محاربة المخدرات وحل أزمة اللاجئين.. مبررات يسوقها العرب لتعويم الأسد 

12

طباعة

مشاركة

رفض ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حضور نظام بشار الأسد الدورة الـ32 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، المقرر انعقادها بمدينة جدة في 19 مايو/ أيار 2023.

وكانت السعودية دعت عبر سفيرها في الأردن نايف السديري، رئيس النظام السوري بشار الأسد، رسميا، للمشاركة في القمة، وذلك لأول مرة منذ 11 عاما، حيث جرى تجميد مقعد سوريا بسبب قمع الثورة الشعبية.

وكان لافتا أنه بالتزامن مع وصول وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، إلى جدة، للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، في 16 مايو 2023، أحبطت السعودية محاولة تهريب 1.4 مليون حبة كبتاغون داخل شحنة ألواح خشبية.

وتتهم تقارير عربية وغربية نظام الأسد بتصدير حبوب الكبتاغون إلى الدول العربية، إذ باتت واحدة من مصادر دخله الأساسية بعدما فرضت عليه الولايات المتحدة ودول غربية عقوبات شديدة.

ووصل المقداد جدة على رأس وفد ضم وزير الإعلام بطرس الحلاق، ومعاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، ومدير مكتب وزير الخارجية جمال نجيب، واستقبلهم الوزير المفوض من وزارة الخارجية السعودية مازن بن حمد الحملي.

وبدورها، أقرت "لجنة العلاقات الخارجية" بالكونجرس الأميركي، في 16 مايو، بأغلبية ساحقة مشروع قانون لمكافحة التطبيع مع النظام السوري، وذلك بعد أيام قليلة من طرحه من قبل "التحالف الأميركي لأجل سوريا".

وأبدى ناشطون على تويتر عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #سوريا_لا_يمثلها_الأسد_المجرم، امتعاضهم الشديد من التطبيع العربي مع النظام السوري وإعادته رسميا إلى جامعة الدول العربية وتجاهل جرائمه كافة بحق الشعب وتدميره للمدن السورية وتهجيره وقتله للسوريين باختلاف فئاتهم.

ووصفوا القمة العربية المرتقبة بـ"قمة العار"، والجامعة العربية بـ"الاسطبل"، مؤكدين أن السعودية التي قادت حراكا عربيا لإعادة تعويم الأسد لطخت اسمها بتطبيعها معه، فضلا عن منحها إيران الداعمة للنظام السوري انتصارا سهلا يخلد في تاريخها.

وسلط ناشطون الضوء على الجرائم التي ارتكبها الأسد، من قتل وتهجير وتشريد وتغيير ديمغرافي، وذكروا بأنه مطلوب دوليا ومتهم بارتكاب جرائم حرب، واتجار بالمخدرات، معربين عن استيائهم من أنه أصبح محاطا بهالة عربية داعمة وحامية له. 

وتباينت ردود الفعل على قانون مكافحة التطبيع مع الأسد المقر من قبل الكونغرس الأميركي، إذ رأى فريق أنه انتصار للحراك السوري في واشنطن، بينما شبهه آخرون بقانون محاربة الكبتاغون وقانون قيصر اللذين لم يطبقا على أرض الواقع حتى اليوم، وفق رؤيتهم.

قمة العار

وتفاعلا مع الأحداث، تساءل الكاتب بسام جعارة: "ماذا تستطيع قمة العار في جدة يوم الجمعة المقبل أن تقدم لتعويم مجرم الحرب جزار الشام سوى أن تؤكد على تحالف الطغاة!؟"

ووجه محمدالشامي، رسالة إلى كل من طبع من بشار الأسد وإلى كل من أرسل له دعوة لحضور "قمة الشنهقة العربية"، قائلا فيها: "الله لا يقيم الشدة عن قلبكم أولا،  لحقوا كبتاغون وحشيش للجو ببلادكم ثانيا، نصيحة فتشوا بشار وطيارته بس يوصل لعندكم ثالثا".

إلى كل من طبع من بشار الأسد وإلى كل من بعتله دعوة لحضور قمة الشنهقة العربية:

الله لا يقيم الشدة عن قلبكم أولا
لحقوا كبتاغون وحشيش للجو ببلادكم ثانيا
نصيحة فتشوا بشار وطيارته بس يوصل لعندكم ثالثا

— Mohammad.alshamy (@mohammad_shamy0) May 17, 2023 

وسخر الناشط ماجد عبدالنور، من استضافة السعودية للوفد السوري، قائلا "ينام الآن في فنادق جدة وفد بشار الأسد الإعلامي، وهو مكون من فريق كانت مهمته تلفيق التهم على السعودية، وشتمها وشتم تاريخها وشتم آل سعود بأشنع الألفاظ.

وأضاف: "الآن الوفد ينام على أجمل الأسرّة ويأكل ما لذّ وطاب من الطعام ويشربون النبيذ والعصير على شرف من سموهم بالأمس بأشباه الرجال”.

ينام الآن في فنادق جدة وفد بشار الأسد الإعلامي، وهو مكون من فريق كانت مهمته تلفيق التهم على السعودية، وشتمها وشتم تاريخها وشتم آل سعود بأشنع الألفاظ، الآن الوفد ينام على أجمل الأسرّة ويأكل ما لذّ وطاب من الطعام ويشربون النبيذ والعصير على شرف من سموهم بالأمس بأشباه الرجال.

— ماجد عبد النور (@Magedabdelnour1) May 16, 2023

وعرض صاحب حساب ساخر يحمل اسم "بشار الأسد"، صورة وفد النظام السوري الذي وصل جدة، قائلا "شبيحتي الإعلاميين الذين كانوا قبل شهر يشتمون السعوديين ويصفونهم بأسوأ الألفاظ بالإضافة إلى التطاول على أعراضهم وكرامتهم، البارحة كانوا ضيوف ولد سلمان في جدة”.

وأضاف: "ولد سلمان ليس منبطحا للإيراني وجبانا ومعاديا للمسلمين والعرب فقط بل حتى يحتقر شعبه ويجلب لأرضه من يشتم مواطنيه”.

شبيحتي الاعلاميين الذين كانوا قبل شهر يشتمون السعوديين ويصفونهم بأسوأ الألفاظ بالإضافة إلى التطاول على أعراضهم وكرامتهم ،البارحة كانوا ضيوف ولد سلمان في جدة
ولد سلمان ليس منبطح للإيراني وجبان ومعاد للمسلمين والعرب فقط بل حتى يحتقر شعبه ويجلب لأرضه من يشتم مواطنيه pic.twitter.com/bJY2mUUWqe

— ᵖᵃʳᵒᵈʸ بشار الاسد (@bashar__asad) May 16, 2023

ونشر الناشط والإعلامي عمر مدنية، مقطع فيديو لتعذيب جيش النظام السوري لمواطن مدني، داعيا إلى أن تكون افتتاحية القمة العربية بهذا الفيديو لكي يفتخر بشار الأسد بشبيحته الذين يعذبون السوريين.

يجب ان تكون افتتاحية القمة العربية بهذا الفيديو لكي يفتخر بشار الأسد بشبيحته الذين يعذبون السوريين
pic.twitter.com/XBKOT9XS9y

— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) May 16, 2023 

قانون أميركي

في سياق متصل، أوضح الكاتب والصحفي أحمد موفق زيدان، أن مصادقة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس على مشروع مناهضة التطبيع مع عصابات الكبتاغون وطرحه للمصادقة خلال أربعة أيام أمام الكونغرس، يتزامن مع انعقاد القمة العربية بحضور ممثل دولة الكبتاغون.

وأكد أن كل هذا يؤشر إلى تطورات مفاجئة قادمة ربما، ووجه الشكر لكتيبة اللوبي الثوري السوري المرابطة في واشنطن، داعيا الكتائب في ثغور الشام أن تستعد لقنص لحظة قادمة.

وأكد مدير شبكة الحقيقة أبو المجد ناصر، أن قمة جدة لا خير فيها سوى أنها استدعت موقفا أميركيا متشددا تجاه أخطر نظام إرهابي عرفه التاريخ الحديث برعاية دولتين دمويتين همجيتين روسيا وإيران.

ورأى أن منع لجنة العلاقات في الكونغرس الأمريكي التطبيع مع الأسد، رسالة واضحة لقمة جدة، وتطور يبرز حجم العار الذي لبس المطبعين.

وأشار الصحفي العربي مصطفى كامل، إلى أن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي استخدمت آلية تسريع التصويت على مشروع قانون (مناهضة التطبيع مع نظام بشار الأسد H.R. 3202) بعد 4 أيام من تقديمه وهي رسالة قوية إلى القمة العربية في السعودية.

ولفت إلى أن التسريع يحدث بقضايا ذات أهمية كبرى، ويتوقع تمريره بأغلبية كبيرة من الحزبين.

مبررات مرفوضة

وبرزت تساؤلات بين الناشطين عن العائد الذي تجنيه المملكة من تطبيع علاقتها مع الأسد، ساخرين من المبررات كافة التي سيقت كالحد من تجارة المخدرات وحل مشكلة اللاجئين السوريين وغيرها.

وأكدت السياسية عالية منصور، أن ملف اللاجئين ملف آخر لابتزاز الدول العربية يُضاف إلى ملف تصنيع وتهريب الكبتاغون.

وأوضح المحامي عبدالناصر حوشان، أن العرب يعيدون سيناريو تسليم العراق لنظام الملالي، في سوريا، ويسلموها اليوم بعد نزع شوكة العرب السُّنة، وتحويل الجيش السوري إلى قوات مليشياوية مزدوجة الطائفية داخليّة ومستوردة، بعد اعتقال وطرد وتهجير الضباط وصفّ الضباط السنة أو انشقاقهم وتحويل مؤسسات الدولة إلى مؤسسات طائفيّة تشبيحيّة صرفة.

وانتقد أحد المغردين، فرضية احتضان النظام السوري لتقنين تجارة الكبتاجون، أي التقرب منه ومكافأته لكي يتراجع عن سلوكه في تبني وتصنيع وتجارة المخدرات.

وأكد أنها أثبتت زيفها لأن تجارة الحشيش ازدهرت أيام ذروة العلاقات السعودية السورية منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما كانت العلاقات "سمن على عسل".

وأشار عبدالغفور الدياب، إلى إحباط محاولة تهريب أكثر من 1,3 مليون حبة مخدرة، عُثِر عليها مُخبأة في ألواح خشبية وردت عبر ميناء جدة في السعودية.

وأكد أنه مع كل زيارة لمسؤول دولة كبتاغون -في إشارة إلى فيصل المقداد الموجود الآن في المملكة- يتم تصدير شحنة مخدرات لدولة المضيفة.

وتساءل صباح محمود الفلاحي: "هل إعادة المجرم بشار الأسد إلى حظيرة العاهات العربية (جاء) بسبب تفوق نظامه في تسويق المخدرات إلى شعوب أشباه الرجال أمثاله من حكام العرب الذين يتسابقون لتدمير الأمة وشعوبها؟"

ونشر الكاتب الصحفي والإعلامي محمد عطري، صورة معدلة لطاولة القمة العربية عليها كمية هائلة من حبوب الكبتاغون، معلقا عليها بالقول: "يبدو أن مفعوله يهيمن على قمة جدة بعد دعوة ملك المخدرات بشار الكيماوي للقمة".

وأضاف: "بشار البهرزي وإيران يغرقون عواصمكم بالمخدرات والإرهاب وأنتم تستقبلونه وتلهثون خلفه بمشهد مُهين مُذل".

وانتقد مراد وهيب، ترويج النظام السعودية لحملة مناهضة للمخدرات، متسائلا: "كيف وطن بلا مخدرات والدولة واقفة على رجل واحدة فرحا وابتهاجا بأعظم صانع وتاجر لها في العالم عبر التاريخ؟؟!!"

خشية إيران 

ورأى ناشطون أن الرياض أصبحت شريكة طهران في دعم الأسد ومساندة جرائمه، مؤكدين أنها سعت لتطبيع العلاقات معه وإعادته إلى الجامعة العربية خشية من إيران.

وأشار الكاتب حمد الجاسر، إلى أن بشار الكيماوي لا يبدي أي امتنان أو احترام للخليج على تهافت بعض حكوماته للتطبيع "العلني" معه وإعادته إلى إسطبل الجامعة العربية.

وأرجع ذلك إلى أنه يعلم أن المسيرات والصواريخ الإيرانية التي أطلقتها عصابة الحوثي (في اليمن والموالية لطهران) هي ما فرضت عودته إلى الإسطبل وفوقها 4 مليارات دولار.

واستنكر المغرد بدر، مسارعة القومجين العروبية للتطبيع مع بشار المجرم بحجة السلام، مع نسيانهم جرائمه.

وأكد أن الحقيقة ليست كما يروج له، بل سبب تهافت السعودية على تطبيعها مع الأسد هو الخوف من الرعب الإيراني، وأذنابه مثل الحوثي الذي أصبحت المنشآت الحيوية السعودية تحت رحمة صواريخه، وفق قوله.

وبين أحد المغردين، أن رؤساء الأنظمة العربية يلهثون لدفع اللاجئين السوريين إلى حفرة التضامن للارتواء من دماء عرب سوريا، تلبية لأوامر مشغلهم وقائدهم الروحي (المرشد الأعلى الإيراني) علي خامنئي والمجرم بشار الأسد.

وارتكبت قوات النظام السوري في أبريل/نيسان 2013 مجرزة بحق 41 شخصا على الأقل أحرقت جثثهم في حي التضامن بالعاصمة دمشق، وفق ما أظهر مقطع فيديو نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، وأثار اهتماما واسعا.