إمام أوغلو يرفع راية التمرد ضد كليتشدار أوغلو.. هل تخسر المعارضة بلدية إسطنبول؟

12

طباعة

مشاركة

مع إصراره على عدم الاستقالة من رئاسة حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة بالبرلمان التركي، يثير المرشح الرئاسي الخاسر كمال كليتشدار أوغلو ضجة كبيرة، قد تكلفه خسارة بلديات المدن الكبرى التي يسيطر عليها حزبه، وفي مقدمتها إسطنبول.

ورأت صحيفة "يني شفق"، أن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو رفع راية التمرد ضد كليتشدار أوغلو، الذي يسعى لإحكام سيطرته على الحزب أكثر، مشيرة إلى أن هذه الخلافات قد تجعل أكبر بلديات البلاد في مهب الريح.

تصدعات واسعة

وقالت الصحيفة التركية إنه لا تزال هزيمة الائتلاف المكون من 6 أحزاب والدول الغربية التي دعمتها في الانتخابات التركية، والتي جرت في الفترة من 14 إلى 28 مايو/ أيار 2023 ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، تهز قادة حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد المعارضين.

فعَلَت أصوات المطالبة بالاستقالة، داخل وخارج حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد، وقد تم بالفعل اتخاذ قرار بعقد المؤتمر العام في 24 يونيو/ حزيران 2023 بالنسبة للحزب الجيد.

وأما داخل حزب الشعب الجمهوري، فإنَّه يجري التنافس على مقعد كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري.

حيث إنَّ أكرم إمام أوغلو، عمدة بلدية إسطنبول الكبرى والذي شارك مع كليتشدار أوغلو في الدعاية الانتخابية، أراد المنصب وسعى للحصول عليه من خلال تأمين دعم عمدة بلدية أنقرة الكبرى منصور يافاش.

بينما تبدو رئيسة حزب الجيد ميرال أكشينار غير قادرة على جلب إمام أوغلو والتي عدته، ابنها إلى رئاسة حزب الشعب الجمهوري في الوقت الحالي، وذلك بعد أن كشف مستشارها عن مشروع اختيار المناصب الإدارية لحزب الشعب الجمهوري.

حيث غيّر كليتشدار أوغلو جميع أعضاء مجلس الإدارة المركزي. وأمر بتنحي جميع الأسماء القريبة من إمام أوغلو في مجلس الإدارة المركزي. 

وقام بفصل جميع مستشاريه، وادعى مسؤولو الحزب بجدية أن كليتشدار أوغلو سيؤجل المؤتمر إلى ما بعد الانتخابات المحلية في مارس 2024.

فيما قام إمام أوغلو برفع علم التمرد ضد كليتشدار أوغلو بخطوة جريئة، بينما تجاهل الآخر الدعوات إلى "الاستقالة" ويقاوم الآن حتى لا يتخلّى عن المقعد.

وإمام أوغلو الذي يكرر مطالبته بـ"التغيير" في كل فرصة يشير ضمنياً إلى أنه يطمح إلى الرئاسة، في حين أن كليتشدار أوغلو الذي احتكر قيادة الحزب بـ"فريقه" الذي حدَّده بنفسه يكسب الوقت مع الإعلان عن المؤتمر الاستعراضي. 

كما تتخذ الصحف الممولة من إمام أوغلو مثل "سوزجو" "وجمهوريت" والكتّاب الموالين مثل "أوغور دوندار" و"إسماعيل سايماز"، وفق الصحيفة، موقفا ضد زعيم حزب الشعب الجمهوري وتدعوه إلى "التنحي". 

و هناك أسماء مهمة داخل حزب الشعب الجمهوري وقريبة من كليتشدار أوغلو مثل مراد كارايالتشين، وإنجين ألتاي، يقودون الدعوات إلى التغيير أيضاً قائلين: "نحن بحاجة إلى معرفة كيفية الانسحاب".

ثقة غائبة

وذكرت الصحيفة أن حزب الشعب الجمهوري عانى من هزيمة كبيرة في الانتخابات الرئاسية، حيث فشل مرشحهم في  أن يحصل على أي أصوات من خارج حزب الشعب الجمهوري.

وإدارة الحكم في تركيا لم تكن مهمة بالنسبة لهم، فمنذ البداية كان هناك قتال من أجل المناصب. والآن انتشرت هذه المعركة داخل الحزب. 

والتقى إمام أوغلو وكليتشدار أوغلو وجهاً لوجه عدة مرات بعد هزيمة الانتخابات. ومع ذلك، لم يكن من الممكن للاثنين التوصل إلى نتيجة لأن إحساسهما بالثقة في بعضهما البعض قد ضعف. 

وكان موقف كليتشدار أوغلو الذي لم يكن ينوي ترك مقعده كزعيم لحزب الشعب الجمهوري، مشابهاً لموقفه وتصميمه في  كونه المرشح للرئاسة.

على سبيل المثال، صرح الكاتب إسماعيل سايماز، المعروف بقربه من حزب الشعب الجمهوري أنّ كليتشدار أوغلو قد أغلق الباب أمام ترشيح أكرم إمام أوغلو، وأجاب على طلب التغيير بجملة "أولاً، اربح في انتخابات بلدية إسطنبول. وسننظر في الأمر لاحقا".

أكرم إمام أوغلو، الذي لم يحصل على الإجابة التي أرادها في الاجتماع، زاد من عتاده.

ووفقا لمزاعم سايماز، فقد أرسل لكليتشدار أوغلو النَّهجَ الذي سيتمُّ اتِّباعه. ودعا كليتشدار أوغلو إلى "إعلان أنه لن يكون مرشحا أمام الهيئة العامة لتحديد رئاسة الحزب".

علاوة على ذلك، كان تصريح عضو هيئة المؤهلات المهنية في حزب الشعب الجمهوري بولنت كوش أوغلو لوسائل الإعلام والذي يفيد أنَّ "كليتشدار أوغلو سيكون مرشحاً" إثباتاً بأنَّ المعركة على المقاعد قائمة بين الاثنين. 

عزاء المعارضة

ونقلت الصحيفة التركية عن إسماعيل سايماز تعليقه طلب رئيس مجموعة حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل للترشح.

وقال: "إنَّ جبهة إمام أوغلو تنظر إلى أوزيل على أنَّه حليف أكثر من كونه منافساً. وإنَّ حزب الشعب الجمهوري يتجه نحو مؤتمر استثنائي حيث سيتنافس ثلاثة مرشحين". 

وتجري مناقشة الادعاءات بأنه تم التوصل إلى اتفاق بين أوزغور أوزيل وإمام أوغلو على منح رئاسة الحزب لأوزيل والترشيح الرئاسي لإمام أوغلو.

وبالنظر إلى الدعاية التي قام بها إمام أوغلو و كليتشدار أوغلو وميرال أكشينار في الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية ضمن فعاليات الحملة الانتخابية لكليتشدار اوغلو، فإنَّ السؤال الأهم يكمن فيما إذا كان إمام أوغلو يمكن أن يتصرف بشكل مختلف لو كان مرشّحاً. 

وذكرت الصحيفة أنّ إمام أوغلو لا يتمتع بنفس القوة التي كان عليها عندما تم انتخابه عمدة لبلدية إسطنبول الكبرى. كما أن أداء رئاسة البلدية لمدة 4 سنوات ضعيف للغاية.

وعند النظر إلى الوراء، سنرى أنه لم يضرب مسماراً في إسطنبول ولم يقُم بإنجاز مهم خلال فترة توليه المنصب. 

وفي الفترة الأخيرة، سافر من مدينة إلى أخرى في الأناضول ليصبح نائب الرئيس، ولكنه لم يزر إسطنبول. ولا يبدو موقفه جيداً في استطلاعات الرأي الأخيرة. 

ولكنَّ السؤال المهم هو: هل تُمَثِّل الحُجَج القائلة بأنه "لو كان إمام أوغلو مرشح الائتلاف الوطني، لكنا فزنا" عزاءً للمعارضة؟ تتساءل الصحيفة.

ونظراً لأنه يرى هذا الموقف بنفسه، يبدو أنه لا يستطيع المخاطرة بعدم ترشيحه، تختم يني شفق.