مع إصرار إسرائيل على المواجهة.. هل صار "النووي" خيارا قسريا لإيران؟
"طهران قد ترى في النووي الخيار الوحيد المتبقي الذي يمكن أن يضمن أمن نظامها"
تصاعدات تقديرات أخيرا في أميركا والدول الغربية بشأن تسريع إيران برنامجها النووي لإنتاج قنبلة، تعوض بها تآكل “محور المقاومة” الذي تديره في عدة دول عربية وتعرض لضربات قاسية بالأسابيع الأخيرة.
التقديرات الغربية أشارت إلى أن التهديدات المتزايدة من إسرائيل وأميركا بتدمير منشآت إيران النووية، تثير مخاوف من أن تدفع طهران للاعتقاد بأن لا وسيلة للدفاع بالوقت الراهن سوى السلاح النووي.
وذلك لضمان "ردع نهائي" ضد أي اعتداءات مستقبلية ضدها، على طريقة الردع بين باكستان والهند.
"النووي" بديل "المحور"
ظلت طهران تبني على مدار سنوات محورا عسكريا يكون ذراعها في ردع إسرائيل وأميركا، عماده حزب الله اللبناني، وقوى عسكرية أخرى في اليمن والعراق وسوريا.
لكن الضربات التي وجهها الاحتلال لغالبية أطراف هذا المحور في الحرب الحالية، ووصول التهديد لإيران نفسها، ربما يدفع طهران لخلق ردع جديد هو السلاح النووي.
أغلب التقديرات الأميركية والأوروبية التي نقلتها صحف عن مسؤولين وخبراء، شددت على تغيير منتظر في إستراتيجية إيران، يتمثل في لجوئها للخيار "النووي" كسلاح ردع، بدل فكرة “محور المقاومة” الذي تحركه لردع إسرائيل.
وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، نقلت عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين في 3 أكتوبر/تشرين أول 2024 أن "الانتكاسات" الأخيرة التي نالت طهران، "قد تدفعها إلى اتخاذ خطوات متسارعة في برنامجها النووي".
قالوا إن "شعور طهران بأنها محاصرة ومهددة بشكل متزايد، قد يدفعها إلى تسريع وتيرة تطوير قدراتها النووية، أو السعي لامتلاك أسلحة ذرية في مواجهة ما تعده "تهديدات متصاعدة لأمنها القومي".
"أندريا ستريكر"، نائبة مدير برنامج منع الانتشار والدفاع البيولوجي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قالت إن امتلاك إيران للأسلحة النووية سيوفر لها "القدرة الرادعة النهائية، وسيجعل واشنطن وإسرائيل تخشيان التصعيد ضدها".
أيضا نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن محللين تأكيدهم في 5 أكتوبر، أن النكسات العسكرية لحلفائها، قد تدفع طهران نحو امتلاك القنبلة النووية.
قالوا: "يخشى مسؤولون ومحللون أميركيون أن تكون الخسائر التقليدية التي تكبدتها إيران هي بالضبط نوع من التطورات التي قد تؤدي إلى اندفاعة أخيرة نحو القنبلة".
الرادع الوحيد
"ديفيد أولبرايت"، الخبير في الأسلحة النووية، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي بواشنطن قال: " إن إضعاف حماس وحزب الله، إلى جانب فشل إيران في إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل بضرباتها الصاروخية، يعني إضعاف محور إيران، وإذا لم يكن محور المقاومة فعالا، فإن الرادع الوحيد قد يكون النووي".
وتشير دراسة لموقع "نشرة العلماء الذريين" مطلع أكتوبر 2024 إلى أن "طهران قد ترى في تسليح برنامجها النووي الخيار الوحيد المتبقي الذي يمكن أن يضمن أمن نظامها".
وذكر موقع "أكسيويس" الأميركي في 2 أكتوبر 2024 أن قادة الاحتلال يتخوفون من أن يؤدي رد إيران على مهاجمة برنامجها النووي، لمنح "شرعية دولية" لإيران للتقدم نحو إنتاج القنبلة الذرية.
كما سيحول الحرب إلى حرب إقليمية بشكل كامل ومطلق، والمواجهة المباشرة مع إيران يمكن أن تستغرق سنوات، خاصة أنه يوجد صبر لدى الإيرانيين وحماس وحزب الله ويشكلون تهديدا عسكريا.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 3 أكتوبر 2024، أنه مع وجود اثنين من أقوى حلفاء إيران، حزب الله وحماس، في صراع مصيري للبقاء، فقدت طهران ركيزة أساسية من إستراتيجية الردع التي تتبعها.
أكدت أن هذا أعطى إسرائيل فرصة لضرب من تراه أخطر أعدائها، والتطلع لضرب إيران نفسها.
نقلت عن "ميك مولروي"، وهو ضابط متقاعد في وكالة الاستخبارات المركزية، أنه "إذا لم تعد القوات الوكيلة (المحور) فعالة للإستراتيجية الإيرانية، وإذا أدركوا أن قواتهم التقليدية ليست قريبة على الإطلاق".
والخيار الوحيد الآخر، من وجهة نظرهم، سيكون "محاولة الحصول على أسلحة نووية كافية لجعل ضرب إيران صعبا للغاية دون المخاطرة برد نووي".
ويقول الباحث الإيراني، عارف نصر، إن إيران اعتمدت على مدى العقود الماضية إستراتيجية أطلق عليها "الحروب غير المتناظرة"، سعت من خلالها لامتلاك مليشيات وصواريخ وطائرات مسيرة، كرد على التفوق التكنولوجي العسكري لإسرائيل والولايات المتحدة.
لكن تطورات الأسابيع الأخيرة في إيران وفي صفوف وكلائها، طرح تساؤلات بشأن ما إذا كانت طهران ستعيد النظر في إستراتيجيتها الإقليمية بشكل جذري، وتبني نهج أكثر تشددا يعمد للسلاح النووي كرادع إستراتيجي بديل عن "محور المقاومة".
أي أن استهداف إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية من شأنه أن يدفع كبار القادة الإيرانيين لعبور العتبة النووية، إذا تعرض استثمارهم الذي استمر لعقود في ذلك البرنامج للهجوم"، حسب "بلومبيرغ."
ويُقصد بمصطلح "العتبة النووية" الإشارة إلى الدول التي تمتلك التكنولوجيا اللازمة لصنع أسلحة نووية، ويشتبه في أنها تمتلكها أو تتطلع إلى حيازتها.
هل فجرت قنبلة؟
وبالتزامن مع تسريب شائعات عن قرب الهجوم الإسرائيلي على منشآت نووية إيرانية يوم 6 أكتوبر 2024، نشرت أنباء غير مؤكدة عن رصد تفجير نووي إيراني تحت الأرض أحدث هزة أرضية ما أثار تساؤلات من قبيل، هل كانت تجربة على قنبلة ذرية إيرانية لردع الاحتلال؟
حيث رصدت محطة أرمنية هزة بقوة 4.6 درجات في إيران مساء 5 أكتوبر 2024، وأشار باحثون إلى أن الانفجار لم يظهر موجة ضغط زلزالية، مما يجعله "أقرب إلى الانفجار منه إلى الزلزال".
وقارن الباحثون بين هذا الزلزال واختبارات الانفجار النووي في باطن الأرض، وبينه وبين اهتزازات الزلازل التقليدية، مرجحين أن يكون ما جرى يشبه أكثر اختبارا نوويا.
حيث لم يتم تسجيل أي هزات ارتدادية، وهو دليل آخر يشير إلى أن الحدث كان انفجارا وليس نشاطا زلزاليا طبيعيا، وفق موقع DD Geopolitics، الذي يستهدف "التصدي للسرديات الغربية والرقابة في وسائل الإعلام"، وفق تعريف نفسه.
وتساءلت عدة حسابات عسكرية: هل هو زلزال أم تجربة نووية؟ مشيرة إلى أن ما جرى في إيران يثير مخاوف كبرى.
هل يمكنها إنتاج قنبلة ذرية؟
وفقا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الهيئة الرقابية النووية العالمية، كان البرنامج النووي الإيراني ينتج ما يعادل مواد كافية لقنبلة واحدة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، كل 3 أشهر.
وهذه المادة يمكن تخصيبها بسرعة إلى مستوى 90 بالمئة، وهو المستوى المستخدم في معظم الأسلحة النووية، لإنتاج 15 كيلوغراما من الوقود اللازم لرأس حربي بسيط.
وقد أشار تقييم لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، نشر في يوليو/تموز 2024، إلى أن إيران ربما ستتخذ المزيد من الخطوات، نحو الخيار النووي.
وأوضح أن طهران "تنظر في تركيب أجهزة طرد مركزي أكثر تقدما، وزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب أكثر، أو تخصيب اليورانيوم حتى 90 بالمئة، ردا على مزيد من العقوبات أو الهجمات أو الرقابة"، ما يعني وصولها لإمكانية إنتاج قنبلة نووية.
وفي ظل خضوع إيران لعقوبات اقتصادية ورقابة دولية كانت تلتزم بعدم تخصيب اليورانيوم فوق 60 بالمئة، لكن استمر تصنيفها كـ "دولة عتبة نووية".
ومطلع مارس/آذار 2023، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها عثرت على جزيئات من اليورانيوم خصبت إلى درجة 83.7 بالمئة، وهي قريبة جدا من التخصيب اللازم لصناعة أسلحة نووية، في مفاعل فوردو النووي تحت الأرض في إيران، وفق شبكة "بي بي سي".
ومع هذا تقول "وكالة بلومبيرغ" إن الحصول على مثل هذه الأسلحة النووية يعد "خطوة على المدى الطويل لطهران، ولن تؤثر فورا في الصراع الحالي في الشرق الأوسط".
حيث لا يزال يتعين هندسة المواد النووية ووضعها في رأس حربي قابل للوصول لهدفه، وقد يستمر ذلك لأشهر، اعتمادا على مدى تطور الجهاز، وهو ما يؤكده أيضا تقييم "مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية".
وحتى إذا سرعت إيران جهودها لتصنيع ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة، فسوف يستغرق ذلك أشهرا وربما عاما لصنع سلاح نووي، حسبما قال خبراء لصحيفة "نيويورك تايمز" 5 أكتوبر 2024.
وتؤكد إيران دوما أنها لا تسعى للحصول على أسلحة نووية، وهناك فتوى سابقة للمرشد الإيراني علي خامنئي، تحرم امتلاك القنبلة النووية، لكن بدأ مسؤولون إيرانيون حاليون وسابقون يطلقون تصريحات تشير إلى أن بلادهم قد تعيد النظر في عقيدتها النووية.
وشهد البرنامج النووي الإيراني تصعيدا ملحوظا بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي، الذي كان يفرض قيودا على أنشطة إيران النووية، مقابل تخفيف العقوبات الغربية.
ومنذ انهيار الاتفاق، تخلت إيران عن جميع القيود التي فرضها الاتفاق على برنامجها، وتخصب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة بالقرب من مستويات الأسلحة التي تبلغ 90 بالمئة.
وعطلت إيران كاميرات المراقبة التي نصبتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنعت بعض مفتشي الوكالة من دخول البلاد. كما هدد المسؤولون الإيرانيون بشكل متزايد بإمكانية سعيهم للحصول على أسلحة نووية.
هل تتأثر منشآتها؟
رغم تأهب إيران لاحتمال أن ينال الهجوم الإسرائيلي، منشآتها النووية والنفطية، لا يبدو أن تل أبيب تنوي توجيه ضربة شديدة لمنشآت إيران النووية.
لدى إيران عدد من الأهداف الحساسة، بما في ذلك مواقع إنتاج النفط والقواعد العسكرية والمواقع النووية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" 5 أكتوبر 2024.
ومع أن إسرائيل ترى في برنامج إيران النووي تهديدا لوجودها، إلا أن مسؤولين إسرائيليين قالوا إنه ليس لديهم خطط فورية لضرب المنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك محطات إنتاج وتخصيب اليورانيوم ومناجم اليورانيوم ومفاعلات الأبحاث.
وسيكون استهداف المواقع النووية، وكثير منها عميق تحت الأرض، صعبا دون مساعدة من الولايات المتحدة، ولا يعرف هل تصريح الرئيس الأميركي بايدن، بشأن إنه لن يدعم هجوما على المواقع النووية الإيرانية، صادق أم ضوء أحمر لضربها.
فحين سئل الرئيس الأميركي جو بايدن عما إذا كان يؤيد توجيه ضربة إسرائيلية إلى المنشآت النووية الإيرانية، أجاب بشكل لا لبس فيه: "الجواب هو لا".
وهذا الرفض الأميركي القاطع بعدم استهداف المنشآت النووية الإيرانية يصعب مهمة إسرائيل وقد يجعلها مستحيلة إذا التزمت أميركا فعليا بهذا الموقف المعلن من قبل بايدن.
وأكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في 4 أكتوبر 2024، أنه بدون دعم الولايات المتحدة، فإن الضربة الجوية الإسرائيلية المنفردة على المنشآت النووية الإيرانية ستكون محفوفة بالمخاطر.
وفي أفضل الأحوال لن تؤدي إلا إلى تأخير برنامجها بدلا من تدميره، وفقا لمحللين.
ورصد تقرير فايننشال تايمز ثلاثة أسباب تصعب من مهمة القوات الإسرائيلية في ضرب منشآت إيران النووية هي: المسافة الطويلة والتزود بالوقود والدفاع الجوي الإيراني.
حيث تبعد إسرائيل عن القواعد النووية الرئيسة الإيرانية أكثر من 1600 كيلومتر، وللوصول إليها، يتعين على الطائرات الإسرائيلية عبور المجال الجوي السيادي للسعودية والأردن والعراق وسوريا وربما تركيا.
ووفقا لتقرير صادر عن "دائرة أبحاث الكونغرس"، فإن الطيران إلى الأهداف والعودة من شأنه أن يستنزف كل قدرة إسرائيل على التزود بالوقود جوّا وقد يترك مجالا للخطأ.
أيضا تخضع المواقع النووية الرئيسة في البلاد لحراسة مشددة، وسوف تحتاج القاذفات الإسرائيلية إلى الحماية بواسطة طائرات مقاتلة.
ووفقا لتقرير مركز أبحاث الكونغرس، فإن هذا يتطلب حزمة من الضربات التي يتطلب القيام بها نحو 100 طائرة، وهو ما يعادل ثُلث الطائرات القادرة على القيام بعمليات قتالية، في القوات الجوية الإسرائيلية والتي يبلغ عددها 340 طائرة.
ويقع مصنع تخصيب الوقود الضخم في نطنز، الذي تحيطه جبال زاغروس من الغرب، على عمق كبير تحت الأرض، لدرجة أن بعض القنابل الخارقة للتحصينات الأكثر تطورا في العالم قد تجد صعوبة في الوصول إليه.
وثاني أكبر مصنع في فوردو محفور في جبل، وسوف يتطلب تدمير هاتين المنشأتين أسلحة قادرة على اختراق عشرات الأمتار من الصخور والخرسانة المسلحة قبل أن تنفجر، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية 3 أكتوبر 2024.
ويعتقد أن منشأة تخصيب اليورانيوم الأساسية في نطنز تتمتع بحماية بطاريات مضادة للطائرات وسياج محيطي وقوات الحرس الثوري الإيراني.
وتمتلك إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات، مثل قنابل جي بي يو 31 التي يبلغ وزنها 2000 رطل، والتي ألقتها القوات الجوية الإسرائيلية على أربعة مبانٍ في بيروت لقتل حسن نصر الله.
إلا أن التقارير الإسرائيلية أشارت إلى أن 80 قنبلة استخدمت في تلك الضربة، ومن غير المرجح أن يؤدي وابل مماثل الحجم إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية الأكثر حماية.
القنبلة الخارقة
ويقول محللون إن هناك سلاحاً واحداً فقط قادر على القيام بهذه المهمة وهو القنبلة العملاقة الموجهة بدقة جي بي يو 57 التي يبلغ طولها نحو 6 أمتار، وتزن 30 ألف رطل، ويمكنها أن تخترق 60 متراً من الأرض قبل أن تنفجر، وفقاً للجيش الأميركي.
ومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل تمتلك مثل هذه القدرات، وقد اقترح بعض صناع السياسات الأميركيين السابقين مرارًا وتكرارًا أن واشنطن لابد أن تزودها بهذه القنابل.
ويؤكد "إيهود إيلام"، الباحث السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، لصحيفة "التايمز" أنه حتى لو تمكنت إسرائيل من الحصول على القنبلة الخارقة للدروع، فإن "طائراتها المقاتلة من طراز إف-15 وإف-16 وإف-35 لن تتمكن من حملها"
حتى القنبلة GBU-57 قد لا تكون كافية لتدمير المنشآت النووية، فقد أشارت دراسة أجراها مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، وهو مؤسسة بحثية أميركية، عام 2010 إلى أن بعض الخبراء يعتقدون أن الأسلحة النووية هي "الأسلحة الوحيدة القادرة على تدمير الأهداف في أعماق الأرض أو في الأنفاق".
مع هذا تشير تقارير غربية إلى أنه يمكن للطائرات الإسرائيلية تعطيل المواقع النووية بقصف مداخل الهواء والبنية الأساسية الداعمة الأخرى.
قد يؤدي هذا إلى تعطيل الدرجة العالية من الدقة التي تحتاجها أجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم للعمل بشكل صحيح، على الرغم من أنها لن تُدمرها.
هناك أيضا خيار إسرائيلي آخر هو "التخريب"، ففي عام 2021، ضرب انقطاع التيار الكهربائي، الناجم على ما يبدو عن انفجار مخطط له، نظام الطاقة الداخلي في نطنز الذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض.
وفي عام 2010، زُعم أن الولايات المتحدة وإسرائيل أوقفتا أيضًا البرنامج النووي الإيراني بفيروس الكمبيوتر "ستوكسنت"، لكن مثل هذه الهجمات لم تنجح في إيقاف عمله لفترة طويلة.
وفي كل الأحوال سيتطلب أي عمل لتدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت الرئيسة في إيران دعماً أميركياً واسع النطاق، إن لم يكن مشاركة مباشرة".
وذلك حسبما ذكرت ورقة بحثية لمعهد "رويال يونايتد للخدمات" أشارت لها صحيفة "التايمز".
ومطلع أكتوبر 2024، وقبل الهجوم الإيراني بساعات، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين عرب، أن إسرائيل حذرت إيران من رد مباشر يستهدف منشآتها النووية أو النفطية حال نفذت الهجوم الصاروخي واسع النطاق الذي شنته.
وزعمت أن إيران نبهت مسؤولين عربا إقليميين إلى خطتها لإطلاق الصواريخ، وهو ما دفع إسرائيل إلى إرسال رسالة واضحة، مفادها أنها سترد على أي هجوم على أراضيها، بغض النظر عن حجمه أو الخسائر.
وعقب تنفيذ الهجوم الإيراني، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" مطلع أكتوبر 2024، أن صناع القرار في إسرائيل يدرسون إمكانية شن "هجوم استباقي" على المنشآت النووية في إيران.
ويشرح الخبير النووي في مركز كارنيغي "جيمس أكتون" لماذا سيكون من غير المجدي أن تهاجم إسرائيل البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن "الهجوم من شأنه أن يعزز عزم إيران على امتلاك الأسلحة النووية، وفي الوقت نفسه لن يدمر بشكل دائم قدرتها على تحقيق هذا الهدف".
أكد لـ "نشرة علماء الذرة" الأميركيين 5 أكتوبر 2024 أن التقديرات الإسرائيلية تؤكد أن "هجوما كهذا لن يؤدي إلى تدمير جميع أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم وقد يعجل بسعي إيران لإنتاج قنبلة نووية".
وحذر من أنه لو حدث الهجوم الإسرائيلي فسوف تطرد إيران مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحاول تصنيع اليورانيوم عالي التخصيب لاستخدامه في صنع الأسلحة في مصانع الطرد المركزي.
"وحتى لو حقق الهجوم الإسرائيلي نجاحاً كبيراً، في أكثر الحالات تفاؤلاً، فإن برنامج الطرد المركزي الإيراني سوف يعاد تشغيله بسرعة، لأن إيران تمتلك بالفعل منشآت طرد مركزي سرية".
المصادر
- Facing military setbacks, Tehran may look to the bomb, analysts fear
- Weakened Iran Raises Fears It May Make Push for Nuclear Arms
- Can Israel destroy Iran’s nuclear facilities by itself?
- Carnegie nuclear expert James Acton explains why it would be counterproductive for Israel to attack Iran’s nuclear program
- Iran digs deep to put nuclear facility beyond Israel arsenal
- Israel plans massive Iran payback with Middle East on edge