محمد نزال لـ"الاستقلال": أي اجتياح بري لن يكون نزهة والمقاومة تنتظر الاحتلال داخل غزة

a year ago

12

طباعة

مشاركة

قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمد نزال، إن المقاومة الفلسطينية لقنت الكيان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، دروسا بليغة وهزمتها شر هزيمة، وجعلت منها كيانا هشا ونمرا من ورق.

وأضاف في حوار مع "الاستقلال"، أن المقاومة الفلسطينية ما تزال صامدة وتنتصر كل يوم ضد الكيان الإسرائيلي وهي تنتصر أخلاقيا قبل أن تنتصر ميدانيا.

وعن الاجتياح الإسرائيلي المتوقع لقطاع غزة، قال نزال، إن المقاومة تنتظر قوات الاحتلال داخل غزة على أحر من الجمر، حتى تذيقهم ما أذاقته لهم يوم السابع من أكتوبر، وستفاجئهم بما لم يتخيلوه.

وعند سؤاله عن مساعي إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها، أكد أن الشعب الفلسطيني تعلم الدرس وسيبقى في أرضه صامداً ثابتاً، وهذا ما يمكن أن يُجهض مشروع تصفية القضية الفلسطينية.

معركة تاريخية

ماذا يمثل يوم السابع من أكتوبر في تاريخ الكيان الإسرائيلي؟

يوم السابع من أكتوبر 2023 يُعد يوما تاريخيا بالنسبة للكيان الصهيوني منذ نشأته؛ وبالنسبة للشعب الفلسطيني.

لقد لقنت المقاومة الفلسطينية هذا الكيان دروساً بليغة وهزمته شر هزيمة، وجعلت منه كيانا هشا ونمرا من ورق. 

ما تقييمك لسير المعارك منذ انطلاق طوفان الأقصى؟

من الواضح أن سير المعركة يشير بشكل واضح إلى أن الكيان الصهيوني دخل مرحلة الإفلاس، فهو لم يجد أهدافا عسكرية حتى يستهدفها فوجه استهدافه للمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمنازل.

من طرفها المقاومة الفلسطينية ما تزال صامدة وما تزال ثابتة، وما تزال تشتبك مع العدو في بعض المستوطنات الموجودة في غلاف غزة.

وأقول بكل وضوح المقاومة الفلسطينية تنتصر كل يوم وهي تنتصر أخلاقيا قبل أن تنتصر ميدانيا.

هل تسير المعارك وفق ما خططت له المقاومة؟

تسير المعركة كما خططت لها المقاومة الفلسطينية، بالتأكيد هناك مفاجآت وتطورات ميدانية تقتضي التكيف والتعامل معها.

ولكن أستطيع أقول بالمجمل إن المقاومة الفلسطينية ماضية في هذه المعركة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.  

ما احتمالات القيام باجتياح بري لقطاع غزة من قبل قوات الاحتلال بعد مشاركة بايدن مع الصهاينة في مجلس الحرب؟

الاجتياح البري أمر وارد وضمن الاحتمالات ولا بد للمقاومة أن تتعامل مع هذا الاحتمال، ولكنني أعتقد أن الكيان متردد في هذا الاجتياح وهو يحسب أن كلفته ستكون عالية جدا وباهظة.

وبالتالي أظن أن هناك عقبات كبيرة تحول دون أن يتم هذا الاجتياح.

وعلى أية حالة المقاومة مستعدة وتنتظر قوات الاحتلال على أحر من الجمر، حتى تذيقهم ما أذاقته لهم يوم السابع من أكتوبر، وستفاجئهم إن شاء الله في الأيام القادمة بما لم يتخيلوه حتى في أحلامهم.

 متى تتوقعون هذا الاجتياح البري وماذا يمكن أن يسفر عنه؟

لا شك أن هناك مقتضيات للاجتياح البري، منها أن يفصل العدو بين المدنيين وبين العسكريين في القطاع، وهو ما يجعله حريصا على أن تتم خطته في التهجير، حتى يُطلق العنان لهذا الكيان بأن يفعل في غزة ما يريد.

وقد لجأ إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة بعد عجزه عن مواجهة العسكريين فيستهدف البشر والشجر والحجر والبنية التحتية والمخابز والمشافي والمدارس وكلها جرائم حرب..

كما أن الرسائل التي تصل إلينا من ميدان المعركة من قيادات المقاومة تقول إن أي اجتياح بري لن يكون نزهة للعدو وجنوده؛ بل إنهم سيحفرون قبورهم بأيديهم وإذا كانوا قد تكبدوا خسائر كبيرة عندما ذهبنا إليهم ودخلنا الباب عليهم، فإن دخولهم علينا سيكون مكلفا لهم وسيرون من أسود المقاومة العجائب وستكون ملحمة بطولية غير مسبوقة في تاريخ هذا الصراع، ونحن لا نقول هذا لمجرد التهديد وليست شعارات.

وأظن أن ما جرى في ساحة المعركة حتى اليوم يرسل للعدو رسائل واضحة بأنهم سيقابلون جنودا لا قبل لهم بها.

وأنهم سيُمنَونَ بهزائم أو بهزيمة سيسجلها التاريخ وستذكرها الأجيال في كل زمان وفي كل مكان وستكون تجربة ملهمة للأجيال الفلسطينية والعربية والإسلامية.

كشفت المقاومة عن سلاح جديد مضاد للدروع دخل الخدمة في المعركة الحالية.. ما تأثير ذلك على العدو؟ 

أنا لا أريد الدخول في تفاصيل الأسلحة والمعدات التي تستخدمها المقاومة، ولكن المقاومة لديها مفاجآت كثيرة ولديها ما تستطيع أن تواجه به هذا الاحتلال.

وكما فاجأته يوم السابع من أكتوبر ستفاجئه إن شاء الله في الأيام القادمة.

هل من مفاجآت في جعبة المقاومة للعدو الصهيوني في المعركة البرية؟ 

المفاجآت يتم التحضير لها من قِبل القيادات الميدانية للمقاومة، وأظن أن العدو الصهيوني سيدفع ثمنا باهظا في حال قرر أن يغزو قطاع غزة، وإن غداً لناظره قريب.

التحام شعبي

كيف ترى حجم الدعم الشعبي في العالم العربي والإسلامي لمعركة طوفان الأقصى؟

الحقيقة الملموسة هي أن تفاعل الشعوب العربية والإسلامية كبير وهو يزداد يوما بعد يوم، وإن كنا نطمح ونطمع بالمزيد من الدعم بكل أشكاله. 

هناك دول إقليمية تسعى لتشويه المقاومة وتنحاز للعدو الصهيوني.. لماذا؟ وما رسالتكم لها؟

للأسف النظم العربية تتفاوت في مواقفها الداعمة للمقاومة والقضية الفلسطينية، وهناك بالتأكيد قوى إقليمية متواطئة مع هذا العدو، وهي لا تترك لنا مجالا لكي نحدد اسمها؛ فهي تُعلن عن نفسها من خلال مواقفها المخزية.  

كيف ترى سعي إسرائيل لاستخدام الأمم المتحدة لشرعنة عملية تهجير أهالي قطاع غزة إلى مصر؟

لا شرعية سياسية أو قانونية لعملية التهجير التي تعتزم سلطات الاحتلال تنفيذها في قطاع غزة، بتهجير الفلسطينيين سواء إلى خارج فلسطين وسيناء بالتحديد أو إلى جنوب فلسطين.

وأقول بكل وضوح إن الشعب الفلسطيني لن يقبل بهجرة جديدة بعد هجرة عام 1948، وكذلك عام 1967.

فالشعب الفلسطيني تعلم الدرس وأن البقاء في أرضه صامداً ثابتاً هو الذي يمكن أن يُجهض مشروع تصفية القضية الفلسطينية.

هل تنجح محاولات شيطنة حماس من أجل نزع صفة المقاومة عنها لتبرير سياسة الأرض المحروقة التي تقوم بها إسرائيل؟

محاولات شيطنة حماس لدى الرأي العام العربي والإسلامي مكتوب عليها بالفشل لأن ضمير الشعوب العربية والإسلامية هو مع حماس ومع المقاومة الفلسطينية.

أما محاولات شيطنة حماس على المستوى الإقليمي والدولي فهي تواجَه من قِبلنا بالرفض بالتصدي ودحض هذه المحاولات، وهناك قلة من الدول التي هي منحازة للكيان الصهيوني شئنا أم أبينا.

ومهما حاولنا أن نفعل ومهما حاولنا أن نحسن الخطاب أو أن نعتدل في الخطاب فإن هذه الدول منحازة لأسباب أيديولوجية وسياسية مصلحية مع هذا الكيان  الغاصب.

لماذا يريدون شيطنة حماس؟

إن من يسعون لشيطنة حماس لنزع صفة المقاومة والإنسانية عنها وبالتالي تبرير سياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة. 

ولذلك فإن المقاومة تخوض إلى جانب المعركة العسكرية على الأرض مع الاحتلال معارك سياسية وإعلامية وقانونية ومعركة دبلوماسية.

ونحن نخوض تلك المعارك بالتوازي في آن واحد على الرغم من أننا نواجه تيارا كبيرا من القوى الإقليمية والدولية التي تساند الكيان الصهيوني بكل ما تملك من قوة وإمكانات ولكم أن تقارنوا في موازين القوى بكل أنواعها بين قوة العدو وقوتنا.

 ولكن كما يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.

فإن الإيمان بالله هو القوة الأولى التي يتمسك بها المقاومون والمجاهدون وهم متصلون بالله سبحانه وتعالى دائما وأبدا، وعليه يتوكلون.

وينطلقون من قوله تعالى: ﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ﴾، وهذا تكليف شرعي وهذا هو شعار المجاهدين المقاتلين في الميدان.

وحدة الساحات المزعومة

يبدو أنكم منذ بدء معركة طوفان الأقصى تقاتلون وحدكم ولا يوجد أي إسناد لكم من ساحات أخرى كحزب الله، فكيف يمكن الحديث عن وحدة ساحات المقاومة؟ 

من الناحية العملية المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس تقاتل وحدها وهي قادرة على هزيمة هذا الكيان الصهيوني على الرغم من التباين الكبير في موازين القوى.

فحماس تقاتل والشعب الفلسطيني معها والشعوب العربية والإسلامية معها إن شاء الله، ومن أراد أن يلتحق بالمقاومة الفلسطينية فأهلا وسهلا به، والمقاومة لا تدافع عن نفسها أو عن فلسطين فحسب؛ إنما تدافع عن الأمة وعن كرامتها وعن مقدساتها.

البعض يعد ذلك نوعا من الخذلان أنتم تشعرون به مما يطلق عليهم محور المقاومة؟

الآن نحن في قلب المعركة في يومها الخامس عشر وهناك من يدعم المقاومة بطرق مختلفة ولكل وجهة هو موليها.

وعندما تضع الحرب أوزارها وعندما يزال غبار المعركة أظن أن تقييما موضوعيا وعادلا ومنصفا ينبغي أن يُجرى لكل الشعارات التي كانت تُطرح في ساحات الميادين وفي الساحات السياسية.

وفي المواجهة مع الاحتلال لا أظن أن الموضوعية والعدالة والإنصاف يحتمان علينا أن نُجري تقييما سريعا نظلم فيه من نظلم وننصر فيه من ننصر.

فعلينا أن ننتظر المعركة التي قد تكون طويلة وقاسية وتحتاج إلى حكمةٍ وصبرٍ وشجاعةٍ ودبلوماسيةٍ ولباقةٍ ولياقةٍ ..

لهذا دعونا لا نذهب إلى الاستخلاصات ولا إعطاء الأحكام، وأظن أن الرأي العام العربي والإسلامي ومن قبله الفلسطيني يمتلك ضميرا نقيا يمكن أن يُحدد من خلاله الأحكام المناسبة على هذه الجولة وهذه المعركة الملحمية.

هل يمكن القول إنكم تواجهون خذلانا مما يطلق عليه محور المقاومة؟ وما إمكانية التحاق الضفة الغربية؟

أنا كما قلت إن الباب مفتوح لمن أراد أن يلتحق بهذه المعركة وينخرط فيها.. فنحن الآن لسنا في مرحلة التقييم ولا في مرحلة العتاب واللوم.. فنحن الآن في مرحلة جذب واستقطاب المقاتلين والمقاومين.

ونحن نتمنى أن تكون هناك مشاركات للقوى العربية والإسلامية لا سيما الشعبية، ونحن في معركة واضحة المعاني عنوانها "طوفان الأقصى" فالأقصى المبارك ليس للفلسطينيين فحسب وإنما للعرب والمسلمين..

نحن لا ندفع أحداً لأن يُقاتل عن حياة الأمة ولا عن مقدساتها ونحن دشَّنا هذه الملحمة في السابع من أكتوبر.

فمن كان يريد أن يتشرف بأن يشاركنا هذه الملحمة – كما سبق وقلت- فأهلا وسهلا به، وإنني أعتقد أن الشعوب العربية والإسلامية تريد أن تنخرط في هذه المعركة ولكن الحدود والسدود والقمع هو الذي يحول دونهم.

إن الوقت لا يزال متاحا وإن الأبواب لا تزال مفتوحة أمام كل القوى الشعبية العربية والاسلامية فالباب مفتوح، وحماس تقدمت الصفوف فاخترقت الأبواب ودخلت الأبواب وهي تقول لكل أبناء الأمة إن الطريق إلى فلسطين واضح وإن البوصلة واضحة.

مواقف دولية

هل تعتقد أن هناك تدخلا أميركيا مباشرا فيما يحدث في قطاع غزة؟

بالتأكيد ولكنني على المستوى الشخصي لا أرجح أن تدخل الولايات المتحدة على الأرض؛ لأن السياسة الأميركية في السنوات الماضية سياسة تقوم على النأي بالنفس إذا كانت الولايات المتحدة لا تريد الدخول ولم تسع للدخول في الحرب بين روسيا وأوكرانيا فإنها كذلك لا تريد الدخول في أي حروب أخرى.

كما أن واشنطن لا تريد للجيش الأميركي أن يذل وأن يجرى له ما جرى في أفغانستان والعراق ونحن رأينا كيف أن الولايات المتحدة الأميركية في عهد بايدن قد انسحبت من أفغانستان بعد عقود طويلة من وجودها.

 وفي رأيي بمنطق الترجيح السياسي والتحليل السياسي لا أرى أن الولايات المتحدة تريد أن تنزل على الأرض وتشارك الكيان الصهيوني في تدمير قطاع غزة، وإنما هي تشاركه في تدمير القطاع عبر تأييدها له سياسيا ومعنويا. 

ما الهدف من ترديد الأكاذيب حول حماس واتهامها بقطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين؟

في سياق الحالة التي أصابت الكيان الصهيوني من الذعر والرعب وفي سياق الشعور بالجرح العميق والكبير يجعل الكيان الصهيوني يجنح إلى تقديم رواية كاذبة مفتراة تتعلق بالحديث عن اغتصاب نساء وقطع رؤوس الأطفال وعن حرق المستوطنين وهذه الرواية بفضل الله تبارك وتعالى كذبها وتراجع عنها البيت الأبيض بعد أن رددها بايدن.

وقال البيت الأبيض ليس لدينا أي أدلة ملموسة على قطع رؤوس الأطفال، فحركة حماس حركة سياسية واضحة وإننا لا نستهدف الأطفال ولا النساء غير المحاربات، ولا الشيوخ والكهول، وهذه سياسة ثابتة انطلاقا من قناعات دينية.

وبالتالي نتحدى الكيان الصهيوني أن يأتي بأي حادثة تشير إلى أن حركة حماس متورطة فيها.. حتى الأسرى نحن نتعامل معهم بما تفرضه علينا الأحكام الشرعية في التعامل مع الأسرى ودائما ما نحيطهم بالرعاية والاهتمام.

كيف تنظرون إلى الموقف الأميركي من خلال هذه الإجراءات الداعمة للكيان الصهيوني؟

الولايات المتحدة منذ قيام الكيان الصهيوني وجميع الإدارات الأميركية بلا استثناء كانت منحازة لهذا الكيان مع اختلاف الدرجة.

فموقف أميركا متوقع ولكن الموقف هذه المرة ذهب بعيداً إلى درجة إرسال حاملة الطائرات أساساً من أجل مواجهة تنظيم مقاتل.. تنظيم مقاوم.

وهذا يؤكد الدعم المطلق للكيان الصهيوني الذي تجاوز حتى اللياقات الدبلوماسية والسياسية بسبب المأزق الذي تعيشه الولايات المتحدة بعد هزيمة ربيبتها إسرائيل هزيمة ساحقة.

وأيضا سلوك بايدن هو سلوك يقدم مساندة معنوية كبيرة يضاف إلى ذلك الحسابات الانتخابية الذي يريد أن يقدمها بين يدي اللوبي الصهيوني في أميركا بأنه يقف مع هذا الكيان الصهيوني قلبا وقالبا.