كمال الخطيب لـ"الاستقلال": الأنظمة العربية ميتة والسلطة متواطئة والأمل بالمقاومة
قال نائب رئيس الحركة الإسلامية السابق في فلسطين المحتلة (الفرع الشمالي) الشيخ كمال الخطيب، إن الفلسطينيين يدركون أن الأنظمة العربية ميتة، وهرولتها نحو التطبيع مع إسرائيل تدفعها لمزيد من الاستيطان، لا سيما في القدس.
وخلال حوار اختص به صحيفة "الاستقلال"، أضاف الخطيب، أن سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعمل لصالح المحتل الإسرائيلي وضد مصلحة الشعب من خلال التنسيق الأمني وملاحقة المقاومين واعتقالهم.
وشدد على أنه لم يعد هناك أدنى شك بالدور المشبوه الذي تقوم به سلطة عباس في خدمة الاحتلال، مشيرا إلى أن الأسرى لا يعولون على مفاوضات هنا وهناك ولكن على قدرة فصائل المقاومة وكفاحها ضد المحتل.
والخطيب (60 عاما) أحد أبرز وجوه العمل السياسي والدعوي والمجتمعي داخل الخط الأخضر، واشتهر بقيادته أنشطة "مرابطو الأقصى" الذين يحيون أولى القبلتين بحلقات علم، ويحمونها من اقتحامات متطرفي اليهود، ويلقبه محبوه بـ"فاتح الجليل".
الاستيطان والتهويد
- ما تبعات قرار الاحتلال طرد عائلة "صب لبن" المقدسية من منزلها (منتصف يوليو/تموز 2023)؟
من الواضح أن ما تمارسه الحكومة الإسرائيلية في هذه المرحلة غير مسبوق تجاه شعبنا الفلسطيني عموما وتجاه القدس الشريف بشكل خاص.
ويمكن هنا استحضار ما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن - وهو الصادق الكذوب - (منتصف يوليو 2023) بأنه لم يعرف حكومة إسرائيلية أكثر تطرفا من هذه الحكومة.
وإذا كانت حكومة (بنيامين) نتنياهو الآن تعتمد بشكل رئيس على غلاة المستوطنين والمتطرفين فلا شك أن لهذا استحقاقا.
فلا يمكن لنتنياهو إلا أن ينفذ سياسات هذه الأحزاب التي لم تعد فقط تشارك في تشكيل الحكومة الإسرائيلية؛ بل باتت ضمن أعضاء المجلس الوزاري المصغر الذي يقر السياسات الإسرائيلية الأمنية العليا.
وكما هو معلوم دائما كانت القدس الشريف هي محط أنظار هذه الجماعات الاستيطانية اليمينية الإسرائيلية المتطرفة وبالتالي فإذا تم إخراج عائلة "صب لبن" من بيتها في القدس الشريف فالكل يعلم أن هذا البيت ترى منه قبة الصخرة المشرفة.
وهو ما يشير بشكل واضح إلى رغبة هذه الجماعات اليهودية في إضفاء مزيد من مظاهر التهويد على مدينة القدس الشريف.
وبالتالي السياسة الإسرائيلية الآن داعمة لهذه الجماعات اليهودية المتدينة المتطرفة التي كانت دائما تطالب بسياسات كهذه وأصبح لها الآن وزراء ينفذون هذه السياسات.
- ما حجم المخاوف من أن يتبع هذه الخطوة خطوات مثلها بعمليات استيلاء أخرى ومن ثم زيادة وتيرة التهويد؟
لا شك أن هذا هو الشيء الطبيعي الذي يحدث الآن، لأن هناك مشروعا إسرائيليا موجودا في الدواليب يتم تنفيذه خطوة بخطوة.
وبالتالي يجرى تقييم الخطوة التي نفذوها فإذا كانت ردة الفعل باهتة بسبب حالة التبلد العربية والإسلامية؛ فإن الخطوة القادمة ستكون اكيدة.
وما حصل اليوم ليس جديدا وليست هذه الحالة الأولى التي يتم فيها طرد سكان مقدسيين من بيوتهم لتسكين مستوطنين فيها.
فهناك مئات البيوت في البلدة القديمة مما تم تزوير مستنداتها والزعم بأنها تعود ملكيتها لهؤلاء اليهود من قبل عام 1948.
وبدأت الآن تتشكل هذه البؤر للمستوطنين وكأنها شوكة في خاصرة الفلسطينيين المقدسيين، وهذا البيت الذي يتم تسكين مستوطن يهودي فيه يصبح مركز إزعاج كبيرا للفلسطينيين أصحاب البلدة القديمة الأصليين وسيتم تكثيف الوجود اليهودي في مدينة القدس القديمة.
وهنا سيصبح من السهل تردد اليهود المتطرفين بكثافة على هذه المنطقة وسيقل وجود الفلسطينيين خوفا من إيذاء المستوطنين لهم.
وبالتالي هي تأتي لصالح تكثيف الوجود اليهودي على حساب تجفيف الوجود الفلسطيني للأسف الشديد.
إلا أنه من المعلوم أن أهل القدس علموا الدنيا كلها كيف يكون الصمود والثبات وعدم ترك القدس القديمة ولا المسجد الأقصى لتدنيس المستوطنين هؤلاء.
- حمى الاستيطان التي تجتاح الضفة الغربية وتهويد القدس، كيف يمكن إيقافها؟
بالفعل حمى الاستيطان تجتاح الضفة الغربية المحتلة بشكل لم يسبق له مثيل، وكذلك محاولات تهويد القدس؛ لأن حكومة نتنياهو اليمينية هي الأكثر تطرفا وهذا ما صرح به حتى الرئيس الأميركي بايدن.
وهي الحكومة التي تتشكل من وزراء هم من قادة المستوطنين وهم الذين يعملون عبر وجودهم في هذه الحكومة لتحقيق مخططاتهم وقناعاتهم الأيديولوجية الاستيطانية.
لذلك فإن الاستيطان الآن في الضفة الغربية والقدس في أعلى وتيرة له سواء بمستوطنات جديدة، أم توسيع المستوطنات القائمة، والجديد هو بداية إقامة مستوطنات على أراضٍ عربية في الداخل الفلسطيني وتجديد ما يسمى مشروع تهويد النقب والجليل.
سبل المواجهة
- ماذا ينتظر الشعب الفلسطيني من الرؤساء العرب لإنقاذ القدس من التهويد والمسجد الأقصى من الهدم؟
مع الأسف هذا السؤال بات ممجوجا أن يوجه دائما للفلسطينيين حول واجب زعماء الأمة وحكامها من الأنظمة العربية في وقت يدرك الجميع أن هذه الأنظمة العربية في الواقع هي أنظمة ميتة، والميت لا يستنجد به.
فضلا عن أن هذه الأنظمة بهرولتها أخيرا نحو التطبيع مع الحكومة الإسرائيلية المتطرفة جعلت حكومات إسرائيل المتعاقبة تتجرأ على الاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني والاستهانة به، حيث إن ما يجرى في القدس الآن ليس عن ذلك ببعيد.
فلذلك لا يمكن الانتظار من هذه الأنظمة أي موقف لنصرة الأقصى والمقدسيين فتلك الأنظمة التي كانت يوما ما تندد وتشجب وتهدد أصبحت اليوم عاجزة عن ذلك.
فهم يبخلون حتى بمجرد بيانات الشجب والتنديد والإدانة والكل يعلم أن موقفهم كاذب ولكن الأمل بعد في الله عز وجل بعيدا عن تلك الأنظمة الميتة.
ولكن الأمل يرتبط بالشعوب العربية والإسلامية وبالشعب الفلسطيني الحي حيث إن هذه الشعوب الإسلامية قلوبها معلقة بالمسجد الأقصى المبارك.
والكل يعلم أن تلك الشعوب العربية والإسلامية تكافح للدفاع عن حياتها وتوفير لقمة العيش الكريمة في ظل هذه الأنظمة الديكتاتورية القمعية التي تفرض سطوتها على هذه الشعوب، وإن شاء الله مصير هذه الأنظمة إلى زوال -ويقينا ستزول-..
وبزوالها ستعود البوصلة مرة أخرى إلى قضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك وعندها ستقول الشعوب كلماتها لأن الشعوب العربية والإسلامية شعوب عندها وفاء للأقصى.
- لأي مدى يستطيع المقدسيون مقاومة موجات التهويد من خلال الاستيلاء على البيوت كما رأينا؟
لا خيار أمام الفلسطينيين إلا الصبر لأن الشعب الفلسطيني معركته مع المشروع الصهيوني بدأت قبل العام 1948 وتحديدا في العام 1917 بوعد بلفور المشؤوم، وما تزال إلى الآن مستمرة.
وبالتالي إذا كان في هذه الجولة تم إخراج هذه العائلة الفلسطينية الكريمة من بيتها فهذا ليس معناه أن أهل القدس سيرفعون الراية البيضاء.
فهم في حاله مقاومة مستمرة مرة ينجح الاحتلال في طرد هؤلاء ومرات أخرى ينجح الفلسطينيون المقدسيون كما نرى في حالات كثيرة.
انتهاكات جنين
- ما قراءتك للعدوان الأخير على مخيم جنين ومن يستهدف الاحتلال هناك؟
لم تتوقف يوما انتهاكات حكومات إسرائيل المتعاقبة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، حيث الاقتحامات شبه اليومية لمدن الضفة كافة.
ولا سيما نابلس، وأريحا، وطولكرم، والخليل، حتى رام الله!!.. فضلا عن الاعتقالات اليومية، وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي، وإقامة البؤر الاستيطانية.
ولكن الاعتداء الهمجي والاجتياح العسكري لمخيم جنين كان هو الأبرز، خاصة أنه تم فيه استخدام سلاح الجو الإسرائيلي، وتدمير البُنى التحتية.
وكانت هذه رسالة واضحة من الاحتلال لكل بلد أو مخيم يمكن أن يخرج عن طوق الاحتلال وسلطه رام الله.
فمع الأسف، إن الملاحقة والاغتيال والسجن مصير كل من يقول لا لـ"أوسلو" ومخلفاتها.
- كيف تقيم موقف الأمم المتحدة الذي أصر على إدانة العدوان الأخير على مخيم جنين؟
موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريتش بإدانة العدوان الإسرائيلي على جنين يعكس هول وبشاعة الجريمة التي شاهدها أمامه، والدمار الذي قام به الاحتلال في مخيم جنين.
حتى لم يعد بإمكان غوتيريتش الصمت؛ لأن صمته سيكون تواطؤا ولكن هذه الإدانة ورفض التراجع عنها تبقى موقفا في مجموع مواقف تميز الأمين العام للأمم المتحدة.
فضلا عن أنها لا تتجاوز حدود التعبير عن القلق وطلب الطرفين بضبط النفس وكأن الطرف الفلسطيني قوة عظمى وهي التي اعتدت على إسرائيل وليس العكس، وكأن الفلسطينيين أصحاب القوة العسكرية المفرطة مع الأسف وليست إسرائيل..
إن موقف غوتيريتش كان أفضل من مواقف دول عربية شقيقة ومثله جاء موقف محكمة العدل الدولية.
- تحرك محكمة العدل الدولية في لاهاي للنظر في جرائم الاحتلال الإسرائيلي.. ما أهميته؟
لا شك أن تحرك محكمة العدل الدولية في لاهاي ولأول مرة منذ نشأة الكيان الصهيوني لتحدد جلسة للنظر في جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين هي خطوة غير مسبوقة وتدعم نضال الشعب الفلسطيني.
فماذا تنتظر هذه المحكمة حتى ترى أن الوقت قد حان لمحاكمة قادة إسرائيل؛ ألا تكفي عمليات الاغتيال اليومية!! ألا يكفي قتل الاحتلال الأطفال!! ألا يكفي حرق مزارع الزيتون!! ألا تكفي معركة حواره وترمسعيا ألا يكفي الانتهاكات اليومية للمسجد الأقصى!! آلا يكفي حصار غزة.
إن موقف المحكمة الدولية كموقف الحكومات صاحبة التأثير على الأمم المتحدة وسياساتها وهذه للأسف مواقف منحازة لإسرائيل وليس للعدالة والإنسانية.
سلطة عباس
- ما مستقبل سلطة محمود عباس والتنسيق الأمني مع المحتل بعد مهاجمة الرافضين لدورها مقر السلطة في جنين؟
لا شك أن المتابع للمشهد على الساحة الفلسطينية يرى بكل وضوح أن سلطة عباس تعمل لصالح المحتل الإسرائيلي وضد مصلحة الشعب من خلال التنسيق الأمني وملاحقة المقاومين واعتقالهم في سجونها فضلا عن توفير معلومات للاحتلال يسهل عليهم ترصد المقاومين للقضاء عليهم.
كما لا تخفى هنا نتائج انتخابات 2007 بفوز حركة (المقاومة الإسلامية) حماس بنسبة 69% من أصوات الشعب الفلسطيني في انتخابات المجلس التشريعي.
وقيام أبو مازن (محمود عباس) لاحقا بحل هذا المجلس ورفضه إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية رغم مطالبة كل الفصائل الفلسطينية، سلوك يدل دلالة واضحة على أنه ومجموعته أصبحوا اليوم محل شبهة في الشارع الفلسطيني وأنه يقوم بخدمة الاحتلال وليس الشعب الفلسطيني.
ويظهر هذا واضحا في مشروع التنسيق الأمني، وملاحقة المقاومين، وممارسة الاعتقالات السياسية من قبل السلطة، وما مهاجمة مقرات التنسيق الأمني، ومقرات سلطة أبو مازن، إلا دلالة على ارتفاع الأصوات الرافضة والمعارضة لهذا المشروع المشبوه.
- بماذا يفسر الشيخ كمال الخطيب حرص حكومة نتنياهو على دعم سلطة عباس وحمايتها من الانهيار بحوافز مالية ورشا؟
لم يعد هناك أدنى شك بالدور المشبوه الذي تقوم به سلطة أبو مازن، وأنها تخدم الاحتلال الصهيوني وليس الشعب الفلسطيني.
وما قيام حكومة نتنياهو اليمينية بمشروع إنقاذ أبو مازن وسلطته من الانهيار عبر تقديم المحفزات المالية والاقتصادية؛ إلا لعلمها وهذا بتوجيه المؤسسات الأمنية الإسرائيلية بعظيم الفائدة والدور الذي تقوم به السلطة لصالح الاحتلال.
وعندما عاب بعض الإسرائيليين على شمعون بيريز نظير أبو مازن في اتفاقيات أوسلو فكان جواب بيريز لماذا نقوم نحن بالدخول إلى مدن الضفة الغربية ومقاتلة المقاومين فليقوموا هم بهذا الدور، في إشارة إلى سلطة أوسلو..
وللأسف هذا هو ما يحصل اليوم ولذلك كان حرصهم وما يزال على دعم سلطة عباس أبو مازن.
- ما رأيك بتصريح نتنياهو برفض حل الدولتين والإعلان عن نيته المبيتة منذ أكثر من 30 عاما منذ اتفاقية اوسلو؟
مع مرور 30 سنة على اتفاقية أوسلو منذ عام 1993 وحتى 2023، ومع تصريح نتنياهو فإنه يتأكد أن أوسلو كانت وهما وسرابا، ولم تكن بنية الإسرائيليين يوما السماح بإقامه دولة فلسطينية في حدود عام 1967.
وانما كان مؤتمر مدريد (للسلام عام 1991) وبعده أوسلو استجابة لرغبه أميركا بإقامه التحالف ضد العراق يومها وضم دول عربية بوعد حل قضية فلسطين بعد الانتهاء من تحرير الكويت.
ويومها قال شامير رئيس وزراء إسرائيل (سأفاوضهم 100 سنة ولن أعطيهم شبرا واحدا).
التطبيع والأسرى
- كيف ترى استقبال فريق رياضي إسرائيلي في بلاد الحرمين (خلال يوليو 2023)؟
هذا أمر يستنكره غالبية الشعب السعودي وقد اطلعت على تقرير يعكس حجم الرفض الكبير لأكثر من 85% منهم في استطلاع نُفذ للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
ويرفضون السماح بوجود فريق صهيوني يدنس الأراضي المقدسة بالمملكة للأسف الشديد، في دلالة واضحة على أن شعوبنا العربية والإسلامية في واد، والأنظمة الحاكمة في واد آخر.
- ما واقع ومستقبل الأسرى في سجون الاحتلال؟
إن مستقبل أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني لن يحدده أي اتفاقيات ثنائية بين سلطة أبو مازن والاحتلال؛ لأن الأخير قد تنكر لما سبق وتعهد به وهو إطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم قبل اتفاقية أوسلو، وما زال الكثير منهم قابعون في السجن حتى الان.
فمستقبل الأسرى وظروفهم الصعبة لن تحدده إلا نضالاتهم وصمودهم وخوضهم معارك ونضالات داخل السجون الإسرائيلية لتحقيق مكتسبات وان كانت قليلة مع أن وزير الشرطة الإسرائيلية "بن غفير" قد أمر بسحب بعض المكتسبات هذه.
ثم إن ما سيقرر مصير الأسرى ليس إلا صفقة تبادل أسرى يمكن أن تنجح حركة حماس في إبرامها مقابل من هم في قبضتها من جنود إسرائيليين وهذا ما يُعول عليه الأسرى وليس أي مفاوضات بين إسرائيل وسلطة رام الله.
- إلى أين تتجه حكومة نتنياهو في ظل المظاهرات والملاحقات القضائية له وحكومته؟
ما تزال حكومة نتنياهو متماسكة رغم ما تتعرض له من ضغوطات فيما تسمى مظاهرات رفض التعديلات القضائية التي يجريها وهي التي اُعِدت لتكون طوق نجاة له في الملفات التي يحاكم عليها بشبهة الفساد والرشا.
وإن تماسك هذه الحكومة رغم خلافات كثيرة بين مركباتها يعود لإدراك مركباتها أن تفككها وفي ظل تراجع التأييد لها في استطلاعات الرأي سيضيع فرصة تاريخية لهذه الأحزاب زيادة على إمكانية العودة وبقوة للمطالبة بمحاكمة نتنياهو.
لكن الذي يجب الإشارة إليه أن سقوط حكومة نتنياهو ليس معناه انفراج حالة الشعب الفلسطيني؛ بل على العكس تماما فإن حكومة "نفتالي بنيت - يائير لابيد" السابقة كانت أشد على الفلسطينيين وأقسى.
وما الحرب على غزة في 2021 و2022 إلا دليلا واضحا، وما الانتهاكات للمسجد الأقصى التي كانت أكثر مما هي عليه خلال حكومة نتنياهو إلا دليلا آخر على أن الموقف من الشعب الفلسطيني لا يتغير بتغير الحكومات والأشخاص، وإنما هي سياسة المشروع الصهيوني كانت وما تزال مستمرة.