الزخم يعود إلى الشارع المصري.. تفاعل مع حراك الطنطاوي وغضب إزاء بلطجة السيسي

12

طباعة

مشاركة

سلط ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي الضوء على مضايقات مؤيدي رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، للمواطنين الراغبين في عمل توكيلات للمرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة أحمد الطنطاوي، معبرين عن استيائهم من "بلطجة النظام".

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية أول ثلاث أيام من ديسمبر/كانون الأول 2023 خارج مصر، وأيام 10 و11 و12 من الشهر ذاته بالداخل في 10 آلاف و85 لجنة فرعية، وسط مخاوف من غياب الشفافية.

وأشار ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على موقع "إكس" (تويتر سابقا) ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أحمد_الطنطاوي، وغيرها، إلى تعرض مؤيدي الطنطاوي إلى تعنت في تحرير توكيلات التأييد الخاصة بخوضه الانتخابات الرئاسية.

ورصدوا عدة أوجه للتعنت والتعسف من البلطجة التي مارسها مؤيدو السيسي والمحسوبون عليه، والاستعانة بالبلطجية لمنع تسجيل التوكيلات، وتسخير إعلاميين لمناهضة الطنطاوي.

وتجادل ناشطون حول حقيقة المسار الانتخابي في مصر، حيث يراها فريق "مجرد مسرحية" محسومة النتائج لصالح العسكر، وأن الطنطاوي "مجرد كومبارس"، فيما دافع آخرون عنها وعدوا ترشحه "يحمل بداية أمل"، لا سيما مع الحراك الواضح في الشارع الذي تسبب فيه.

رهان وحراك

وتفاعلا مع الأحداث، دعا أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عصام عبدالشافي، للتمييز في المشهد المصري الراهن بين مستويين.

الأول، النظر إلى ما يحدث على أنه عملية انتخابية يمكن أن تؤدي إلى تغيير عبر الصناديق، وهذا صعب أمام وجود عسكري حاكم مهيمن على مؤسسات الدولة منذ 10 سنوات، ويتحكم في القضاء والإعلام وقام بتأميم الدولة لصالحه خلال هذه السنوات.

وأوضح أن المستوى الثاني هو النظر إلى ما يحدث أنه عملية سياسية وأن الحراك الذي يقوم به المرشحون في الشوارع والميادين وعبر الإعلام، سيكون له ما بعده، قائلا إن "لدينا تجربة انتخابات 2010، وما شهدته من فساد فج وتزوير ممنهج، وبعدها بأشهر قامت (ثورة يناير)".

وحث عبدالشافي على الرهان على هذا الحراك وما يمكن أن يترتب عليه، ناصحا بالمراهنة عليه في "بناء رموز سياسية ميدانية، وبناء معارضة داخلية قوية، وبناء حاضنة شعبية خلف المعارضة، وعودة الجماهير للشارع والميادين".

كما نصح بالاعتماد على "هذا الرهان لكشف انتهاكات ومفاسد النظام أمام من يتابع المشهد، وبناء خبرات عملية وكوادر لقيادة الدولة بعد سقوط هذا النظام، وترسيخ الأمل في النفوس بإمكانية التغيير السلمي قبل أن يتم تدمير الدولة ومنع سقوطها في مستنقع الفوضى الشاملة".

ودعا إلى "الرهان على الحراك لبناء وعي جديد يواجه سياسات التضليل والتزييف التي تمت خلال السنوات الماضية، وتوسيع مساحة احتمالات حدوث مفاجآت غير متوقعة تدفع باتجاه التغيير السريع في المشهد، وما يفرضه ذلك من جاهزية من المعارضين والرافضين لاستمرار هذا النظام في الداخل والخارج".

وأشاد الصحفي والإعلامي أحمد عطوان، بما قاله عبدالشافي، مؤكدا أنه "قدم الخلاصة لكل مصري محتار في موضوع الانتخابات الرئاسية".

وقال في تغريدة أخرى: "نحن لا نبحث عن النصر والتغيير في هذه الجولة، ولكن ندعم من يحرك الشارع بعد موات، ويبعث الأمل بعد يأس ويكسر حاجز الخوف بعد ترويع الشعب ويوقد حماس الشباب ويفضح عورات الفاشل، ويكشف سوءات الفاسد ويخرج الشعب من حالة الانكسار إلى الأمل القريب في الانتصار".

وعد أحد المغردين، أن "هناك فرصة للمصريين للالتفاف حول الطنطاوي من كل المشارب والاتجاهات في مصر الحبيبة"، داعيا إلى "تفويت على العسكر الفرصة واستغلالها والخروج بقوة الجمهور ومباركة وتأييد الحملة الانتخابية وهز عرش سارق الدولة بقوة السلاح".

كومبارس أم لا

وبرزت حالة من الجدل بين الناشطين على تويتر بين مؤيدين ورافضين لتصنيف الطنطاوي على أنه "كومبارس" مدعوم من المجلس العسكري ويؤدي دورا في مسرحية الانتخابات لإضفاء شرعية دولية والإيحاء بوجود منافسين للسيسي.

ورأى محمد أبو زايد أبو النور، أن "الطنطاوي وكل الدمى التي تم الزج بها في مسلسل الانتخابات العبثي لمخاطبة الإعلام الغربي لا تصلح"، مؤكدا أن "الانسحاب من المشهد السياسي للمؤسسة العسكرية بات واجبا وفريضة والبقاء لا شك استنزاف لما تبقى من رصيد".

ووجه السيد أحمد إبراهيم "تحية لكل مصري فاهم حقيقة تمثيلية انتخابات الرئاسة ولم ينسق وراء كومبارس تركته الدولة العميقة بمزاجها يؤدي دوره فى إضفاء شرعية لانتخابات وهمية، وكل حلمه أن يعيش دور رئيس جمهورية كم يوم بدون تقديم حلول واقعية"، مؤكدا أن "الوعي سلاح المصريين". في المقابل، قال مدير معهد لندن للإستراتيجية العالمية، مأمون فندي: "دعني أقبل فكرة من يدعون أن الطنطاوي كومبارس، وأقول لا يكفي إطلاق نعت كهذا على شخص لم يعد هو شخصه فقط، بل حملة انتخابية تتسع وتلقى قبولا غير مسبوق".

وتساءل: "هل كل هؤلاء المواطنين المنخرطين في الحملة هم كومبارس أيضا؟"، مؤكدا أن "في هذا القول كثير من التطاول على المواطن الذي آمن بفكرة الأمل التي يطرحها الطنطاوي ويظنها ممكنة". 

ورأى فندي، أن "هناك نوعا من الجليطة الثقافية التي تصل إلى حدود قلة الأدب عندما نتهم جماهير كبيرة بأنها جزء من تابعي الكومبارس".

وأضاف أن "طنطاوي لم يعد هو نفسه، بل أصبح هو آمال المحيطين به وأمل كل مواطن يرغب في التغيير السلمي لوطن قلت إنه لا يغرق (فهذه مبالغة) ولكنه مركبه في الطريق إلى الارتطام بصخرة كبيرة".

وأكد أحد المغردين، أن "الطنطاوي ليس كومبارس، لأنه اتجه للشعب للحصول على تأييده وجمع 25 ألف توكيل شعبي"، مضيفا أن "الكومبارس هو من اتجه للبرطمان -البرلمان- للحصول على توقيع 20 كومبارس مثله للترشح للرئاسة لأنه متأكد أنه بلا شعبية". وقال أبو عمر الربعاوي: "حتى لو طنطاوي كومبارس يكفي خروج الشعب والتظاهر". وخاطب أحمد المصري، كل المحبطين المنظرين، قائلا: "اعتبر الطنطاوي كومبارس واعتبر الانتخابات مسرحية واعتبر أنها ستزور والنتيجة معروفة مسبقا، أنا معاك في كل ده دورنا نفضح كل ذلك، ندعم الطنطاوي أمام العالم كله وننزل قدام اللجان رافعين صوره ونهتف باسمه ونكون الإعلام البديل".

وأضاف: "كل واحد يصور الذي يحصل ويبعث لكل القنوات في الخارج.. وهكذا تكون قد فضحت التزوير والشعبية المزيفة للسيسي قدام العالم كله.. لازم نستغل فرصة مثل هذه بكل الأشكال، بلا سلبية وضعف".

حشود مؤيدة

وسلط ناشطون الضوء على الحشود المحتشدة أمام مقار الشهر العقاري بالمحافظات المختلفة تأييدا ودعما للطنطاوي ومناهضة للسيسي ورفضا لاستمرار جثومه على أنفاس المصريين.

ونشر الصحفي أحمد الفتاري، مقطع فيديو لالتفاف مؤيدي الطنطاوي حوله لليوم الثاني على التوالي، أمام مقر الشهر العقاري بالإسكندرية، وترديدهم هتافات "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، مشيرا إلى أن "هتافات ثورة يناير تعود من جديد".

وعرضت الكاتبة شيرين عرفة مقطع فيديو لفاعلية تضامنية مع الطنطاوي يهتف أصحابها "الشعب المصري ليس خواف"، وعلقت قائلة "جرعة تفاؤل".

وقالت في تغريدة أخرى، إن الطنطاوي "يكفيه شرفا أنه أحيا الأمل في النفوس.. وأن الشعب نظر له، على أنه مرشح جاد وحقيقي.. يمكن أن يخلصهم من البؤس الذي هم فيه".

وعلق السيد سالم على مقطع فيديو يرصد حشود وتجمع الآلاف من أبناء بلدة الطنطاوي لدعمه والهتاف له، قائلا إنه "شيء يبشر بالخير". ورأى صبري المتيم، أن "المرشح الرئاسي الطنطاوي كل ما يتكلم شعبيته بتزيد.. والسيسي المنتهية ولايته كل ما يتكلم الطنطاوي شعبيته بتزيد". وقال مازن ربيع: "تريدون معرفة الفرق ما بين الطنطاوي والسيسي، انظر على أنصار كل واحد فيهم، الأول كلها شباب فاهم ومتعلم وعنده أمل ومستقبل يريدنه أن يبقى أحسن، والثاني مجمع شوية بلطجية ومعيز متأجرين، وعلى شوية ناس مضحوك عليهم بكرتونة هتخلص قبل ما يروحوا". ورأى أحد المغردين، أن "الطنطاوي يعمل شيئا مبتكرا، ونزل الشارع يفرج العالم على شعبيته بين الناس، حتى لما المجتمع الدولي يتفاجأ بغلق باب الترشح والمرشحين أمام السيسي هم عبد السند يمامه وفريد زهران، يبقي الضحك للركب على الشرعية اللي كان يسعى لها وصرف دم قلب معارضينه عليها وتبخرت في الهوا".

جرائم السلطة

وفضح ناشطون الجرائم التي يرتكبها السيسي وأنصاره بمنعهم مؤيدي الطنطاوي من عمل توكيلات له والتعدي عليهم، وترويج الإعلاميين لإنجازات وهمية للسيسي والإساءة لمنافسه.

وقال السياسي والحقوقي أسامة رشدي، إن "كل توكيلات السيسي باطلة وهي وليدة عملية إكراه مادي ورشوة باستخدام المال السياسي ومقدرات الدولة وفساد واستغلال للسلطة وتضليل إعلامي في استمرار لاغتصاب السلطة وخطة لتزوير الإرادة الحقيقية للناس". 

وأضاف أن "كل عمليات الاستعراض للبلطجية التي تحدث أمام مكاتب الشهر العقاري مقصود منها تعطيل عمل توكيلات دعاة #تحيا_الأمل".

وروى الإعلامي والناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، تحت عنوان "اللعبة القذرة التي لا تجدها إلا في مستنقعات دول العالم الرابع"، أن مواطنين ذهبوا فجرا للشهر العقاري بسموحة فوجدوا البلطجية جالسين بالعشرات حوله استعدادا لصناعة الزحام المصطنع مع فتح الأبواب، والأمن رفض ترتيب الحضور".

وأشار إلى أن "كل ذلك لمنع أنصار الطنطاوي من عمل التوكيلات".

وأكد السياسي محمد عباس، أن السلطة البجحة ومحسوبيها وبلطجيتها بقيادة الفاشل الفاسد الفاشي السيسي، لا تزال تعرقل قدرة الناس على تحرير التوكيلات لطنطاوي".

وأشار إلى أنه "نفس الشغل المعفن بتاع قفل المقرات بأعداد كبيرة وداخل المقرات مبيتعملش غير توكيلات للسيد الرئيس".

وأشارت إحدى المغردات، إلى أن بلطجية السيسي يضربون الشعب حتى لا يعمل أحد لطنطاوي توكيلات"، قائلة: "لو الانتخابات دي مسرحية هزلية والسيسي هيزورها لصالحة يبقي الطنطاوي فضحه، وأنا مع أي حاجة تفضح هذا النظام العسكري الظالم". وكتب المغرد حكيم: "الناس فرحانة بالطنطاوي لكن لا الحكومة ولا الإعلام سيترك الطنطاوي ينجح، ولو نحج وهذا صعب رغم الحملة اللي ضد فاللي هيدفع الثمن هو الشعب الغلبان، لأنه هيتعمل فيه مثل (الرئيس المنتخب ديمقراطيا، محمد) مرسي ويمكن أكثر، لأن لا أحد في الدولة سيشتغل معه".