أحمدي نجاد ينجو مجددا من محاولة "اغتيال” فاشلة.. ما علاقتها بترامب؟

يوسف العلي | 4 months ago

12

طباعة

مشاركة

تزامُن الحديث عن محاولة اغتيال فاشلة للرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، بعد إدانته ضمنيا لحادثة استهداف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أثار تساؤلا ملحا عن حقيقة ما تعرض له الأول، والذي استبعده نظام ولاية الفقيه من السباق الرئاسي الأخير في إيران.

ورغم أن المحاولة ليست محسومة، لكن هناك دلائل تشير إلى إمكانية حدوثها. فنجاد السياسي الإيراني الوحيد الذي أدان محاولة اغتيال ترامب.

وقال عبر منصة إكس: "إن أعمال الإرهاب والتطرف، سواء كانت من الدولة أو من غير الدولة، تعد من أبشع الأعمال المعادية للإنسانية، والتي لا يمكن التعبير عن عمق شرورها بالكلمات".

وأضاف نجاد في 14 يوليو/ تموز 2024: أن "الإنسانية تعاني من آلام شديدة في جميع أنحاء العالم. الإرهاب إرهاب".

محاولة الاغتيال

في 24 يوليو، كشف موقع "إيران إنترناشيونال" المعارض، أن الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، كان هدفا لمحاولة اغتيال فاشلة في يوم 15 يوليو، وذلك من خلال تخريب السيارة المستخدمة في نقله.

وبحسب معلومات الموقع المعارض، فإن أحمدي نجاد ورفاقه كانوا متوجهين إلى زنجان، شمال غرب إيران، للمشاركة في مراسم العزاء بيوم تاسوعاء (التاسع من المحرم)، وقبل المغادرة، قام رئيس الفريق الأمني بفحص سيارة لاند كروزر، التي تم إصلاحها حديثًا.

وتابع: "كان من المفترض أن يستقلها أحمدي نجاد، واشتكى من أن مكيف الهواء في السيارة لم يتم إصلاحه بشكل صحيح، وطلب من نجاد ركوب سيارة لاند كروزر أخرى".

ووفقا للمعلومات، التي نشرتها "إيران إنترناشيونال"، فإنه على طول طريق كرج- قزوين السريع، وبعد أن قطعوا ربع الطريق، خرج جهاز التحكم في التوجيه والمكابح في السيارة (لاند كروزر)، التي كان من المفترض أن يستقلها أحمدي نجاد، عن سيطرة السائق بشكل مفاجئ.

وأضاف: "انعطفت هذه السيارة ثلاث مرات إلى المسار الذي كانت تسير فيه سيارات أخرى عابرة بسرعة عالية، وبعد أن انحرفت مرتين إلى اليمين واليسار اصطدمت بالجدار الخرساني في منتصف الطريق السريع، ثم اصطدمت بسيارة أخرى من السيارات التي كانت ضمن فريق نجاد الأمني".

وذكر الموقع المعارض، أنه في 20 يوليو، -أي بعد خمسة أيام من محاولة الاغتيال الفاشلة لأحمدي نجاد-، أرسل مكتب الأخير خطابا لإبلاغ "السلطات المسؤولة" بوقوع الحادث، واشتكى من محاولات عديدة لاغتيال الرئيس الإيراني الأسبق.

وفي المقابل، نفى محمد رضا سرودلير، مدير الموقع الإعلامي لمكتب محمود أحمدي نجاد، في 24 يوليو، التقارير الصحفية التي تحدثت عن إحباط محاولة اغتيال الرئيس الأسبق.

ونقلت وكالة "بغداد اليوم" في 24 يوليو، عن سرودلير، قوله إن "ما يجرى تداوله في وسائل الإعلام الإيرانية المعارضة التي تبث من الخارج عن إحباط محاولة اغتيال نجاد في إيران معلومات كاذبة ولا أساس لها من الصحة".

وعند سؤاله عن عدم إصدار نجاد بيانا ينفي هذه الأخبار، قال سرودلير إن "نشر مثل هذه المعلومات تحمل أهدافا سياسية وأمنية مغرضة، ومحاولة تشويه صورة الوضع الأمني في إيران. هذه وسائل إعلام كاذبة مثل (إيران إنترناشونال، وبي بي سي فارسي) وغيرها".

محاولات سابقة

لم تكن هذه المرة الأولى التي يجرى فيها الحديث في وسائل الإعلام عن محاولة اغتيال نجاد، إذ سبق أن جرى تسليط الضوء على نحو أربع محاولات تعرض لها الأخير خلال الأعوام من 2007 وحتى 2024.

وبحسب "إيران إنترناشيونال"، فإنه في عام 2018، قال أحمدي نجاد: "قضية اغتيالي خطيرة، فهم يقتلون الشخص وينظمون أيضًا مراسم عزاء له، ثم يتهمون الآخرين، لقد قمت بتسجيل هذه الملفات، التي أعرفها، ووضعتها في بعض الأماكن الآمنة".

في 4 أغسطس/ آب 2010، تضاربت الأنباء بشأن تعرض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لمحاولة اغتيال، وذلك خلال زيارة كان يقوم بها لمدينة همدان جنوب غربي البلاد. 

وتحدث في حينها مصدر من مكتب الرئيس الإيراني بأن نجاد نجا من هجوم بقنبلة محلية الصنع أُطلقت على موكبه خلال زيارة لهمدان، أثناء توجهه من مطار المدينة لإلقاء كلمة في ساحة رياضية. 

وأكد المصدر لوكالة "رويترز" أن "الرئيس لم يصب ولكنّ آخرين أصيبوا في الانفجار، واعتقل شخص واحد"، مشيرا الى أن "التحقيقات مستمرة لمعرفة من يقف وراء الهجوم". 

وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، نفى "مصدر مطّلع في الرئاسة الإيرانية" لتلفزيون "برس تي في" الإيراني، تعرض نجاد إلى أي محاولة اغتيال، فيما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، بأن شابا من همدان أطلق من بين "الحشود الجماهيرية الغفيرة" المستقبلة للرئيس مفرقعةً تعبيرا عن ابتهاجه بالمناسبة. 

وقالت الوكالة إن هذا التصرف الذي قام به الشاب "لم يؤدِّ إلى حدوث أي إخلال في مراسم الاستقبال الجماهيرية لرئيس الجمهورية والوفد المرافق له، إلا أن وسائل إعلام أجنبية سعت إلى استغلال الحادث في مسار أهدافها السيئة". 

وفي 25 مايو/ أيار 2011، كشفت صحيفة "عصر إيران" الإلكترونية، أن الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، تعرض إلى محاولة اغتيال أثناء زيارته إلى العراق عام 2008.

وزعمت الصحيفة الإيرانية أن أحد النواب العراقيين السابقين في البرلمان كان له دور في التخطيط لمحاولة اغتيال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي، إذ شارك في التخطيط للهجوم بقذائف الهاون على المنطقة الخضراء ببغداد تزامنا مع زيارة الأخير إليها.

وادعت "عصر إيران" حينها أن النائب السني في البرلمان العراقي محمد الدايني، الذي رفع البرلمان العراقي الحصانة عنه عام 2009، اتخذت إجراءات قضائية ضده بعد الكشف عن تورطه في هذه القضية.

وتعرض النائب الدايني لاتهامات تتعلق بتفجير حصل في مبنى البرلمان العراقي عام 2007، وراح ضحيته ثمانية أشخاص بينهم النائب السني محمد عوض، وأصدر القضاء في حينها حكما غيابيا بالإعدام كونه غادر العراق، بعد اتهامه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بتلفيق القضية ضده.

وفي عام 2015، سلّم الدايني نفسه إلى القضاء العراقي، وبعدها بعام واحد جرى الإفراج عنه وإسقاط الاتهامات الصادرة بحقه وتبرئته من حادثة تفجير البرلمان عام 2007.

استبعاد مستمر

حاول، أحمدي نجاد، أكثر من مرة العودة إلى الرئاسة بترشيح نفسه للانتخابات، لكنه استبعد من المنافسة، وكان آخرها رفض مجلس صيانة الدستور ترشحه لانتخابات يونيو 2024، ما دفعه لعدم دعمه أيا من المرشحين، لا سيما من التيار الأصولي الذي ينتمي إليه. 

ورشح أحمدي نجاد لانتخابات الرئاسة مرتين في 2017 و2021، حيث كان يواجه رفضا من المرشد الأعلى علي خامنئي بعودته للترشيح، لكن استبعد أيضا من مؤسسة "مصلحة تشخيص النظام" التي تعد أعلى سلطة للمصادقة على المرشحين.

تولى نجاد رئاسة إيران لولايتين متعاقبتين امتدت من عام 2005 إلى 2013، إذ بعد فترة قصيرة من انتخابه رئيسا للمرة الأولى، وعرف عنه بأنه من أشد المعارضين لسياسة الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه عزز العلاقات بين إيران وروسيا وفنزويلا وسوريا ودول الخليج العربي.

وقد دعا نجاد عندما كان رئيسا لإيران إلى حل دولة الاحتلال الإسرائيلي وإجراء انتخابات حرة في فلسطين. وأعرب عن اعتقاده بأن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى صوت قوي في المنطقة مستقبلا.

وفي عام 2006، عدت مجلة "تايم" البريطانية الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد من بين المئة شخصية الأكثر تأثيرا في العالم.

بعد تولي أحمد نجاد رئاسة إيران عام 2005، ذكر الإعلام الغربي بأنه كان بين الطلاب الذين اقتحموا السفارة الأميركية في طهران إبان الثورة الإيرانية على حكم الشاه عام 1979، مما أثار أزمة الرهائن، وهو ما أنكرته الحكومة الإيرانية.

بعد الثورة الإيرانية التي قطف ثمارها رجل الدين، روح الله الخميني، وأصبح مرشدا أعلى لإيران عام 1979، بات أحمدي نجاد عضوا في مكتب تعزيز الوحدة، وهي منظمة وضعت لمنع الطلاب من التعاطف أو التحالف مع منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة.

كانت أولى مناصبه السياسية، تعيينه كحاكم لمقاطعتي ماكو وخوي في محافظة أذربيجان الغربية خلال الثمانينيات. ثم أصبح مستشارا للحاكم العام لمحافظة كردستان لمدة عامين.

وخلال دراسته للدكتوراه في هندسة النقل والتخطيط، عين حاكما عاما لمحافظة أردبيل في عام 1993، حتى استبعده الرئيس الإيراني محمد خاتمي في 1997، فعاد بعد ذلك إلى التدريس، ثم في عام 2003 أصبح رئيسا لبلدية طهران بانتخاب من أعضاء البلدية.