لأول مرة منذ الطوفان.. القسام يأسر جنودا إسرائيليين بغزة وناشطون: بداية النهاية
"القسام يدرس أساليب عمل جيش الاحتلال وتحركاته"
في اليوم الـ 232 على العدوان، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تمكنها من أسر جنود إسرائيليين، في ورقة قوة إضافية لأي صفقة تبادل وتهدئة قادمة.
وأعلن أبو عبيدة، الناطق باسم الكتائب، أن أول عملية أسر جنود إسرائيليين منذ بداية العدوان، جرت في 25 مايو/أيار عندما استدرجت المقاومة قوة صهيونية إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأضاف في كلمة مسجلة أن مقاتلي القسام "أوقعوا هذه القوة في كمين داخل النفق وعند مدخله، وتمكنوا من الاشتباك مع أفرادها من المسافة صفر".
وأوضح أبو عبيدة أنه عندما حضرت قوة إسناد تمت مهاجمتها بعبوات ناسفة، وأوقع المقاتلون جميع أفراد القوة بين قتيل وجريح وأسير، واستولوا على العتاد العسكري لها.
وبثت "القسام" تسجيلا مصورا عقب كلمة "أبي عبيدة"، يظهر فيه سحب جندي إسرائيلي أسير داخل أحد الأنفاق في جباليا في إطار عملية القسام النوعية في جباليا.
وقالت الكتائب، إن هذا ما سمح بنشره فقط حتى الآن وإن “للحديث بقية”، وفق ما أظهر مقطع الفيديو. وبدوره، نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي مباشرة الأنباء عن أسر جنود.
وتحدث ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #كمين_جباليا، #اسر_جنود، #جباليا_مقبرة_الغزاة، #ابو_عبيدة، #كتائب_القسام، وغيرها، عما يحمله كمين المقاومة لجنود الاحتلال في جباليا من دلالات، مبشرين ومستبشرين بأنه بداية النهاية للاحتلال وللحرب.
وعدوا الكمين دليلا دامغا على فشل الاحتلال خاصة في ميدان القتال في مقابل السيطرة الكاملة للمقاومة الفلسطينية وقوتها وصلابتها وأن الكلمة العليا لها، ساخرين من إصراره على تبني الأكاذيب ورفض الاعتراف بالهزيمة ونفي أسر جنوده.
حفاوة بالكمين
وتفاعلا مع كمين المقاومة، أكد الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، أن ما حصل في جباليا لم يأت من فراغ، وبشكل عام، وأن ما نلاحظه في هذه المرحلة من تقدم المقاومة بشكل أكبر من بداية الحرب لم يأت عبثا.
وقال إن الصهاينة أضاعوا زخم قوتهم في بداية الحرب مما أدى لاستنزاف جيشهم واضطروا لتسريح معظم قوات الاحتياط، وهم يحاربون الآن بحجم قوات أصغر وهذا يعرضها لمخاطر أكبر، ولم يكن ممكنا أسر جنود لولا أنه لا توجد قوات كافية لإسنادهم.
وأضاف عز الدين، أن القسام كان يدرس أساليب عمل جيش الاحتلال وتحركاته إلى أن أصبحت تصرفاته كالكتاب المفتوح مما سهّل نصب الكمائن له، مبشرا بأن ما حصل في جباليا لن يكون حدثا استثنائيا بل سيتكرر مرة ثانية وثالثة وعاشرة بأشكال مختلفة.
وأرجع توقعاته إلى أن قادة الاحتلال لم يتعلموا الدرس ولن يتعلموه، ونتنياهو والقطيع الذي يسير خلفه يرفضون الاعتراف بالهزيمة.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن الجديد في خبر أبو عبيدة، يتلخّص في "الأسر" الذي لم يحدث منذ بدء الاجتياح، مؤكدا أنه جديد سيعزّز أزمة الغزاة، إذا اكتمل على النحو المأمول.
وحث محمد النجار، على التوقف عند هذا الحدث جيدا، قائلا إن هذه العملية تنسف سردية الجيش الإسرائيلي في هذه المعركة، التي كان عنوانها استعادة الأسرى.
ولفت إلى أن العدو استعاد من جباليا 7 جثث وخسر 12 قتيلا، واليوم يعلن القسام عن مزيد من القتلى بل والأسرى.
وأضاف النجار: "أن تأسر في قلب مخيم جباليا بعد 235 يوما للحرب هو نسف لكل نظريات القتال لدى الجيش الاسرائيلي التي حاول أن يروج لها بأن الضغط العسكري سيؤدي إلى تحرير الأسرى.. دولة يا جباليا دولة".
وقال الباحث سعيد زياد: معذرة يا أبو عبيدة، لكن من قال إن ما حدث "عملية أسر"؟ ما شاهدته حقيقة عبارة عن "عملية شحط/ سحل/ تمريغ في التراب".
وأضاف في تغريدة أخرى، أن العملية في توقيت حساس جدا، في شهر ملتهب أصلا، وأسبوع حافل بالأحداث.
وأكد أن الاستعصاء الميداني في جباليا تحول إلى مهلكة لجيش العدو، ومقتلة لا مثيل لها في المعارك السابقة، لافتا إلى أن الجنود الذين خرجوا لاستعادة رفاقهم وهزيمة حماس، سُحلوا في أنفاق غزة، وفشلوا في تحقيق شيء بعد 232 يوما من القتال.
دلالات وأبعاد
ورصدا لدلالات الكمين وأبعاده وتبشيرا باقتراب النصر، قال الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إن عملية جباليا المركبة الليلة أعادت للواجهة حقيقة ضعف الجيش الصهيوني، وأرجعته إلى المربع الأول، مؤكدة أن روح السابع من أكتوبر لا تزال متّقدة برجالها ومجاهديها، وأن هذا الجيش يمكن أسره وقتله، بل وسحله في أنفاق المقاومة على يد أبطالها.
وأضاف: “لو كان للصهاينة ذرة عقل، لضربوا الليلة نتنياهو وغالانت بالأحذية، فكيف له أن يثير عش الدبابير بيده، وهو يعلم جيدا أنه سيُلدغ منها لدغات قاتلة؟”
وعد الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، أن كلمة أبو عبيدة السابعة والعشرين هي الأكثر أهمية في معركة طوفان الأقصى بعد كلمة الإعلان عن الطوفان نفسه، مؤكدا أن الحدث كبير وكبير جدا، وأكبر من أن ندرك أبعاده في هذه الفترة القصيرة.
وأضاف أن "الساعة والـ34 دقيقة التي عشناها بين إعلان كتائب القسام عن الكلمة وبثها على قناة الجزيرة هم لحظات من الزمن المقدس، وقد مرت على كثير منا كأعوام، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على جلالة هذه المعركة وأهميتها القصوى".
وأكد المدهون، أن ظهور الجزء الأخير من الآية ٢٦ في سورة الأحزاب {فَرِیقࣰا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِیقࣰا} خلف أبو عبيدة يقدّم الخبر بلغة ربانية قبل إعلانه رسميا.
وأضاف أن مفارقة أسر جنود، قد يكونون أحياء أثناء عملية لجيش الاحتلال لاسترداد جثث متحللة لجنود أسروا بسبب فشل آخر للاحتلال كفيل بإسقاط حكومات، مستبشرا بأن الأيام القادمة ستكون حبلى بالأخبار.
ولفت المدهون، إلى أن جيش الاحتلال أنكر عملية الأسر بعد أن أكدها أبو عبيدة، وأن هذه ليست المرة الأولى التي ينكر فيها جيش الاحتلال عملية أسر ليعترف بها لاحقا، مؤكدا أن المصداقية التي بنتها القسام مقابل سمعة الاحتلال القميئة بمصداقيته صورة من صور النصر العظيم التي تحققه القسام أمام أعيننا.
وقال الصحفي محمد ابو قمر، إن هذا الحدث الكبير يثبت من جديد أن المخيم يحفظ أسراره جيدا، وأبناءه يعلمون خباياه وتفاصيله، وذات المخيم يبتلع أعداءه ويكتم تحت أرضه ما لا يريده المحتل النازي.
وتساءل الكاتب والمحلل في الشؤون الدولية والأوروبية حسام شاكر: "شنّوا حرب إبادة بذريعة استعادة أسرى فوقعوا أسرى؟"، لافتا إلى أنهم تفاخروا باستعادة أشلاء فصاروا أشلاء محتجزة في أنفاق قطاع غزة.
وأكد أن حدث السبت يعني ببساطة تصفير عدّاد الإنجازات الوهمية التي روّجتها قيادة نتنياهو وجوقة الحرب والإبادة.
وقال الكاتب ياسين التميمي، إن عملية جباليا التي كشف عنها أبو عبيدة وشملت قتل وإصابة جنود صهاينة في عملية استدراج مركبة ومعقدة، هي في الواقع نسخة مبتكرة من البطولات التاريخية للمحاربين.
وأضاف أن لا مقاييس أو معايير مهنية عسكرية تنطبق على عملية جباليا.. إنها نفحات ربانية تتنزل على أبطال الأنفاق، الذين يبطلون مفعول معركة رفح من جميع النواحي ويفرغون محتوى خطاب نتنياهو المرتقب في واشنطن من مضمونه الحماسي والاستعراضي.
“شبشب” القسام
وعن ملابس مقاتلي المقاومة، قال الباحث في شؤون القدس زياد أبحيص، إن كل تكنولوجيا التجسس والتدمير في العالم لم تستطع أن تمنع مقاتلا يلبس "شبشب" من أن يسحل جنديا صهيونيا إلى الأسر في شمال قطاع غزة بعد 232 يوما من حرب تدمير وإبادة.
وأكد أن بالإرادة وحسن الإعداد والثبات والتوفيق ومعية الله تقيم غزة الحجة على البشرية بأسرها.
ونشرت المذيعة راميا إبراهيم، صورة المقاومة بالشبشب، قائلة: "سلام على حفاة يدوسون بأقدامهم جيش الاحتلال (أقوى جيوش المنطقة) ويمسحوا فيه الأرض.. رافعين رأس الأمة والله".
ووجه الباحث نظير الكندوري، تحذيرا ساخرا للمقاومين، قائلا: "تحذير لإخواننا في غزة المعلومات المتوفرة لجيش الاحتلال، إن الذي أسر الصهاينة يوم أمس كان لابسا شبشبا بنيا فكل واحد لابس شبشب بني عليه الحذر من الزنانات التي تجوب أجواء غزة، تحولت عمليات جيش الاحتلال من البحث عن أسراهم إلى البحث عن الشباشب".
وقال أستاذ الشريعة الإسلامية وصفي أبو زيد، إن الشبشب سلاح جديد أبدعته القسام حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ومرغ كرامته في الأرض.. بالشبشب وبس.. بالتأكيد سيصبح أغلى شبشب في العالم.
وكتب المغرد محمد: "لابس شبشب وخطف أربعة منيح ما هو لابس بوت".
ودعا صلاح المهيني، لملاحظة لباس جندي القسام (يرتدي شبشب)، مؤكدا أن بساطة تجهيزات القسام تتفوق على تعقيدات الصهاينة.
وسخرت المغردة ندى قائلة: "بالشبشب وجرجرتك.. من خيبتك وأسرتك.. فى النفق وفرقعتك.. فيديو وصورتك.. وعلى القناة ونشرتك.. شكرا القسام.. تحيا لأبطال جباليا العزة".
دليل فشل
وتأكيدا على أن ما جرى دليل فشل موثق بالصوت والصورة، أشار الباحث علي أبو رزق، إلى أن كمين جباليا هو أول عملية أسر مباشرة ضد جنود الاحتلال منذ بداية الحرب البرية، مؤكدا أن مثل هذه العمليات القوية توحي بفشل كبير للاحتلال على الأرض، رغم القوة النارية الضخمة وغير المسبوقة من سلاح الطيران.
وأضاف أن المقاتل الفلسطيني أثبت منذ اللحظة الأولى لهذه الحرب أنه مقاتل من طراز فريد، وأنه بالفعل، وبلا مبالغة، يقاتل لتحرير الإنسانية جمعاء من أتون الظلم والغطرسة والعنجهية والاستكبار، ويقاتل لأجل أن يموت، أو ينتصر، وليس في قواميسهم فكرة الخضوع أو الاستسلام.
وذكر الصحفي إسماعيل الثوابتة، أن الآلة الحربية والأمنية والتجسسية المستعملة ضد شعبنا العظيم هنا في غزة هي أعلى وأقصى ما وصلت إليه البشريّة من القدرات التقنيّة، وأن مساحة غزة صغيرة جدا، وأن الحرب لها ثمانية أشهر، وأن الدمار الذي حصل كفيل بإخضاع أقوى الرجال.
وأضاف أن "مع ذلك نحن نشاهد بأعيننا عجز المحتلين عن تحقيق أهدافهم من الحرب إلى الآن، ونشاهد أثر قوّة الإيمان بالله كيف تعمل في النفوس، ونوقن بإحاطة الله بكل شيء، فلا يحدث شيء إلا بإذنه".
وأكد الثوابتة، أن هذا من أعظم ما يحرر الأمة من حالة العجز والخور التي تعيشها، حين تثق بالله وحده وتتوكل عليه ولا تخاف أعداءه.
وسخر الصحفي سليم عزوز، من وضع جنود الاحتلال قائلا إنهم "ذهبوا لتحرير الأسرى فتحولوا إلى أسرى".
وعد الكمين "صفعة على قفا نتنياهو وركلة على مؤخرته، قبل أن تسدد له أخرى في محاشمه"، مؤكدا أن المقاومة تذله وتهينه، وتكشف أن هزيمة إسرائيل ممكنة، هذا الكيان الذي أعطت له الجيوش العربية قيمة وصنعت له هيلمانا.
وأضاف عزوز، أن أوراق اللعبة ليست بيد أميركا التي لم تقصر في الوقوف مع هذا الكيان، لكنها بيد السنوار، ولينصرن الله من بنصره، قائلا: "صحي الليكود العربي يابني يحتفل معنا بما تحقق من نصر وأذاعه أبو عبيدة..
صحي إبراهام ميكروفون إسرائيل من القاهرة، لعله يتذكر أو يخشى".
ورأى يونس أبو جراد، أن أصعب تحدٍّ ومهمة تاريخية للكيان الصهيوني النازي هو كيف يرمم صورة جيشه الذي يُسحل ويهان بهذه الطريقة، كيف يقبل جيش يوصف بأنه الأقوى في المنطقة أن يكون مادة للسخرية بعد أن رأينا بالفيديو كيف سحل جنوده في 7 من أكتوبر وفي 25 من مايو؟!
وتساءل: “كيف تنظر جيوش العالم لجيش الاحتلال بعد النكسات المتتالية التي تلحق به؟!”
أكاذيب الاحتلال
وتعقيبا على نفي جيش الاحتلال الإسرائيلي وجود عملية اختطاف لجنوده، سخر الأكاديمي والباحث براء نزار ريان، قائلا: “نتنياهو: أقسم بالله ما ولادي”.
وقال الإعلامي أحمد منصور: “من الواضح أن نتنياهو أرسل جنوده للمحرقة في غزة ولا يدري عنهم شيئا، فهل يتمرد عليه جنوده بعد إنهاكهم وفشل أهدافهم، وكثرة قتلاهم وجرحاهم وأسراهم؟”
وذكر المغرد تامر، بأن إسرائيل اعترفت في 2014، بعد يومين من إعلان أبو عبيدة عن عملية أسر للجندي شاؤول آرون التي نفاها سفير إسرائيل في الأمم المتحدة بعد إعلان الملثم.
ورأى أن التاريخ يعيد نفسه، مبشرا بأن إسرائيل ستعلن عن عملية الأسر للمقاومة ولن تستطيع إخفاء الأمر، ورجح أنها قد يكون لديها أمل في محاولة استعادتهم أو تنتظر إبلاغ عائلته بشكل رسمي.
وكتب محمد حامد العيلة: "لا تفرج القسام عادة عن معلومات تتعلق بالأسرى إلا بثمن، ومع ذلك نشرت فيديو سحل الجندي الجريح في النفق، لكبح الكذب المتوقع للعدو، ومع ذلك خرج الجيش ببيان ينفي فيه وقوع عملية أسر، رغم أن الفيديو واضح".
وقال الباحث والمحلل السياسي محمد الأخرس، إن من الواضح أن جيش الاحتلال يراهن على استرداد الجنود الأسرى أو استعمال مزيد من النيران في المحيط الجغرافي الضيق لقتلهم؛ وهو ما يفسر بيان النفي المستعجل.
وأكد أن قدرة المقاومة على التصوير والإعلان تشير لتجاوز لحظة الخطر وتأمين المقاتلين والأسرى، قائلا: "لو أن جيش الاحتلال لديه استحكام معلوماتي بشأن الحدث الذي تعرضت له قواته لاعترف بحدوثه على الأقل ولكنه حافظ على الصمت طيلة الساعات الماضية بانتظار إعلان المقاومة."
وكتب في تغريدة أخرى: "لم تكن جثة جندي التي سحبها القسام؛
بل كرامة كيان داستها المقاومة؛ لتسجل فشل حرب الإبادة"، مؤكدا أن غزة كتبت تاريخ الانتصار مرة واحدة وللأبد؛ السابع من أكتوبر يطل على شعبنا من جديد.