أهداف خارجية.. معهد عبري يستعرض طبيعة الرد الإيراني على إسرائيل

منذ ٧ أشهر

12

طباعة

مشاركة

بعد التأخر في الرد المباشر، يتحدث خبراء أن إيران "قد تصعد من نشاطاتها عبر وكلائها في الخارج، مع تركيز خاص على أهداف إسرائيلية ويهودية في مختلف أنحاء العالم".

وأفاد معهد "دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي بأن "إيران، من خلال الحرس الثوري وشبكات دولية، قد زادت من نشاطها في السنوات الأخيرة، خصوصا في أوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا". 

وذكر أن هذه الأنشطة "قد تؤدي إلى تصعيد خطير"، لافتا إلى ضرورة "تعزيز التعاون الدولي لمكافحة هذه التهديدات".

تهديد قائم

وذكر المعهد أنه "على خلفية التوترات الحالية بين إسرائيل وإيران وشركائها من المحور الشيعي، وفي أعقاب اغتيال فؤاد شكر من حزب الله في بيروت وزعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، إلى جانب شبكة وكلائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن، لدى طهران قناة عمل أخرى؛ وهي الهجمات على الساحة الدولية".  

وبحسب المعهد، “قد تتحول هذه القناة إلى بديل متاح وفعال لممارسة قوة واسعة النطاق ومتعددة الجوانب للانتقام من إسرائيل”.

وتابع: "فعلى مر السنين، أصبحت مبادرات الهجمات التي يقوم بها عملاؤها ومنظماتها حول العالم جزءا من أساليب عمل إيران، المصممة لتعزيز مصالح النظام ضد الخصوم المحليين والأجانب".

وقال المعهد إن "إيران، في السنوات الخمس الماضية، زادت من نشاطها الدولي وكانت مسؤولة عن عشرات الهجمات في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وإفريقيا وأستراليا وآسيا"، إذ نُفذت العمليات بتوجيه مباشر من فيلق القدس، جهاز المخابرات التابع للحرس الثوري ووزارة الاستخبارات". 

وأضاف أن "هذه الهيئات مسؤولة عن بدء وتنفيذ أعمال ضد المنفيين الذين يعارضون النظام، وكبار المسؤولين الحكوميين في الدول الغربية والدول العربية، الذين يُنظر إليهم جميعا على أنهم معادون للنظام، فضلا عن أهداف إسرائيلية ويهودية".

ولفت النظر إلى أن "عشرات من محاولات الهجمات في مجموعة متنوعة من البلدان والقارات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية كانت في بؤرة تركيزها واهتمامها". 

ومن بين الأهداف المختلفة للهجمات، السفارات والبعثات الرسمية لإسرائيل ورجال أعمال وسياح إسرائيليون ومواقع سياحية شعبية، هذا إلى جانب المعابد اليهودية وغيرها من مؤسسات الجاليات ورجال الأعمال اليهود المعروفين بعلاقاتهم بإسرائيل، وفق ما ورد عن المعهد. 

وأردف: "وفي عام 2021، كان هناك ما لا يقل عن 10 محاولات هجوم وعمليات تتعلق بالبنية التحتية للهجمات في كينيا وتنزانيا وقبرص وكولومبيا وتايلاند والسويد وأوغندا وإثيوبيا والهند، بالإضافة إلى دبي وأبو ظبي". 

وأكمل: "ثم في عام 2022، كان هناك ما لا يقل عن 9 محاولات من هذا القبيل في الكونغو وألمانيا وأذربيجان وجورجيا وتنزانيا وتركيا وبريطانيا". 

وأضاف: "وبالمثل أيضا، في عام 2023، كانت هناك 9 محاولات من هذا القبيل في الهند وقبرص والبرازيل وإسرائيل وأذربيجان واليونان".

التعاون مع المنظمات 

وفي هذا الصدد، سلط معهد الأمن القومي الضوء على أن “أبرز سمات الحركة (الإرهابية) الدولية الحالية هو الارتباط بين المخابرات الإيرانية والعناصر الإجرامية”، وفق ادعائه.

ويحافظ الحرس الثوري الإيراني -وفق ادعاء المعهد- على اتصالات منتظمة مع عصابات المخدرات والعناصر الإجرامية الدولية ويستفيد من خدماتهم.

ويفصل المعهد ذلك بقوله إن "إيران بشكل عام تستفيد من الاستعداد والخبرة المهنية للعناصر الإجرامية في الاغتيالات من أجل المال، بالإضافة إلى استفادتها منهم في جمع المعلومات العملياتية وفي تهريب الأشخاص والمعدات قبل وبعد تنفيذ المهمة". 

وبالنظر إلى حقيقة إحباط جزء كبير من الأنشطة الإيرانية، أوضح المعهد أن "زخم النشاط ومدى الدمج بين النشاط الإرهابي والنشاط الإجرامي يظل على هامش اهتمام وسائل الإعلام الدولية، وبالتالي عامة الناس ورجال الدولة". 

ورغم زعم المعهد أن "هناك صحوة واضحة في الوعي بهذه القضية في الآونة الأخيرة، إلا أن الخطر الذي يهدد مواطني العديد من دول العالم لم يحظ بعد بتغطية إعلامية واسعة النطاق". 

ونتيجة لما سبق ذكره، قال المعهد إن "الجرأة الإيرانية المتزايدة تزيد من المخاوف من قيام طهران بتوسيع جهودها في مجال الإرهاب الدولي بشكل عام، وضد أهداف إسرائيلية ويهودية بشكل خاص".

وحذر من أنها "قد تختار مسار العمل هذا كجزء من ردها على اغتيال هنية في إيران".

3 اقتراحات 

"ونظرا لضبط النفس الذي فرضته القيادة الإيرانية على نفسها -مؤقتا على الأقل- في تنفيذ الرد القاسي الذي وعدت به"، توقع المعهد أنها "قد تفضل اختيار قناة عمل خارج ساحة الصراع المباشر في المنطقة". 

وبهذه الطريقة، ستتمكن إيران من الإضرار بالمصالح المرتبطة بإسرائيل والخروج عن نطاق واجبها لإرسال رسالة ردع إلى إسرائيل، وفي الوقت نفسه تجنب العقوبات من جانب الدول. 

ومن أجل مواجهة هذا التحدي، يستعرض المعهد الأمني 3 اقتراحات يقدمها لإسرائيل.

ويتمثل الأول في "البدء بحملة دبلوماسية وإعلامية تكشف كل سمات السلوك الإيراني كدولة تهدد الأعراف الدولية والنظام العالمي، وتمارس أنشطة على نطاق دولي واسع للغاية". 

وفي هذا الإطار، يرى المعهد أنه "من المهم توضيح المصالح المشتركة التي تمتد إلى جميع الدول المتضررة حتى الآن، في القارات الخمس، وتلك التي قد تقع ضحية". 

أما الاقتراح الثاني، فهو يتضمن "قيادة جهد دولي لإدراج فيلق القدس في قائمة المنظمات الإرهابية لمختلف البلدان، بما في ذلك المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وبالتالي مساعدة الولايات المتحدة وكندا، اللتين فعلتا ذلك بالفعل". 

وبهذا الشأن، ذكر المعهد أن "بعض العقوبات الواسعة النطاق فُرضت بالفعل على فيلق القدس".

ومع ذلك، أكد على أن "إدراجه في قائمة المنظمات الإرهابية سيكون له عواقب عملية".

ويفصل المعهد ذلك قائلا إن "العضوية فيه ودعمه ستُعد جريمة جنائية، كما سيؤدي إدراج المنظمة في القائمة إلى توسيع الوسائل والصلاحيات المتاحة لوكالات إنفاذ القانون والأمن". 

وفي الختام، اقترح المعهد، "على خلفية التورط المتزايد للعناصر الإجرامية في الهجمات الإيرانية، أن تشارك كذلك عناصر إنفاذ القانون في الشرطة الدولية (الإنتربول) في التدابير المضادة وأنشطة الإنفاذ ضد المبادرات الإرهابية الإيرانية". 

وتابع: “وهذا بالطبع إلى جانب استمرار التعاون الناجح حتى الآن مع المنظمات الدولية للاستخبارات والإجراءات المضادة”.