصدرت أخيرا أوامر اعتقال ضد الإسرائيليين".
وتدعو الصحيفة إسرائيل إلى إصدار أوامر اعتقال بحق "الإرهابيين الأميركيين من نوع بازيان وعقل" حيث زعمت وجود أدلة قاطعة ضدهما.
كما وصفت قرارات توقيف الإسرائيليين الصادرة من البيت الأبيض، بأنها "انتهاك للسيادة الإسرائيلية حيث لا يوجد ضدهم أي دليل يدينهم في أعمال عنف"، وفق ادعائها.
ونالت سهام الهجوم بنيامين نتنياهو وحكومته، إذ انتقدت الصحيفة عدم إصدار الحكومة الإسرائيلية أوامر اعتقال ضد أولئك الذين يسعون ضدها.
واستنكرت أن "الحكومة لا تنفذ حتى حملة إعلامية ضد الأشخاص والمنظمات الذين يقودون حملة معادية للسامية لتدمير إسرائيل في الولايات المتحدة".
واستمرت في نقد الحكومة، قائلة: "إنها لا تتخذ موقفا ضد إدارة بايدن، التي لا تفعل شيئا ضد حملة التحريض والدعوة إلى تدمير دولة ديمقراطية وصديقة للولايات المتحدة، على الرغم من أن ذلك ينتهك مجموعة من القوانين في أميركا".
تآمر مع حماس
وسمّت الصحيفة العبرية بعض المؤسسات الأميركية كصحيفة "بوليتيكو"، وزعمت أنها تتلقى تمويلا من مؤسسات ثرية تدعم بالتوازي مسيرة حملة جو بايدن الرئاسية، بالإضافة إلى جهات أخرى داخل الحزب الديمقراطي، مثل مؤسسات "روكفلر وجورج سوروس"، و"تايدز" و"ليبرا".
ووصفت تحركات إدارة بايدن "باللعبة المزدوجة" موضحة أنها "تمارس نفوذها وتستخدم قوتها ضد دولة إسرائيل".
وأضافت: "ما كان واضحا منذ أشهر انفجر خلال الأسابيع الأخيرة، عندما كُشف أن الأميركيين يعرقلون بالفعل شحنات الذخيرة ويحاولون فرض إرادتهم علينا لعدم الدخول في تصعيد؛ أي لكي لا نستهدف حماس".
وبلغ حد الهجوم من الصحيفة أن اتهمت ضمنيا فريق بايدن بالتعاون مع حماس ضد إسرائيل.
وزعمت وجود "مؤامرة من فريق بايدن مع حماس وقطر ومصر لوضعنا في فخ، من خلال إعلان الموافقة أخيرا على مبادرة مصرية (لوقف إطلاق النار في غزة)، تختلف تماما عن موقف إسرائيل".
واستطردت: "لم يتمكن المسؤولون الإسرائيليون من إخفاء شعور الغضب والإساءة والخيانة التي شعروا بها بعدما تبين أن ممثلي الولايات المتحدة، الذين يدعون أنهم أصدقاؤنا الكبار، كانوا في الخفاء يشاركون في المؤامرة".
وادعت أن "البيان (اتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسرى) الذي وافقت عليه حماس (في 6 مايو/أيار 2024) لم يكن نفسه الذي اقترحه الوسطاء، ولم يكن الذي تمت الموافقة عليه في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي".
وأعلنت حركة حماس، وقتها، موافقتها على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب بيان من الحركة.
وقالت الحركة في بيان إن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهم موافقة الحركة على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار".
وقال البيان إن "حماس وقوى المقاومة الفلسطينية عازمون على إنضاج الاتفاق، بما يحقق مطالب شعبنا بوقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل جادة".
وترى الصحيفة أن "معنى البيان وقف الحرب واستسلام إسرائيل"، وهي نفس وجهة نظر بنيامين نتنياهو.
بين الجمهوريين والديمقراطيين
وتنتقل الصحيفة الإسرائيلية للشأن الداخلي الأميركي، منتقدة ما وصفته بـ "تقاعس إدارة بايدن في التعامل مع الانتفاضة الطلابية ضد إسرائيل".
وقالت: "حكومة بايدن قيدت أيدينا لشهور طويلة، لكن إثم الرئيس والحكومة الحالية أكثر خطورة بكثير".
وتعتقد أن بايدن يتحمل مسؤولية كبيرة في تصاعد العداء للسامية ولإسرائيل في أوساط اليسار الليبرالي في الولايات المتحدة.
وأكملت: "يتحمل بايدن اللوم عندما لا يتخذ الإجراءات الحكومية الأساسية التي تكمن في صلب اختصاصه، لمنع حملة التحريض على تدمير إسرائيل والشعب اليهودي، التي تندلع الآن بشكل واضح في أوساط مؤيدي الحزب الديمقراطي نفسه".
وتقارن بين مواقف بايدن والجمهوريين، قائلة: لفهم ما يجب على الرئيس الأميركي وفريقه فعله، شاهدوا خطاب غلين بيك (رجل أعمال ومعلق سياسي وإحدى الشخصيات البارزة بالحزب الجمهوري، الذي أعلن: "أنا يهودي، وهذه المرة لن أقف مكتوف الأيدي كما حدث في الهولوكوست".
وتابعت الصحيفة: “إنه والجمهوريين الآخرين لا يدخرون جهدا ضد حملة العداء للسامية التي تشتعل الآن في أوساط الديمقراطيين المتطرفين”.
أما بايدن وفريقه، فهم غير حاضرين، وكان يتعين على الرئيس الأميركي السير على نهج كبار الجمهوريين في الكونغرس، وفق قولها.
واستشهدت برئيس مجلس النواب مايك جونسون، “الذي تصدى للهتافات الإرهابية في جامعة كولومبيا”، وفق وصفها.
كذلك أشادت برد فعل حاكم ولاية تكساس، جريج أبوت، على ما وصفته بـ "هياج مؤيدي الإرهاب المناهض لإسرائيل في جامعة أوستن".
إذ قال أبوت: "يجب طرد الطلاب المشاركين في مظاهرات الكراهية والمعادية للسامية من كل جامعة في البلاد، هؤلاء المتظاهرون يستحقون السجن". ونتيجة لذلك، أرسل الحرس الوطني في تكساس لتفريق المتظاهرين واعتقال العشرات منهم.
ويبدو أن تصريحات بايدن المناهضة للحراك الطلابي في الجامعات، لم ترض الصحيفة التي رأت أنه "لم يوجه حتى الآن إدانات محددة وواضحة".
وأكملت: "حتى بعد أن هاجمه (الرئيس السابق) دونالد ترامب بشدة لدعمه الإرهابيين، لم ينتقد بايدن الداعمين للإرهاب علنا"، وفق وصفها.
وترى أن "بايدن منع الموافقة على المساعدة العسكرية (أنواع معينة من الأسلحة) لإسرائيل في الكونغرس لعدة أشهر، على الرغم من الدعم الكبير من الجمهوريين. وبعد الضغط الكبير، وافق -بعد تأجيل كبير- على تمرير الموافقة".
وترى الصحيفة العبرية أن "إيقاف شحنات الأسلحة التي اجتازت جميع الموافقات، والتهديد بوقف جميع المساعدات هو خضوع لأوامر حماس".
وزعمت أن "بايدن يحاول أن يخضع إسرائيل لرؤيته المجنونة، التي إقامة دولة فلسطينية برئاسة محمود عباس شبيهة لحكم حماس".
وتستنتج من كل تلك الأحداث أن إدارة بايدن تقف ضد إسرائيل، وأنه "أصبح الآن واضحا من هو معنا ومن هو ضدنا".
ووصفت الصحيفة تعامل الإدارة الأميركية مع الحراك الطلابي بـ "التسامح تجاه معاداة السامية وإسرائيل"، في مقابل “صرامة وعدوانية تجاهنا”.
ورأت أن "من مظاهر تلك العدوانية العقوبات الأميركية على بعض شباب المستوطنات الذين تم تحديدهم من قبل منظمات (يسارية متطرفة)".
وتختتم الصحيفة مقالها الهجومي على واشنطن بما ذكرته من أن "رائحة الخيانة" تنبع من البيت الأبيض.