إبراهيم أمين السيد.. معمم خبير بالسياسة مرشح لخلافة نصر الله

a month ago

12

طباعة

مشاركة

ما يزال الجميع يترقب اسم الشخصية التي ستقود حزب الله اللبناني في هذه المرحلة الحرجة منذ تاريخ تأسيسه في ثمانينيات القرن العشرين، عقب اغتيال إسرائيل لزعيمه حسن نصر الله.

فبعد الحديث عن محاولة اغتيال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين المرشح الأوفر حظا لخلافة نصر الله، قفز رئيس المجلس السياسي للحزب المعمم "إبراهيم أمين السيد" كأحد أبرز الشخصيات المرشحة لزعامة الحزب.

"تربية الحرس الثوري"

إذ يعد السيد (69 عاما) من أهم الشخصيات السياسية التي لها دور في الشؤون المحلية والإقليمية والدولية، وهو ما يكسبه مكانة كبيرة بإدارة السياسات العامة للحزب.

ويحسب لإبراهيم أمين السيد قدرته على إطلاق توصيفات للأحداث السياسية التي تعصف بلبنان مستخدما لغته البيانية العالية في ذلك.

ويصف المكتب الإعلامي لحزب الله "إبراهيم أمين السيد" بالشخصية الثانية في هرمية الحزب بعد الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله بلبنان منذ عام 1991.

ومنذ اغتيال زعيم حزب الله الثالث حسن نصرالله في ضربة إسرائيلية على ضاحية بيروت في 27 سبتمبر 2024، يواجه الحزب تحديات كبيرة أهمها انتخاب أمين عام جديد لإعادة ترتيب صفوفه.

وقفز اسم "إبراهيم أمين السيد" الذي يرتدي عمامة سوداء، إلى واجهة المشهد في لبنان بعدما صرح أمين عام "المجلس الإسلامي العربي" محمد علي الحسيني، بأن مجلس شورى حزب الله اختار "إبراهيم أمين السيد أمينا عاما للحزب خلفا لهاشم صفي الدين" الذي استهدفته إسرائيل في غارة على مقر للحزب في الضاحية الجنوبية من بيروت في 3 أكتوبر 2024.

وقال الحسيني في مقابلة تلفزيونية على قناة "العربية" السعودية في 4 أكتوبر 2024، إن "السيد" هو أول ناطق باسم حزب الله عام 1985، مضيفا أنه أول من قرأ الوثيقة السياسية للحزب.

وأشار الحسيني خلال المقابلة كذلك، إلى أن "إبراهيم السيد لديه خبرة كبيرة في العسكرة، وعلى مستوى الأمن والسياسة".

وأردف: "إبراهيم السيد هو تربية الحرس الثوري الإيراني وقد كان أول من التزم معهم في بعلبك ولديه معرفة في العمق الحقيقي للحزب".

وحزب الله" اللبناني، أسسه الحرس الثوري الإيراني عام 1982 ودعمه بالمال والسلاح إلى هذا اليوم.

​​وينتخب مجلس الشورى، وهو أعلى هيئة في حزب الله، الأمين العام، فيما لم يصدر عن المجلس أي إعلان بشأن خلافة نصرالله.

ويُفترض أن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم هو الذي يتولى حاليا مهام الأمين العام، كإجراء تلقائي بعد الشغور في سدة القيادة.

وولد “إبراهيم أمين السيد” في منطقة البقاع بلبنان عام 1955 في بيئة دينية وسياسية، حيث تلقى تعليمه الديني في الحوزات العلمية الشيعية، مما أكسبه معرفة دينية وفقهية عميقة.

وانضم إبراهيم أمين السيد إلى "حزب الله" منذ تأسيسه، وأسهم بشكل فعال في بناء الحركة السياسية والعسكرية له.

وعبر مسيرته، تدرج إبراهيم أمين السيد في المناصب حتى وصل إلى رئاسة المجلس السياسي، حيث يدير السياسات العامة ويتواصل مع القوى السياسية اللبنانية والدولية.

وبصفته رئيس المجلس السياسي، يتولى إبراهيم أمين السيد مسؤولية توجيه السياسات الداخلية والخارجية لـ"حزب الله".

وحينما عملت الخزانة الأميركية عام 2018 على وضع مجلس الشورى في "حزب الله" وأعضائه على لوائح العقوبات، كان على رأسهم حسن نصر الله، ونعيم قاسم، وإبراهيم أمين السيد.

ولإبراهيم أمين السيد موقع إلكتروني يحمل اسمه وصفته حيث تنشر فيه خطبه وكلماته ولقاءاته، وكذلك مواعظه في المناسبات الدينية للشيعة.

حضور سياسي

وعرفت الأوساط السياسية اللبنانية إبراهيم السيد بشكل مبكر كونه كان يعقد الندوات لمناقشة التطورات السياسية الإقليمية في المنطقة، خصوصا فيما يتعلق بمواجهات الحزب مع إسرائيل.

وحينما تدخل حزب الله في سوريا عام 2012 بأمر من المرشد الإيراني علي خامنئي للقتال مع قوات بشار الأسد بوجه المعارضة، لعب إبراهيم السيد دورا في تبرير سياسات الحزب في التدخل.

وقد كان إبراهيم السيد من كبار قادة حزب الله الذين يحضرون جنازات قتلى الحزب في سوريا حيث يلقي خطبة في مراسم التشييع في البلدات اللبنانية.

في نوفمبر 2018 زار إبراهيم السيد سوريا، حيث توجه إلى محافظة حمص لتكريم محافظها "طلال البرازي" لدوره في مساعدة العوائل اللبنانية هناك.

وتوجد عوائل لعناصر حزب الله الذين يتمركزون على طرفي الحدود لا سيما في مدينة القصير بريف حمص الواقعة على الحدود مع لبنان والتي يحتل حزب الله المدينة منذ عام 2013 وطرد سكانها منها إلى هذا اليوم.

وحينما دعا وزير الخارجية التركي السابق مولود تشاووش أوغلو نهاية ديسمبر 2016 "كل المقاتلين الأجانب لمغادرة سوريا"، وقال الوزير التركي “يتعين على حزب الله العودة إلى لبنان”.

بادر حينها إبراهيم أمين السيد إلى التعليق قائلا "حزب الله ليس موجودا بسوريا بقرار تركي .. ولن يغادره بقرار تركي".

مدافع عن حزب الله

وعرف "إبراهيم السيد" بأنه أكثر شخصيات حزب الله من هرم القيادة الذي يمد يده إلى باقي الأطراف اللبنانية ويتحاور معها.

ويرى السيد أن "​الولايات المتحدة​ جعلت من ​إيران​ بالقوة، دولة معادية للعرب والمسلمين"، ويضيف أن "العرب أذعنوا، فحولوا إسرائيل العدو إلى حليف وصديق، وحولوا إيران الأخت والدولة الإسلاميّة إلى عدو".

كما لا يتوانى عن إطلاق تصريحات مثيرة في المشهد اللبناني، حيث علق على الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان منذ عام 2019 والتي ألقت بـ80 بالمئة من الشعب في براثن الفقر.

وقال "إبراهيم السيد​" في مطلع يناير 2023 "إننا نواجه ​أزمة اقتصادية​ واجتماعية ‏كبيرة في لبنان بسبب الخارج، وبسبب طغمة من الفاسدين الحاكمين في الداخل الذين لا ترف لهم عين ‏على الناس ومشاكلهم وأزماتهم المعيشية". ‏

وينظر السيد إلى أي استحقاق سياسي في لبنان على أنه متعلق بمصير حزب الله الذي يمتلك سلاح إيراني ويقول معارضوه في لبنان إنه يهيمن به على البلاد ويطالبون بنزعه.

ففي الانتخابات النيابية لعام 2022 والتي نزعت هيمنة حزب الله على المجلس بسبب صعود مناوئين له، قال إبراهيم السيد قبيل التصويت إن "الانتخابات النيابية بمثابة حرب تموز سياسية ، لأنهم يريدون سلاحنا ومقاومتنا ومجتمعنا، كي تكون الكلمة في بلدنا لإسرائيل وأميركا".

وقال خلال لقاء سياسي نظمه الحزب في حسينية بلدة العين في البقاع الشمالي: "الأميركي والإسرائيلي والأوروبي يريدون السلاح والمقاومة والمجتمع، ليأتوا بمجلس نيابي يستطيع انتخاب رئيس للجمهورية يشكل حكومة تستطيع أن تفعل ما يريدون".

واشار وقتها إلى أن "المال الانتخابي بدأ وبحسب سعر كل شخص، بين الخمسين والمئة دولار".

وإبان انتخابات عام 2018 دعا "إبراهيم السيد" إلى "التصويت لحماية المقاومة وحماية المسار، من أجل رسم مصير هذه المنطقة ومستقبلها ولو بدائرة سياسية صغيرة اسمها الانتخابات في لبنان". 

ويرى إبراهيم السيد أن ما تريده الولايات المتحدة من الانتخابات في لبنان هو "تأليب اللبنانيين على المقاومة".

وتفاعلا مع "طوفان الأقصى"، قال “إبراهيم السيد” في نهاية أكتوبر 2023 إن "العملية أفقدت الكيان الصهيوني كل أسباب القوة".